أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شيري باترك - لعنة نزار قباني وكاظم الساهر.














المزيد.....

لعنة نزار قباني وكاظم الساهر.


شيري باترك
كاتبة / باحثة نفسية ( مسجلة دكتوراه بعلم النفس )


الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 18:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في صغري كُنتُ أعتقد أن كل من القباني والقيصر بركات تَجعلني مُبتهجة..
أَفيض بالحُب للجميع..
أَشدو معهما بترانيم تُقدس المرأة..
تَجعلها ذات قيمة..
كُنتُ أعتقد ذلك، ولكن ما أَثار دهشتي هو أُمي. لقد كانت أُمي في صغري تَرفض اهتمامي بقصائد القباني..
لقد كُنتُ في صغري لا اهتم بشراء أدوات التجميل وغير ذلك كالفتيات الصغيرات. لقد كُنتُ أَهوى شراء دواوين القباني، وكُنتُ أَعود إلي البيت في غاية السعادة..
كُنتُ أبتهج كطفل يُحتفل له بعيد ميلاده وأتت إليه كل الهدايا التى كان يَحلم بها..
ولكن أُمي كانت تَرفض ذلك بشدة
وتُصاب بنوبة من العصبية..
حينما أَستمع وأُردد الكلمات التي يشدو بها الساهر بالأغنيات فقد كانت تُعنفني علي ذلك كثيرًا، ماذا؟!
هل كانت تخشى عليّ من الحُب الذي لا يَرحم أحدًا وبخاصة الفتيات في قريتي؟ أَم أنها كانت تخشى من تأثير تلك الكلمات علي قلبي الصغير، القلب الملائكي الذي كان ومازال يُبغضُ الكذب ولا يُجيد إلا الصدق والبراءة مع الجميع؟ أَم أنها كانت تخشى أن يَسرقُ قلبي أحد الكُتاب أو الشعراء ولا يستطيع إطعامي قوت يومي معه ولا أُشبه بنات العائلة؟
أَم أن رفضها كان نبوّة من الله لكي أبتعدُ عن ذلك الموت، عن اللعنات؟ فالكلمات ستأخذني إلي الهاوية. فالشرق بوابة الهاوية للمرأة ولا يدُرك المرأة إلا في السرير كما قال نزار . لقد كان القباني مخطئًا حينما قال ذلك القول، فالشرق لا يفهم المراة ولا يُدرك لغات جسدها فهو يتعامل معها علي أنها كنزًا ينبغي أن يُطمر بالتراب (تُطمر في البيت خلف جدران)، يتعامل معها علي أنها آلة لإشباع الرغبات.. ومع مرور الوقت يمكن استبدالها..
اليوم أتساءل وأنا أُعاني: لماذا كانت أُمي تمنعني من قراءة وحفظ قصائد نزار قباني وترفض استماعي لأغنيات القيصر رغم أنها سيدة قروية لا تُجيد القراءة والكتابة؟ لقد كانت بسيطة جدًا! كانت ومازالت تحبني كثيرًا جدًا وتَعلم أن ذلك يُسعدني.
لا اُعلم لماذا كانت تنتهرني عندما أفعل ذلك! ليس لدي إجابة لماذا فعلت هذا معي! هل كانت تُدرك أنهما لعنة لابد من الابتعاد عنها؟
أَم كانت تخشى من أن ُيأسرني عقل رجل؟ تأثرني نسبة الذكاء
ولا ُيأسرني الثراء.. ولا يُأسرني ما لديه فحولة سببها الحبة الزرقاء.. أَم أنها كانت تخاف عليّ مِن أن تُفتح عيني وأُحب رجلًا وليس شبه رجل كجميع النساء؟
أَعتقدُ أن أُمي كان في اعتقادها أن قصائد القباني وأغنيات القصير لعنات ليس إلا، أو أنها أوهام من نسج الخيال لا علاقة لها بالحاضر وما نحن عليه كنساء في هذا المجتمع. لهذا كانت تُريد أن لا أُصاب بها حتى لا يضيع عمري دون إنجاب طفل صغير.
أُشعر بعض الوقت أن أُمي كانت مُحقة في ذلك، فكلماتُ الحُب صارتُ لعنة لا بَركة..
كلمات الحُب باتت نجسة وليستُ مُقدسة..
صارت كلمات الحُب رخيصة تُباع بالطرقات كما تَبيع العاهرات والعاهرون أجسادهم.
أَشعر بعض الوقت أن الحُب والذكاء كالأنبياء دومًا ما يقتلون في أرضنا.. لهذا نموت دون موت.



#شيري_باترك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُقاطعة النفس خطيئة لا تُغتفر
- أُحبكَ أنتَ
- صفقات مع الشيطان
- كافرًا أنتَ دونها
- ضفيرة صغيرة من أربعة سيقان
- سألت الرب
- دفن البذرة
- الحُضن ملجأ للأيتام مثلي
- ‎كيف يُبنى البيت الجديد ؟
- النساء قرابين
- الله ضعيف ( التعصب الديني )
- قطونيل
- نأكل ونسلخ البشر
- خلايا خبيثة ( الانقسامات داخل الجماعة )
- الكوكب الدموي وليس المائي ( مذبحة ماسبيرو )
- التفاحة والدماء ( النزول والصعود )
- بعض جرائم الشيوخ والكهنة
- ولهم في الله قدوة سيئة فهو مَن َعلمهم القاتل في الاديان السم ...
- نصنع من الله سفاح يتوضأ بدماء الأبرياء
- هذه البلاد شجرة ثمارها الاذدواجية والطائفية


المزيد.....




- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شيري باترك - لعنة نزار قباني وكاظم الساهر.