أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - من المسؤول عن الوضع العام في الصحراء ؟















المزيد.....

من المسؤول عن الوضع العام في الصحراء ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرح مؤخرا سفير البوليساريو بالجزائر عبد القادر الطالب عمر ، " انه في حالة استمرار الفراغ والجمود ، فان الأمور ستتجه نحو التوتر والتصعيد الذي يتحمل مسؤوليته المغرب " .. الخ .
ولنا ان نطرح السؤال . اذا كانت البوليساريو تتحدث عن الجمود ، الذي تعرفه قضية الصحراء منذ ابرام اتفاق وقف اطلاق النار في سنة 1991 . فمن المسؤول عن هذا الفراغ الذي تدعي البوليساريو وتتشكى منه ؟ هل حقا ان المسؤول هو المغرب ، ام ان المسؤول هو البوليساريو الذي استطاب العيش والسكينة بعد ان طلق الكفاح المسلح لما يقارب الثلاثين سنة ؟
ام ان المسؤول الى جانب البوليساريو ، هو مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، الذين حنّطوا النزاع عندما تخلوا عن القرارات التي يصدرونها بمناسبة او غير مناسبة ، وخاصة ان اتفاق وقف اطلاق النار قد تم ابرامه تحت مسؤوليتهما كضامنين لكل النتائج التي انبثقت عن الاتفاق ، خاصة دور المينورسو الرئيسي في تنظيم الاستفتاء الذي اضحى متجاوزا من قبل ضامني الاتفاق انفسهم ؟
فكيف للبوليساريو ان تحمل مسؤولية الوضع المستمر منذ ثلاثين سنة للمغرب ، في حين ان هذا ليس هو من كان يصدر القرارات المتعاقبة منذ 1960 بالنسبة للجمعية العامة ، ومنذ 1975 بالنسبة لمجلس الامن ، كما انه ليس هو الجبهة التي وقعت اتفاق 1991 ؟
فهل القرارات التي صدرت في النزاع كانت قرارات مغربية ، ام انها كانت قرارات اممية ، وهنا كيف تحميل جهة المسؤولية عن اشياء لم تصدرها ، والتغاضي عن الجهة المسؤولة عن الوضع الذي هي مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، ونسيان بل ربما تجاهل المسؤولية المباشرة لجبهة البوليساريو عندما انتظرت حوالي ثلاثين سنة لتنوب عنها الأمم المتحدة في تنظيم استفتاء فقد كل شروطه ودواعيه ، وبقناعة مجلس الامن والأمم المتحدة اللذان تخليا عن اتفاق ابرم تحت شرفهما ، وضمنا تنفيذ كل البنود التي نتجت عن الاتفاق ، والتي أصبحت بفعل مرور الزمن فاقدة لرمزيتها ، ولدلالتها التي انشات من اجلها ؟
المغرب غير مسؤول كما جاء في اتهام سفير البوليساريو له ، بعرقلة الحل الذي ترغب به الجبهة وعرابها الجزائر ، فهو الى الآن يتجاوب مع قرارات الأمم المتحدة في صياغتها التي تحمل في طياتها أسباب استحالة تنفيذها ، ومن جهة يبقى المسؤول عن الوضع الذي لا يروق الجبهة ، ولا يروق الجزائر وحلفاءهما كجنوب افريقيا ، الأمم المتحدة ، ومجلس الامن اللذان ترجع لهما ولوحدهما كل القرارات المتخذة .. لكن يبقى المسؤول الأول والأخير جبهة البوليساريو التي سقطت في مقلب اكبر منها ، فكان رصاصة الرحمة التي صوبتها الجبهة على راسها بمحض ارادتها ....
