أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - مصعب قاسم عزاوي - نصائح طبية عملية للوقاية من فيروس كورونا















المزيد.....


نصائح طبية عملية للوقاية من فيروس كورونا


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 16:54
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


في ضوء الواقع المهول الذي أفرزه حلول فيروس كورونا على العالم، بالتوازي مع إظهاره عجز بني البشر على مقاومة عسف الطبيعة التي تجبروا عليها بشكل همجي يقصر عنه أي توصيف مهما كان تراجيدياً، وهو الذي قمنا بنقاشه وتحليله بشكل مستفيض في بحثنا السابق الذي حمل عنوان: آفاق الانعتاق من جلجلة فيروس كورونا.
ونظراً لاحتمالات فشل جميع محاولات تصنيع لقاح لفيروس كورونا في الأمد المنظور نظراً لتطفر الفيروس نفسه بشكل مستمر يجعل من الصعب إيجاد لقاح جامع مانع لكل الأشكال التي يمكن أن يتطفر إليها، بالإضافة إلى توجس جميع الفرق البحثية التي تعمل على تصنيع لقاح لفيروس كورونا من صعوبة تشكيل كم كاف من الأضداد المقاومة للفيروس في جسم المتطوعين الذين شاركوا في تجارب إعداد اللقاح؛ وهو ما يعني أن احتمال أن لا يفلح أي من اللقاحات المنشودة في تشكيل مناعة دائمة، وإنما فقط مناعة محدودة كمياً وزمنياً قد تخفف بشكل محدود من حدة المرض دون أن تمنع حدوثه وعقابيله.
ولذلك لا بد من محاولة تلمس طريق للوقاية من فيروس كورونا بشكل طبي علمي منهجي يستند على المعارف الطبية الثابتة في أسس الوقاية من الأمراض وتعزيز مقاومة الجهاز المناعي للإنسان والتي تبدو أنها الوسائل الوحيدة المتاحة راهناً للإنسانية جمعاء، نظراً لأن نهج التباعد الاجتماعي والانحشار في المنزل رفاهية لا يحظى بها سوى قلة قليلة من أبناء المجتمعات الغربية، و هي رفاهية لا يحلم بالحصول عليها المليارات من أبناء المجتمعات المنهوبة المفقرة التي ليس لأبنائها من خيار سوى السعي الدائب بحثاً عن رزقهم الذي دونه خيار وحيد هو الاندثار جوعاً في مسغبة سرمدية.
وسوف يتم إيراد جملة من النصائح العملية للوقاية وتخفيف مخاطر الإصابة بفيروس كورونا عبر تعزيز مناعة الفرد، وتقليل الحمل الفيروسي «Viral Load» والذي يعني كمية الفيروسات التي يحتمل أن يتعرض لها الشخص من فيروس كورونا، وهو ما يخفف من مخاطر مباغتة جهازه المناعي على حين غرة بعدد كبير من فيروسات كورونا لا يحتمل أن يستطيع جهازه المناعي التعامل معها بوسائله الاعتيادية.
وسوف يتم التركيز على أن تكون جميع النصائح الطبية العملية للوقاية من فيروس كورونا هي نصائح مبسطة يستطيع أي إنسان القيام بها سواء كان من الميسورين أو المفقرين المظلومين.
أولاً: الإماهة المستمرة للبدن
عندما يتعرض البدن لإنتان فيروسي فإن الفيروسات تسري في الدم بما يسمى فيرسة الدم «Viremia» والتي من خلالها ينتقل الفيروس من المكان الأول الذي دخل منه إلى الجسم، وهو الجهاز التنفسي في حالة فيروس كورونا، إلى الأعضاء الأخرى وخاصة الكلية التي يعد إخفاقها أحد أهم أسباب وفيات مرض فيروس كورونا. ويمكن عبر تناول كميات وافرة من السوائل لا تقل عن ليترين من السوائل يومياً تحفيز ما يدعى تمديد الدم Blood Dilution والذي ينتج عنه زيادة في نسبة الماء إلى نسبة الكريات البيضاء والحمراء والصفيحات في الدم، وهو ما ينتج عنه أيضاً نقص تركيز عدد الفيروسات الجائلة في كل سنتيمتر مكعب في الدم أيضاً، وهو ما يزيد من احتمالية قدرة أجهزة الدفاع المناعية في الأعضاء الأخرى على التعامل مع الفيروسات الغازية لها عبر الجهاز الدموي دون الوقوع ضحية المباغتة والذهول من عدد أكبر من الفيروسات لا تستطيع التعامل معه.
