أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ














المزيد.....

تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية أحيي المحاربين الذين وقفوا في وجه النازية والناجين من الوحش النازي الذي يحضرون الجلسة اليوم، وبهذه المناسبة أريد الإشادة بالدور الحاسم الذي قام به الجيش الأحمر في القضاء على الوحش النازي، فيوم 9 أيار، هو يوم رفع العلم الأحمر على الرايخستاغ بأيدي الجيش الأحمر.
إن يوم الانتصار على النازية هو عيد بالنسبة لي منذ كنت فتى يافعا عندما انضممت لصفوف شبيبة حزبي، الحزب الشيوعي الإسرائيلي.
لماذا أقول هذا الكلام؟ لأنه على مدار عشرات السنين، كان يوم النصر على ألمانيا النازية ذكرى مهملة ومنسية، ولم يكن لها مكان في الرزنامة الإسرائيلية.
إن الذي أنقذ هذه الذكرى وحرص على الاحتفال بها كان الحزب الشيوعي الإسرائيلي، لذلك فإني أشعر بالرضى عندما تقوم إسرائيل الرسمية باعتبار هذا اليوم الهام والمشحون، ووجدت له مكانا في رزنامتها في السنوات الأخيرة.
هذه الذكرى تلخص بالنسبة لي أسس القيم السياسية والفكرية: ففي هذا اليوم نرفع عالياً علم هزيمة الفاشية وراية النضال العنيد والمتواصل ضد الفاشية.
إن مظاهر العنصرية وكراهية الآخر والتعصب القومي ترافق حياتنا طوال الوقت لأسفنا الشديد.
وإذا لم ننهض جميعا للإجهاز على هذه المظاهر فإنها ستجهز علينا.
إن النضال ضد التعصب القومجي والعنصرية هو عمليا نضال من أجل الحضارة والثقافة ومن أجل المحافظة على قيمنا الإنسانية كأفراد وكمجموعات.
لقد جلبت مظاهر التعصب والعنصرية خرابا على البشرية، وسجلت الفصل الأكثر حلكة في تاريخها، وحوّلت أوروبا وشعوبها إلى رماد وغبار وحوّلت اليهود إلى بقايا...
في النازية وفي النصر البطولي عليها، يكمن الانحطاط والسمو، وفيها تتمثل الذرى العالية والهاوية السحيقة، أي أن الجنس البشري أثبت أن بمقدوره أن يصنع المشهد الأكثر انحطاطا وبمقدوره في الوقت ذاته ان يصنع المشهد الأسمى والأبهى.
إن غايتنا نحن بني البشر أن نحافظ على انسانيتنا وأن نظل أهلا للحضارة والثقافة في كل حال وزمان، وعلينا أن نعرف الحد بين الوطنية والتعصب القومي وبين القوة للدفاع عن النفس وبين سياسة القوة وسياسة جنون العظمة، وعلينا أن نميز بدقة لحظة انهيار الديمقراطية ووصول حمقى ومختلون ومصابون بالهذيان وسكارى طغيانهم وجبروتهم إلى السلطة، الذين يأتون كل مرّة بلباس آخر.
إن نظرة شمولية ومواكبة للعصر على أنظمة الحكم في العالم تطرح أمامنا صورة مقلقة.
ليست الأنظمة المحافظة التي أعارضها، هي التي تثير القلق إنما ذلك الترابط المشين بين التعب واليأس من الديمقراطية ونقاط ضعفها، وبين الارتفاع الهائل لمكانة رأس المال الذي تحول عمليا إلى صاحب السيادة الحقيقي، يقلقني تراجع الأيديولوجيا وتفريغ السياسة من المنافسة الفكرية.
كل هذه التحولات تؤدي إلى انهيار الديمقراطية بمعناها العميق.
إن الديمقراطية الإسرائيلية أيضا تقف على أرجل واهنة وهي تعاني النزع الأخير، فنسب المشاركة المتدنية في الانتخابات ومبدأ التمثيل الديمقراطي الحقيقي جرى القضاء عليه كلياً، وغالبية أعضاء الكنيست لم ينتخبوا في أي إطار سياسي حزبي قبل وصولهم إلى الكنيست، بالإضافة إلى الطعن المتواصل بالحياة البرلمانية.
إن نجوم العصر هم أصحاب مليارات يمارسون الاستغلال والفظاظة وقلة التربية من برلسكوني إلى أركادي غاديميك.
وأكثر من ذلك فإن مصادرة حرية واستقلال شعب آخر، لا يمكنها أن تبقي أي ذكر للديمقراطية، وأمامنا مأساة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واستمرار الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني: شعبان يتصارعان على أرض هذه البلاد والتي كان بالإمكان تقاسمها لدولتين.
يقال إن التاريخ يكرر نفسه، وهو يكرر نفسه، ولكن ليس بذات الطريق وبذات الشكل، فلو تعلمت الشعوب من الحرب العالمية الأولى لما اندلعت الحرب العالمية الثانية، وقد اندلعت الحرب العالمية الثانية.
ولذلك يجب أن تتعلموا من التاريخ وأن تدرسوا التاريخ، كي لا يكرر التاريخ نفسه، وكي لا نسمح للفاشية بأن ترفع رأسها في أي مكان.


*الكلمة التي القاها النائب محمد بركة في الجلسة الخاصة التي عقدتها الهيئة العامة للكنيست بمناسبة يوم النصر على النازية يوم الاربعاء 2152008.




#محمد_بركة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الانتفاضة الحمراء 1958الناصرة تطلق الصرخة الحمراء وت ...
- المساواة للمرأة شرط ضروري لبناء مجتمع صحي وحضاري
- الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة
- التمسك بمبدأ التقسيم وشعار الدولتين يعني التمسك بإقامة الدول ...
- شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: ل ...
- فلسطين اليوم - بدون مجاملات لأحد..
- أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّا ...
- ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا
- -استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ...
- حكومة فلسطين تأمر باعدام كتاب التراث -قول يا طير- حياة الفلس ...
- المهجرون: مشروع سياسي ومدني وحضاري من -سلامة الجليل- إلى الت ...
- لا تكلِّفوه فوق طاقتها! لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين ...
- ضرورة نشر قوات دولية بين إسرائيل وفلسطين الفكرة وخلفياتها وم ...
- ردا على إيفيت ليبرمان الفرق الصارخ بين العشبة الرملية وشجرة ...
- تبقى آلام التفاوض أفضل من شهوة انتصار مزعوم مضرج بالدماء
- سنصعد معركة الأرض والمسكن
- جبهتي يا ظافرة.. أنت روحي الثائرة ويا أهلا بالمعارك!
- سنة على رحيل أبي عمارياسر عرفات ما هذا الغياب!؟
- بين الدولة الواحدة وشعار الدولتين الاستقلال ليس وليمة لم يذق ...
- قرار وحدة التحقيق مع افراد الشرطة يصب في محاولات الطعن في شر ...


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