أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - قراءة في -سيرة المهجرين بين الأسماء- ل -عبدالرحيم ناصيف ومصطفى استيتو-















المزيد.....



قراءة في -سيرة المهجرين بين الأسماء- ل -عبدالرحيم ناصيف ومصطفى استيتو-


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 23:06
المحور: الادب والفن
    


"الألم مداد القلم"- أبو حيان التوحيدي
"الرواية هي سيرة الكائن المنسي" – ميلان كونديرا-
"اللغة أخطر الملكات البشرية" – هولدرلين –
مشهد أول : صرخة بمذاق الفقدان أو سيرة السجين رقم 9355
قال بأن الكلمات تغير العالم ، حين انتبه إلى أن لسانه المجروح ، لم يعد يسيل دما ، فقد طال مثلما طالت أصابعه المقطوعة ، ليصرخ بكل اللغات ، هذا الذي وجد في المكان الخطأ ، وفي الزمان الخطأ ،فعانق العالم بصرخة ، صرخة جعلته عنوة من العابرين إلى "الحياة "، أنجب نفسه بنفسه ،كان يعرف انه آت من لا شيئ ،وهو يبول على العالم ، ويضحك على "علم الاحياء" ، بجسده المكور في ثلاث سنوات عجاف ، سجل في ركن المتغيبين بشعر أملس ، وعينين صغيرتين ، ولسان سليط ، وأصر على حمل بدلة الكاكي كسجين في فيلق إعدام ،بدلة التصقت بجلده مثل بقع الأكل والزيت لتصير جزءا من جغرافيا جسد أدمن "الإستماع والإنصات" ، ثم حاد عن الطريق ،عابثا بكل شيء ، عاشقا هواية "التميخيل" ، بدل جمع طوابع بريد لا يملك عنوانا لاستلامه غير الهامش والنسيان ..
هو الطفل الذي كان يرى من ثقب في الجدار ، هذا "اللئيم " ، آخر الغجر والبوهيميين وصعاليك هذه الأرض ، هذا الذي عاش التهجير القسري من اسم لآخر ، ومن مكان لمكان ، فأمعن في حمل " ذاكرة متنقلة للأمكنة وللأشخاص "، تعددت فيه الأسماء ، مثلما تعددت على جسده الرخو أشكال التعذيب ،فصار عنوانا لكل شيء ، العنف اللفظي والفلقة والناموسية والطيارة والتعلاق والعزلة الإجبارية والصفع واللكم وما شئتم من فنون المحو ، حتى نضج جلده قبل الأوان ، فصار كهلا يلوك أيامه الخوالي ممتشقا ذاكرة الفقدان .
صك اتهامه أن تعددت فيه شهادات الميلاد ، فكانت هوياته الممزقة جثامين يحملها على كتف مكسور ، من "عبدالرحيم بنرقية" إلى "عبدالرحيم ناصيف" ، مرورا ب"عبد الرحيم بوبكر" ثم "عبدالرحيم بنعبدالله " ، وحدها الصدفة الماكرة كانت تجعل منه رحالة بين الأسماء ، فمن يحكي ..؟ من حمل على كاهله بلاغة بوح جارح ..؟...
يحكي عبد الرحيم سيرته بصوت عالي ، فتتعدد فيه الأصوات ، يحكي ب"كان" كفعل ناقص ،بضمير الغائب ، بلسان سارد يحمل عنه آثام البوح ، تجيء الحكايات مغمورة بالنقص مكثفة بالغياب ، تتشظى اللغة في فمه فتأتي مبللة بالدم ، ومنكهة بالألم ، جراح عميقة في الجسد ،وجراح أخرى تدق جدران الكلمات التي تحكي ، هذه الصرخة الفاتنة التي يحاكم بها العالم ، كانت حجرا مقطوعا من جسد طفل بقي عالقا بين الاسماء ، وكانت شلال ماء صقل من دموع الفقد، كانت يدا تخيط أشرعة ذاكرة النسيان ، يد ساقها قدرها إلى بركاصة "الدار" ،لتنقد رسائل عابرين قدامى من الحرق ، من إعدام محقق لذاكرة أمكنة ممسوسة باللعنة ، معرضة لمعاول هدم بطعم القتل ، ولنيران كثيفة من كل اتجاه..
