هل يتشكل شرق اوسط جديد ضد -اسرائيل-؟

سمير دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 6710 - 2020 / 10 / 21 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المحامي سمير دويكات
لم تعرف المنطقة باسم شرق اوسط الا بعد سنوات الثمانينيات وقد اطلقها الامريكان على المنطقة ليكون هناك قبول لاسرائيل في منظومة الدول التي وجدت منذ الاف السنين في المنطقة ولتمزيق المفهوم العربي والاسلامي لها، لكن كانت المنطقة على موعد كبير اثناء حكم بوش الابن لامريكا وهو ما شاع كثيرا على لسان وزيرة الخارجية انذاك كوندليزا رايس والتي برزت مع حرب العراق وافغانستان واطلقت مصطلح شرق اوسط جديد، يقوم على فكرة زيادة الدول الخاصة والتابعة للرؤية الامريكية، وهي مسالة كانت تدور في الرغبة في تفكك كبير للدول التي ترفض امريكا واسرائيل، حتى بدأ الوضع يظهر في سنة الفان وعشرين باتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية واسرائيل، ذلك ان الامر ظهر على غير العادة، وجاب وصال في المنطقة، الذي لا يدركه البعض ان هناك تحولات استراتيجية فعلا قد حصلت واكملت الاركان اليوم في المنطقة، ومنها ان اتفاقيات التطبيع ما هي الا كاشفة للعلاقات السرية في المنطقة بين حكام عرب واسرائيل، وهي ستكون عكسية تماما في العلاقة مع اسرائيل وسيكون العداء في السنوات القادمة اكثر وضوح لاسرائيل وخاصة من الشعوب العربية وستزول كافة عروش الحكام بلا استثناء وهو امر يبشر بشرق اوسط جديد بل نهاية لكل فكرة الشرق لان امريكا لن تكون هنا واسرائيل ستذهب الى البعيد.
على الرغم من ضعف السلطة الوطنية وهي الاداة التي كان يمكن ان تحكم الفلسطينيين وان تخرج منتصرة من اتفاقيات اوسلو نحو دولة فلسطينية مستقلة، يعيش فيها الفلسطينيون بامان الى جانب دولة الاحتلال، ولكن عدم قبول اسرائيل بهذا الوضع الا وهو السلام وما ينتج عنه ورفض جميع المبادرات سيؤدي حتما الى تغيير شكل الحكم الفلسطيني وبكل الاحوال لن يكون مرضي لاسرائيل وهو امر سيؤدي الى مزيد من العداء لاسرائيل كما ليس في السابق الامر الذي سيبنى عليه دول مقاومة وليست فقط حركات مقاومة كحماس والجهاد وحزب الله، في القوة العسكرية فان حركات المقاومة الحالية بالتعاون مع بعض الدول ودعم الشعوب سيكون لها غلبة كبيرة في مواجهة اسرائيل وخاصة ان الامريكان لم يعد يهمهم ما يصدر عن اسرائيل كدولة وليس لها فائدة في المنظومة الاقتصادية العالمية بل تشكل عبء امني واقتصادي كبير على الغرب.
خسارة الامريكان لحرب افغانستان وحرب العراق ايضا شكل تحدي كبير من عدم قدرة امريكا على اخضاع ايران وهنا بدا يتشكل حلف غير معلن من دول اسلامية ليس فقط على صعيد القوة النووية والعسكرية ولكن الاقتصادية وهو الاهم لاوروبا وامريكا وبالتالي سيكون هذا الحلف هو الفاعل في منطقة الشرق الاوسط وهو الذي سيكون له التاثير الكبير على المنطقة، كما ان دول المغرب العربي لن تكون كما دول الخليج في العلاقة الغير شرعية مع اسرائيل وستبقى محافظة على كثير من الامور، وخاصة ان بعض الدول بدات في فقدان هيبتها بفعل المواضيع العالمية المعاصرة ولم يعد بمقدورها تلبية حاجات شعبها وخاصة بعد الكورونا.
تظن اسرائيل انها بمجرد عقد اتفاقيات مع العرب الخليجيين سيكون لها متسع من الوقت والمساحة لضرب ايران وضرب القضية الفلسطينية واضعاف مكوناتها لكن هذا الامر غير وارد لان الفلسطينيين في الداخل اصبحوا ديمغرافيا قوة عظمى حتى في بعض الدول العربية صار لهم وجود كبير وقادرين على التاثير فيه بشكل كبير، وهو امر يتسارع معهم عبر العالم وليس فقط في المنطقة العربية، الامر الذي يؤكد ان الفلسطينيين على الرغم من قلة الامكانيات هم قوى لا يستهان بها وخاصة قوة الحق والتصميم عليه.
نعم تشكل وبدأ عصر جديد في منطقة الشرق الاوسط وهو يسير نحو قذف اسرائيل العدوانية والقوية من الناحية العسكرية الى الخارج وبالتالي وخلال سنوات قليلة ستتلقى اسرائيل ضربات موجعة وسيكون لها صراعات داخلية بفعل السياسات الغبية التي تجري فيها وان الفلسطينيين والعرب والمسلمين لمجرد ثبوتهم وثبات موقفهم الكامل ضدها وضد المطبعين سيكون الامر جلل، فمجرد خلع حاكم عربي طبع مع اسرائيل ستثور المنطقة كلها ضد اسرائيل ولن يوقفها احد، والعامل السكاني سيكون الحاسم، وسوف نشهد تشكيل جديد لمنطقة عانت طويلا من الصراعات والنزاعات وسيعلم الجميع ان وجود اسرائيل كان حلقة غير سوية وغير متكاملة في المنظومة العربية والشرق اوسطية .

#سمير_دويكات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل