أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بركة - خمس سنوات على رحيل ابي عمار - بين الحصار والانفاق والسراب الامريكي فلسطين ستنتصر















المزيد.....

خمس سنوات على رحيل ابي عمار - بين الحصار والانفاق والسراب الامريكي فلسطين ستنتصر


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 00:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعودنا عليه حتى بات جزءا من تقاسيم وجهنا، لكن الشعوب لا تموت إذا غاب قائدها وحادي مسيرتها، كحال البيوت التي تموت إذا غاب أهلها في لغة محمود درويش، إنما الشعوب تستلهم من صفحاته المضيئة نورا ليعينها على مواصلة الطريق إلى حيث تشرق الشمس.

ياسر عرفات الذي زاوج بين مايسترو القيادة السياسية وبين رب العائلة الفلسطينية بجمال وتفان لا يخلوان أحيانا من الخلط غير الضروري، وسيسجل شعبه إلى الأبد انه صائغ جوهرة ثوابت الحق الفلسطيني وباعث وهج الحركة الوطنية من رماد النكبة ومن وصاية الأنظمة.

سيسجل الشعب الفلسطيني أن ياسر عرفات هو البندقية وغصن الزيتون هو المقاومة والانتفاضة وهو خيار السلام العادل الذي كلفه حياته وكلفنا رحيله... عندما أرادوه ختما ممهورا على التسمية الجديدة التي أرادوها لاحتلالهم، فتمسك بالثوابت حتى الموت مسموما بالحقد الأميركي الإسرائيلي مع غمزة عين عربية راضيه برحيله مرضية بالرضى الأميركي.

الشعب الفلسطيني لا يقبل بأن تتكرر لعبة السم مرة أخرى، بشكل آخر..

فقد حاصروا خيار السلام الذي راهن عليه أبو عمار بثمن القدوم إلى الوطن وحراب الاحتلال مشرّعة فوق رأسه.

حاصروا صاحب هذا الخيار حتى الشهادة، وقالوا انه غير ذي صله فأوقفوا التفاوض معه.

والآن يحاصرون خيار السلام الذي يحمله أبو مازن بالمفاوضات ثم المفاوضات، حتى بلغ الأمر بنتنياهو زعيم الرفض الإسرائيلي أن يهتف في واشنطن داعيا أبو مازن إلى مزيد من المفاوضات.

لقد حمل الرئيس ابو مازن طوال حياته عبء الالتزام بالثوابت الوطنية بطريقته، وزاد حمله عند توليه مهمات أبو عمار، والحق الحق أقول لابي مازن: كنت وما زلت أمينا على هذه الثوابت، رغم الشتم والقدح والافتراء والتطاول إلا انه لم يسجل عليك التفريط بفاصله واحدة من كتاب الثوابت، ولم توقع على أي اتفاق ينتقص منها، ومن جهة أخرى أمنت بالتفاوض النزيه والتمسك بالحقوق ومعروف موقفك من عسكرة الانتفاضة ومن الصواريخ العبثية التي أطلقتها حماس قبل الانقلاب وإدانتها بعده.

إن إطلاق الصواريخ قبل بؤس الانقسام لم يكن على سديروت إنما على المشروع الوطني الفلسطيني، لتوفير ذرائع لا يحتاجها الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة جرائمه، وبعد الدخول في نفق الانقسام أوقفت الصواريخ لأنها باتت تشكل خطرا على حكومة الأنفاق، فارتهنت حالتنا بين نفق ونفق، وبين حصار وحصار، فأصبحت حكومة الأنفاق ورقة إسرائيلية وسيفا مسلطا على شعبنا، مبررا بالأمن الإسرائيلي، هذا الأمن الذي ترعاه سلطة الأنفاق بامتياز ومهارة.

الآن وصلنا إلى نقطة الحقيقة....

والحقيقة كما افهمها على الأقل من التجربة الفلسطينية في العقد الأخير، الذي يسجل نصفه على اسم أبي عمار ونصفه الأخر مسجل على اسم أبو مازن، أن المفاوضات عبثية إذا لم تكن مقرونة بحالة كفاحية وبرنامج واضح وعادل وعقلاني، وهذه الحالة في متناول اليد.

وأن المقاومة والصواريخ العبثية إذا لم تخدم مشروعا تحرريا واضحا وعادلا وقابلا للتحقيق فلسنا بحاجة اليها.

فهل يجوز لنا أن نسمح بمحاصرة أنفسنا وقضيتنا تطوعا بين مفاوضات تطوعية وبين مقاومة عبثية؟ ان ذلك هو العبث بعينه

إن خيار قضية التحرر لا هذا ولا ذاك.

