أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - الاغتصاب في الحروب













المزيد.....

الاغتصاب في الحروب


حسن خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 05:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المعروف أن جملة من الممارسات و "السلوكيات" خارج إطار "أخلاقيات الحرب" ترافق مجريات الحروب والصراعات عموما متجاوزة قوانينها المرعية!!
لكن في منطقتنا الأمر مختلف في كل شيىء لتداخل عديد الأسباب في صورة صارخة لسياسة الهروب إلى الأمام...
وقد قيل قديما ( في الحب والحرب كل شيئٍ مباح ).
من هذه السلوكيات الممارسة الممنهجة الإعتداء الجنسي "الاغتصاب" في زمن الحروب ، صحيح أن الاغتصاب نشاط رافق ويرافق البشرية عبر تاريخها السحيق لكن ترتفع نسبتها بشكل مرعب في زمن الحروب التي تحدث بين الشعوب والدول .
فما هو الاغتصاب : جاء في موسوعة المصطلحات الإسلامية :
" الاغتصاب : هو أن يأخذ الشخص حق غيره ويستولي عليه قهرا وعدوانا ، والاستيلاء يكون بالأخذ ، كأن ياخذ مثلا أرضا للغير ويجعلها لنفسه ، كما يكون بحبس الشيئ ومنع صاحبه من الانتفاع به ، سواء كان هذا الحق مالا متقوما كالنقود أو اختصاصا كوظيفة معينة أو مجلس في طريق عام ولا يكون الاستيلاء غصبا إلا بشرطين :
1 - أن يكون علانية لا سرا
2 - أن يكون على سبيل الظلم والتعدي "
وفي المفهوم الاجتماعي يكون الاغتصاب " الإعتداء الجنسي" هو : الإعتداء على جسد الإنسان من قبل الإنسان دون إرادته ، وترتبط فكرة الإغتصاب عادة في الموروث الاجتماعي بممارسة الجنس مع المرأة خارج إطار العلاقة الشرعية عنوة ، لكن هناك اغتصاب للرجال من قبل الرجال أيضا في الحروب وفي السجون خاصة قصد الإذلال والضغط لنيل إجابات محددة من الخصم أثناء التحقيق في استجوابات الأطراف المعتدية أو المتحاربة !!
فغالبا ما ترتبط فكرة الحرب بفكرة اغتصاب شرف العدو "نساء الخصم" مستغلين ما لهذه الجزئية من علاقة ب "موروث الشرف" و التي تتحول إلى هدف حربي في تلك الصراعات يمارسه الجنود إما باوأمر مباشرة وواضحة من قادتهم أو باستغلال تغاضيهم عن الضبط لحركة وتعامل الجنود مع الجهات المدنية المحسوبة على الخصم ، فتنظيم داعش أكثر من مارس هذا السلوك مع النسوة الايزيديات/ ممارسة الجنس، البيع، اعتناق الديانة أخرى، إحياء نظام الجواري/ وغيرها الكثير من الممارسات التي كانت تفرض عليهم ؟
وفي هذا السياق عرضت قناة العربية في برنامجها "مهمة خاصة" بعنوان "ثوار" على النساء ، ما تقشعر لها الأبدان بهذا الخصوص من جهات محسوبة على "الجيش الوطني الحر " للمعارضة السورية "العلمانية" لكنها بتصرفاتها في جميع مناطق سيطرتها لا تمثل إلا ميليشيات إسلامية منفلتة بلبوس غير داعشي؟!
و يستخدم الاغتصاب الجنسي كوسيلة من وسائل الحرب النفسية عمليا في الصراع مع العدو "الخصم " من أجل إذلاله وتقويض معنوياته وخلق حالة من الإحباط لديه وجعله فريسة لوصمة العار اللاحقة ، و لا يتميز هذا النمط من الاعتداءات الجنسية عن الاغتصابات التي ترتكب بين صفوف الجنود في الخدمة العسكرية و كما يشمل أيضا الوضع الذي تجبر النساء على ممارسة الدعارة ، ويعتبر الاغتصاب والاستعباد الجنسي بموجب اتفاقية جنيف حاليا في العرف الدولي ، جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب ، وأيضا الاغتصاب معترف به الآن بوصفه عنصرا من عناصر جريمة الإبادة الجماعية عندما ترتكب بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة مستهدفة .
ومع ذلك ، لا يزال الاغتصاب واسع الانتشار في مناطق النزاع ومن شهد الصراع الدموي في كلا من سوريا والعراق سيعرف تلقائيا وبالأدلة الممارسة الممنهجة لهذه الوسيلة في مناطق سيطرة داعش والجماعات الإسلامية المتطرفة وإن تعددت التسميات وتغيرت العمائم وحُلقت اللحى، ومهما أعلنت الجهات والمنظمات المعنية بتقصي وتتبع هذه الظاهرة تبقى الارقام المسجلة المعلنة غير عاكسة لنسبها على أرض الواقع لامتناع الكثيرات عن الإعلان عن اغتصابهن حتى لا ينبذن من المجتمع وتجنبا لوصمة العار فتغدو الجريمة مزدوجة ويضاف إليها النبذ الاجتماعي؟
وتبدأ المرحلة الأصعب في عملية العلاج لضحايا الإعتداء الجنسي بعد عملية الاغتصاب في الانعكاسات على الصحة النفسية والدمج الاجتماعي من جديد بضرورة تأهيلهن من جديد عبر عيادات وكوادر مهنية ، لأن الكثير من الحالات تجد خلاصها في الإقدام على الانتحار وتنفيذه ولا يمكن إغفال دور رجالات الدين والإعلام والفعاليات الاجتماعية والثقافية في العملية العلاجية الاندماج والتفاعل مع المجتمع من جديد باحتضان الضحية وتشجيعها على ممارستها للحياة وأن الذي حدث لا دخل لها به إنما هي ضحية تفكير وتشجيع الشباب على الزواج من المغتصبة
وحدد/19/ حزيران هو اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع ، وترفع فيها /المنظمات المعنية وجمعيات المدافعة عن حقوق النساء و الأمم المتحدة / الصوت عالياً لزيادة الوعي بالحاجة إلى وضع حد للعنف الجنسي في حالات النزاع ومعالجة آثاره .
وكشف تقرير لمنظمة العفو الدولية، أنه تم استبدال أعمال السلب والنهب التي كانت تميز الحروب والنزاعات في قرون سابقة، بالاعتداء الجنسي واغتصاب النساء والفتيات والبغاء القسري والاتجار بالبشر في الحروب الحديثة .



#حسن_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم عن بعد وجائحة كورونا
- العدالة الانتقالية
- المرضى النفسيين
- قصة قصيرة : فقط يوما واحداً
- قصيدة : -يا بُنيتي-
- محاربة التاريخ والثقافة
- جدلية : حرية التعبير
- قصيدة : أين الغياب
- منظمات المجتمع المدني
- -عايز تستكردني-
- تساؤل قانوني
- ساحة الحرب الافتراضية؟!!
- الأشكال الجديدة لعبودية
- المنطقة الآمنة...ما لها وما عليها
- عفرين والتطهير العرقي
- عندما تتمرد الذاكرة
- بناء السلام والمناهج الدراسية...
- نحو ثقافة بناء السلام
- من يجرؤ على انصاف الكرد
- من طقوس العيد


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - الاغتصاب في الحروب