أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا محافظي - لو كان لهم حظ من حزن كلاشنيكوف !














المزيد.....

لو كان لهم حظ من حزن كلاشنيكوف !


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كل مناسبة يظهر فيها مخترع السلاح العسكري القتالي كلاشنيكوف الا و يعبر عن حزنه الشديد و ألمه العميق و هو يرى سلاحه الذي اخترعه يستعمل لقتل أرواح بشرية بريئة في أرجاء كثيرة من العالم و لأسباب رخيصة ، في وقت بلغت البشرية ما بلغت من الرقي المادي و التقدم التكنولوجي و الانفتاح على عوالم كثيرة كانت الى زمن قريب عوالم غيب و مساحات تتراقص فيها صنوف المجهول . و على الرغم من أن الرجل ، الزراعي في أصل تخصصه ، قام باختراعه انطلاقا من واجب أملاه عليه حب وطنه و من قناعة بأهمية اختراعه في تحرير بلاده من الغزاة و المحتلين ، و على الرغم من مرور ستين سنة كاملة على اختراعه و انتقال الاختراع ملكا مشاعا للبشرية ، فان الشعور بالذنب لا يزال يحيط به و يسكن باطنه و يقفز الى مخيلته في كل مناسبة يرى فيها استعمالا في غير محله لاختراعه و هو يعبر عن ذلك بصراحة واضحة .

كلما أقرأ حول تصريحات كلاشنيكوف أجدني أقارنها دوما بتصريحات شخصيات تنتمي الى عالمنا العربي كانت في يوم ما في مواقع سمحت لها بالتأثير في مجريات الأمور و للأسف الشديد قادت الشعوب التي تنتمي اليها الى مآسي يندى لها جبين البشرية و تتألم لها القلوب الصادقة . في الجزائر مثلا ، أدت المأساة التي عرفها البلد منذ مطلع التسعينات الى نتائج قاسية ، الله وحده أعلم متى ستمحى آثارها ، و تبرز في عشرات الآلاف من الضحايا و الآلاف من المتضررين بكل الأصناف من أيتام و أرامل و معطوبين و مفقودين و غيرهم ، ناهيك عن الضرر المادي الذي لحق بالبلد من جراء الخراب الذي لحق ببنيته التحتية و الضرر المعنوي الذي طال سمعته في الخارج . أما الآثار النفسيـة التي تـركتـهــا الأزمــة فـي قلــوب النـاس و تأثيرها في علاقاتهم الفـرديـة و الجمـاعيـة فـان شأنها شأن آخر و علاجها أمر صعب بكل تأكيد و سيحتاج الى وقت طويل .

كل تلك الآثار لم تؤثر في قلوب من كانوا في يوم من الأيام سببا في تلك المأساة و لم نجد الى الآن من يصرح أنه أخطأ و يعترف أنه كان سببا – و لو بسيطا – في اندلاع المأساة و تأزّمها . كل التصريحات لكل المعنيّين تصب في اتجاه واحد يقضي بتبرئة النفس و اتهام الغير . لا أحد يعترف بذنبه و لا أحد يعبر عن حزنه عن خطئه أو مشاركته في ارتكاب الخطأ ، و لو صدقنا الجميع فاننا لن نجد تفسيرا لما حدث ، اللهم الا اذا اعتبرنا ما حدث كان من طرف مخلوقات غير أرضية عاثت في البلد فسادا و طارت على حين غرة الى عالم المجهول من جديد و تركتنا نتخبط في ظلمات المأساة . أنا لست من دعاة تقليب المواجع و لمس جرح لم يجف بعد . أنا متيقن أن الأولوية الآن هي للحديث عن المستقبل ، عن كيفية النهوض و كيفية الاصلاح و السير قدما الى الأمام ، و لست ممن يريدون الخوض في تجربة جنونية جديدة نتائجها لن تكون سوى مثل النتائج السابقة أو أسوأ منها . لكن كنت أتمنى أن أسمع تصريحات من البعض ، و ليس بالضرورة من الكل ، تهبط بأصحابها الى مستوى البشر أولا و ترتفع بهم بين البشر الى مستوى العقلاء الصادقين منهم ، يصدُقون فيها مع أنفسهم و مع مجتمعهم و يطهرون بها ماضيهم و يمسحوا بها سوء تصرفاتهم عن طريق ارشاد هذا الجيل و توجيهه الى ما يجب أن يجتنبه مما سقطوا هم فيه من سوء التصرف .

كان يعجبني في أحد علماء المسلمين قوله حين يسأل عما يجب القيام به مع الفرد العربي من طرف دعاة الاصلاح الديني أنه يجب أن يصحح فيه انسانيته ثم يأتي الباقي . نحن ندّعي أننا ننتمي الى أمة الروح لديها أقدس ما يحمل الانسان بين جنبيه و أننا نعتبر أن قتل انسان بريء هو أسوء جرم يقع بين الانسان و أخيه الانسان على الاطلاق ، و لنا في ذلك من قصة قابيل و هابيل عبرة كبيرة . و اذا كان موت فرد واحد شيء يهتز له الكون فكيف الحال اذا تعلق الأمر بقتل الآلاف من نفوس الأبرياء ؟ لكن مع ذلك فان العزة بالاثم و الكبرياء الانساني المتعجرف المغرور يسيطر على عقول الكثيرين منا ، و قلما نجد بيننا من يجرؤ على الاعتراف بالذنب جهارا . و اذا كان كلاشنيكوف يسبقنا الى الأسى و الحسرة على موت نفوس بريئة ليس له دخل مباشر في موتها في الوقت الذي يأبى من عندنا عن الاعتراف بالذنب و التوبة عنه بعد أن أثبتت الأحداث أنهم أسباب لمآسي عديدة ، فان ذلك من المفروض أن يدعـونا الى مـراجعــة أنفـسـنـــا و مقارنة ظاهرنا مع باطننا و تصحيح سلوكاتنا و لنا في كلاشنيكوف مثالا جيدا لو كنا صادقين .



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس من اليابان
- ؟ GOOGLE EARTH ماذا وراء
- منا تعلموا هدر حقوق الانسان
- هجرة أدمغتنا الى فرنسا
- مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي
- من لافريقيا ؟
- الجزائر تعانق فلسطين
- هوان على هوان
- قوقل يقود حرب الخصوصية…فهل يربحها ؟؟؟
- تجار الموت
- تجار الموت
- التغيير من الخارج
- عندما يرعبنا … طير
- الوتر الثامن
- لا بدّ من رضاهم
- الديمقراطية الملكية
- تاريخنا يغور في الأرض عبر القبور
- أمة مسلوبة الارادة
- بأي ذنب …. أولبرايت ؟
- رسالة العقاد و رسالتهم


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا محافظي - لو كان لهم حظ من حزن كلاشنيكوف !