أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - عندما تتمرد الذاكرة














المزيد.....

عندما تتمرد الذاكرة


حسن خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 10:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تتمرد الذاكرة...

تستحضرني هنا ( الذاكرة التعبة ) عندما اشترت أمي - رحمها الله وموتاكم -أربعاً - 4 - من الپرادي - الستائر "perdê serxetê"عينا أي "مقايضة الپرادي بالبيض - بيض الدجاج غالبا ، والبط في حالات من "عطّار" كان يأتي من قرية ليست بعيدة عنّا تجانب قريتنا إسبوعيا (يوم الأربعاء - عادة) وربما يتغير الموعد لظرف يفاجئه "مرض - سفر " أو ظرف فوق طاقته "مرض الحصان - سوء عوامل جوية..."
كان العطّار اسمه سليمان "silwê xanê" من قرية شيخ ابراهيم ...
يكون سعر السلع والبضاعة بالليرة السورية (بالقروش والأرباع أيضاً) ويتحول إلى عدد البيض بعملية حسابية "شعبية"
وهو-أيّ "العطّار" كل يوم نصيب قرية من القرى التي تحيط بقريته ، اللافت في الأمر أن يتجنب أحد العطارين اللذَين يرتادان القرية ، العطار الآخر كي لا يأتوا سوياً فيتم احترام هذه المعاهدة "الضمنية" ويصدف نادرا أن يأتيا في نفس اليوم ، يحمل العطار في عربته ما لذّ وطاب من الأشياء التي تفتح شهية الصغار ، وما أن تلوح العربة من بعيد في دروب القرية الترابية المتعرجة؟!
حتى يهرع الأطفال" ذكورا واناثا " إليه مرددين بصوت أقرب إلى الصراخ يعلو فيعلو : جاء العطار جاء العطار " etar hat , etar hat " كوسيلة تبليغ لنسوة القرية بقدوم من ينتظرنه بشغف ، ونادرا ما تجد رجلا يأتيه كون/ أهل البيت هم أدرى بشعابها / فيتأهب النسوة لاستقباله بما ادّخرنه من بيض أو إحدى أنواع الحبوب خاصة فترة الموسم ، والعملة أيضا تصلح لمن يتوفر لديه ، وخاصة العائلات الميسورة منها ، وعادة يكون للعطّار مواقف محدد للوقوف بحسب توزيع "الحارات" في القرية ،
tara xwarê , tara banî - tara nû - tara mala axê ...
ويكون تقديم الغداء حصة البيت الذي وقف عنده عادة ولا يمانع إن أكرم إحداهن عليه حتى لو لم يكن صاحب البيت الذي يقف العطار عنده ، ربما تطول أو تقصر فترة مكوثه في القرية ، والتي كانت طويلة في الغالب ، وللحصان وجبته من التبن والشعير والماء .
يُدّون العطّار احتياجات النسوة لجلبها في السفرة التالية ، كل ما تحتاجه الأسرة ، مأكل وأدوات الزينة والستائر والحلي واحتياجات المطبخ والغسيل والتنظيف هو مجمع تجاري متنقل ، أتذكر أن الحصان هو الذي يجرّ العربة ونادرا ما تجد فرسا أو بغلا ...
والعربة مصنوعة من خليط من الخشب والصفيح من جوانبها ودولابين متوسطي الحجم ، وهي بمثابة عربة حديثة مقارنة بما كان قبل ذلك ، حيث كان الدارج صندوقان يوضعان على ظهر حمار مدلل لدى صاحبه - أجلكم الله - ويضع العطار بضاعته في الصندوقين المتقابلين على كل جنب ..
كانت شقاوتنا نحن - الأطفال - تلح علينا لنعلق اجسادنا تحت العربة خفية أثناء تنقلها بين محطاته المحددة "الحارات"
ربما نبكي مدة طويلة لنظفر في النهاية ببيضة شراكة مع أحد الإخوة أو الأخوات لنشتري حصتنا لأن نتاج الدجاج "البيض "رأس مال المرأة في تكوين مملكتها ومدّها بما تحتاج لتكتمل ...



#حسن_خالد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء السلام والمناهج الدراسية...
- نحو ثقافة بناء السلام
- من يجرؤ على انصاف الكرد
- من طقوس العيد
- مقال
- سقوط الدولة الوطنية
- الحرب النفسية
- عصر العبودية الجديدة
- الانتحار
- الكُردولوجيا : ( الجزء الأول )
- كُردولوجيا ج2
- -اليوم العالمي للغة - الأم - - Roja cîhanî a zimanê dayîkê
- حل القضية الكردية مصلحة عربية!!


المزيد.....




- بعد أيام من التوتر.. شيوخ السويداء وقادة الفصائل يصدرون بيان ...
- مصدر لـCNN: تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين أم ...
- إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن ...
- إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبو ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...
- هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبا ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عملية مركبة في شارع الطيران بحي تل ...
- مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن
- مخاوف عراقية من حرب إيرانية أمريكية
- ترامب يهدد كل من يشتري نفطا من إيران بفرض عقوبات ثانوية


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - عندما تتمرد الذاكرة