أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام شبر - ذات وباء..... تاليف هشام شبر














المزيد.....

ذات وباء..... تاليف هشام شبر


هشام شبر

الحوار المتمدن-العدد: 6696 - 2020 / 10 / 6 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


( المكان غرفة العناية المركزة حيث يتعالى أصوات الاجهزة)

( هو على السرير يتنفس بصعوبة وأسلاك أجهزة العناية المركزة مرتبطه بجسمه )

هو : مترف بالوجع أرى من بعيد ضوء كفن ورفاق رحلوا وهم يلوحون أن أقترب ليهمسوا لي ان الوقت قد تأخر ولابد من الموت باكرا

( ينهار على الارض وهو يتنفس بصعوبة)
ورثت الخوف من أمي التي كانت كلما اذن المؤذن تجهش بالبكاء ليس خشوع ولكن حرمان فقد تطاول الزمن عليها كثيرا حتى أرداها جثة في وضح الحياة وقيد الحادث ضد مجهول

(يضرب بكلتا يديه على الأرض)

تعبت من حديث يراوح في مكانه ومن أخبار عاجلة لا تحسن التصرف ومن ذاكرة حمقى ومن جرح يضرب على جرح على مافات ويجعلني أموت على نفسي وأموت من نفسي

( يصرخ وهو يتحدث مع الأجهزة)

طوط طوط طوط طوط ....
اخرسي قلت لك اخرسي لماذا أنت وقحة هكذا دعيني أموت باكرا أموت على عجل فأنت تعرفين بأنني ميت لا محال وكل ماتفعلينه هو كذب أبيض يشبه الكفن

( يرمي بأغطية السرير البيضاء في الهواء وهو يردد)
حين نموت يدوس كل منا على الاخر حتى يتغير لون أجسادنا بفعل التراب ونتشابه .....
ماأحلى أن نتشابه بعد أن فقدنا ذلك وذهبنا نحوالتناقض والتباعد والتقليل حد قطرة تداس تحت اقدام امنياتنا التي تقترب من السواد في بعض الأحيان

( يخرج من تحت السرير دف يضرب عليه ويغني )

نحن على طول المدى محض سراب وحروف على ماء البحر كتبت ......

( يتوقف عن الغناء)
( يتحدث بحزن)

لم تأتي لزيارتي لم تأتي لزيارتي منذ اصابتي ربما انتقلت الى جوار رجل اخر أقسم انني لن أتركها تهنأ بذلك سأقرء عليها الشتائم كل الشتائم وأحرق أسمها مرات ومرات في طقس من السحر لأموت وأنا مطمئن من اصابتها باللعنة

( يبكي )
ارجوحة أنا تذهب وتأتي تذهب وتأتي تصدر صرير ممل رتيب فقد اكتشفت أخيرا انني مجرد من التقويم لذلك حين موتي لن أتقبل العزاء من أحد

( يصفق كالمجنون)

(يصعد على السرير ويميل يمين ويسار كأنه على سفينه وسط الامواج وهو يردد حواره)

خائفون من لحظات تأتينا لتغلق عيوننا وتدعونا للموت خلسة طوط طوط طوط ....... خلقنا كي نموت على أنفسنا خوف ونموت من أنفسنا خوف خلقنا كي نكون جثث تحت وجثث فوق كي نستعد للقيامة

(يتعالى صوت صراخ وبكاء من خارج المكان)

البكاء في كل مكان و الموت أصبح بالمجان حتى الأكفان أرتفعت أسعارها ....فالكل سيموت دون ارادته الكل سيموت خلسة الكل سيموت فجأة الكل سيبكي والكل سيبكى عليه

(يضرب بكلتا يديه على الأرض)

بعد قليل أو أقل بكثير سأموت ربما أحمل أو أوخذ قصرا وأرمى في حفرة عمقها كثير من الموت ربما من خلف زجاج الطب العدلي والطبيب يشرح جثتي أرى زوجتي وهي تبتعد وأبني وهو يبتعد وأهلي وهم يبتعدون خوف حزن لست أدري ربما أصرخ بهم وأحاول النهوض لكن مقص الطبيب وساعديه يمنعاني من ذلك لأنه لا يريد أن يتأخر فهناك الكثير من الجثث تنتظر دورها
( يتعالى أصوات الاجهزة)
( يضحك بغصة وألم )


هل أنا حقا أتحرك في المكان أم ان المكان يتحرك في داخلي هل أنا حقا أتكلم أم ان الكلام يجول في خاطري طوط طوط طوط خلقت كي أموت على نفسي قلق وأموت من نفسي قلق خلقت كي أكون جثة تحت كانت أو فوق جثة تستعد للقيامة طوط طوط طوط....

( يتصاعد صوت الأجهزة ولكن بشكل متواصل ومستمر دلالة على موت المريض )



#هشام_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخه بحلك سكران....... تاليف هشام شبر
- مونودراما ..........تاليف هشام شبر
- مونودراما (خبر عاجل)..........تاليف هشام شبر
- عورة هزيمه .....تاليف هشام شبر
- أوراق ميت .....تاليف هشام شبر
- للكبار فقط .....تاليف هشام شبر
- سارق الكتب المقدسة.....تاليف هشام شبر
- انتيفايروس.....تاليف هشام شبر
- ذاكرة الدمى ... تاليف هشام شبر
- Gin are the reason ..تاليف هشام شبر
- على اطراف كرامتنا ...تأليف هشام شبر
- موتى وقبور ..تأليف هشام شبر
- الشمر....تاليف هشام شبر
- وطن التباهي
- The killing of Hussein تاليف هشام شبر
- الكاف...تأليف هشام شبر
- بتوقيت الكوفة.....تأليف هشام شبر
- Circuit Breaker تأليف هشام شبر
- بهلول.....تاليف هشام شبر
- اجروفوبيا ....تاليف هشام شبر


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام شبر - ذات وباء..... تاليف هشام شبر