يحمل عبد الرحيم الرقم 9355 مثل الصليب ، يتنقل من ذاكرة لأخرى بأرجل شققتها المسافات ، برأس شاخت فيه الحكايات ، بلسان ضمآن ، وبحنجرة تخشبت فيها الكلمات من كثرة الصراخ ، وبصوت أجش ، واثق ، لئيم وماكر ، سيروم تفجير المسكوت عنه ، نسف حيطان الصمت ، هكذا كان بوحه جرحا في جسد الكتابة ، الصوت المقاوم للنسيان ، هو عبد الرحيم ..هذا الطفل الذي سيصرخ في وجه الحياة :" في ذلك العيد تغير العالم " ، هو الذي سيركل العالم نفسه على مؤخرته برجل عرجاء ، فقدت طراوتها في حفلة تعذيب خرقاء ، هو عبد الرحيم ، هذا الطفل الذي لا يتذكر أنه كان يوما كذلك ، ربما أنجب نفسه بنفسه كما تقول الحكاية ـ، أو ربما أنجبته لذة مسروقة ، فشب يلعق القسوة ، ويلوك الرماد ، ومثلما يرفض أن يجس جسده كما تجس بهيمة تساق للذبح ، أو جارية في سوق العبيد .. سيرفض أن يكون جزء ا من "القطيع" ، أي لكروب بلغة جلاديه ، في ذاكرة الموت سيحكي عن العبور الصعب إلى ضفاف الغياب ، رشيد القاضي ، قرفا الصغير ، وسعيد عودي ، كان الموت يتربص بهم مثل الطرائد ، كما سيتربص بآخرين ، وسيحكي في ذاكرة الحراكة عن موت بطعم آخر ، لأطفال " ما كايسواو حتى بصلة " ، هؤلاء المهجرين بين الأسماء ، سيصبحون مهجرين بين جغرافيات الموت ، كأن العبور بين "الهنا " عبور بين "الهناك" ، وكما في أفلام الرعب ، سينظم عبدالرحيم عمليات فرار من "جحيم الدار" إلى "جحيم برا" ، هذه الهواية التي ستنظاف إلى هواية "التميخيل " والإنصات ، ستجعل عبد الرحيم يكتشف حواشي الرصيف ، وتوابله المرة ، لكن تفوقه الدراسي الذي كان وسيلة دفاع ، سيلفت الأنتباه لطفل مشاكس ، يحمل في داخله غربة الأشياء ، والأسماء ، والأمكنة ، ويمشي بكاهل مثقل بالوصم ..عبد الرحيم هذا المتعدد الواحد ، ستمرغه الحياة بين تجاعيدها الرخوة ، سيصقله هذا العبور الجريح بين المخيمات والقراءة والشغب والطيش ، ليجد له مكانا تحت الشمس ، ليستطيع الحلم ، تحت ضربات الجلاد : "ما كانبقاش نفكر فيها ، كانبدا نحلم "...عبدالرحيم الكاتب والمكتوب ، نشيد الصرخة الواثقة ، العلبة السوداء للألسنة المقطوعة ، لأمكنة وأسماء عاشت فداحة الفقدان..

مشهد رقم اثنان : الوجه الآخر للسان تنزف منه الحكايات مثلما ينزف جرح يابس ، أو أغنية السجين رقم 5876
قال :"سأطلق صرختي أنا الآخر "..وحكى بضمير "الأنا " ليوقع بنفسه على صك الإدانة.....
هذا الذي يحمل في أعماقه شجرة أحزان زاخرة ب "الحياة" ،سيروي هول الكارثة ، ولن ينتظر القصب حتى يطول، ليصبح وغدا كالآخرين ،أولئك الذين مضغوا خبز الألم على الريق ، عجنوه بالدم ، ابتلعوه صراخا ، ثم بصقوا أعطابهم على وجه العالم ..
لم يرضع مصطفى من ثدي أمه سوى ضحكة ، كانت بالنسبة إليه ذلك الصوت الآتي من رائحة الوجع والتراب ، من مجرات الفرح الباكي ،ومن عوالم التيه، كان مصطفى من خلال تلك الضحكة يتطلع للسماء فيراها بلون البياض ، لم يكن بياضا كحليب الحب ، بل كان بطعم الرماد ،هكذا سينتمي هو الآخر ل "الغزاة الجدد" ، لميليشيا القراصنة العابرين خرائط البؤس ، وللأنبياء الذين خانتهم الأقدار ، وكمتطفل ماجن على ما يسمى " الحياة"، سيصير مورطا في لعبة الأسماء مثل رفاقه الرهبان ، الذين وزعوا صكوك الندم على بعضهم ، وهم يمضغون الصمت ، ومثل أكروبات يجيد طي الريح بين أصابعه البيضاء ، كان مصطفى يقفز من إسم لآخر ، "اللايمني مصطفى" ، "مصطفى بنعبدالله " ،" مصطفى غسان"وكاد يكون "مصطفى شكيب" ، ثم "مصطفى استيتو"، كان يقفز بين كل ذلك مثل بهلوان في سرك كبير ، وهو يبرم ضحكة أمه بين شفتيه ، ويومئ للقصب أن يطول ، كان يقشر جرحه مثلما تقشر العانس أيامها ، وينثر الكلمات بين الفجاج ، لينمو قصب آخر ، فوق غربة الأسماء.
