أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بركة - من -هبة القدس والاقصى- إلى -صفقة القرن- عدالة قضيتنا عصيّة على الهزيمة















المزيد.....

من -هبة القدس والاقصى- إلى -صفقة القرن- عدالة قضيتنا عصيّة على الهزيمة


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 3 - 11:48
المحور: القضية الفلسطينية
    



عشرون عاما مضت على تلك الأيام القاسية، التي مرّت على جماهيرنا الفلسطينية الباقية في وطنها، رغم سموم التشريد والتهويد والعنصرية.

يتسارع شريط الذكريات في مخيلتي ووجداني: كنت هناك آنذاك في كل المفترقات، في مفترق القرار الوطني، وفي مفترق المواجهة الميدانية ضد الطغاة، وفي مفترق المواجهة السياسية ضد ساستهم. وعندما أقول إن بيني وبين الموت كانت شعرة، فهذا ليس تعبيرا مجازيا، لا في شارع عكا صفد، ولا في مدخل الحارة الشرقية في الناصرة، ولا في مدخل كفر مندا، ولا ولا..



يتسارع شريط الذكريات في مخيلتي ووجداني، فأرى وجوه الشهداء الذين لم أعرف منهم أحدا، فإذ بهم منذ استشهادهم، يسكنون ذهني وقلبي بكامل حضورهم، وكأني بدمهم المسفوك ظلما وقهرا يلحّ عليّ- علينا، أن لا نكلّ ولا نملّ، حتى تجري إعادة فتح ملفات المجرمين، وحتى ينال المجرمون القتلة، من الرأس الأكبر حتى آخر من ضغط على الزناد، ما يستحقون من عقاب ولو طال الزمان وجال.

إذا سقط مطلبنا العادل بمعاقبة المجرمين نكون قد سقطنا.

مسؤولية دولة إسرائيل عن قتل أبناء شعبنا الفلسطيني قبل "هبة القدس والاقصى" وخلالها وبعدها، لن تزول بالتقادم، ولا بالإنكار ولا بجبروت الطغاة.

الامر الطبيعي كان في ذلك اليوم وفي كل يوم,ان ننتصر للقدس وللأقصى ولشعبنا الفلسطيني ولحقوقه ولحياة أبنائه, والا ما الذي نعنيه عندما نناضل من اجل حقوقنا القومية واليومية، ومن أجل صيانة هويتنا؟



قلنا وقتها، ونقول اليوم وفي كل أوان: حقوقنا في هذا الوطن ليست منّة تسبغها علينا ديمقراطية إسرائيل وصهيونيتها، بل إن حقوقنا في هذا الوطن، مشتقّة من كوننا أصحاب هذا الوطن.

لقد حاولت إسرائيل منذ نكبة شعبنا الفلسطيني الاستفراد بنا لصناعة مخلوق هجين، هو ما يسمى "العربي الإسرائيلي"، الا ان شعبنا في تلك الأيام الأولى من تشرين الثاني في العام 2000 أبى الا ان يشهر هويته وعزّته استمرارا لطريق الاوّلين من المناضلين الثوريين والتقدميين، وفي الأساس الشيوعيين وحلفاءهم الذي كانوا هم من صانوا اللغة والهوية وعزة الانتماء وشموخ القامة في ظلمة قهر النكبة وآثارها وما تلاها.

اليوم نعتزّ بالشراكة الشاملة لكل مكونات مجتمعنا الفلسطيني في الداخل في مشروع البقاء والهوية والحقوق القومية والمدنية، كلّ بجهده واجتهاده.



بذلك بإمكاننا ان نردد اليوم وفي كل يوم ما قلناه مراراً: لقد حسمنا علاقتنا بهذه الأرض: إما عليها وإما فيها.

أما بعد..

ففي أكتوبر من العام 2000، في هبة القدس والاقصى اكتشفت إسرائيل مجددا أن مشروع التدجين والأسرلة قد سقط.

تماما كما اكتشفت إسرائيل فشلها المدوي في انتفاضة يوم الأرض المجيدة في آذار 1976.

قبل يوم الأرض وبعده خرجت وثيقة كينيغ كوثيقة مؤسِّسة للعنصرية الإسرائيلية ضد جماهيرنا. وانصح بدراستها في واقع اليوم، لتبيٌّن منسوب الحقد الصهيوني الذي ما زال يمارس حتى اليوم.

