أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - هل هناك احزاب شيوعية قائمة؟















المزيد.....

هل هناك احزاب شيوعية قائمة؟


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6682 - 2020 / 9 / 20 - 04:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هل هناك أحزاب شيوعية عندنا في شمال إفريقيا أو المشرق؟ والسؤال نفسه يمكن طرحه حتى في أوربا، سبب هذا السؤال هو تعليق استفزني على أحد موضاعاتي مفاده ان الذي لا يهلل في صلاته الماركسية بالطبقة العاملة ليس ماركسي: هل التهليل بالبروليتاريا هي ما يحدد كون المرء ماركسيا ام لا، وقبل ذلك من من الأحزاب الشيوعية في العالم يتوفر على قاعدة بروليتارية لكي يصلي بها المناضل الشيوعي؟
اجزم أن اغلب الأحزاب الشيوعية فيما يسمى بالعالم العربي وشمال إفريقيا ليست اكثر من نخبة مثقفة بالماركسية تعمل على إنتاج إعلان مباديء البروليتاريا، احزاب طبقة مثقفة مهنتها صناعة البيانات التقليدية التي حتى في ديباجتها لا تثير موضوعا له علاقة بالواقع، ديباجة حقوقية ومواقف مبدئية تعلنها كما تعلن انها تناضل في سبيلها، ويمكن ايضا أن اجزم بأن الأحزاب الشيوعية في أوربا أيضا تعمل نفس الشيء مع فارق كبير بينها وبين الأحزاب المشرقية وشمال إفريقيا هو ان مشاركتها الضعيفة اصلا في الإنتخابات بسبب غياب تلك الجيوش التي تؤطرها وتسميها البروليتاريا، وبسبب من اتساع صدر الرأسماليين الذين يسمحون لهم بالترشح للإنتخابات في سياق حدود معينة، الكثير منها وصل إلى الحكم وصدم في سياق ذلك: تذكروأ في هذا الصدد كيف حوصرت اليونان من طرف أبناك ألمانيا والبنك الركزي الاوربي والبنك الدولي إبان نجاح اليسار فيها، واليسار هذا سواء في اليونان او في إسبانيا نسبيا، لم ينجح باصوات البروليتاريا بل بالأصوات الشعبوية وكعملية تشريح سهلة بدون ذكر أرقام وإحصائيات:
كان اغلب عمال اوربا منخرطون في النقابات وليس في الأحزاب الشيوعية (ونفس الشيء يمكن قوله حول احزاب شمال إفريقيا والمشرق) والحقيقة كانت: تظاهرات فاتح ماي على سبيل المثل، ينظمها العمال وينضاف إليها اشلاء بعض الشيوعيين كتيارات لم تشبع بعد من الخصام بين اللينينية والستالينية وبين هاتين والتروتسكية وبين هؤلاء كلهم والفوضويون، أي انهم حشرات تأكل بعضها البعض .
النقابات نفسها ابتعدت عن الماركسيين بسبب سلوكات بعض هؤلاء الشيوعيون النخبويون وبسبب أيضا تأثيرات أخرى، بمعنى بعض هؤلاء المتشبعون بالبروليتاريا أنفسهم، في سياق المساومات الإقتصادية والسياسية انزاحوا استقلالا من تأثير رفاق الحزب الشيوعي على الرغم من انهم سابقا قادة شيوعيون وهم من اجتهد اكثر في استقلال النقابي عن السياسي وتحديد عمل كل منهما، هذا يمكن رصده تاريخيا، حاليا لغة النقابات مختلفة كثيرا عن لغة الرفاقواكثر من ذلك، فريق كبير من الشيوعيين الشباب انسحب من دائرة انتظار نضج الطبقة العاملة إلى خلق المبادرات من خلالا رصد تناقضات الرأسماية نفسها لصالح العمال عوض انتظار ثورة سينظمها حزب لا قاعدة جماهيرية فيه من بينها مثلا خلق مؤسسات شبيهة بالمؤسسات الرأسمالية لكن تختلف منها في الهدف من قبيل أبناك شعبية غير تابعة للمؤسسات الرأسمالية أو المؤسسات الحكومية باعتبارها حكومات رأسمالية بل أبناك يساهم فيها العمال لخلق تعاونيات بشروط معينة وبفوائد معقولة.
ظهرت الأعمال في شكل مبادرات لها طابع فعلي وتحسيسي داخل الأحياء الشعبية، احتلال المباني الفارغة لخلق أعمال صناعية وحتى أنشطة ثقافية، وحتى ايضا دور سكن فارغة لحل ازمة السكن، احتلال حتى حقول فلاحية وإنشاء تعاونيات وهي ظاهرة لا تعرفها شعوبنا (حتى لو كانت تلك الحقول كما في المغرب تابعة لسلالات، أي ليست ملكية للمخزن بل هي أراضي جماعية).
خلق مبادرات ذاتية تعبر صراحة على امتعاضك من المؤسسات الرأسمالية، منها مثلا خلق منتوجات فلاحية بيئية وتصديرها خارج مؤسسات التوزيع الرأسمالية باعتماد تقنيات الرأسمالية في التوزيع نفسها من خلال خلق مستهلكين وأسواق نفعية بالفعل وليست ربحية فاحشة، بمعنى تعتمل أجورا معقولة ونفعا متبادلا من قبيل تشجيع الإنتاج المحلي على الإنتاج الرأسمالي العابر.
مقاطعة المنتوجات الرأسمالية، مع شيوع الخدمات في اوربا وهي الآن في نمو كبير حتى في بلداننا، أصبح المستهلك وليس العامل هو القوة الضاربة في مجتمع التسويق الرأسمالي
الكثير من الأمور التي تدخل في مجالات عديدة يجب عكسها لصالح الناس وليس لربح الراسماليين
لقد شتتت هذه المبادرات الاحزاب الشيوعية وحتى النقابات العتيدةالتي هي في مهمة إنضاج الطبقة العاملة وظهر ما يسمى الآن باليسار الجديد، أي اليسار الذي لا يحتمل الإنتظار ويبادر لخلق أجواء ينشط فيها قبل ان ينضج شيء ما.
فقدان المبادرة في الأحزاب الشيوعية (الناس تريد أعمال وليس احلام) وترديدها شعار الثورة بالطبقة العاملة خلق منها جسدا عاجزا افقدها قواعد اجتماعية.
العامل لا يكسب بالإيديولوجيا فهو ايضا يستوعب كيف تخدم الإيديولوجيا اناسا فوقه.
بغض النظر عن البيانات السياسية من قضايا معينة، بغض النظر عن بيانات إعلان مباديء حول اي قضية مثارة، ماهي اعمال هذه الأحزاب وانا هنا لا تهمني تلك العملية الخشبية من التبرير بمصطلحات الآني والإستراتيجي والأفقي وتلك الطاحونة من الإستغلال لبعض القادة للجماهير في تسلقهم الطبقي الشخصي .
بعض القادة الذين غيروا اسم احزابهم إلى أحزاب ديموقراطية او ما شكلها، عبروا بصدق على انهم لم يكونوا يوما شيوعيون، بل فقط زيل عنهم الإحراج، سقط حائط برلين، كانوا يعيشون روتين نضج بروليتاريتهم بالتثاؤب، كانوا ينتظرون ان يعمل الإتحاد السوفياتي لصالحم، ولما سقط الحائط انتبهوا لأنفسهم: لم يراكموا في مجتمعاتنا إلا الخطابة والصفيق
الحزب الشيوعي الصيني الماوي سيء جدا، ليس لأنه سيء لذاته بل لأنه قومي غير أممي ويمكن تبعا لذلك ان تقول بأنه حزب تحريفي برجوازي، لكن لن تستطيع ان تنكر بأنه قاد الصين إلى منافس لأكبر إمبريالية في العالم، هذا الحزب، في اشكال ممارساته اليومية هي التي قادته لابتداع أسس اخرى غير نضج الطبقة العاملة، صحيح لقد نجح إبان تشتت العالم في الحرب العالمية الثانية واستغل ظرف تاريخي غير متاح لأحزابنا الحالية، لكن يبقى السؤال هو ماذا صنعت أحزابنا الشيوعية في المشرق وشمال إفريقيا غير التزام ديني أخلاقي باحترام الذين يفوقوننا سنا باعتبارهم خازوق تاريخي وتجربة: تجربة تاريخية في الخيانة (مع احترامي لاستثناءات قليلة).