تهمة مصطفى هي الضحك بصوت مسلوخ ، معلق على حبل ممسود بالملح والماء ، وهواياته المتعددة ، التنكر في هويات ممزقة ، والقفز بين الأسماء ، في الهامش تناسلت حكاياته المنسوجة من نول الجرح ، لكنه ظل موثقا بخيط ضحكة ، عصرتها أمه من جوفها وأرضعته حليبا مغسولا بأوجاع "المرض الخبيث " ، من درب "درب الفقرا" تعلم الصراخ ، حيث عاش الحلاق الشهيرلمحمد الركاب ، صنو درب "الشرفا والطلبا" ، وزنقة "القاهرة " ، وشارع "الفدا " ، ثم ساحة السراغنة ....الهامش الذي يمتد إلى ما لا نهاية ، وعلى حيطانه العاتمة وإسفلته الفاحم سيحبو باتجاه اليتم..
ربما سيكون ذنب مصطفى الوحيد ، أن أمه رحلت قبل أن يكبر القصب ليطال قامته ، فظل مشدودا لضحكتها ، لكن "عالم برا " سيلكزه بيدين صخريتين ، وسيمضغه بأسناء عرجاء ، ليصبح جديرا بالإنتماء إلى نزلاء" الأعطاب" ..هكذا جايل مصطفى "أفراد عصابة " من نوع خاص ، يسمون في عرف الهامش "أولاد الدار " ، "أولاد الخيرية" ، وفي قواميس الوصم "اللقطاء "، "أولاد لحرام " ، "المقطوعين من شجرة " شجرة الحياة ، سيختاره القدر أن يكون عابر أسماء وأمكنة ، من "درب الفقرا " ، إلى خيرية عين الشق ، ثم نادي الطالب عين البرجة ،سيربي هو الآخر أظافر ليفرك بها أيامه الفاحمة ، ولسانا سيجرح به الصمت ، وبدل الصراخ ، سيغني وهو يصغي السمع لضحكة أم غابت في زحمة الآلام ، وسينتقم مع ثلة من المتآمرين من بطش الجلادين ، حراس المعبد الجدد ، وسراق خبز وهواء الأيتام..
مصطفى وجه آخر للسان الذي سيصرخ، غنى بصوت شاخت فيه قسوة الأمكنة، وحكى..حكى كأي طفل يكتشف وحشة العالم ،هذا الناسك المتشائل حتى النخاع، وهو يرى القصب يتساقط حطبا في محرقة الغياب ، لم تشفع له الأسماء التي تاهت في لسانه ، فبقي عالقا في الغبار ،مثل دمعة عزلاء في مناديل الفاجعة ، ووشما على حيطان "الدار لكبيرة" ، لم يملك سوى يدين حضنت رفيق الدرب ، وخاطت أقمشة الحنين للعابرين كما تعبر الذكريات ، وكان لسان رهط من المعطوبين والعصاة ، الذي نزفوا ألما وهم يدمنون الصمت ، فهل تعرفون سارق الخضار في سوق "القريعة " الشهير قرب حي كريكوان ، من أجل لقمة العيش ؟ سيقول لكم الإسفلت المتآكل تحت قدميه ، وكل الجدران الحزينة أن مصطفى صار سارقا بامتياز، من أجل "كميلة العائلة" ، وستبوح الطرق البئيسة أنه كاد يترك رجله على قارعة طريق مليء بالمتاريس،مكتظ بالحواجز والأوحال ، وحين ضاقت به الأرض ، ستختار له "الحياة" لا الصدفة أن يكون " ولد الخيرية ديال الصح ٌ ، بعد أن تمرن على حرف كثيرة ، وتدرب على مضغ الالم.
"كان علينا أن نعبر ذلك الجحيم بأقل الخسائر" ، قالها مصطفى وهو يجس نبضه على قلبه ، كان يعرف أنه الجحيم ، وأن الخسائر ستكون فادحة ، لكن الضحكة لم تفارقه ، وهو يدمن فضاعات الهامش ، يسقي أصيص الذاكرة بعرق الحكايات وريق الأسرار ....
فكل التحولات التي عاشتها الدار "لكبيرة" ونادي الطالب بعين البرجة كان يعرفها مثل أصابع يديه، كان يحدسها بقلبه ، وحين سيرى دموع "أولاد الدار "، تلك الدموع المثقلة برائحة الحزن ، سيعرف أن هؤلاء ، لهم أيضا مشاعر ،حينها فقط ..سيكبر مثلما لم يكبر من قبل ،وسيتطلع في الأفق كي يسائل السماء للمرة الألف عن القصب الذي لم يطل..
