أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد بركة - الرفيق نمر مرقس: نعاهدك أن نضع أعيننا في عين الشمس ونواصل الطريق















المزيد.....

الرفيق نمر مرقس: نعاهدك أن نضع أعيننا في عين الشمس ونواصل الطريق


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 07:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم تسعفني انشغالاتي لأكون حيث يجب أن أكون...
تلقيت خبر رحيل الرفيق القائد نمر مرقس بعد ندوة شاركت بها في البرلمان الأوروبي في بروكسل حول قضية شعبنا الفلسطيني... وبمدى ما كان الخبر متوقعا، بفعل الوضع الصحي للرفيق نمر, بمدى ما كان صاعقا.
كان صاعقا لأمرين: لأن رحيل أبي نرجس هو نهاية حياة رجل مناضل شكّل قامة باسقة في حياتنا وفي نضالنا وفي تراثنا السياسي ، ولأن رحيل ابي نرجس هو فصل آخر من فصول رحيل الرفاق العظام الذين ينتمون الى الجيل المؤسس: الجيل الذي من دونه ومن دون مبادئه وشجاعته وتضحياته، كان من الممكن أن لا نكون نحن... نحن : الخارجون من رماد النكبة... الملاطمون لمخرز الصهيونية العنصرية بأكفّنا العارية والدامية لكن الواثقة والقوية... الباقون في تضاريس البلاد... الباقيةُ تضاريس البلاد في تجاعيد وجوهنا.
سلام عليك يا أبا نرجس أيها الأممي حتى النخاع، أيها الوطني حتى العزّة، فالأممية تتكامل بالوطنية الحقيقية وإلا انحدرت الى مهاوي رذيلة العدمية... والوطنية تتكامل بالأممية الانسانية الرحبة وإلا هَوَت في المنحدرات السحيقة للتعصب حتى الفاشية.
هذه معادلة حزبنا.. وهذه معادلة بقائنا.. وهذه معادلة تطورنا، وكل ما هو غير ذلك يتحول الى دمية تعلب بها الصهيونية لتغييب انتمائنا وملامحنا، أو لتكريس وتبرير عنصريتها التي تطورت من الاقتلاع الى التجهيل ومصادرة الأرض وصولا الى بث عقلية الاستهلاك والرشوة والعنف...
وعليه فإن الموقف عند الرفيق نمر لم يكن يوما ترفا سياساً... فالمناضل الشيوعي ليس واعظا يدعو الى فضيلة قد لا تنطبق عليه، إنما أخذ الموقف بكل دقائقه وطبّقه على ذاته... فالشيوعي –أيديولوجياً - هو نصير الفقراء... ونمر مرقس الشيوعي هو أبو الفقراء بموقفه وبجيبه، وعلى حساب أسرته... فالاستماع الى شظايا قصص وأحداث بين الرفيق نمر وبين أناس عرفهم وآخرون لم يعرفهم تجعلك تقف مشدوهاً بهذا الرجل الكبير.
الموقف عند الرفيق نمر لم يكن راكعا أمام مصاعب الحياة وهي كثيرة في فترة ما بعد النكبة... لذلك كان طبيعيا أن يدفع مكان عمله في سلك التعليم ثمنا لموقفه , في ظل "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"... وأن ينخرط في العمل الحزبي والشعبي والسياسي.
من يتتبع مسؤوليات الرفيق نمر من العمل في الاطار المحلي وتحرير مجلة الشبيبة الشيوعية والعمل في قيادة منطقة عكا الحزبية، والدور الطليعي في اقامة لجنة اليوبيل في كفر ياسيف، وانتخابه لرئاسة المجلس المحلي في كفر ياسيف على مدار زهاء 20 عاما، وعمله في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية سكرتيرا لها، وفي لجنة المتابعة... وغيرها وغيرها، يستطيع أن يتلمّس الشمولية النضالية التي ميّزت شخصيته الشمولية المناضلة...
في سياق حاجات الرثاء ينشأ ميل، يبدو طبيعيا، لتدوير الزوايا، ولكني أقول الآن، إنني عملت الى جانب الرفيق نمر في هيئات الحزب المركزية، وخاصة في فترة انهيار الأنظمة الاشتراكية واتفقنا كثيرا، وعملت الى جانبه ومع الكثيرين من رفاقنا في اطار لجنة المتابعة وتمثيل الحزب والجبهة فيها، واتفقنا كثيرا... ولكن بعد هذا وذاك اختلفنا في بعض المواقف، لكنني أعتز بأن تلك الاختلافات كانت محكومة بشكل صارم الى أمرين: الالتزام بمواقف الحزب، والثاني التقدير العميق الذي أكنه لمبدئية الرفيق نمر، الخالية من أي رذاذ غير موضوعي، اذ ليس في موقفه موضع لرأس ابرة، للادعاء أن المنطلق لم يكن صافيا.
وعليه أقول : أنا شديد الاعتزاز بما اتفقت معه عليه، وتعلمت كثيرا مما اختلفت معه عليه.
خلافا لما يشاع بأن أبا نرجس كان صارما الى حدود الكسر، فإن عمله في اللجنة القطرية، وفي لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في اسرائيل، الى جانب المرحوم ابراهيم نمر حسين (أبو حاتم)، كان بمثابة مدرسة في العمل الشعبي الذي يجمع أناسا مختلفين ومن مشارب شتّى في اطار واسع ليصلوا الى الموقف الجامع النضالي والمسؤول..الذي يصبّ في صالح شعبنا وقضيته.
وكان هذا الثنائي أبو نرجس مع أبي حاتم، بمثابة القبطان الماهر لتجنيب سفينة شعبنا من الأمواج العاتية والمتلاطمة التي فرضتها اسرائيل على حياتنا في تلك المرحلة.
أما في الجانب السياسي والفكري الجامع لجماهيرنا العربية فإن الدور الاساسي والحاسم للرفيق نمر مرقس في قيادة مؤتمر المساواة، في أواخر العام 1996، كان له الفضل في الخروج بوثائق، يجب اعتبارها وثائق مؤسِّسة في تاريخ جماهير شعبنا بفضل شمولية طرحها الوطني والديمقراطي والاجتماعي واحاطتها بكل جوانب حياتنا وكونها حظيت بموافقة كل الأطر الفاعلة بين جماهيرنا العربية.
إن وثيقة "مؤتمر المساواة 1996"، هي الرد، وربما المتأخر، على قرار حكومة اسرائيل بحظر مؤتمر الجماهير العربية الذي كان مزمعا عقده في العام 1981.
يمكنني القول الآن، أولا: وثيقة مؤتمر المساواة هي الوثيقة الوحيدة التي نالت موافقة كافة القوى السياسية والاجتماعية في مجتمعنا العربي الفلسطيني، وثانيا، أن وثيقة مؤتمر المساواة مع وثيقة مؤتمر الجماهير العربية المحظور هما أهمّ وثائق تأسيسية في تاريخ هذه الجماهير ما بعد النكبة، ويمكن اضافة التصور المستقبلي لهاتين الوثيقتين، وثالثا هناك ضرورة لإعادة الاعتبار لهذه الوثائق كحاضنة للمواقف الجامعة.
ويمكنني القول أيضا، كشاهد ومشارك في اعمال مؤتمر المساواة أن الصياغة السياسية والاجتماعية التي قام بها رفيقنا طيب الذكر الدكتور أحمد سعد مع زملائه من التيارات الأخرى، والقيادة السياسية والتنظيمية لأعمال المؤتمر التي قام بها الرفيق نمر مرقس كانت أهم الاسهامات الوحدوية لجماهيرنا العربية في مرحلة التعددية، مرحلة ما بعد يوم الأرض، والتي يجب ان تتحول الى مرجع معتمد لنضال وطروحات شعبنا في اسرائيل.
أيها الرفيق الكبير.. أيها المعلم المتفاني... نحن مدينون لك على ما أعطيت.. نحمله باعتزاز الى أجيالنا القادمة... نحن نعتز بالانتماء الى طريقك وطريق رفاقك، قادتنا، أبناء الجيل المؤسس.. نحن نعتز بعائلتك الجميلة التي لم تَحِدْ عن الطريق قيدَ أنملة، ونعدك بمواصلة الطريق التي نضع فيها أعيننا في عين الشمس ونواصل المسيرة...
كان محمود درويش أحد تلاميذ نمر مرقس عندما كان مدرّسا، وقد سمعت منه مباشرة ما كتبه لاحقا، بأنه - أي محمود، يعتز بأستاذية نمر مرقس.. ما دام الأمر كذلك: قِسْ على ذلك قامة هذا الرجل.. نمر مرقس.