ولتمديد الدم أيضاً فعل مفيد إضافي فيما يخص فيروس كورونا ويتعلق بتخفيض تركيز الصفيحات في كل سنتيمتر مكعب من الدم، وذلك بتخفيف أخطار الإصابة بالجلطات التخثرية المتعددة نتيجة تجمع وتراكم الصفيحات على المناطق الملتهبة في الأوعية الدموية جراء الإصابة بفيروس كورونا والتي تؤدي إلى خثرات دموية تجول عبر الدم وتؤدي عبر انتقالها إلى أوعية الدماغ الدقيقة والشرايين الإكليلية في القلب إلى الكثير من حالات الوفاة الصاعقة لدى المصابين بفيروس كورونا.
ثانياً: تجنب أجهزة التكييف
البرودة تضعف الجهاز المناعي عموماً، وخاصة ذلك الكامن في أعلى الجهاز التنفسي في منطقة الأنف ومنطقة اللوزتين البلعوميتين اللتين تعتبران مع النسج اللمفاوية في الأنف الجهاز الدفاعي الأول ضد الفيروسات الغازية بأشكالها. بالإضافة إلى أن التبريد يقود إلى تضيق الأوعية الدموية المحيطية وتوجيه الدم إلى الأوعية الداخلية الكبرى للحفاظ على حرارة الدم وعدم خسارة تلك الحرارة بسبب التبادل الحراري مع المحيط الخارجي البارد، وهو ما يؤدي في المآل الأخير إلى قلة المدد الدموي إلى خطوط الدفاع الأولى ضد الفيروسات والجراثيم الغازية في الأنف والفم والبلعوم وهو ما يفسر زيادة الإنتانات الفيروسية في فصل الشتاء عموماً.
ولذلك ينصح بالابتعاد عن أجهزة التكييف نظراً لأنها تخلق إحساساً في منطقة ما تحت الوطاء «Hypothalamus» في الدماغ المسؤولة عن ضبط استقرار حرارة البدن بضرورة وضع الجسد في حالة تكيف طارئ مع جو قارس حتى لو كان انخفاض درجة الحرارة عقب تشغيل التكييف ليس سوى لبضع درجات مئوية، حيث أن الدماغ البشري مبرمج لتوقع الأسوأ والتحضير له، والذي يعتبر أن الانخفاض بضع درجات مئوية سوف يقود إلى انخفاض أكثر لاحقاً، وهو ما سوف يؤدي إلى ارتكاس تكيفي كما لو أن الجسد تم وضعه في ثلاجة فعلاً.
وللتعامل مع الحر الشديد يمكن استخدام مروحة فاعلة، وفي البلدان ذات معدلات الرطوبة المنخفضة يمكن ترطيب الذراعين والوجه والرقبة ببعض الماء وترك المروحة لتقوم بتجفيفه عبر الاستبخار وتلك أفضل طريقة لتبريد الجسد بشكل أقرب لطبيعته الفيزيولوجية حينما يقوم بنفس تلك العملية خلال عملية التعرق، والتي لا تؤدي بأي شكل من الأشكال إلى تخفيف قدرات الجهاز المناعي لمقاومة الفيروسات الغازية.
ثالثاً: الاستنثار وغسل الوجه المتكرر بالصابون
تشير الدراسات إلى أن نقطة التحام الفيروسات الغازية تتم أساساً عبر مخاطية الأنف والتي تتكاثر فيها أولاً خلال فترة الحضانة لتنتقل بعدها إلى الأعضاء الأخرى وخاصة تلك المرتبطة منها بالجهاز التنفسي.
