أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - قتلة الجزائر / ثوريون ووطنين لكنهم مضطربون نفسياً ...















المزيد.....

قتلة الجزائر / ثوريون ووطنين لكنهم مضطربون نفسياً ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6678 - 2020 / 9 / 16 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ يوماً ما وقف الفاروق عمر بن الخطاب وقال عبارة مازالت صداها يتردد على مسامع فقراء البشرية ، ( إذا كانت الناس جرأتهم في الحق فذلك ما نريد ) ، وهذا بالفعل ما قاموا به الجزائريين في الآونة الأخيرة ، لقد وقفوا إلى جانب الصح من التاريخ عندما نادوا بصوت عالي ، بأنهم ليسوا جثة هامدة ، بل مرة أخرى ضربة الجزائر للبشرية جمعاء بانتفاضة ابناءها السلميين مثال مازال شاخص ويدرس في مدارس الشعوب ، بأن لم يعد مقبولاً ابداً الاستمرار في تلك المفارقة المضحكة ، حليف الثورة والشعب هو حليف الثورة والاستعمار ، إذن لم يغيب عن الإنسان العادي ذلك ، فكيف يمكن له أن يغيب ذلك عن المراقب ، بأن جثمان الاستعمار الهامد ، أعاد أحياء روحه الاستعمارية من خلال الصادرات المدنية والعسكرية ، وطالما يدرك الصغير قبل الكبير حجم المخاطر التى تعيشها المنطقة العربية برمتها ، إذن لماذا المماطلة ولماذا تتعمد الطبقة الحاكمة في الجزائر اعتماد طريقة اللامبالاة ، فالجزائر تعتبر هدف تالي في منطقة شمال أفريقيا ، رغم أن الشعب في كل مرة ، كان على أستعداد تقديم تضحيات حتى لو كانت تكاليفها كبيرة ، بل في الأحداث الأخيرة ، نزلوا الناس إلى الميادين والشوارع وأسقطوا الرئيس السابق بوتفليقة التى كانت حاشيته ترغب في إعادته للحكم ، وبالتالي ما قام به الشعب الجزائري تحديداً هذه المرة ، هو منح جنرالات الجيش والرئيس عبد المجيد تبون فرصة جديدة لكي يعيدوا بناء البلد بطريقة تضمن للمواطن العيش الكريم ومواجهة التحديات المستقبلية .

مرّ على استقلال الجزائر 59 عام ، وحتى اليوم لم تشهد الأغلبية الساحقة من المواطنين الجزائرين يوماً يذكر في تاريخهم الوطني ( بالوطني ) بل انتقلوا الناس من عذابات المستعمر إلى عذاب الطبقة التى قادت البلد بطريقة المزارع إياها ، بالرغم أن موارد الطبيعية للبلد كبيرة ويعتبر من أغنى دول العالم ، إذن أين تكمن المعضلة ، بالطبع الفساد ليس سواه والأمر الأخرى سوء الإدارة ، وطالما الشعب لم ينتفع فعلياً من موارد الطاقة طيلة العقود الماضية وظلت العوائد الطاقة مقتصرة على النحو التى تصب في مصالح الطبقة الحاكمة ، ظل الجزائر في دوائر إستيراد كل شيء من الخارج ، على الرغم من امتلاكه مساحات شاسعة والتى تؤهل الحكومة زراعة كل ما تحتاجه من سلع غذائية ، بالإضافة لموارده المائية التى تسمح له بالتصدير وتأمين العملة الصعبة كالدولار واليورو ، لكن يبقى للأسف الجزائر ينفق ما يقارب 10 مليارات سنوياً فقط على الواردات الغذائية وايضاً يعتبر الجزائر أكبر مستورد للدواء من فرنسا ، تقدر سحوباته ب2 مليار دولار سنوياً ويتضاعف هذا الرقم مع تطور احتياجات الناس التى تقدر زيادتها المستقبلية ب 6 مليار دولار ، بل إستيراد الدواء لا يتوقف على فرنسا بقدر أنه يمتد إلى أربعين دولة أخرى ، يغطي استيراد الدواء من الخارج 62% من احتياجات البلد أما الإنتاج المحلي يتكلف بتغطية فقط 38% ، وبالتالي الجزائر يعتبر من أهم مبتلعين الأسواق الفرنسية .

إن أسقام الجزائر الاجتماعية والاقتصادية لم تبدأ من فلسفة الديمقراطية المنكوسة في طول وعرض الوطن العربي ، وهي ليست ايضاً مرشحة للمعالجة المفيدة ، بل بدأت من الاستقلال وواجهت حركة مضادة عنيفة كلفت البلد الويلات ، والصحيح أن فيروس كوفيد 19 دفع الحكومة إلى إستخدام الاحتياطي الأجنبي للجزائر ، لكن الحكومة لم تقدم بديل جدي حتى الآن ، فطبقة الجنرالات مازالت تعيش في الماضي ، يعتقدون أن تقطيع الوقت والقمع الناس يمكن من خلالهما المراهنة على تخدير الأغلبية حتى تعود أسعار النفط والغاز إلى ما قبل أزمة الفيروس العالمي ، بالإضافة إلى تلاعبهم بالدينار بين السعر الرسمي والسوق السوداء الذي يزيد من ترسيخ غناء هذه الطبقة بين أغلبية ساحقة من الفقراء ، رغم انتمائهم لدولة غنية ، وهذا يعود إلى غياب الرقابة المستقلة على المال العام وايضاً تفتقد الدولة إلى سياسات واضحة في إنفاقها ، وبالتالي ليس مستغرباً أن تسحب الحكومة من مدخراتها في الآونة الأخيرة 35 مليار دولار دون أن تضع خطوط إنتاج مشرقة للمستقبل وهذا يفسر لماذا حال الناس في تراجع مستمر .