فهل بوادر عودة الى الكفاح المسلح تلوح في الأفق ؟ وان افترضنا جدلا ان الحرب حتمية ، فهل تعتقد الجبهة التي غطت في سبات سنوي دام ثلاثين سنة ، وليس فصلي شتوي ، انها قادرة على تكرار الحرب التي دامت ستة عشر سنة ، وبنفس القوة ، والضبط والحماسة ؟
بعد ان فقدت الجبهة زخمها واشعاعها الدولي الذي نفخت فيه الحرب الباردة التي انتهت ، وكان من المفروض ان ينتهي معه صراع الصحراء المفتعل بنهاية الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفياتي ، ومعه كل المعسكر ( الاشتراكي ) ، لم تجد الجبهة من وسيلة للتعبير المزيف عن استمرارها في الوجود ، غير استغلال دورات اجتماعات مجلس الامن لبحث نزاع الصحراء ، للتهديد بالعودة الى الحرب مرات ، ودفع انفصالي الداخل للقيام بخرجات مضبوطة ، علهم يؤثرون في قرارات مجلس الامن حتى تستجيب لطموحاتهم بالانفصال ... وهنا فان مبادرة اميناتو حيدر بإنشائها ISACOM ، وتجديد CODESA ، کان من صنع المخابرات الجزائرية للتاثير بالمنطقة بخلق مشاكل للرباط ، ومن ثم النجاح في التاثير على القرار الذي سيصدره مجلس الامن في موضوع النزاع المطروح ، رغم ان التقرير الذي اعده الامين العام عرى عن حقيقة البوليساريو امام اعضاء مجلس الامن ..
هكذا سنجد ان استراتيجية الكفاح المسلح التي اعتمدتها الجبهة وبدعم من الجزائر، قد اعطت اكلها طيلة ستة عشر سنة ، اي حتى سنة 1991 الذي سقطت فيها الجبهة في مقلب اتفاق وقف اطلاق النار ... لكن بعد الاتفاق ، وبعد مرور حوالي ثلاثين سنة من توقيعه ، واضحى فارغا من شروطه التي اضحت متجاوزة بفعل مرور الوقت الذي يذيب الحجر قبل البشر ، حتى اصبحت الجبهة تعيش على الاطلال ، وعلى ذكريات اصبحت من الماضي ، وليس الحاضر الذي تحكمه شروط وقوانين ، فرضت نفسها مع التغيير الذي عرفه العالم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ...
ان تحريض جنوب افريقيا الجبهة بالعودة الى الحرب ، وان القول بابرام اتفاقيات دفاعية بين البوليساريو وبين الجزائر وجنوب افريقيا ، او مع غيرها من الدول الافريقية المساندة لانفصال الصحراء ، وبالتزامن مع انعقاد دورة مجلس الامن لبحث نزاع الصحراء ، تبقى عبارة عن فقاعة ، وصيحة في واد لا ولن تؤثر في الوضع العام الذي فرضه اتفاق وقف اطلاق النار منذ سنة 1991 ...
اّذن كان على الجبهة عوض توجيه اتهامها الى العنوان الخطأ ، ان تسائل نفسها اولا ، لماذا استطابت الوضع كما هوعليه منذ ثلاثين سنة خلت ، وما هي الاسباب التي جعلتها تقبل بالوضع رغم ان مجلس الامن ضرب عرض الحائط بنتائج اتفاق 1991 ، ومن اهمها افراغ المينورسو من وظيفتها الاساسية التي هي تنظيم الاستفتاء ، الذي لم يعد احد من اعضاء مجلس الامن يطالب به كما كان الحال قبل 1991 ... فاذاكانت الجبهة التي ابرمت عن طيب خاطرها الاتفاق المذكور ، ونتائج الاتفاق تعثرت ، فماذا يجبرها البقاء متمسكة بالسراب و تعلن انسحابها منه ، وتعود الى لغة الحرب التي سادت لستة عشر سنة قبل سنة 1991 ...
وكان على الجبهة كذلك عوض توجيه الاتهام الى المغرب ، عن ما سمته بالجمود والعرقلة التي تقف وراء مشروعها ، ان توجه الاتهام الى مجاس الامن الذي اصدر القرارات التي هي قراراته ، وليس بقرارات مغربية ، فتسائل المجلس عن عجزه في تنفيذ ما تم التوقيع باشرافة ، وبضماناته .
بالنسبة للمغرب الذي وقع اتفاق وقف اطلاق النار ، الى الآن لا يزال يحترم الاتفاق ، سواء من خلال احترام وقف اطلاق النار ، وسواء من حيث ازالة الالغام التي توقفت بعض التشنج الذي لاحت بوادره من قبل الجبهة ، خاصة وانها عانت من ظاهرة فرار الصحراويين من تندوف الى المغرب .. فترك الالغام مزروعة يفيدها اكثر في مشكل فرار الصحراويين وعودتهم الى المغرب ...
