فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6726 - 2020 / 11 / 7 - 03:09
المحور:
الادب والفن
مسحتُ صدرَهُ برأسِي
سحبَ نبضَهُ...
منْ سيجارةٍ يدخنُهَا
بشعرِي...
أشمُّ الدخانَ
يتَفَتَّتُ الرمادُ في عينيَّ...
وجهُهُ دونَ ملامحَ
في نظارتَيْهِ أثرُ رُموشِي ...
أسندتُ قلبِي على قلبِهِ
سحبَهُ مِنِّي...
وغادرَ وحيداً
ابتعدَ و أنَا أنظرُ إلى خطوِهِ ...
شفتَاهُ تُهَمْهِمَانِ
كلماتٍ غيرَ مسموعةٍ ...
كنتُ الطفلةَ الجائعةَ...
أُسرِعُ لِعناقِهِ
كانَ بائعَ مثلجاتٍ ...
يمنعُنِي منَْ الإقترابِ
للحاجزِ ...
ذابَتْ بينَ أصابعِي
بقايَا الْأَيْسْ كْرِيمْ ...
وهوَ يبتعدُ
انخرطتُ في بكاءٍ ...
ألحسُ مِلحَهُ
و تنكمشُ شفتَايَ ...
كَخُوخَتَيْنِ مُجَفَّفَتَيْنِ
قَرْمَشْتُ لسانِي....
جلستُ على حافةِ قصيدةٍ
تبكِي مثلِي...
منَْ القصيدةِ
طارتْ فراشةٌ على شفتَيَّ...
ترشفُ بأجنحتِهَا
العزاءَ...
و تبتعدُ
فأبتعدُ...
كنقطةٍ صارَ داخلِي...
في مذكرةٍ
أمامَ بائعِ كتبٍ قديمةٍ ...
و أجنداتٍ سألتُهُ :
يا عَمِّي الْيَزِيدْ...!
هلْ تشترِي ذكريَاتِي ...؟
ضحكَ منْ أسنانِهِ الْمَفْرُومَةِ :
سأشترِي ذاكرتَكِ
لَا المذكرةَ ...
يا صغيرتِي ...!
حتَّى لَا تُكَرٍّرِي البيعَ
مرتَيْنْ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