بعد هبة القدس والاقصى في العام 2000 فإن الوثيقة الناظمة لسياسة الدولة، هي ليست مخرجات لجنة التحقيق الرسمية المسماة "لجنة أور"، انما التقرير الصادر عن اللجنة الوزارية الحكومية التي عيّنتها حكومة شارون للنظر في سياستها ضد العرب والمسماة لجنة لبيد، على اسم رئيسها الوزير الأسبق يوسيف لبيد (والد يائير لبيد).

لقد قرأنا التقرير المعلن "للجنة لبيد" وكان فيه ما يفيض من توصيات امنية وتدجينية، ولكن قرأنا أيضا سلوك مؤسسات دولة إسرائيل تجاه شعبنا على أرض الممارسة، لنرجح وجود تقرير أو توصيات لم يعلن عنها.

ماذا قرأنا ورأينا وخبرنا؟

بعد الهبة أضافت إسرائيل إلى جانب مشروعها القمعي المباشر، مشروعا منظما لتفتيت المجتمع العربي من داخله.

أشاعت العنف والجريمة وتجارة السلاح ضمن مشروع سياسي، ومنحت عصابات الاجرام وتجار السلاح حصانة غير معلنة طالما يؤدون دورهم في إشاعة الفوضى والقلق والتفكيك في المجتمع العربي.



لذلك نقول ان ممارسة العنف هي ليست خللا مجتمعيا وحسب انما هي خيانة وطنية.



أشاعت مشاريع الخدمة الوطنية والخدمة العسكرية من خلال الايهام بالحصول على امتيازات ما.

أشاعت اندساس جمعيات "التعايش" (الممولة من عناوين تشِ بجوهرها التدجيني) بمفهوم الشد العكسي، فبدل أن يكون العمل الديمقراطي من أجل تخليص إسرائيليين يهود من براثن عنصرية الصهيونية، تحاول هذه الجمعيات "تهذيب" انتماء أبناء شعبنا، ليصبح صالحا لمشروع التدجين والأسرلة الصهيوني.

أشاعت فكرة تسفيه عمل الأحزاب والنواب والتمثيل السياسي والاطر الوحدوية بهدف قطع جماهيرنا عن قيادتها السياسية والوطنية، لتصبح قطيعا مقطوع الرأس، يسهل تهديده وتخويفه من ناحية، أو القاء بعض الاعلاف شرط التزام الزريبة الصهيونية وقواعدها.

أشاعت عقلية العصابات في الانتخابات البلدية وأصبح العالم السفلي شريكا لبعض المصابين بحمّى الرئاسة، ولو على سخام أهله، وأصبحت كل الوسائل مشروعة: الطائفية والعائلية وشراء الذمم والتهديد، وتقاسم الخيرات العامة، وأصبح اتخاذ بعض القرارات بشأن التوظيف، أو تنفيذ المشاريع مرهونا بمصادقة عناصر من العالم السفلي.

قياداتنا الوطنية سواء في لجنة المتابعة، أو في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، أو في التمثيل البرلماني لا تملك أدوات سيادية لفرض ارادتها الوطنية، فكل هذه الأدوات موجودة بيد المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، فهي التي تعطي الحصانة لعناصر الاجرام، وهي التي لا تلاحقهم ولا تعاقبهم، وهي التي تشغل ادواتها البائنة والمتخفية في التهديد والتمويل، وفهي التي تسيطر على وسائل الاعلام، وحتى على قطاع واسع من وسائل التواصل الاجتماعي في سبيل هندسة العقول والميول.

الخطاب الرسمي الإسرائيلي تجاوز في السنوات الاخيرة حرج التظاهر بالديمقراطية، أو التذرع بحجج محاربة "التطرف" لممارسة القمع، أو اعتماد التمييز بين العربي "الإيجابي" والعربي "السلبي".

فإذا كنا فيما مضى نرفل بنعمة تعريفنا "الطوائف غير اليهودية" في وعد بلفور، إلى الأقليات أو العرب والدروز والشركس أو غير اليهود في عهد دولة إسرائيل، فإن هذه الدولة حسمت أمرها وحزمت وجهتها من خلال خطوتين في السنتين الأخيرتين.

الأولى، إقرار ما يسمى بقانون القومية الذي جرى سنّه في تموز 2018، بهدف تعريف دولة إسرائيل أو ما يسمونها "أرض إسرائيل" (فلسطين الكاملة)، بوصفها الوطن التاريخي لليهود، وحق تقرير المصير فيها حصري لليهود، هذا القانون الذي لا يأتي على أي تعريف لوجودنا أو لمواطنتنا أو لحقوقنا.



