أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - خارج السياق














المزيد.....

خارج السياق


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 5991 - 2018 / 9 / 11 - 20:52
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
خارج السياق
جئت إلى العالم ولساني مسلوخ من كلمة "أمي".
فحزنت كثيرا،حزنت لا لشيء ،إلا لأن لا أحد كان يجرؤ على أن يناديني:"ولد بَّاه" كنت أعرف أن لساني به عيب ما،لدرجة أنني كنت كثيرا ما أصوم عن الكلام، زرت أطباء كثيرين، فقد كنت كائنا غريبا، كائنا لا تحتمل غرابته، لا أستطيع المشي كما يمشي الأطفال، فقيل بأني مصاب بداء يسمى "مرض الملح"، لا ينمو جسدي كما ينبغي، فالعضو الوحيد الذي يكبر زيادة عن الحد هو رأسي،ربما لذلك كانت اكثر الألقاب التي يصبغونها علي هي: "بوروصين"، كنت نحيفا وعيناي جاحظتان،فكانوا يتهكمون علي وهم ينشدون: "وا السردين وا مال عويناتك خارجين"، نعم زرت أطباء كثيرين لدرجة أني حسبتهم من أفراد العائلة،وكانوا قد أجمعوا اني مصاب بمرض "الثأثأة"، حتى الأطباء النفسانيين ترددت على زيارتهم، اقصد "العشابة" و"السبابة" وأصحاب "الحروز"،كلهم أجمعوا على أنني أعاني من نقص في العاطفة،فقد أكون قد فطمت قبل الأوان،ربما لهذا السبب،وعوض أن يلفوا حول عنقي خيطا ،وفي طرفه المدلى على صدري تميمة،وشحوني ب"سكاتة" مربوطة إلى سلسلة ،كنت موقنا من أنني لست في حاجة إلى ذلك،فقد أتعبتهم معي كثيرا، أرهقتهم بأمراضي المتعددة ،وزدت على ذلك أن أجبرتهم على أن يشتروا لي "سكاتة" سأحملها إلى سن متقدمة،انا وحدي كنت أعرف ألا داعي لكل ذلك،لأني فقط أعاني من اعوجاج في اللسان.
الآن سأخبركم بكل شيء، ليس لأن لساني قد طال لدرجة أنه لم يعد يستطيع أن يثبت داخل فمي، فأنا بطبعي لا أحب الثرثرة،ولكني قررت أن أتخلص من "السكاتة"،أن أصفي معها حسابا قديما،أن أثأر منها، وأنتقم لفمي ولساني،بعدما ألحقت بلائحة أمراضي مرضا جديدا ،اسمه الغثيان،إذ ما أفتأ تنتابني من حين لآخر نوبات سعال ممزوج بالقيء،لم أكن أقيئ سوي سائلا أسود يميل إلى الإحمرار،سأعرف فيما بعد ان الصراخ الذي كنت ممنوعا منه،تحنط داخلي لسنوات عدة مثل جثة،وها قد تفسخ وصار صدأ.
نعم ،الآن سأخبركم بكل شيء،حتى الفأرة لن أنساها،نعم الفأرة التي كانت تتحرش بي كل ليلة،فأبلل قطع البلاستيك التي كنت ألف بها لفا، كأنني شيء ،فأصحو على رائحة البول الممزوج بالعرق،ووجبة دسمة من السب والشتم تقرع أذناي ،سأخبركم أني كنت أنكمش داخل جسدي مثل حشرة،وأبكي صمتا.
الآن سأخبركم بكل شيء،حتى الفأرة التي قضمت وجه ابن عمي ذات ليلة،وتركت جرحا غائرا حول عينيه،سأخبركم عنها،لأنها كانت تقصدني أنا،تريد أن تنتقم، كانت تعرف أنني سأطاردها كثيرا في الحلم ،حين سأكبر،وقد حدث أن قتلتها مرارا في الكوابيس.



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظل
- سقوط
- هدنة ما
- مجرد أسئلة حول حملة المقاطعة
- دلالات الأسود في أعمال فاطمة إسبر الفنية
- لا أحد
- رسالة قصيرة إلى عهد التميمي
- الأطرش
- على حين غرة
- شذرات-(أسرار خبيئة)
- كلما حبل المكان بي ،أنجبتني الهوامش
- خسرت نزالك مع حادث الموت ،وربحت نفسك
- في حضرة لعشير
- ليس دونك من بلاد
- عن -الحب في زمن الشيميو- لزهير التيجاني-محاولة في التأمل-
- شعرية الحب وتشظي الذات في رواية-لم تكن صحراء- للكاتبة المغرب ...
- قراءة في منتوج فايسبوكي/-شيء من السياسة//وحتى لا ننسى-
- لآسفي..أدمنت هذيان الليل
- حين يسكنني البياض..عبثا أصد الريح
- شعرية المكان في ديوان-حين استدرجتني المدن..كنت وحيدا- للشاعر ...


المزيد.....




- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - خارج السياق