ستكون أستاذة اللغة الفرنسية "نافذة فرح " غردت في أسطح أيامه ، مثلما كانت شهرزاد الحضانة ، فاطمة لحسن ، بالنسبة ل عبدالرحيم ..لكن الوصم سيمتد حتى النخاع ، "ولاد لقحاب ، كابرين غير بالعدس ، اللقطاء" ، ستسيل الكلمات مثل سم دسم في جسد مترهل ،ومع كل وصم ستمتد السرقات كالنار في الهشيم ،سيعلن في ركن الغياب ، عن ضحايا آخرين للفقدان ، المخيمات والرحلات ،"المطابيع" ، جوائز المتفوقين ....وسينتشر الخبز الأسود المعجون بدموع النزلاء ، وبريق هواجسهم المجروحة ، ستسقط الأمكنة ليزحف الثلج ، ومثلما أعدم المركب الإجتماعي للحي الحسني ، سيعدم نادي الطالب بدم بارد ، في انتظار إعدامات أخرى ، ليدرك ساكنو الأعطاب أن القصب أبد لن يطول ..
سيكون مصطفى فقط واحدا من المهجرين قسرا بين الأسماء ،واحدا من الذين عبروا حاملين تشوهات أمكنة ضاقت بهم ، جراحهم على ألسنتهم ، و"أحلامهم" حبلى بسنوات جمر ورصاص من نوع خاص ،و سيظل يقفز بين الأسماء ، ويخدش حجر القدر بأظافر ملساء، هو الآن مصطفى استيتو ، هذا القرصان التائب ، الذي تعبت منه "الحياة"، ،و بعد أن عثر صدفة عن أب ، عالجه بقبلة باردة على اليد ، مقابل دمعة تحكي الكثير من الأسرار..
رؤية من خارج: النزلاء ..هؤلاء العالقون بين الغبار، السجناء مع النفاذ المعجل
عشاق لحسن ، كمال زروق ، بيدار الأحول ، مسرور عبدالعالي ، النوفلي ، موراد الصغير ، رشيد القاضي ، قرفا الصغير ، هوشاد ، الاخوان كبوري ، رشيد هاني الأخوان العزري ، مصطفى آكايا ، بتيعيش ، بوشنتوف ،حسن قربال ، عبدالكريم الساجي ، نورالدين بوشيبة ، محمد خداري ، محمد سهايل ، عبدالرحيم عروس ، خالد لعجالي ، ابراهيم فاهيم ، يوسف عواني ، عبدالكريم الحريري ، مجيد عبدالكريم ، ابراهيم فريطليس الديراوي ، عبدالجليل الجولاني .........................................................
كلهم عبروا من هناك ، كانوا ممسوسين بلعنة الفقدان ، وحين فاجأتهم خسة العالم ، فلحوا دموعهم بمذراة أظافرهم ، وزرعوا الألم ، ليأكلوا من خشاشه جوعا حافيا ، هؤلاء الذين عبروا بين الأسماء والأمكنة ، حاملين جثامينهم على نعوش الذاكرة ، بقي صراخهم عالقا بين الفراغات ، وحين افترشوا الأرض ، عراة من هوياتهم وأوهامهم ، تألم التراب لأجلهم ، وقد صاروا لغة للحكايات ، ومدادا للكتابة ، لم يبك الحجر في جنازاتهم ، حين شيعهم الصمت ، لأنهم لا شيء في عرف الحياة ، هؤلاء المنفيون في أقفاص الغياب ، والمزهرون في أصص النسيان ، الذين وضعوا لحمهم الحارق على لحم الارض ، فصاروا وجعا للحصى ، وصار الغبار الذي تبرأ من هواجسهم هو الآخر اسما من أسمائهم ، المتلصصون على الحياة من فتحة الجرح النازف ، والساكنون بيت العراء ، ومجد الصمت ، "الأشقاء بلا قانون بيولوجي " ، كما حكى مصطفى ، أولاد" الدار لكبيرة " ، العلبة السوداء لمجتمع مشبع ب "الرياء الأخلاقي " حتى التخمة ، ومثقل بالعبث....
زوم : ذاكرة الأمكنة أو حين يتكلم المكان بلسان "هم"..
في "سيرة المهجرين بين الأسماء "، يكتب الهامش سيرته بدموع النزلاء ، فيصبح المكان هو الآخر لسان يحكي حكاية الحيطان والجدران ، "عالم آخر زاخر بأسراره" ، يكتب سيرة أخرى ، ببلاغة المحو ، هذا المكان المغلق ، المثقل بالغياب ، كان قدره أن يكون هو الآخر منحازا لنزلائه، للامألوف ، وللتشوهات الصارخة ، وللإعدامات المتكررة ، المركب الإجتماعي الحي الحسني ، الذي سيصير بقوة الأشياء "الدار الحمرا"، كمكان للخوف ، نادي الطالب ، وبعده خيرية عين الشق ، التي حين كانت تدك ، كانت دموع النزلاء تقشر من عيونهم مثلما يقشر جرح قديم ، كانت أشياء كثيرة تنهار في الداخل كما تنهار الجدران ، وكان البرد القارس يحوط الأجساد ، بعد أن التحفت العراء ..