وهنا يمكن عبر غسيل المنخرين والوجه المتكرر بالماء والصابون بغض النظر عن نوعه حيث أن جميع الصوابين تقوم بحل الغلاف الفيروسي ودفعه للانفجار فيزيائياً وكيميائياً عبر تذويب العناصر الدهنية في ذلك الغلاف، وهو ما يؤدي في حوالي 30-20% من الحالات لوأد احتمالات تطور الإصابة بالفيروس على الرغم من تواجده سابقاً في منطقة الأنف.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن استخدام الصوابين الاعتيادية أفضل من استخدام الصوابين السائلة من مشتقات المنظفات الكاشطة «Detergents» التي تحتوي على مواد من مشتقات لوريل سلفات الصوديوم Sodium Lauryl Sulfate والتي يحتمل أن تؤدي إلى زيادة أخطار الإصابة بسرطانات الجلد عند التعرض المتكرر لها بتراكيز عالية، بالإضافة لفعلها التخريشي الذي قد يؤدي إلى جفاف الجلد وتشققه واحتمالات تقرحه.
رابعاً: الاتكاء على قدرات فيتامين C في تعزيز قدرات الجهاز المناعي
يتحلى فيتامين C بأهمية فائقة في الحفاظ على فعالية وكفاءة الجهاز المناعي للإنسان، وهو فيتامين حلول في الماء لا يستطيع جسم الإنسان تخزين حاجته منه كما يفعل مع الفيتامينات الحلولة في الدسم كفيتامين D وE، وهو ما يستدعي استهلاكاً منتظماً وكافياً من فيتامين C يلبي حاجة الشخص اليومية. وإلى جانب الحمضيات والخضراوات الطازجة والتي قد لا تكون موفورة وبأسعار ملائمة لقدرات الكثير من المفقرين المظلومين، فإن المصدر الأيسر لها هو الشاي الأحمر «الكركديه»، والذي يمكن شرب منقوعه البارد بعدة أكواب يومياً وليس الساخن حيث أن فيتامين C يتخرب بالحرارة بسهولة، و هو ما يؤمن وراداً ممتازاً من حاجة الجسم من فيتامين C. وتجدر الإشارة إلى عدم استحسان استهلاك فيتامين C المصنع بشكل حبوب وأقراص فوارة ليس لاختلاف كيميائي حقيقي بين فيتامين C من مصادر طبيعية وذلك المصنع كيميائياً حيث لا اختلاف حقيقياً بين النوعين، ولكن خشية من انعدام أخلاقية الكثير من معامل الأدوية والمكملات الغذائية والتي معظم موادها الفعالة تأتي من الهند أو الصين والتي لا رقابة فعلية قانونية أو أخلاقية فاعلة على ما تقومان بتصنيعه وتصديره إلى دول العالم الأخرى، ليتم تعليبها بعد ذلك في تلك البلدان وفق نهج صناعات اللمسة الأخيرة، دون أن يغير ذلك من مخاطر تلوثها بمواد مسرطنة وسموم ومعادن ثقيلة كما كان الحال في عدة فضائح تخص صناعات الأدوية على المستوى الكوني في الدول الغنية والمفقرة على حد سواء، وهو ما كنا قد غطينا بعضه في محاضرة سابقة مستفيضة عن الوقاية و علاج ارتفاع ضغط الدم.
خامساً: تجنب التدخين والتدخين السلبي المنفعل
يؤدي التدخين بأشكاله الفاعل والمنفعل لدى من يقوم استنشاق الدخان من سيجارته وذلك الذي يجلس بجانبه ويستنشق ما ينفثه ذلك الأول من دخان مع زفيره، لنسبة كبيرة من مادة بنزوبايرين Benzopyrene وهي مادة مسرطنة في الأساس، وتؤدي إلى التهاب في مخاطية القصبات والأسناخ الرئوية، و تؤدي إلى تراكم الخلايا الميتة والقشع المخاطي على جدرها بكميات كبيرة، وهي البيئة المناسبة التي يحتاجها أي فيروس للالتصاق عليها عند تعرض الشخص له سواء كان فيروس كورونا أو غيره، وتشكل مستنبتاً زرعياً مثالياً للفيروس للتكاثر وزيادة عدده بشكل كاف لتحقيق مستوى أكبر من الأذية على الجهاز التنفسي والذي يعتبر إخفاقه أحد أهم أسباب وفاة المصابين بفيروس كورونا، وهو ما أكدته الأبحاث المحدودة التي تم نشرها في ذلك الخصوص بزيادة معدلات الوفيات بشكل ملحوظ عند المصابين بفيروس كورونا من المدخنين عن أولئك المصابين من غير المدخنين.
