أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - دروس النصر على النازية














المزيد.....

دروس النصر على النازية


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*علينا ايضا أن نذكر، أن هتلر وصل إلى الحكم من خلال انتخابات، وصادق على قوانين في البرلمان، وهو ادعى أنه يدافع عن الأمة الألمانية في وجه اعدائها!*

* إن الديمقراطية ليست فقط حق الأغلبية بأن تحكم، لأن الغالبية هي اصلا غالبية، بل امتحان الديمقراطية هو مدى قدرتها على الدفاع عن الضعيف، وعن الاقلية.. الدولة لا يمكنها أن تكون ديمقراطية وفي نفس الوقت ان تمارس الاحتلال وتفرض الحصار على شعب بأكمله.. ولا يمكنها أن تدعي أنها ديمقراطية وتمارس نظامين اجتماعيين ومدنيين مختلفين على مواطنيها، نظام للأغلبية وآخر للأقلية *




لي رفيق عرفته منذ سنين طويلة في حزبي الشيوعي، والتقيه في المظاهرات التي ترفع صوت قضايانا، قضية السلام، وقضية العدالة الاجتماعية وغيرها، وحين انتشر نبأ استجابتي لدعوة رئيس الكنيست للمشاركة في وفد الكنيست لإحياء اليوم العالمي لذكرى ضحايا النازية الذي جرى في اوشفتس اتصل بي وقال لي : أتوجه اليك بطلب أن تسافر إلى هناك باسمي.
ورفيقي يدعى مردخاي فرويند، من بيتح تكفا، وهو أحد الناجين من معسكر الابادة النازي أوشفيتس، وقال لي إنه بالاصل من عائلة يهودية متدينة جدا، فسألته: كيف من الممكن أن تكون ابنا لعائلة حاخامات وتنتسب للحزب الشيوعي، وحينها أجابني ببساطة: إنني أعلم من أدخلني إلى أوشفيتس، ولكن بالاساس أنا اعرف من الذي أخرجني من هناك.
في يوم الأحد الماضي شاركت في حفل لرابطة خريجي الاتحاد السوفييتي بالذكرى الـ 65 للنصر على النازية، وكان الاحتفال في مدينة حيفا، وبمشاركة قنصل روسيا في المدينة والملحق الثقافي في السفارة الروسية، وكانت مناسبة للاعتراف بفضل الشعب السوفييتي والامتنان له، على دوره الاساسي في تعليم طلابنا، واستيعاب أعداد كبيرة منهم في الجامعات السوفييتية.
وقبل ذلك بيوم، كان الاحتفال في غابة الجيش الأحمر قرب القدس الغربية، بمبادرة من الحزب الشيوعي، وهو تقليد قائم منذ أكثر من60عاما، ويحرص الحزب على هذا التقليد حتى يومنا هذا، وبالإمكان القول إن أقدم شخص في هذه القاعة (الهيئة العامة للكنيست) يشارك سنويا في يوم النصر على النازية، هو النائب الدكتور عفو اغبارية من كتلة الجبهة الديمقراطية، الذي يشارك في هذا اليوم منذ أن كان طفلا صغيرا وحتى اليوم.
إن النصر على المانيا النازية يوم التاسع من ايار العام 1945، هو يوم دخول الجيش الأحمر إلى برلين، للقضاء كليا على الوحش النازي وقد مرت عشرات السنوات حتى اعترفت إسرائيل الرسمية بالدور الحاسم للجيش الأحمر، ولكن هذا النصر يجب أن نذكره من خلال القيم التي استند اليها: قيم الوطنية التي ترفض التعصب وتدافع ببسالة عن الوطن السوفييتي وقيم الانسانية والأممية، إذ ان الاتحاد السوفييتي لم يدع الشعوب ضحية يفترسها الوحش النازي.
إن الحقيقة التي تلازمني منذ ذلك اليوم الرهيب الذي زرت فيه معسكر أوشفيتس، في اليوم العالمي لاحياء ذكرى ضحايا النازية، هو أني ما زلت أرى أمام ناظري أكوام أحذية الأطفال الصغار، وأرى كم من الممكن أن يكون وجه الانسان قبيحا، وآتي إلى هنا، إلى الكنيست، لأرى امامي، بين الضيوف الذين يحضرون الجلسة، مقاتلين بواسل حاربوا النازية، لأقول كم من الممكن أن يكون وجه الانسان جميلا.
ولكن علينا ايضا أن نذكر، أن هتلر وصل إلى الحكم من خلال انتخابات، وصادق على قوانين في البرلمان، وهو ادعى أنه يدافع عن الأمة الألمانية في وجه اعدائها، ومن أولئك الذين يريدون ابادة هذه الأمة، لقد ترأس حزبا أطلق على نفسه اسم: الحزب الوطني الاشتراكي، وبعد الحرب وهزيمة النازية، بدأت تتدحرج مقولات في أوروبا: لم نر، لم نسمع، وحتى كان هناك من قال إننا في نهاية المطاف نفذنا الأوامر.
علينا إحياء يوم النصر على النازية، ولكن هذا يبقى من دون معنى إذا لم نتعلم المغزى والدرس.
لست في موضع المقارنات والمفاضلات، فهذا أمر غير صحيح وغير ضروري، والسؤال المطروح هو: أي درس يجب أن نذكره من خلف كل هذا،يمكن اطلاق المواعظ للعالم كله كيف عليه ان يستوعب درس الفاشية والعنصرية ولكن السؤال الذي لا يقلّ اهمية كيف نستوعب هذا الدرس نحن الجالسون في هذا البرلمان بكل تياراته وأحزابه: أنا وأنت وهو.
إن الديمقراطية ليست فقط حق الأغلبية بأن تحكم، لأن الغالبية هي اصلا غالبية، بل امتحان الديمقراطية هو مدى قدرتها على الدفاع عن الضعيف، وعن الاقلية، وقدرتها على أن تصمد في الأيام الصعبة، ومدى سلامة النظام السياسي الذي يجري الحكم عليه من خلال شكل تعامله مع الاقلية، ومدى قدرته على لجم شهوة الاغلبية لقمع الاقلية وسن قوانين عنصرية للتنكيل والاقصاء.
إن الدولة لا يمكنها أن تكون ديمقراطية وفي نفس الوقت ان تمارس الاحتلال وتفرض الحصار على شعب بأكمله.
ولا يمكنها أن تدعي أنها ديمقراطية وتمارس نظامين اجتماعيين ومدنيين مختلفين على مواطنيها، نظام للأغلبية وآخر للأقلية.
إنني أدعو اليوم والآن إلى أوسع تعاون عربي يهودي من أجل الدفاع عن الديمقراطية والنضال من أجل السلام والمساواة : السلام الذي ببالغ الاسف، وعلى الرغم من المحادثات التي كما يبدو ستبدأ، فإنه يبتعد اكثر واكثر، ولكنه يبقى حاجتنا وفي ضميرنا، والديمقراطية الاسرائيلية التي تواصل سقوطها في الحضيض ولكنها تبقى اكسير الحياة.
إذا لم نستوعب هذه الدروس، فإننا نكون قد اقمنا طقوسا احتفالية وننتظر العام الآخر كي نحتفل من جديد، ولكن دون جدوى، وآن الأوان لفعل شيء.