اذن ما المشكل بالنسبة للمغرب في تحميله المسؤولية عن واقع ، المسؤول الاول عنه جبهة البوليساريو التي استكانت مع الوضع ثلاثين سنة، ومجلس الامن الذي عجز في تنفيذ قراراته المستحيلة التطبيق ، لانها تحمل من حيث المضمون وليس الشكل ، النقيض والنقيض له ..
ومرة اخرى . هل المغرب من افرغ المينورسو من مهمتها السياسية ؟
ان الوضع الذي اضحت عليه الجبهة منذ ثلاثين سنة من الانتظار في غرفة الانتظار ، وهي تعلم انها تنتظر السراب ، ليس بفعل المغرب ، بل بفعل مجلس الامن الذي ضمن اتفاق 1991 ، لا يختلف من حيث الجوهر عن النهاية التي وصلت اليها منظمة ( التحرير الفلسطينية ) التي انتظرت منذ 1982 ( مؤتمر مدريد ) ، وانتظرت منذ 1993 ( مؤتمر أسلو ) لتجد نفسها قد فقدت كل فلسطين ، بتاييد وبتزكية الدول العربية ، والاتحاد الاوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ....
ومرة اخرى السؤال لقيادة الجبهة : ماذا انتم فاعلون اذا طالت دعواتكم ، ولم يصغي اليها مجلس الامن ، ولا اعارها الاهتمام ؟
هل تستطيعون الرجوع الى الكفاح المسلح الذي دام سنة عشر سنة ، وانتهى بتوقيعكم على اتفاق وقف اطلاق النار ؟
وهل تستطيعون اطلاق رصاصة واحدة ، دون اوامر الجزائر ، فعندها ستصبح الحرب مفتوحة مع الجزائر ، وهذه الذي اصبحت بمثابة الرجل المريض بالمنطقة ، بسبب سقوط الاتحاد السوفياتي ، وسقوط جدار برلين ، وتراجع اثمنة الغاز والبترول ... والازمة التي ضربت الدولة ... قادرة على تدبير اقتصاد الحرب ، الى جانب الاقتصاد المدني الاكثر من المتعثر ...
الحصيلة التي وصلت اليها جبهة البوليساريو منذ ثلاثين سنة من الانتظارية الفاشلة ، انتظارية السراب ، ولا تزال تنظر وهي تعلم انها تنتظر السراب ... هي نفس الحصيلة وصلت اليها منظمة ( التحرير الفلسطينية ) بعد انتظارها ثمانية وثلاثين سنة لحل الدولتين ، وللاسف لا تزال تنظر ، وهي تعلم انها تنتظر مجرد السراب ، لان الضم المنتظر سينهي مع شيء كان يسمى بفلسطين ، مثل ان اتفاق 1991 انهى مع حلم كان يسمى ( الجمهورية الصحراوية ) ...



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة الرعب والخوف
- الفقيه محمد البصري
- ولا يزال الرئيس الجزائري يهذي في هذيانه
- المخزن
- هل جاء تقرير الامين العام للامم المتحدة بجديد لنزاع الصحراء ...
- المدير العام للمخابرات المدنية المغربية
- هل فشلت الامم المتحدة في حل نزاع الصحراء الغربية ؟
- الحرب العراقية الإيرانية
- الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون
- الجمهورية الريفية
- ماذا تحضر واشنطن لمحمود عباس ؟
- ابراهيم غالي الذي لم يعد غالياً منذ سنة 1991 ، يوجه خطاب بكا ...
- نكبة ام نكسة ؟
- المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني
- الاضراب عن الطعام
- ذكرى 6 شتنبر 1991
- هل سيطبع النظام المغربي مع دولة اسرائيل ؟
- هل ستطبع الانظمة العربية مع الدولة الصهيونية ؟
- تصعيد جزائري يخبط خبط عشواء
- هل من قاسم مشترك بين ملف الريف وملف الصحراء ؟


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - من المسؤول عن الوضع العام في الصحراء ؟