أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله مهتدي - مجرد أسئلة حول حملة المقاطعة














المزيد.....

مجرد أسئلة حول حملة المقاطعة


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 5863 - 2018 / 5 / 3 - 02:17
المحور: المجتمع المدني
    


مجرد أسئلة حول المقاطعة؟
حينما اندلعت شرارة الأزمة الاقتصادية الرأسمالية بأوربا خاصة مع بدايات سنة 2008،أصبح كارل ماركس أكثر مقروئية ،خاصة بألمانيا بلاد الفلسفة بامتياز،بما يفسر هذا الزحف الهائل نحو كتب ماركس؟هل لأنه فكر الأزمات التاريخية ؟لنتذكر أن أطروحات كتبت في هذا المجال مع مفكرين كبار حول نهاية السرديات الكبرى ،لكن ذلك لم يمنع من العودة إلى ما أبدعه هذا الذي قال بأنه ليس ماركسيا ،إشارة إلى محاولات تحنيط الماركسية في قوالب جاهزة بعيدا عن جدلية وحيوية الفكر في مجابهة الواقع،إنها العودة من أجل الفهم،من أجل استيعاب حركية التاريخ في أفق الفعل فيها من منطلق الفاعلية الإنسانية،أكيد اغتنت الماركسية بعد ماركس،لكن الواقع هو أيضا تطور في اتجاه التعقيد،فصار يطرح على الفكر النقدي التاريخي الكثير من المخاطرة من أجل تعميق فهم ما وقع ويقع وسيقع،وفي قلب هذا الفكر النقدي التاريخي تبرز الماركسية .
ما علاقة ذلك بحملة المقاطعة ؟لا يهمني –على أهميته-من مع ومن ضد،فذلك تقرر أهميته نتائج المقاطعة نفسها،وثأتيرها على مرامي هؤلاء وأولئك،ما يهمني بالدرجة الأولى هو هذا السجال الذي برز على هامش فعل المقاطعة بين اليساريين،إن الجدال السياسي الذي اندلع حول الحملة إيجابي وحيوي ومفيد،أصوات مع المقاطعة،وأصوات ضدها،جهات تبحث عن من حرك الصخرة،وأخرى تحاول استغلال أي ثقب في جدار الخصم ،لم يتحول هذا الجدال السياسي مع الأسف إلى سجال فكري بين يساريين من مختلف المشارب،وهذه علته وضعفه،فمعارك كثيرة يخوضها اليسار بدون تقعيد فكري وأرضية نظرية،حتى النقاش بين اليسار الماركسي –سواء اعلن انتماءه للإشتراكية العلمية أو الماركسية اللينينيةأو الماوية أوالتروتسكية........تحس أنه بلا بوصلة مرجعية،وكأننا نتبنى النظرية،ونحلل من خارجها،إنه وجه من وجوه بؤس اليسار،البؤس الفكري الذي لم يستطع أن يتخلص من صدمة سقوط جدار برلين،و"فشل" الاشتراكيات المطبقة،رغم الاجتهادات اللاحقة ،أين هي المرجعيات النظرية والفكرية؟هل التعبئة انطلاقا من وسائط التواصل الإجتماعي كأسلوب جديد تغني عن التعبئة بالوسائل التقليدية؟هل النقاش على مواقع التواصل الإجتماعي يفرض هذا النوع من ضحالة الفكر النظري؟
ينبني فكر المقاطعة على تاريخ طويل من النضال المدني،في إطار ما يسمى بالمقاومة المدنية،وهي المقاومة التي تدير معاركها بأدوات سلمية ،لكن ضرباتها موجعة، فهل لها تأثير على حركة الطبقات؟هل هي معنية بميزان القوى داخل المجتمع؟من يدير المقاطعة،هل هي قوى تمارس على أرض الواقع ؟أم جهات في عالم الواقع الافتراضي؟ألا تحتاج المقاطعة إلى تأسيس وتقعيد نظريين؟أم تترك هكذاعرضة للعفوية والارتجال لأن "الجماهير" تتجاوب مع مطالبها ولو من باب الإنتقام النفسي التعويضي من غلاء المعيشة؟ أليس في كل حركة عفوية حد أدنى من التنظيم؟هل توجد عفوية في العمل السياسي الجماهيري أصلا؟ ألا تحتاج المقاطعة إلى سياسة مقاطعة؟أم أن قوتها في عفويتها ومقتلها في محاولات تنظيمها؟ من يقوم بتقييم حركة المقاطعة الحالية؟في أي اتجاه يتم الدفع بها؟اي أفق سياسي واقتصادي لها؟كيف يمكن استثمار ها سياسيا؟ماهي انعكاساتها على المدى القريب والمتوسط؟من يقاطع؟من المستهدف من المقاطعة؟هل المقاطعة الحالية تنمي الخبرات النضالية للجماهير المتضررة من الغلاء؟ هل هناك فلسفة ما خلف انتقائية المواد التي تتم مقاطعتها؟هل المقاطعة الحالية محاطة بضمانات نجاحها النظرية والفكرية والسياسية؟أم يغلب الحماس على مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره فعلا في واقع افتراضي؟هل المقاطعة الحالية حركة عابرة أم مرتبطة بالرغبة في بناء حركة مقاومة مدنية ببعد جماهيري من أجل تغيير جدري؟كيف يمكن لحركة المقاطعة الحالية أن تتحول لحركة جماهيرية فعلية؟
أكيد لا يمكن الإستخفاف بحركة المقاطعة الجارية ،شريطة الاجابة على تساؤلات كثيرة ،فالمقاطعة تبقى من ابداعات الفعل النضالي الجماهيري،فلا نجاح بدون جماهيرية،يكفي أن نتذكر حركة مقاطعة باصات النقل العام في ولاية ألاباما الجنوبية ،انها كانت البداية لحركة جماهيرية شاملة شكلت الشرارة لالغاء جميع التعبيرات القانونية والمؤسساتية للتمييز العنصري ضد السود في الولايات المتحدة الأمريكية،كما أعطت دروسا كبرى في الوحدة والاصرار على الحقوق والمطالب.
على اليسار ألا يأخد دروسا من أحد،فله الخبرة النضالية الكافية شريطة أن يحرك الفكر إن أراد تحريك الواقع،والتأثير فيه.لا بديل عن ثورة ثقافية وسط اليسار تراهن على بناء الذات ،وسط المشترك،فالحقيقة لا يملكها طرف ما، والتغيير لن تصنعه الأوهام.



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات الأسود في أعمال فاطمة إسبر الفنية
- لا أحد
- رسالة قصيرة إلى عهد التميمي
- الأطرش
- على حين غرة
- شذرات-(أسرار خبيئة)
- كلما حبل المكان بي ،أنجبتني الهوامش
- خسرت نزالك مع حادث الموت ،وربحت نفسك
- في حضرة لعشير
- ليس دونك من بلاد
- عن -الحب في زمن الشيميو- لزهير التيجاني-محاولة في التأمل-
- شعرية الحب وتشظي الذات في رواية-لم تكن صحراء- للكاتبة المغرب ...
- قراءة في منتوج فايسبوكي/-شيء من السياسة//وحتى لا ننسى-
- لآسفي..أدمنت هذيان الليل
- حين يسكنني البياض..عبثا أصد الريح
- شعرية المكان في ديوان-حين استدرجتني المدن..كنت وحيدا- للشاعر ...
- آن للقلب أن يعشق الآن
- ثلات قصائد
- أنا الأعمى
- لا تحبوني كثيرا


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله مهتدي - مجرد أسئلة حول حملة المقاطعة