سادساً: تجنب الشدة النفسية
الشدة النفسية والضغوطات العقلية، تؤدي بشكل مباشر إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم وهو الذي يؤدي إلى قمع فعاليات الجهاز المناعي إلى درجة كبيرة، وتضاؤل حجم التيموس Thymus لدى من يتعرض لشدة نفسية مزمنة وهو العضو الليمفاوي المسؤول عن تنظيم وتدريب الخلايا الليمفاوية القاتلة التي تمثل نخبة جيش الجهاز المناعي في جسد أي إنسان.
ولأن مصادر الشدة النفسية الخارجية متعددة ولا يمكن السيطرة عليها بشكل دائم خاصة في حيوات المظلومين المفقرين، فإن وسيلة التكيف معها تتم عبر الاتكاء على قدرات دماغ الإنسان التكيفية، والتي تتم عبر الاستعانة بأفضل ترياق لعلاج فرط إفراز هرمونات الشدة النفسية و المتمثل في تحفيز إفراز هرمونات الطمأنينة النفسية في الدماغ، وأعني هنا هرمونات الأفيونات الداخلية المنشأ و هرمون الأكسيتوسين، والتي يتم إفرازها عند التواصل الأسري الحميم مع أقران الشخص في أسرته والمقربين منه بشكل حميمي محب عطوف رحيم ودود، و حين يشعر الإنسان بقدرته على العطاء وفعل الخير ومساندة من حوله حتى لو معنوياً. والنصيحة الفضلى للحفاظ على مستوى فائق من هرمونات الطمأنينة النفسية في دماغ أي شخص هو عمل معروفين يومياً لأقرانه أو مجتمعه، فيكون الفعل الجميل ترياقاً للحفاظ على قدرات الدماغ للتأقلم مع ما يتعرض له من مؤثرات تستدعي الشدة النفسية، وتزيد من قدراته على الصبر والمصابرة عليها دون الوقوع فريسة سهلة لمفاعيلها في تثبيط الجهاز المناعي في جسده.
سابعاً: تمارين التنفس العميق
لا يتنفس غالبية بني البشر بشكل صحيح في يقظتهم حيث أن الغالبية المطلقة منهم تتنفس بشكل سطحي بالكاد يفي بحاجة الإنسان من الأكسجين الذي يحتاجه، ويجعله دائماً يشعر بأنه في حالة من الضيق والخنقة والحنق الذي لا يعرف سبباً ظاهرياً له. وقد يكون التنفس السطحي لدى بني البشر راهناً وسيلة دفاعية يقوم بها البدن بشكل لا واع للتقليل من دخول الملوثات البيئية إلى صدور البشر وهي الملوثات التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من نموذج الحياة المعاصرة للإنسان.
ولكن التنفس السطحي يؤدي إلى حالة من نقص مزمن في وارد الأكسجين الذي تحتاجه خلايا الإنسان، و يؤدي في المآل الأخير إلى زيادة وقوعات مرض السرطان وضعف مزمن في قدرات الجهاز المناعي، بالإضافة إلى مفاعيل القلق والضيق المزمنين.