من هامش الكتابة إلى كتابة الهامش
تحاول "سيرة المهجرين بين الأسماء " الحفر في ذاكرة العطب الجمعي ، لكتابة السردية المنسية للنزلاء ، هؤلاء الأبطال الإشكاليون – إذا كان بالإمكان استعارة مفهوم "البطل الإشكالي" – عرفوا مصائر معقدة ، وحيوات خارج المألوف "الأخلاقي" والتربوي والقيمي ، كانت حافتهم الهامش ،حيث الدرجة الصفر في الإنسانية ، هناك ترعرعوا مثل شيء ينبث في العراء ، إما باحثين عن قيم نبيلة – جورج لوكاتش - ، أو في علاقة مختلة بينهم وبين عالم "الأسوياء "- لوسيان غولدمان-...هكذا جاءت "سيرة المهجرين بين الأسماء "وسيلة دفاع من أجل هؤلاء ، لسانهم المقطوع ، وكلماتهم الحارقة ، ضد ثقافة الوصم ..
يقول حسن بحراوي عن هذا النوع من الكتابة : "لعل الميزة الأساسية لهذا النوع من الإنتاج الأدبي ، هي كونه يخترق المألوف في التفكير والتعبير ، وينتهك الطابوهات الأخلاقية والإجتماعية ..."، وكتابة الهامش تمتاز بهذه الميزة ، أن تكون وسيلة تعرية ، ولسان مهمشين وأن تقرأ لا قراءة سياح متطفلين ، تستهويهم مشاهد الألم الحافي،فيصدرون زفرات الحسرة كانفعال طهراني ، ولعل الهامشية في" سيرة المهجرين بين الأسماء" هي :
هامشية الشخصيات/ هامشية المصائر / هامشية الفضاءات (الأزمنة والأمكنة) / هامشية الصيغة الفنية والجمالية التي عبرها كانت كتابة السيرة مغايرة ، مستفزة ، فاضحة..
هي كتابة منزاحة عن أفق انتظار القارئ التقليدي ، النموذجي ، "تخالف ما يتوقعه منها من تكريس للقيم الأدبية السائدة ، ومسايرة الرياء الأخلاقي " حسب نفس الكاتب ..هي كتابة سوداء ، بمداد الصراخ ، وبحبر سائل من جرح النزلاء ، ومن قطرات الدموع
إن كتابة الهامش لا تعني فقط الكتابة عن الهامش بل أساسا كتابة خارج ما يعرف ب "تقاليد الكتابة "، تلك القواعد المتعارف عليها ، النمطية ، والتي قد تصيب القارئ برتابة المقروء ، بل هي كتابة تبحث عن القراءة بفم فاغر ، بعين داهشة ، وبجسد قد يبكي من الداخل ، لكنه لن يفقد "متعة" التأمل في الفاجعة..هي كتابة تنحث أدواتها الجمالية والفنية الخاصة مستثمرة مخزون الذاكرة ، كأن عبد الرحيم ومصطفى يكتبان بمشرط حاد ، كأنهما يمزقان بشفرة حلاقة جسد الكتمان ، فتأتي السيرة كاشفة ، محتجة ، خارجة عن "جماليات المركز" ، وفاضحة لترهله..
العتبة /العنوان..أو لعبة الإلتباسات..