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا لجماهيرنا: الجبهة القوة الاولى في المجتمع العربي
- الفيلم المنحط ضد الرسول صناعة المزبلة الأميركية
- المساواة في -تحمُّل العبء- أم إقصاء وعنصرية
- نتنياهو والأفكار المنحطة
- مصلحة الشعب السوري لا يمكن أن تتقاطع مع أميركا وحلفائها
- استحقاق ايلول: ندعم ونحذّر
- تركيا واسرائيل - لجنة -بالمر- وشرعية الحصار والقرصنة
- الحكومة تبيع المواطنين في المزاد العلني
- النازية وصلت للحكم بالانتخابات ومهدّت لجرائمها بسنوات
- توفيق طوبي المعلم والبوصلة
- قادرون معًا على هزم الفاشية والعنصرية
- عبدالله حوراني: على قلق كأن الريح تحته
- النقب أولا
- دروس النصر على النازية
- خمس سنوات على رحيل ابي عمار - بين الحصار والانفاق والسراب ال ...
- لماذا أجازت الرقابة العسكرية نشر شهادات جنود عن جرائم ارتكبو ...
- بين غدعون ليفي ومجلي وهبة بين الكرامة وفقدان الحياء
- إلى محمود درويش: كفاك موتا... لا وقت لدينا للموت
- تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ
- في ذكرى الانتفاضة الحمراء 1958الناصرة تطلق الصرخة الحمراء وت ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد بركة - الرفيق نمر مرقس: نعاهدك أن نضع أعيننا في عين الشمس ونواصل الطريق