مازال الجزائري أبن البلد لا يتوقف عن التفكير والسؤال ، يتساءل ماذا صنعَّ جده ليجني وايضاً أبيه وهو معهم كل هذا ، وهو يشاهد نفسه بين نظام يتفشى به التطرف والشعبوية والخطاب المتحيز للماضي ، الثوري ( ديماغوجي ) وبالتالي تعودوا سياسيو النظام على إثارة مخاوف الناس من أجل تمكينهم مِّن السلطة ، فالجزائر حاله كحال الفيلسوف لوي ألثوسير أستاذ الفلسفة الشهير الذي ولد بالقرب من العاصمة الجزائرية في بئر مراد رايس ، فالرجل كما عرف عنه بالعقلاني الحكيم والذي صنع من نفسه قدوة للآخرين وعلى الاخص بين الشبيبة ، وبالتالي أجبرت فلسفته خصومه من المفكرين بالاعتراف بمكانته ، لكن بعد صعوده بين الفلاسفة صنع صنعاً غير متوقعاً ابداً ، قام بحنق زوجته هلين من الأصول اليهودية والتى تكبره بسنوات ، ولقد برئته المحكمة لمجرد قدم مرافعة اقتصرت على عبارة واحدة ، قال ( لا أذكر ما حدث في ذلك اليوم ) ، لكن كثير من زملائه يعيدون ذلك لاضطرابات كان قد اكتسبها بعد أسره من قبل الألمان لمدة خمسة سنوات وقد تكون أثرت فيه لدرجة قد تحولت هلين سجينته الجديدة والتى ذكرته بسجينه الألماني ، بالرغم أن ألثوسير يُتعبر من القلة التى أكدت على أولوية علم التاريخ على أي علم أخر ، في كتابه ( انتصار الماركسية ) رغم هزيمتها ، يقول حرفياً أن تاريخ الجبهة الشعبية والثورة الإسبانية الشهيرة والتى قضى فيها الشاعر لوركا ، حولتنا من أشخاص ينتمون للطبقة البورجوازية إلى رجال قارئين للطبقات وصراع الطبقات ومحور الصراع الطبقي .

كان ألثوسير له الفضل في تغير الفكري للشباب والشابات الذين ثاروا وصنعوا انتفاضة مايو 68 من القرن الماضي ، وهذا ما حصل بالفعل في الجزائر ، لقد ثاروا الناس بوجه من نجحوا في تثوير الشعب ضد الاستعمار لكن في ذات الوقت ، هؤلاء لم يختلفوا كثيراً عن الفليسوف لوي ، لقد خنقوا بفسادهم الجزائر بعد الثورة لدرجة بات يقف البلد على حافة الموت ، وبالتالي خلاصة الخلاصات ، لا بد للرئيس الحالي عبد المجيد تبون أن تكون لديه الرغبة الحقيقية في تثوير ثورة إصلاحية قبل فوات الأون ، بل من ينظر إلى ما آلت إليه كل من ليبيا والعراق واليمن وسوريا ، من المفترض أن يصل الليل بالنهار حتى يصل بالجزائر إلى مصاف الدول الإنتاجية والمتقدمة طالما كل الأسباب الموضعية متوفرة . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للصلح ولا للتفاوض ونعم للاعتراف ...
- الحرب القادمة مِّن يصهر مِّن / كان الصلح مع إسرائيل من أجل ا ...
- ثقافة الاستخفاف وثقافة الاحتطاب ...
- الحدثان الأهم في انفجار لبنان ...
- بين فيروز قاتل جدنا وفيروز أيقونتنا ...
- قصيدة الاستسلام / بين خيمتنا وخيبتنا ...
- الثنائية من أصول التكوين يا نصرالله ...
- إلى الرئيس السيسي رئيس الجمهورية ...
- في أي حادث سير ، مرتكب الحادث يتحمل ببساطة المسؤولية ، فكيف ...
- المواجهة الأعنف في القارة الصاعدة ...
- يساء فهمي دائماً ولستُ من محبي التبرير ..
- اخطائتوا عندما نكثتوا عهدكم ...
- من مشروع تحريري إلى مشروع تصاريح زيارات ..
- زمن الاصطفافات والعالم بارك المعاهدة ...
- مناعة الشاب غابرييل عالية ...
- نتيجة تبعية مطلقة ، صُنعَ نموذج سيء ...
- تستحق السيادة عندما تكون سيد نفسك ..
- لجنتان واحدة وطنية وأخرى دولية ، ما هو المانع ...
- هل يمكن يا سيدي الحصول على المال بلا إصلاحات ...
- الوقوف إلى الجانب الخاطئ من التاريخ ...


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - قتلة الجزائر / ثوريون ووطنين لكنهم مضطربون نفسياً ...