مفتاح الدخول إلى نص "سيرة المهجرين بين الأسماء" ، عتبة قابلة لتعدد القراءات ، حافلة بشحنة العنف والتغول ، كيف يمكن للتهجير القسري أن ينتقل من دالة المكان إلى دالة الأسماء ؟ إنها المفارقة ما يجعل العنوان يتأسس على التباس لغوي ، وعلى عنصر التغريب بهدف خلق انزياح المعنى..لقد جاءت كلمة "سيرة" في العتبة بصيغة المفرد ، و"الأسماء " بصيغة الجمع المذكر ، فهل هي سيرة مهجرين اثنين ( بفتح الراء وسكون الياء)– عبدالرحيم ناصيف ومصطفى تستيتو – على اعتبار أن العنوان ذيل ب "سيرة ذاتية" ، أم هي سيرة المهجرين بالجمع وهو منطوق الكاتبين ،وكيف يمكن أن تكون سيرة ذاتية بلسانين ؟ أليس هناك تعدد الرواة بتعدد الأسماء التي هجر إليها الكاتبان ؟ مما يطرح التباسات آخرى جعلت الدخول إلى متن الكتاب محفوفا بسؤال الجنس الأدبي للنص ، هل هو سيرة أم سيرة ذاتية أم سيرة ذاتية روائية ؟
كل سيرة ذاتية تكتب بسوء نية
يعرف الفرنسي فيليب لوجان السيرة الذاتية بأنها محكي استرجاعي نثري يحكيه شخص واقعي عن وجوده الخاص ، ويتابع الدكتور جميل حمداوي القول بأن السيرة الذاتية تستند إلى الإستبطان الداخلي للشخصية ، في علاقتها بالواقع الموضوعي ، وهي تاريخيا فن أدبي قديم ، ظهر عند الكتاب الأمازيغ ..وعرفها الغرب خاصة مع "اعترافات" جون جاك روسو ، و"البحث عن الزمن الضائع " لمارسيل بروست ،...ويمكن الإضافة أيضا إلى أن العرب القدامى قد عرفوا هذا النوع الأدبي متخفي في السير والتراجم ..لتفتح له آفاق واسعة في العصر الحديث مع طه حسين ، ومحمود العقاد ، وأحمد أمين ، والمازني ، وسلامة موسى ، وعبد المجيد بنجلون ، وليلى أبو زيد ، ومحمد شكري ، وعبدالله العروي ، والعربي باطما.....فهل يكفي تذييل "سيرة المهجرين بين الأسماء "ب "سيرة ذاتية" لتجنيسها كذلك ؟ وألا يمكن القول بأنها سيرة ذاتية بنمط تعبير روائي ؟ فقد سبق لمحمد شكري أن فعل ذلك مع "الشطار" ، وهل هناك سيرة ذاتية خالصة ؟ فهي إن اعترفت بمحاكاتها للواقع ، لن تحيد عن كونها تمثل له بوعي جمالي وفني ، وإذا كان المرجع في الرواية هو التخييل ، فإن ذلك لا ينفي حضور ذات الكاتب وإن بشكل مضمر ، والسيرة الذاتية التي تتأسس على مرجعية الذات و "الأنا"، تضمر هي الأخرى عنصر التخييل ..لايمكن بالتالي في النص المقروء نفي تدخل مخيلة الكاتبين في تنضيد العالم السردي للسيرة ، في تشكيل معمارها ، وفي هندسة بروفايلات الشخصيات وترتيب الأحداث ، فثمة دائما نص غائب حجبته عنا كقراء إرادة صاحبي النص أو لا وعيهما ، وهناك دائما الرغبة في اختيار اللغة الساردة التي يرويان بها سيرتهما، ثم هناك تعدد الأصوات ،صوت عبد الرحيم ناصيف ، صوت السارد ، صوت مصطفى استيتو ، صوت فاطمة لحسن ، صوت الأم ، اصوات النزلاء والمدربين والحراس ، أصوات الأمكنة ، تعدد الأزمنة رغم غلبة الطابع الإسترجاعي ..إن مصطفى استيتو كأحد الرواة يستعمل غير ما مرة كلمة رواية بدل سيرة ذاتية ..
هي سيرة ذاتية كما أرادها كاتباها ، محكية بلسانين ، وهذه المفارقة تعطي للنص ميزة خاصة ، لسان أول يختفي خلف صوت سارد عليم ، لسان ثاني يحكي بضمير "الأنا" العاري، الأول يحكي من خلال ذاكرات متشظية ، لولبية تهشم الزمن السردي ، بينما الآخر يبدو الحكي معه مسترسلا في زمن سردي خطي ينتهي بدمعة على خد أب مفقود ، إن "سيرة المهجرين بين الأسماء" هي سيرة ذاتية كتبت بنفس روائي ، لا يتماثل فيها لساناها بل يتكاملان ، في علاقة فصل ووصل منتجة للمعنى ، ليس بين اللسانين فقط ، بل كذلك بين السيرة الذاتية والرواية كجنسين تجري بينهما الكثير من المياه..
من الذاكرة والنسيان إلى أدب الخيريات
لقد نجح كاتبا "سيرة المهجرين بين الأسماء" ، حين كانت "بشائر " هدم خيرية عين الشق تلوح في الأفق ، في تحويل الصراع حول الوجود من التاريخ إلى الذاكرة ، من الواقعي إلى الرمزي ، من الستر إلى الكشف والفضح، عبر آلة جبارة هي الكتابة ..إن النص المقروء هو نص كاشف ، مثقل بالبلاغات : بلاغة الفضح / بلاغة السخرية والهزء / بلاغة الإدانة ..إنها كتابة لحفظ الذاكرة من النسيان، كتابة رد الإعتبار والإعتراف ، كتابة هتك الأسرار، لإقتحام جغرافيا الأدب ، من خلال طرح الأسئلة الحارقة حول ماهية الوجود والإنسان ، هذا الكائن المغترب حتى النخاع، الكئيب والبشع ، والفظ والمتسلط ...هي كتابة تقاوم الرغبة في الحرق و الإجتثات والمحو ، الرمي في "بركاصة الحياة " ، مثلما حدث مع رسائل الأخوين الكبوري، محاولة لتجميع هويات ممزقة "تحيا" تحت سقف الفقدان ، هي كتابة تروم تحريض آخرين على البوح والشهادة ، زعزعة تمثلات المجتمع المبنية على ثقافة الوصم ل "أولاد الخيرية" ، وهي أيضا تأسيس لما سماه الكاتبان ب "أدب الخيريات" ..