لذلك فإن إصرار القيادة الفلسطينية الآن على استئناف المفاوضات على أساسين اثنين :الاول :مرجعية حدود 5 حزيران 1967 والثاني وقف الاستيطان بكافة اشكاله، هو السبيل الصحيح للخروج من عبثية المفاوضات .

وبالمقابل يجب بناء نموذج للتصدي للاحتلال والاستيطان في مواجهة الجدار وفي التصدي للمؤامرة على القدس: على أساس الحق في السيادة وليس اقتصار الأمر على مسألة العبادة ,ومواجهة سوائب المستوطنين الذين يستهدفون الإنسان الفلسطيني والأرض والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين.

إن الالتزام بالثوابت يغضب إسرائيل والرهان على امريكا وحسن نواياها سراب.

بين رضى إسرائيل ورضى فلسطين ستختار أميركا رضى إسرائيل..

وبين زعل إسرائيل وزعل فلسطين ستختار أميركا زعل فلسطين.

إلا إذا كان واضحا أن أمن إسرائيل مرتبط بأمن فلسطين، وهذا يتطلب حالة كفاحية ميدانية.

وإلا إذا كان رضى إسرائيل وزعل فلسطين مكلفا لأميركا..

لسنا سذجا لنستهتر بقوة أميركا وقدرتها وسطوتها وعدوانيتها، فندبج خطابات جوفاء... انما جزء من نضالنا ان تفهم أميركا أن شرطيها الإسرائيلي ليس هو حامي مصالحها، وإنما تفاهمها مع شعوب المنطقة والتزامها بحقوق العرب في المنطقة العربية.

إن جزء كبيرا من المجتمع الدولي يساندنا في المطالبة بحقوقنا الثابتة، وهذا يعني أن تعميق العلاقة مع أصدقاء شعبنا وأصدقاء السلام العادل هو مهمة كفاحية وان لا نتعامل مع اصدقاء شعبنا الحقيقيين والثابتين وكأنهم في الجيب

جزء من نضالنا هو لخلق حالة عربية شعبية يحسب حسابها عند أميركا وأنظمتها وهذه الحالة العربية المطلوبة تحتاج قطبا فلسطينيا تتماثل معه ومع أحلامه ومع شعاراته وكفاحه، وأن ترى الأمة عزتها في عزته وكرامتها في كرامته ومصالحها في مصالحه.

وإلا كيف ستعيننا الحالة العربية وكيف ستفرض حضورها على النظام العربي إذا وضعنا أوراقنا كلها عند أميركا.

النظام العربي يضع أوراقه كلها عند أميركا، وعندما تقفل الأبواب في وجوهنا نطلب عون الحالة العربية المتأمركة على أميركا.. هذا هو العبث بعينه

بين بناء مؤسسات الدولة وبين مشروع التحرر فالأولوية لمشروع التحرر، ولذلك فإن الرؤساء والوزراء والمحافظين وقادة الفصائل وكواردها هم مناضلون أولا، وبعد ذلك يمكن أن يكونوا حملة جوازات دبلوماسية، وهذا ما يجب استكماله بعد مؤتمر فتح المدجج بالأمل الكبير لاستعادة الحركة الوطنية الفلسطينية لأنفاسها.

الناس.. وأعني الشعب المعذب يجب أن يعرف انه هو الرهان الأساسي لقيادته، وأن القيادة يجب ان تحميه وليس أن تحتمي به، والقيادة التي تحمي الناس، تحميها الناس.

هذا المبدأ الذي تعلمناه على جلودنا بعد النكبة في معركة البقاء التي مازلنا نصارع من أجله في ظروف تبدو شبه مستحيلة.

بعد أسابيع سنقف أمام المحكمة الإسرائيلية بحجة أننا اعتدينا على قوات الأمن الإسرائيلية في بلعين وتل أبيب والناصرة، وإن احتاج الأمر أن ندفع الثمن وندخل السجن، ثمن مواقفنا وافتراءاتهم، فنحن جاهزون.

نحن ذلك الجزء الحي من الشعب الفلسطيني الذي ظل قابضا على وطنه في مواجهة الطغيان والملاحقة ومصادرة الأرض والعنصرية، لسنا أقوى منكم يا ابناء شعبنا في معادلة مواجهة الاحتلال والاستيطان، لكننا تعلمنا على جلودنا أن المفتاح للنجاح هو ثقة القيادة بقدرات شعبها وثقة الشعب بقيادته.

إن امتحاننا نحن الفلسطينيون في الجليل والمثلث والنقب ليس أن نساهم في معركة شعبنا من موقعكم, إنما أن نساهم في معركة شعبنا وانجاز السلام العادل من موقعنا نحن ومن خصوصياته وأدواته.

