أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصعب قاسم عزاوي - مثلث العناوين الكبرى في صناعة الدعاية السوداء عربياً














المزيد.....

مثلث العناوين الكبرى في صناعة الدعاية السوداء عربياً


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 17:44
المحور: المجتمع المدني
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية مع مصعب قاسم عزاوي

فريق دار الأكاديمية: ما هو برأيك حجر الزاوية في صناعة الدعاية السوداء عربياً؟

مصعب قاسم عزاوي: ينتظم فعل الدعاية السوداء عربياً في النسق الوظيفي للدعاية السوداء وأهدافها الموضوعية المرتبطة عضوياً بتكوينها كأداة لتشويه الحقائق وتوطيد الاستبداد، وإن كانت على المستوى العربي لا زالت تراوح في غالب الأحيان في حيز أكثر بدائية في سلم تطور الدعاية السوداء عالمياً وتاريخياً؛ وهي أقرب في فجاجتها لنهج الكوميديا السوداء في كثير من الأحايين، ولما تبارح مستوى الدعاية السوداء في سياق الهيجان النازي والفاشي إبان الحرب العالمية الثانية.

وقد يستقيم القول بأن مثلث العناوين الكبرى للأهداف الموضوعية لصناعة الدعاية السوداء في سياق تكوين الاستبداد المهيمن عربياً يكمن في نقاط ثلاثة؛ أولها هو احتكار مفهوم الوطن والمواطنة في الخنوع لسلطة وهيمنة الاستبداد وممثليه من الطغاة والمرتزقين من تكوينه المستأسد على كل تفاصيل الحياة المجتمعية العربية، واعتبار كل مارق على ذلك القبول الضمني اللازم قناً مارقاً من عديد الكتلة البشرية حبيسة السجون الكبيرة التي يدعوها المستبدون أوطاناً، بعد أن سولت له نفسه «الأمَّارة بالسوء» ضمنياً أو فعلياً سواءً بالقول أو العمل لرفض التوصيف الاستبدادي الموطد يومياً عبر ماكينة الدعاية السوداء للوطن والمواطن الصالح، ليصبح ذلك القن المارق «إرهابياً لا دية له»، ومعادياً لمصلحة الوطن العليا والدنيا و كل ما يقع بينهما، والتي يجب أن تتطابق وفق قاموس الدعاية السوداء مع مصالح النظم الاستبدادية وأركانها من الطغاة والنهابين والمرتزقة والجلادين، و ردفائهم من فيالق المثقفين الطبالين على شاكلة أتياس مستعارة فكرياً واجبها الوطني تحليل وشرعنة الاستبداد، وتصوير تهشيم المجتمع المدني والبشر المحاصرين في حدوده الوطنية على أنه دفاع مقدس عن الوطن وسيادته.

والعنصر التكويني الثاني في مثلث الأهداف الموضوعية الكبرى لآلة الدعاية السوداء العربية، يتمثل في الاستئصال الجذري والكامل لكل إمكانيات الحراك الاجتماعي، واعتبار أي منها خيانة لمصالح الوطن العليا، وفعلاً يستحق التهشيم الكلياني قبل أن يتفاقم شره ويصبح شراً مستطيراً لا لجام له. ويدخل في هذا السياق شيطنة كل بنيات المجتمع المدني التي تحاول النهوض جنينياً في غير موضع عربي من بين رماد الهشيم الاجتماعي الشامل عمقاً وسطحاً في الخارطة العربية، فترى العدوان المستمر لتقزيم واحتلال كل الهيئات النقابية والجمعيات المدنية التي قد تكون عصية على الاستيلاء عليها بشكل خاطف ماحق؛ و هو ما أفضى لأن يصبح أس الحراك الاجتماعي العربي افتراضياً على شبكة الإنترنت، وهو واقع محسور إن دل على شيء فهو يدل على بؤس المجتمع العربي، إذ أن الحراك يجب أن يكون عيانياً مشخصاً ممثلاً ببشر قادرين على التواصل والتفكر جمعياً لصياغة فعل جمعي مفيد، و هو ما قد يتسحيل القيام في ظل معادلات و شروط الطغيان و الاستبداد الذي يرى في ذلك الاحتمال فعلاً شيطانياً يستحق الويل والثبور وعظائم السراديب و الدهاليز الأمنية وكل أدوات التعذيب المشرئبة فيها.

والمحور الثالث في منظومة الأهداف التكوينية العليا لماكينة الدعاية السوداء عربياً يتمثل في ضرورة خلق حالة من الشواش الفكري المتعمد على المستوى الوطني يجعل من شبه المستحيل على المواطن البسيط الذي لا يمتلك الأدوات الفكرية الضرورية لتفكيك طوفان الإغراق المعرفي بالحقائق المشوهة، فيصبح غير قادر على التفريق بين الغث والسمين، وبين الحق والباطل في حمأة تخرصات الدعاية السوداء وخبرائها الخلبيين، فيصبح خيار الاستقالة الاجتماعية أو الابتعاد عن أي احتمال للانخراط في أي فعل جمعي الخيار الأسلم في معمعة الغبار الفكري الذي يراد به اغتراس بصيرة عمياء لدى كل المواطنين الأقنان غير قادرة على التعرف على ملامح الصالح من الطالح، و يصبح خيارها الأوحد هو الاستكانة والخنوع والقبول بالأمر الواقع المر اعتقاداً بأنه شر مستطير أصغر تبزه شرور عظام أكبر هي في الواقع وعي زائف أشوه من تخليق آلة الدعاية السوداء و أبواقها التضليلية.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية مقارنة لنهج الدعاية السوداء غربياً وعربياً
- ميوعة مصطلح الإرهاب وسندان الاستبداد العربي المقيم
- جدلية الدعاية السوداء واستبطان النكوص الجمعي
- شواه المفاهيم ومطحنة الاكتئاب الجمعي
- الميول البيولوجية الغريزية والتكوينية الوراثية للإنسان
- بصدد مسألة الحياد المعرفي
- بربرية قوانين حقوق الملكية الفكرية
- أساسيات الوقاية من سرطان الثدي
- مفاعيل اقتصاد السوق الوحشي في الحقل العلمي
- إغراق الوضوح المفهومي في مستنقع المصطلحات الآسن
- محنة العلماء والبحث العلمي في زمن الإمبريالية المعولمة
- دفاعاً عن المرأة
- الاكتئاب عند الأطفال
- أسباب مرض السرطان
- دفاعاً عن المستضعفين المظلومين
- كاملات عقل كاملات دين
- استنهاض العقل العربي المستقيل
- هل فيتامين D هو الترياق السحري للوقاية من فيروس كورونا؟
- نصائح طبية عملية للوقاية من فيروس كورونا
- آفاق الانعتاق من جلجلة فيروس كورونا


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصعب قاسم عزاوي - مثلث العناوين الكبرى في صناعة الدعاية السوداء عربياً