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي الثرثرة!
- لماذا الماركسية مخيفة؟؟
- الماركسية ليست عنعنة (قراءة نقدية في بعض دراسات الحوار المتم ...
- إذا كنت تنام جيدا فأنت مفترس جيد
- حاسب نظامك قبل ان تحاسب الماركسي
- أيت الحكومة
- أمز أشال
- رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية المغربي
- نهر -مربيع-: نحت انتروبولوجي في الدلالة
- بواب العمارة المؤقت
- دعهم يسرقون
- مريرتيات
- حكومة الكفاءات غير كفأة
- رئيس النزاهة غير نزيه (بخصوص فضيحة الرميد في المغرب)
- تأملات في زمن الحجر الصحي 4
- تأملات في زمن الحجر الصحي 3
- تأملات في زمن الحجر الصحي 2
- تأملات في الحجر الصحي
- -تاكموست- (العقدة) او مجتمع -تاكموسين-
- ذاكرة زهايمرية


المزيد.....




- حماية البيئة بإضاءة شوارع بتطبيق هاتف عند الحاجة وقلق البعض ...
- شاهد كيف رد ساندرز على مزاعم نتنياهو حول مظاهرات جامعات أمري ...
- نشرة صدى العمال تعقد ندوة لمناقشة أوضاع الطبقة العاملة في ال ...
- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - هل هناك احزاب شيوعية قائمة؟