وللتعامل مع ذلك الخلل ومحاولة تصحيحه لا بد من محاولة إعادة تعلم نهج التنفس الصحيح الذي يتم من البطن لا الصدر كما يتنفس الأطفال حديثو الولادة، والذي يتم عبر ارتفاع بطونهم وهبوطها عند الشهيق والزفير وليس صدورهم. بالإضافة إلى اتباع تمارين التنفس العميق التي تتم عبر تنفس بطني بطيء يتم الشهيق فيه على امتداد 30 ثانية كحد أدنى من الأنف، وزفير بطيء كذلك من الفم على امتداد 30 ثانية كحد أدنى. وبحيث يتم تكرار هذا النموذج بما لا يقل عن 20 دورة تنفسية على امتداد اليوم الواحد، والتي هي كفيلة بإمداد البدن بحاجته من الأكسجين، وتدريب عضلة الحجاب الحاجز على أسلوب التنفس الصحيح، والذي سوف يقوم البدن باتباعه بشكل لا واع بعد فترة من التدريب نظراً لتلمسه لقيمة الأكسجين الإضافي الذي يحصل عليه حينما يقوم بتنفس بطني عميق.
ثامناً: ممارسة الرياضة وتجنب القعود الكسول
هناك عضو في الجسد يدعى الطحال مسؤول عن تصفية وترشيح الخلايا المناعية الهرمة وإصدار الأوامر باستبدالها بخلايا شابة أكثر قدرة على التجاوب السريع مع غاز خبيث من قبيل فيروس كورونا. ولكي يقوم الطحال بتلك الوظيفة لا بد من تحفيز الجهاز الدوراني لطلب مخزون الدم الاحتياطي من الطحال، والذي يخزن حوالي 3-2 لتر من الدم الاحتياطي فيه، وذلك خلال النشاط البدني في الرياضة، وهو المخزون الذي يتم استعادته إلى عرى الطحال عقب الانتهاء من النشاط البدني، ليقوم الطحال حينئذٍ بترشيحه وتصفيته من الخلايا المناعية الهرمة خلال عملية إعادة التخزين تلك. وهو ما يعني أن سلامة وكفاءة الجهاز المناعي للإنسان وشبابه المتجدد مشروط بحفاظه على مستوى دائم من النشاط البدني.
وأفضل أشكال النشاط البدني الرخيصة الثمن هو المشي السريع لمدة لا تقل عن ساعة كاملة يومياً يرتفع فيها نبض الشخص إلى ما لا يقل عن 120 نبضة في الدقيقة، ويبدأ جسمه في التعرق الواضح خلالها، وهو المستوى الأدنى من النشاط البدني الذي يحفز عملية تصفية الخلايا المناعية الهرمة في الطحال كما أشرنا إليه أنفاً.

تاسعاً: النوم الجيد في الليل لما لا يقل عن ثمان ساعات
النوم الجيد وغير المتقطع في الليل لمدة لا تقل عن ثمان ساعات لا يمكن الإلمام بأهميته للبدن في صيانة كل أعضائه وخاصة الدماغ والجهاز المناعي مهما فصلنا في ذلك. وهو ما يجب الالتزام به بشكل غير قابل للتغاير تحت أي ظرف كان، إذ أن عدم النوم بشكل كاف لليلة واحدة يضعف الجهاز المناعي في اليوم التالي بنسبة قد تصل إلى 60%، وعدم النوم لليلتين اثنتين متواليتين بشكل كاف يضعف الجهاز المناعي إلى نسبة قد تصل إلى 90%. وهو ما يفسر نسبة وقوعات السرطان العالية لدى من يعانون من اضطرابات النوم، إذ أن ضعف الجهاز المناعي يؤدي إلى خلل في قدرته على الإمساك بالخلايا الشاذة التي تتطور يومياً في جسد كل إنسان بالغ بمعدل يصل إلى 200 خلية سرطانية كل يوم، والتي قدرة وكفاءة الجهاز المناعي تمنع تحول أي منها إلى سرطان مفتوح، وإفلات واحدة منها من الجهاز المناعي يعني تطوراً لسرطان مفتوح. وبالقياس على ذلك بأن قدرات فيروس كورونا على اختراق خطوط دفاع الجهاز المناعي تتعاظم في حال معاناة الشخص من قلة النوم المزمنة. وأهم سبب لاضطرابات النوم هو الإفراط في استهلاك الكافيين ومشتقاته من قبيل القهوة والشاي و المتة، بالإضافة إلى الخطر الشيطاني للإدمان على الهواتف الجوالة التي تبث أكداساً هائلة من الأشعة ذات الطيف الأزرق والتي يفسرها الدماغ بأنها انعكاس لسماء زرقاء ساطعة، تقتضي قمع إفراز هرمون الميلاتونين في الغدة الصنوبرية في الدماغ المسؤول عن حض الجسد ككل للخلود للنوم، والذي ضعف أو عدم إفرازه يعني حتماً صعوبات جمة في الخلود إلى النوم في وقت يعتقد الدماغ بأنه صباح مشرق لا يستدعي النوم على عكس ما يريد منه صاحبه القيام به و هو يعاني شرور و عسف الارق متقلباً في فراشه.