هل يمكن فعلا الحديث عن مفهوم "أدب الخيريات" ؟ وهل يمكن تجزيء الأدب إلى "أدب الخيريات" ، "أدب المستشفيات" ،" أدب الملاهي والخمارات" ، "أدب الأقليات"، "أدب المقاهي" ، أدب البحر" ...... ، مثلما هو الشأن بالنسبة لأدب الطفل ، أدب الإعتقال ، وحتى الأدب النسائي الذي عرف الكثير من الرفض ، وهل تتميز الكتابة عن متن الخيريات بخصائص تميزها عن غيرها؟ وأخيرا هل يمكن تصنيف الأدب خارج المعايير الفنية والجمالية ؟
أي استراتيجية لأي كتابة ؟
تمتد "سيرة المهجرين بين الأسماء" بين صرخة الرقم 9355 التي لا تشبه أي صرخة ، وأغنية الرقم 5876 الخارجة من جوف الألم ، للرقم في المخيال الجمعي علاقة بالسجن والإعتقال، ما يعمق هذا الوصم في السيرة هو الوحشية اللافتة لإبتكار وسائل تعذيب لها علاقة بسنوات الجمر والرصاص ، الفلقة ، الطيارة ، الناموسية ، الإرتطام بالارض والتعلاق ، السب واللطم والضرب المبرح ، العزلة ...فعلى طول 114 صفحة ، من الحجم المتوسط ، تسافر بنا السيرة بين أزقة موشومة باليتم، نسمع الصراخ بين الكلمات ، وما بين السطر والسطر ، نتذوق الالم ، للكتاب مقدمة ل مصطفى حيران ، وله ملحق بتوقيع يوسف أخليص ، عن البيوغرافيا وكتابة تاريخ المهمشين ، على وجه الكتاب لوحة تشكيلية لمحمد أكاس ، وعلى قفاه صورة للكاتبين تحكي كل شيء، هي سيرة كتبت بلسانين مجروحين ، وبأصابع مقطوعة ، وبكلمات تسيل منه الفظاعة ، يقول ميلان كونديرا بأن الرواية التي لا تكتشف جزء من الوجود ما يزال مجهولا هي رواية لا أخلاقية ، "وسيرة المهجرين بين الأسماء" ، هذا ما كشفته بالضبط ، هذا الوجود الذي كان مجهولا لنا ، نحن "الأسوياء" إلى حد العبث ، إنها إعادة ترميم للألسنة الخرساء ، مراهنة كبرى على الكتابة للعبور إلى الحياة...
يقوم السرد في النص على الذاكرة ، ذاكرة تمتد في زمن ملولب وخطي ، مشظى ، مبتور ، ممزق ، تقول من خلاله اللغة نفسها بما هي صرخة وأغنية ، لتناهض تغول المؤسسة والأعراف، ولتحمي الذاكرة من النسيان..عبد الرحيم ومصطفى صوتان سرديان ، كل يحكي بطريقته ، يرويان الوقائع ضمن متخيل مضمر ، يصيغان أشكالهما السردية ويهشمان الزمن السردي ، تراهن الذاكرة على طاقة الإسترجاع ، لخلق إلتباسات متعددة : إلتباس الولادة والأصل والهوية / إلتباس العلاقة مع الآخر / إلتباس العلاقة مع الأمكنة / إلتباس العلاقة مع الأسماء / إلتباس العلاقة مع الذات / وإلتباس العلاقة مع اللغة والمحكي ..وإلتباس العلاقة مع الذاكرة نفسها ، تلك الذاكرة الإنتقائية ، المحدودة بإكراهات النسيان أوالتواطئ ، فالا يمكن اعتبار العلاقة بين الكتابة /السيرة ومحكيها كذلك علاقة ملتبسة وسيطها كائن عابر للأسماء والأمكنة واللغات والمصائر ؟ وهل الإقامة في إلتباسات السيرة عبر الكتابة والبوح ، هي إقامة في المكان البديل عن اللامكان ؟؟؟ البحث عن الوطن الآخر؟؟؟وهل الإلتباسات تلك هي ما يضفي على سيرة المهجرين طابع التوتر الحدثي ، الطابع الإنفعالي الدافع للدينامية السردية ؟