هناك ابتذال عندنا يتبنى شعارات المزايدة في الساحة الفلسطينية، ويريد أن يتحول إلى جزء منها، وكأن لا دور لنا في اسرائيل في مواجهة حكامها وقوانينها العنصرية وتهديد بقاءنا على تراب الآباء والأجداد.

هذا الابتذال مرفوض، لأن لنا في وطننا بقاء نحميه ومستقبل نبنيه وأمل نربيه، وهذه مساهمتنا الأساس في قضية شعبنا.

وهناك ابتذال عندكم في ساحتكم وكأن المعركة في ظل الاستيطان والتهام الأرض اصبحت على حقوق المواطنة في ظل الاحتلال، تارة تحت ذريعة الضائقة وتسيير الأمور، وتارة بالهرب إلى الأمام من المعركة لكنس الاحتلال وتقرير المصير إلى وهم الدولة الواحدة.

إن واقعنا اليوم، أننا نعيش في دولة واحدة، بمعنى أننا تحت حكم واحد وقرار واحد يصدر من مكتب نتنياهو، فهل ستصبح القضية قضية تحسين شروط عيشنا في ظل هذه الدولة الواحدة، ما هذا الهراء؟ ماهكذا تبدد أحلام الحرية؟!!

إن قضية الحرية شأننا، وقضية السلام العادل هي شأننا

والمشروع الوطني الديمقراطي هو شأننا، وصيانة أداة تنفيذه الأساسية: منظمة التحرير الفلسطينية وإرث ياسر عرفات هو شأننا.

والظلم والقهر الواقعين على شعبنا هو شأننا.. وفرح الحرية الموعود لشعبنا هو شأننا.

أحيانا نعضّ على النواجذ كي لا نجرح الحركة الوطنية وقيادتها واحيانا لا نستطيع، فنقول ما نقول، لأن ذلك شأننا.

نحن اخوتكم في الجليل والمثلث والنقب والساحل، نحن أبناء الشعب الفلسطيني، الحجر الذي أهمله البناؤون، نحن الذين بقينا ورسمنا مأثرة البقاء، نقول لكم قضية الحرية منتصرة، ونقول للأخ الرئيس رجح تحيزك لثوابت شعبك، ولا ترجح غضبك على نكث أميركا وإسرائيل لوعودها، ولا ترجح خيبة أملك من ظلم ذوي القربى، فشعبنا المناضل والطيب يستحق هذا التحيز
إن شأنكم هو شأننا وإن شانئكم هو الأبتر..

والنصر حليف شعبنا لأنه صاحب حق وارث ياسر عرفات سينتصر حتما.




*نص الكلمة التي القاها النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في الحفل المركزي لإحياء الذكرى الخامسة لرحيل القائد الفلسطيني ياسر عرفات، الذي عقد في مقر المقاطعة في مدينة رام الله يوم الأربعاء 11/11/2009، بحضور الرئيس محمود عباس، وقيادات فلسطينية






#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أجازت الرقابة العسكرية نشر شهادات جنود عن جرائم ارتكبو ...
- بين غدعون ليفي ومجلي وهبة بين الكرامة وفقدان الحياء
- إلى محمود درويش: كفاك موتا... لا وقت لدينا للموت
- تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ
- في ذكرى الانتفاضة الحمراء 1958الناصرة تطلق الصرخة الحمراء وت ...
- المساواة للمرأة شرط ضروري لبناء مجتمع صحي وحضاري
- الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة
- التمسك بمبدأ التقسيم وشعار الدولتين يعني التمسك بإقامة الدول ...
- شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: ل ...
- فلسطين اليوم - بدون مجاملات لأحد..
- أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّا ...
- ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا
- -استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ...
- حكومة فلسطين تأمر باعدام كتاب التراث -قول يا طير- حياة الفلس ...
- المهجرون: مشروع سياسي ومدني وحضاري من -سلامة الجليل- إلى الت ...
- لا تكلِّفوه فوق طاقتها! لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين ...
- ضرورة نشر قوات دولية بين إسرائيل وفلسطين الفكرة وخلفياتها وم ...
- ردا على إيفيت ليبرمان الفرق الصارخ بين العشبة الرملية وشجرة ...
- تبقى آلام التفاوض أفضل من شهوة انتصار مزعوم مضرج بالدماء
- سنصعد معركة الأرض والمسكن


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بركة - خمس سنوات على رحيل ابي عمار - بين الحصار والانفاق والسراب الامريكي فلسطين ستنتصر