الثانية، تبني "صفقة القرن" الامريكية الإسرائيلية، الامبريالية الصهيونية، المعلنة في كانون ثاني من العام الحالي 2020، والمدعومة من أنظمة محميات "عربية"، هذه الصفقة التي تهدف إلى جانب تقويض حقنا في الدولة، والعودة والعاصمة إلى إعادة فتح ملف الترانسفير والتهجير ضدنا، نحن الجماهير الفلسطينية في الداخل.

معنى الكلام: الصهيونية الحديثة المدعومة من أمريكا ومن أنظمة المحميات العربية تعمل للإلقاء بنا خارج الإنسانية، وخارج الحقوق وخارج التاريخ وخارج الجغرافيا.



//اذاً، ماذا نفعل في مواجهة هذا الطوفان؟

• صيانة وتطوير أطر عملنا الوحدوي في لجنة المتابعة كسقف أعلى لجماهيرنا الفلسطينية، وضمنها اللجنة القطرية للرؤساء والقائمة المشتركة والاطر التخصصية المهنية والأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني الملتزمة وطنيا.

• إعادة الاعتبار للعمل السياسي والحضور الميداني وللأحزاب السياسية في تحقيق واجبها في تعميق الحضور الميداني والسياسي والفكري، وأن تمارس حزبيتها الضرورية بعيدا الكيدية والتسفيه.

• إعادة الاعتبار للعمل الشبابي والنسائي، وإعادة تفعيل مؤسسات الحركة الطلابية كذراع مركزي لصيانة وتطوير الهوية الجمعية الوطنية لأجيالنا الصاعدة.

• السعي الدؤوب لشراكات مع قوى ديمقراطية في الشارع اليهودي، لتكون نصيرا ضد العنصرية وليس وعاء تذويب وتهذيب وتفكيك.

• تطوير الاستفادة من الطاقات العلمية والمهنية الرفيعة الموجودة في مجتمعنا على غرار مؤتمرات القدرات البشرية، التي نظمتها لجنة المتابعة في السنوات الأخيرة، من أجل تكامل السياسي الوطني مع المهني العلمي.

• تطوير العمل المستوى الدولي وتعزيز الخطوات التي بدأت في هذا المضمار.



وأخيرا نقول: صمدنا ونهضنا من ظروف أصعب بكثير من هذه الأيام.

ونقول: إن الاحتلال قابل للهزيمة والطغيان، قابل للاندحار، ومن الممكن أن تُهزم أعتى الجيوش، لكن الشعوب قد تمرّ بمحنة وقد تطول، لكن الشعوب عصيّة على الهزيمة.



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رحيل المناضل الكبير ضد الابرتهايد والعنصرية دنيس غولدبرغ
- قائمة الشركات ال 112 الداعمة للاستيطان هي قائمة الرعب للاحتل ...
- تصريح بومبيو عن الاستيطان يجب ان يفتح الملف برمّته
- صاحب الجلالة – الشعب الفلسطيني في شهادة الياس نصرالله
- إسرائيل تراهن على ترحيل جماهيرنا خارج انتمائها وحقوقها، وخار ...
- هذا بديلنا – نحن قادرون على طرح البديل
- لنتعاون جميعًا للتصدي لسياسة الإقصاء والاقتلاع والهجوم على ب ...
- نذود عن اللغة العربية.. هذا عهدنا للأستاذ الكبير حنا مخول
- القدس بين السيادة والعبادة
- واجب الساعة اولا : الخروج من جلباب القبيلة.... واجب الساعة ث ...
- 4 تصريحات إسرائيلية خطيرة وسياسة عدوانية واحدة
- علم المنطق الإسرائيلي والكلب والمفاوضات
- ميزانية العسكرة والاحتلال والرأسمالية المتطرفة
- يهودية الدولة وحلّ الدولتين
- يهودية دولة إسرائيل وحلّ الدولتين
- الرفيق نمر مرقس: نعاهدك أن نضع أعيننا في عين الشمس ونواصل ال ...
- شكرا لجماهيرنا: الجبهة القوة الاولى في المجتمع العربي
- الفيلم المنحط ضد الرسول صناعة المزبلة الأميركية
- المساواة في -تحمُّل العبء- أم إقصاء وعنصرية
- نتنياهو والأفكار المنحطة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بركة - من -هبة القدس والاقصى- إلى -صفقة القرن- عدالة قضيتنا عصيّة على الهزيمة