تقوم" سيرة المهجرين بين الأسماء" على لعبة الداخل والخارج ، تقابلات بين فضاءات "الدار الكبيرة " و عالم "برا"، بين عتمة الأمكنة المغلقة ، والخارج الرحب، بين النزلاء والآخر ، بين جراح النفس العميقة ، والصراخ العاري ،أما اللغة اللاحمة لمفاصل الحكي ، فهي لغة شعرية تنميها التركيبات اللغوية والصوتية ، المكثفة لإنتاج معنى جمالي وفني ، قد تلخصه قولتا عبد الرحيم ناصيف : "الكلمات تغير العالم" ومصطفى استيتو : "سأطلق أنا الآخر صرختي "..وقد تخصبه الإستعارات والمجازات التي يحبل بها النص..وعلى مستوى الثراء اللغوي ، نجد اللغة الفصحى وهي لغة السرد والوصف ، ثم اللغة الدارجة وهي لغة الحوار وهي لغة تهتك حصون لغة "المركز" ،لغة الآخر ، لغة "الرياء الأخلاقي"، مما يخلق نوعا من التفاعل والتوتر داخل اللغة المكونة لمتن السيرة ، كما أنها تعمل على تكسير رتابة السرد ، إذ لم يكن للعنف الرمزي الممارس على النزلاء إلى أن يقال بلغة تملك حرارة وحرقة التعبير ، لغة عارية من مساحيق التجميل إذ تحمل بلاغتها في ذاتها،لغة تستبطن طاقة رهيبة على قول الالم ، ولن ننسى هنا الإشارة إلى وجود اللغة الفرنسية إلى جانب فرنسية "مدرجة " ..
يتوزع المعجم اللغوي في "سيرة المهجرين بين الأسماء " ، إلى معجم الوصم الإجتماعي الذي يصبغ على النزلاء كل أوصاف النقص والبتر والإخصاء: اللقطاء ، ولاد لقحاب ، المقطوعين من الشجرة ، لقاوه في الطارو ديال الزبل ، ........
معجم الإعتقال والسجن والتعنيف: الطيارة ، الفلقة ، الإرتطام بالأرض ، اللطم والسب ، الناموسية ، العزلة ، الضرب...........
معجم "الدار الكبيرة" : اولاد برا ، ولاد دانون ، قانون الضوس-التريس ، مسعودة ، القورع ، الخبز الأبيض ، الخبز الأسود ، البيرسة .......
تنهض سيرة المهجرين على أسلوب السخرية السوداء ، أو الفكاهة الزاخرة بالألم ، وظيفتها الإحتجاج والإدانة ، وأداتها سخرية اللغة خاصة الدارجة / سخرية الوصف / وسخرية الموقف
يقول جمال الغيطاني :" ثمة نمادج بارزة في تاريخ الإبداع،فهناك أعمال ديستوفسكي وغوركي وتشيكوف وهمنجواي ومورافيا وكامي وهنري ميلر ن وكلها احتفت بشكل أو بآخر بنماذج من بشر عاديين (مهانين) دائما على المستوى المعنوي والمادي، بل إن بعضهم يحمل بين طياته مشاعر وأحاسيس عبقرية ....قد يلجأ البعض إلى الإنتحار ، أو الإستسلام للعجز، كإشارات إدانة لواقع لا يحقق له الإنصاف..." ، ربما هذا ما حدث مع سردية أولاد" الدار لكبيرة" ، إذ تقاطعت مصائرهم بين الموت ، الحريك ، الإدمان ، العزلة والصمت ، العدمية ،.....هذا الإحساس الحاد بالإغتراب الذي قد ترافقه الرغبة في البحث عن الخلاص من الجحيم .
انتهى.



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -غنو-
- موريزكو
- ابنتي تعاني بسبب الحجاب
- استغلال -المقدس- لإرتكاب -المدنس-
- ستصير مفخخا كالألغاز
- الحانة
- عبلة
- لترقد بسلام وسكينة
- الذين رأوا كثيرا فصاروا عميان
- مثل شيء يشبه الغرق
- أنا لا أكتب لأحد
- التي كتبت رسائلها بنول الغياب
- حين تعمى المشاعر وينهض الوحش القابع في الاعماق قراءة في رواي ...
- كخيط الريح
- خارج السياق
- الظل
- سقوط
- هدنة ما
- مجرد أسئلة حول حملة المقاطعة
- دلالات الأسود في أعمال فاطمة إسبر الفنية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - قراءة في -سيرة المهجرين بين الأسماء- ل -عبدالرحيم ناصيف ومصطفى استيتو-