(نص الكلمة التي القاها النائب محمد بركة، أمام الهيئة العامة للكنيست، في جلسة احياء يوم النصر على النازية- الثلاثاء 11/5/2010)



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات على رحيل ابي عمار - بين الحصار والانفاق والسراب ال ...
- لماذا أجازت الرقابة العسكرية نشر شهادات جنود عن جرائم ارتكبو ...
- بين غدعون ليفي ومجلي وهبة بين الكرامة وفقدان الحياء
- إلى محمود درويش: كفاك موتا... لا وقت لدينا للموت
- تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ
- في ذكرى الانتفاضة الحمراء 1958الناصرة تطلق الصرخة الحمراء وت ...
- المساواة للمرأة شرط ضروري لبناء مجتمع صحي وحضاري
- الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة
- التمسك بمبدأ التقسيم وشعار الدولتين يعني التمسك بإقامة الدول ...
- شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: ل ...
- فلسطين اليوم - بدون مجاملات لأحد..
- أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّا ...
- ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا
- -استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ...
- حكومة فلسطين تأمر باعدام كتاب التراث -قول يا طير- حياة الفلس ...
- المهجرون: مشروع سياسي ومدني وحضاري من -سلامة الجليل- إلى الت ...
- لا تكلِّفوه فوق طاقتها! لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين ...
- ضرورة نشر قوات دولية بين إسرائيل وفلسطين الفكرة وخلفياتها وم ...
- ردا على إيفيت ليبرمان الفرق الصارخ بين العشبة الرملية وشجرة ...
- تبقى آلام التفاوض أفضل من شهوة انتصار مزعوم مضرج بالدماء


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - دروس النصر على النازية