الشارع العربي الذكوري في الكويت يفخر بانتصاره على النساء ..؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 04:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

هذا هو الشارع العربي لم يتغير ولم يتبدل والجهل يعشعش في ذاته بإدمان اسيرُ للماضي بكل تخلفه ودمويته واستبداده ومقاوم لكل فكر حضاري لمصلحة الإنسان والمجتمع ، يعشق من يستبده ويسجد له ويكاد يعبده ، يكره العدل والعدالة ولا يذكر الحريّة بل لايعرفها ولم يعرفها أجداده الذين مرّوا بعقود طويلة من عبودية ترّسخت في كيانهم وحاولوا الحفاظ على تجارة الرقيق من سوق النخاسة إلى سوق الجواري ، حتى جاء من يحرر العبيد وينقذ الإماء من ملك الإيمان ولكن من قبل الكفرة ...‍؟
هذا الشارع هو جزء من الذي صفّق وهتف بحياة عبد الناصر وصدام حسين واحترم الزرقاوي ...
هذا الجزء من الشارع العام الشمولي استطاع بجبروته الرجولي ونضاله الباسل وشاربيه مع رمزه المنتصب أبداً ، استطاع وبكل سهولة أن يدحر المرأة الكويتية في الانتخابات البرلمانية وأسقطها بكل شجاعة وشمخ برأسه الخاوي عالياً ..
ومع الأسف أن هكذا شارع سُمِحَ له أن يمارس الديمقراطية وهو أبعد عن فهم قدسية الديمقراطية بل لايعرفها وحتى إن عرفها يرفضها لأنها ستحرره وهو يأبى الحرية ، وكان على ولي الأمر ( أمير الكويت ) أن لايدع النساء لعبة بأيد هؤلاء الجهلة ، وكان عليه أن يفوت عليهم جهلهم ويرسم بمقاعد نيابية للنساء تتنافسن عليه مفوتاً الفرصة على السلفيين والمتشددين كما فعل العاهل الأردني سابقاً وبدهاء، وأن تتخذ المرأة مقعداً لها في المجلس النيابي بالرغم عنهم ، وليحتلم الرجال وينتعظون .. ان منح الحرية والديمقراطية لشعب أكثريته لم ينضج بعد ولم يتخلص من تراكمات سلفية مقيتة ومهينة للإنسان والإنسانية ، بل انها لم تزل تدعو للعبودية وعدم الاعتراف بالآخر ونبذ الحوار الحر وتكفير الغير ، حتى أن ابن تيمية كان يكفر الناس على الشبهة ويدعو إلى قتلهم ..
كان التشريع الذي سمح للمرأة الكويتية بالاشتراك بالانتخابات النيابية رائعاً ومشجعاً لو كان لدى شعب يفهم الديمقراطية ، ولكن اصحاب اللحى والعقول السلفية رفضوا
أن يعطوا مكاناً للمرأة في مجلس النواب واحتكروه لذاتهم ، وكان على المشرّع أن يفوت عليهم نعمة التفوق الظلامي ، وكما اشرنا سابقاً أن يرسم لهن عدداً من المقاعد بالرغم عن أنوفهم لأن الديمقراطية لاتنفع معهم ، وليتأكدوا أخيراً أنه لافرق بينهم وبين المرأة حتى في المعاشرة الجنسية ، فكل منهم يشارك الآخر بجزء من الطاقة ولامنّة لأحد على الآخر ، ولأنها سر ديمومة الحياة ..
نعم توجد في الكويت نخبة ثقافية متنورة وعلى مستوى الوطن العربي ، ولها باع طويل في إصدار العديد من المجلات والدوريات الثقافية الرائعة أذكر منها مجلة العربي الواسعة الانتشار والتي افتقدها العرب ابان الاحتلال العراقي ، هذه النخبة الثقافية تصطدم بصقور التخلف الذين يرفرفون هذه الأيام مزهوين بفوزهم على من ... على الأم والشقيقة والزوجة والابنة والتي تشكل نصف المجتمع إن شاؤوا أم أبوا ، ولكن الذي نعرفه أن المرأة لن تستكين لهذه النكسة الجاهلية ، وستستمر في نضالها من أجل تحقيق أهدافها ولأن الجهل إلى زوال والعالم يتقدم كل يوم إلى الأمام ، ومن طبيعة الكون ان الحياة للأفضل وسيزهو ربيع الفكر الحضاري وستنال المرأة حقوقها ...

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل