أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بركة - لماذا أجازت الرقابة العسكرية نشر شهادات جنود عن جرائم ارتكبوها في غزة؟














المزيد.....

لماذا أجازت الرقابة العسكرية نشر شهادات جنود عن جرائم ارتكبوها في غزة؟


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


انشغلت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأولى (18/1/2009) بعد إعلانها عن "وقف لإطلاق النار من جانب واحد" في حربها على غزة، التي أسموها "الرصاص المصبوب"، بموضوع منح الحماية القانونية لجنود وضباط الجيش الإسرائيلي، تحسبا لمحاكمتهم أو تقديم دعاوى ضدهم في محافل قضائية دولية، بسبب ارتكابهم جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية.
قبل ذلك وبعده، لم تدخر المؤسسة الإسرائيلية وسعا لتروج لحربها الإجرامية بأنها دفاعية، وأنها حرب ضد الإرهاب، وحرب ضد الصواريخ، وما إلى ذلك، وما دام الأمر كذلك، فلماذا انشغلت بموضوع الحماية القانونية للجنود والضباط؟.
لأنها تعرف جيداً أية أوامر أعطيت للجيش وتعرف جيدا حصاد الدم المروع الذي خلفته وراءها في غزة، وتعرف جيدا أن الجيش -جواً وبحراً وبراً -قام باعمال قصف وقتل وتجريف لا يمكن وصفها الا بجرائم ضد الإنسانية.
لقد ذهبت الحكومة الإسرائيلية إلى أبعد من ذلك، فقد أقامت لجنة وزارية خاصة لصياغة مقولات قضائية وقانونية لحماية مجرميها، لا بل وذهبت وفق ما نشر في وسائل الإعلام للاستعانة بالبروفيسور أهارون باراك، رئيس المحكمة العليا السابق، والشخصية القضائية المرموقة دوليا.لان حكومة إسرائيل وقادة جيشها يعرفون جيدا أنه ارتكبت جرائم حرب في غزة ما بين 27/12/2008 وحتى 16/1/2009.
شعبنا في غزةلم يكن بحاجة إلى لجان تحقيق والى محاكم دولية ليعرف حجم الكارثة التي حلّت به، والمتابع العربي لوسائل الإعلام، وخاصة الفضائيات العربية، تابع ساعة بساعة هول الكارثة التي أنزلتها قوات الطغيان والإجرام الإسرائيلي بشعبنا في غزة.
ولكن المجتمع الذي لم يتلق الصورة كاملة عما يحدث في غزة، كان المجتمع اليهودي في إسرائيل، فوسائل إعلامه حجبت أغلب الحقيقة عما يجري بمحض إرادتها وبمحض رقابتها.
كلنا نذكر الصدمة الحقيقية أو المفتعلة التي أصابت قطاعات مجتمعية ورسمية في إسرائيل عندما اضطرت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التعاطي مع الجريمة النكراء التي لحقت بعائلة الطبيب الغزي، الذي يعمل في أحد المستشفيات الإسرائيلية الدكتور عز الدين أبو العيش، رغم أن كارثة عائلة أبو العيش كانت واحدة، من جرائم كثيرة مماثلة لا بل وأكثر إجرامية.
فما الذي جرى حتى تنشر جريدة "هآرتس" أمس واليوم شهادات مروعة لجنود إسرائيليين عن الجرائم التي ارتكبوها بأيديهم أو ارتكبها زملاؤهم؟.
مما لا شك فيه، أن هذه الشهادات صحيحة، لا بل هي أقل من الحقيقة، لكن كيف اجتازت هذه الشهادات اطارها العسكري، إذ قيلت في اطار الكلية التحضيرية العسكرية، على اسم يتسحاق رابين؟.
هل فعلا هبط وحي الشفافية على المؤسسة العسكرية لنشر غسيلها الوسخ، وشهادات ادانة لجنودها خلافا لموقف الحكومة (المدنية) التي اجتهدت لمنح الحماية القضائية للمجرمين من جنودها وضباطها؟
هذا سؤال مدوي لا يكمن جوابه في سعة صدر الديمقراطية الإسرائيلية ولا في حرية الصحافة ولا في قدرات الصحفي عاموس هارئيل الخارقة..
الجواب على هذا السؤال يندرج في اطار الجريمة ذاتها، وفي اطار منح الحماية القضائية للجنود والضباط المتوطين في جرائم اسرائيل.
إن المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية تعرف حقيقة جرائمها جيدا، وتعرف أن تقديم جنودها وضباطها المجرمين، أمر آت لا محالة، أما على صعيد المحاكم الدولية أوعلى صعيد أجهزة القضاء في الدول التي تحاكم مجرمي الحرب، حتى لو لم يكونوا من مواطنيها.
لكن هذه المؤسسة تعرف أيضا البند العيني في ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، الذي لا يجيز أن محاكمة المجرمين مرتين: فإذا جرت محاكمة المجرمين في دولهم، أو حتى في دول أخرى، عندها يسقط حق المحكمة الجنائية الدولية في محاكمتهم، وفق البند المذكور.
وإسرائيل تريد اقامة "محكمة" ودية واهلية وربما صورية إسرائيلية لجنودها وضباطها، للتوصل إلى استنتاج مفاده أن الجرائم ارتكبت بدافع الخطأ وسوء التقدير، وعدم القدرة على فهم التعليمات والأوامر، او إن الجرائم تمثل حالات شاذة وفردية، وغير ذلك مما تعودنا على سماعه في سياق تبرير الجرائم الإسرائيلية.
لقد أجازت الرقابة العسكرية تشر شهادات أدلي بها في أطر عسكرية مغلقة، وسارعت شرطة التحقيق العسكرية (מצ"ח) إلى الإعلان عن بدء التحقيق في هذه الشهادات المروعة والخطيرة، لقطع الطريق على اية مساءلة قانونية دولية لمجرمي إسرائيل الذين سفكوا دم الشعب الفلسطيني في غزة.





#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين غدعون ليفي ومجلي وهبة بين الكرامة وفقدان الحياء
- إلى محمود درويش: كفاك موتا... لا وقت لدينا للموت
- تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ
- في ذكرى الانتفاضة الحمراء 1958الناصرة تطلق الصرخة الحمراء وت ...
- المساواة للمرأة شرط ضروري لبناء مجتمع صحي وحضاري
- الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة
- التمسك بمبدأ التقسيم وشعار الدولتين يعني التمسك بإقامة الدول ...
- شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: ل ...
- فلسطين اليوم - بدون مجاملات لأحد..
- أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّا ...
- ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا
- -استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ...
- حكومة فلسطين تأمر باعدام كتاب التراث -قول يا طير- حياة الفلس ...
- المهجرون: مشروع سياسي ومدني وحضاري من -سلامة الجليل- إلى الت ...
- لا تكلِّفوه فوق طاقتها! لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين ...
- ضرورة نشر قوات دولية بين إسرائيل وفلسطين الفكرة وخلفياتها وم ...
- ردا على إيفيت ليبرمان الفرق الصارخ بين العشبة الرملية وشجرة ...
- تبقى آلام التفاوض أفضل من شهوة انتصار مزعوم مضرج بالدماء
- سنصعد معركة الأرض والمسكن
- جبهتي يا ظافرة.. أنت روحي الثائرة ويا أهلا بالمعارك!


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بركة - لماذا أجازت الرقابة العسكرية نشر شهادات جنود عن جرائم ارتكبوها في غزة؟