أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : نقابات أمنية .














المزيد.....

تونس : نقابات أمنية .


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد هروب أو تهريب زين العابدين بن على بيومين تقريبا كنت مع جموع المتظاهرين المحتفلين في قلب مدينة صفاقس الموصوفة بعاصمة الجنوب التونسي ، التقيت صديقا جامعيا ورحنا نتبادل أطراف الحديث ، فجأة قال لي هل ترى هناك ما أرى ؟ التفت فإذا بسيارات الشرطة قادمة ، وفي بعضها أعوان بزيهم المعروف واقفين ، ملوحين بأيديهم ، وهم الذين اختفوا تماما قبل ذلك ولم يعد لهم من أثر ، عندما اقتربوا علمنا أنهم يريدون أيضا الاحتفال برحيل بن على ، كان هؤلاء قبل أيام مرابطين في الساحات والشوارع مزودين بما تيسر من أدوات القمع المختلفة حتى أنهم قتلوا متظاهرا في شارع المدينة الرئيسي بدخان قنابلهم، أما في جهات أخرى فقد استعملوا الرصاص الحي مرارا وتكرارا ونكلوا بضحاياهم مثلما حدث مع شوقي الحيدري في منزل بوزيان ، الذي جروه وهو جريح على الاسفلت الحجري ، قبل أن يستشهد ، تاركا طفلة عمرها سنوات ثلاث . حتى أن بن علي خاطبهم في آخر أيامه قائلا : يزي من الكرطوش الحي ( كفى رصاصا ).
بعد مد ة كون هؤلاء النقابات الأمنية مستفيدين من كفاح الشعب الذي اضطهدوه على مدى عشرات السنين ، تم ذلك خفية وفي غمرة الفورة النقابية والجمعياتية التي شهدتها تونس وقتها ، فقد كان بوسع من هب ودب تكوين حزب أو جمعية أو نقابة الخ ..واعتقد بعضهم أن تلك الأجهزة تغيرت جذريا وأصبحت جمهورية ومحايدة ومهنية الخ ..حتى أنهم أهدوها باقات الورد ، وظهر زعماء سياسيون كانوا لوقت قريب في سجون بن على وهم يتبادلون القبل مع أعوان الشرطة والحرس مربطين على أكتافهم .
ثم دارت الأيام دورتها فإذا بمنخرطي تلك النقابات يحاصرون " قصور عدالة " مثلما جرى مؤخرا في محكمة بن عروس على مقربة من العاصمة لترهيب قاض قالت وسائل اعلام انه كان يرتعد خوفا من سلاح هؤلاء وفي مناسبات مختلفة كان هؤلاء يعمدون الى نشر صور لمواطنين دون اذن منهم وهم رهن الاعتقال ، وتبين بعدها أنهم أبرياء مثلما حصل مع ذلك العامل الذي وجد على مقربة من المواجهة الأخيرة مع إرهابيين في مدينة سوسة ، وذنبه أنه كان ملتح ، ورأينا فظاعات كثيرة قولا وفعلا ،كنت شخصيا شاهدا عليها وعرضة لها فعندما اعتقلوني لم يسمحوا لي حتى بإبلاغ أخي المحامي أو زوجتي وأبنائي بأني في السجن ، وتطلب الأمر صباحا قيام عائلتي بالبحث عني في مستشفيات ومراكز شرطة قبل أن تعلم بأمري صباح اليوم الموالي لاعتقالي . وذاك ليس غريبا في بلدي فالمنتسبون لتلك النقابات تغولوا حتى على وزراء الداخلية ورئيس الجمهورية السابق الباجي قائد السبسي ، مما جعله يصفهم بالقردة . فروح الفريق ، ووحدة القطاع تجعلهم يعتقدون أنهم فوق القانون وأن بإمكانهم فعل ما يريدون ، فالفريق سيهب لنجدتهم ولن يسمح باعتقالهم مثلا رغم ما ارتكبوه ، وعندما يكون ذلك الفريق مسلحا تكون الطامة الكبرى، ومع مرور الوقت تكبر المشكلة ، وتتشكل الميليشيات المسلحة ، ويصفي بعضها بعضا ،ولكل قطاع كتيبته المسلحة .
اليوم تنادي جمعية المحامين الشبان ومنظمات وجمعيات أخرى بحل تلك النقابات فقد أخذت تلك الأجهزة هدية في وقت غفلة ، وتبين أنها ليست أهلا لها فتوجب ردها الى أصحابها ، وأعني الشعب الذي لا راد لحكمه وإن طال الزمان .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة عن اليسار في تونس.
- تونس : شاهدة لأحمد بن صالح في ثرى التاريخ.
- تونس: تحالف الخوف
- تونس : ولادة في القصبة وحشرجة في باردو .
- فرافارا راو.. شاعر وراء القضبان.
- تونس: حكومة الرئيس الثانية
- تونس : الوضع دقيق .
- تونس : غيوم سياسية .
- تشتت اليسار في تونس ووحدته.
- الفأس والرأس .
- تفجير المغرب العربي .
- البكاء السياسي .
- تونس : من هو الرئيس ؟
- الرّجال الحمر
- تونس : ست ملاحظات حول اللقاء التلفزيوني مع رئيس الحكومة
- كورونا كمفارقة
- هلع البرجوازية الكمبرادورية .
- العريضة الوطنية لمجابهة كورونا .
- كورونا لسان الكون .
- عريضة تونس حول سوريا .


المزيد.....




- يريد الانتهاء منها لكنه يواصل إثارتها.. إليك آخر تبعات قضية ...
- بفيديو طريف.. بسنت شوقي تنفي شائعة حملها
- بعد قصف دمشق.. نتنياهو: سنواصل التصرف حسب الضرورة واتفاق الس ...
- الطائرات المسيّرة: سلاح أوكرانيا الأمثل لإعاقة تقدّم القوات ...
- عيادة خصوبة بريطانية تنجح في ولادة 8 أطفال أصحاء من أمهات حا ...
- كنائس تهدم في السودان.. عودة الاضطهاد الديني؟
- بلجيكا: محكمة تصدر أمرا لحكومة الفلمنك بوقف عمليات نقل المعد ...
- السجائر الإلكتروتية.. ما هو ضررها على الصحة؟
- سوريا: ما هو مخطط إسرائيل؟
- قصف إسرائيلي استهداف عناصر تأمين قوافل المساعدات في غزة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : نقابات أمنية .