أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خالد - قصيدة : -يا بُنيتي-














المزيد.....

قصيدة : -يا بُنيتي-


حسن خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 22:37
المحور: الادب والفن
    


قصيدة (( يا بنيتي ؟))

* ولأنك ِ من بلادِ القمحِ القاسي ...
قساوَةَ قلوبِنا !
ولأنَّ الجوعَ " كافرٌ "
كُفْرَ المارِقينْ !
إياك ِ أن تتذمري ...
وأنت ِ التقيةُ
النقية !
فصومي ...
صومي – بنيتي - لبُرهةٍ ...
واتكأي على باقةِ
سنابِلَ خضراءَ ...
لم تطأها قَدمَيِّ فاجرٍ ...
فالإتكاءُ لا يُنقِضُ ...
الصيامَ ولا الصلاةَ ولا الوضوءْ ...
إياكِ إياكِ أن تتذمري!
فخيرات بلادي تكفي الآخرينْ ...
قمحُ حُقولِنا يُشبعُ الآخرينْ ...
و ماءُ نبعِنا يَروي الآخرينْ ...
ومَوقِدُنا يُدفئُ الآخرينْ ...
لكِنهمْ – بُنيتي – فُرادى وجماعاتْ ...
يَنقُضونَ ...
صِيامنا ...
وصلاتَنا ...
و وضوءَنا...
إن جُعنا ...
أو عَطِشنا ...
أو شعرنا بِلهيبِ البردِ
في ليلةٍ!
من ليالي الشتاءِ المجنونة ...
إِياك ِ – بُنيتي – أنْ تتذمري ...؟!

** يابنيتي ...
ولأنك من بلاد القطنِ الناعمِ...
طَويلِ التْيلةِ ...
كما تجاعيدُ وجهِ جدتي ...
يكفيكِ أن تستنجدي بـ
" كيسٍ " شفاف ٍ
مُرقَعٍ وعتيق ...
في ِ ليلةٍ زرقاء...
لملِمي مِن بقاياهُ المُتهالِكةِ ...
حُفنةً ممزوجةً بالترابْ...
و بأوراقِهِ الصفراءْ ...
المتساقِطَةَ ...
المخضَّبةِ بعَرَقِ فلاحٍ
والمطحونةِ تحتَ أقدامِ المارةِ ...
فنخبهُ الأولُ ليس لنا – بُنيتي –
هو للسادةِ ...
في بلادٍ بعيدة ...
ونخبهُ الثاني ليس لنا
هو لعبيدِ الأسيادِ ...
في تِلكَ البلادِ البعيدة ...
الشِتاءُ عِندهمْ قاس ٍ
حقُهمْ علينا!
أنْ يَشعروا بدفءِأجسادِهم !
في لياليهم الحمراء ...
ونَخبهُ الثالثُ لأسيادِنا ...
حقٌ علينا – بُنيتي -
زَرعُهُ في تُرابِنا " للغُرباءْ " ...
وريهِ بِماءِنا " للغُرباءْ ...
و نسجُهُ بِنَولِنا " للغُرباءْ ...
و نَقْلِهِ على " ظهورِنا " للغُرباءْ ...
فقط – لنا – البقايا البائَسة ...
فلملمي – بنيتي – من بقاياهُ المُتناثِرَةِ ...
عَلّهُ يصلُحُ لِكَفَنٍ ...
لحظةَ مجيئِ " الحقيقة " ...
إياك ِ إياك ِ أن تتذمري ...

*** أيا بنيتي ...
وﻷنكِ من بِﻻدِ البترولِ ...
وأحقادِها
ستُمطِرُ أسوداً فَوقَ رؤوسِنا ...
لَكِنهُ أيضاً...
ﻻ يُنقِضُ الصومَ والصلاة ...
فتَحضّريْ وصومي ...
كَي تطبُخي طعامَنا!
على أشﻻءِ أحْجارِنا !
المَرميّةِ في زاويةِ النِسيان ...
ﻻتكترثي لدُخّانِ المَوقِدِ ...
غازنا ﻻ يحرق عين "الغرباء"
وبترولُنا يُعطِّلُ مصانِعنا !!
فقطْ يُسرطِنْ أجسادَنا !
نحنُ جوعى ...
فقد ملّ الجَوفُ مِنَ الزعتَرِ ...
الذي أفتَقَدَ زيتَ الزيتونِ
وخيرات بلادي تكفي الآخرين !
اوقدي نارَكِ - بُنيتي - ...
حطّمي مِن أغصانِ الزيتونِ أو الحَورْ ...
مَوقِدُنا يستصرخْ !
وغازُنا بدا شارداً في الفﻻ ...
حطّمي وﻻ تجذَعي ...
فالسِنديانةُ لم تَعُدْ تُفِدنا ...
والزيتونَةُ العاقِرةُ
ما عادت للزيتِ أُماً ...
في أقصى رِكْنِ البيتِ تبكيِ
في قرّ الشتاءِ ، وفي الحرِِّ !
حطّميها ...
وفي النهاية ﻻ تتذمري ...
أنتِ من بِﻻدِ الذهبِ ...
اﻷصفرِ ...
و اﻷبيض ِ ...
واﻷسودِ
فكيفَ لكِ أنْ تتذمري ...
بنيتي ...؟!!



#حسن_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة التاريخ والثقافة
- جدلية : حرية التعبير
- قصيدة : أين الغياب
- منظمات المجتمع المدني
- -عايز تستكردني-
- تساؤل قانوني
- ساحة الحرب الافتراضية؟!!
- الأشكال الجديدة لعبودية
- المنطقة الآمنة...ما لها وما عليها
- عفرين والتطهير العرقي
- عندما تتمرد الذاكرة
- بناء السلام والمناهج الدراسية...
- نحو ثقافة بناء السلام
- من يجرؤ على انصاف الكرد
- من طقوس العيد
- مقال
- سقوط الدولة الوطنية
- الحرب النفسية
- عصر العبودية الجديدة
- الانتحار


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خالد - قصيدة : -يا بُنيتي-