والحل الأمثل لصعوبات النوم هو الابتعاد عن الهاتف الجوال وكل الأجهزة الإلكترونية التي تبث حزماً من أشعة الطيف الأزرق كالحواسب المحمولة، والحواسيب التقليدية، والتلفزيونات الحديثة، قبل توقيت الخلود للنوم بمدة لا تقل عن ساعتين، وهو التوقيت الذي يجب أن يكون توقيتاً مقدساً لا بد من الالتزام به يومياً وعدم تغييره لتجنب إنهاك الجهاز العصبي في الاعتياد على توقيت جديد كل مرة، وهو المبرمج بشكل مسبق للنوم في نفس التوقيت دائماً وفق ما يدعى النظم الدوري للنوم في الدماغ.
عاشراً: لا ضير من النظافة والطهارة للوقاية من فيروس كورونا
حينما لا يتوفر للشخص إمكانية غسل يديه ووجهه بشكل متكرر بالماء والصابون، فإنه من المستحسن دائماً حمل وسيلة تعقيم مبسطة في جعبة كل شخص، ليس من الضروري أن تكون مطهراً كيميائياً أو كاشطاً أو كحولياً باهظ الثمن، وإنما قطعة صابون طبيعي بحجم سلامية إبهام بالغ في حوالي كأس ماء «250 ميلي ليتر» يمكن تخزينها في أي قنينة بلاستيكية فارغة، ثم يتم سكب القليل من محتواها بين الحين والآخر على راحتي اليدين وفركهما، و خاصة بعد اضطرار الشخص لملامسة أي سطح يحتمل أن يكون ملوثاً، مع السعي دائماً لغسيل اليدين بالماء الصافي بين الحين والآخر لتجنب تشقق اليدين وجفاف الجلد فيهما جراء بقاء الصابون الممدد عليهما فترة طويلة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أهمية أن تكون قطعة الصابون المستخدمة في صناعة مطهر اليدين الطبيعي من صابون طبيعي مصنوع بالطرق الشائعة منذ الأزل من زيت وماءات الصوديوم وليس أي صابون سائل أو مسحوقاً أو سائلاً للغسيل أو الجلي حيث أن كل مواد التنظيف الصنعية مواد مخرشة لا يمكن إبقاؤها على الجلد فترة طويلة حتى لو كانت ممددة.
وفي الختام لا بد من تذكر واستبطان مقولة الحكماء بأن «درهم وقاية خير من قنطار علاج» والتفكر بها دائماً، كسلاح البشرية الأوحد راهناً لمواجهة فيروس كورونا ومفاعيله المهولة.

ثبت المراجع:
تسجيل المحاضرة الصوتي على آبل بودكاست Apple Podcasts
https://podcasts.apple.com/gb/podcast/academy-house/id1514430105
تسجيل المحاضرة الصوتي على غوغل بودكاست Google Podcasts
https://podcasts.google.com/?feed=aHR0cHM6Ly9mZWVkLnBvZC5jby9hY2FkZW15aG91c2U=
تسجيل المحاضرة الصوتي على سبوتيفاي Spotify
https://open.spotify.com/show/73gFjIZNhnGELNE4p7tovT



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق الانعتاق من جلجلة فيروس كورونا
- تعاكظٌ الرعونة و أدمغة أطفال المسغبة
- خفايا و تلافيف غزوة مانشستر


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - مصعب قاسم عزاوي - نصائح طبية عملية للوقاية من فيروس كورونا