أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - الشارع العربي وآلهة الشر ..؟















المزيد.....

الشارع العربي وآلهة الشر ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عجيب غريب أمر هذه العلاقة الوطيدة العشقية الإدمانية بين شعب عانى طوال قرون أهوال وغطرسة واستبداد ملوك وسلاطين باسم الدين والعروبة وبين تلك النظم والحكام إلى حد العاشق والمعشوق والهوى الجامح ، والشارع العربي الذي لم يتغير واستمرّ في عقيدة أسلافه من ودٍ متزمت لجبروت وظلم الحجاج وأسلافه وتمشياً مع المثل الشعبي ( الذيب يحب خنّاقو ..) بل ان هذا الحب والذي قد يصل إلى حد العبادة بحيث جعلوا من قبور هؤلاء الحكام بعد موتهم مزاراً مقدساً يحجون إليه يلتمسون البركة والثواب أي أنهم يقدسون من يعذبهم وانهم ساديون بحيث لا يدرون
وتتكرر الصورة ذاتها ويقع الشارع العربي من محيطه إلى خليجه في هوى زعيم شبه أمي ساذج واستبدادي وقمعي لأنه كان يتنغم باسم العروبة والاستعماررر ...
مهدداً أمريكا ... خليها تشرب مية البحر وأمريكا دي إيه ... ؟ واسرائيل سيكتسحها خلال أربع وعشرين ساعة دون اعتبار تنبيهات الرئيس التونسي الحبيب أبو رقيبة الذي كان قد نصح ، ولو كانوا قبلوا بنصيحته لما تكبدنا هذه السنين الطويلة من استنزاف بشري واقتصادي ولا زلنا ، ولما ابتلينا بتمركز الحكام باستبدادية مقرفة على كراسي الحكم بحجة العدو الاسرائيلي والمواجهة وبرغم أن كل الدول العربية حاربت ولم تنتصر ، ونعود إلى هذا الزعيم المعبود الذي هدد الاستعمارررر مخاطباً العرب في كل مكان بلهجة مؤثرة ويدعمه مذيعه أحمد سعيد من إذاعة صوت العرب بلهجة ونبرة متميزة ، ومشهرا بصواريخ القاهر والظافر الديكورية التي عرضها في مهرجاناته ، وتنطلق الأناشيد الوطنية والحماسية من كبار الملحنين والمطربين والمطربات ليسحر جماهير الشارع العربي قاطبة الذي يتسم معظمه بالأمية الجاهلة ومتعلميهم من أطباء ومهندسين ومن يحملون شهادات جامعية عالية بالأمية ا لثقافية.....؟ وليزيدهم التهاباً في كل الجهات وليخرج إلى الشوارع صارخاً ناصر ناصر وانه الزعيم الخالد الأوحد ....! وقد نسوا وتناسوا أن هذا المعبود قد دفع بشباب في عمر الزهور في أوائل الستينات إلى دولة عربية ( اليمن) ليدفعوا بدمائهم لحرب لاشأن لهم بها وكان الهدف القضاء على النظام الرجعي فيها ( نظام الإمامة) وهل تبدل الحال والإمام يحكم ولازال طالما هو إمام مع تبديل المسمى ....؟
وعند الجد وفي ساعة المواجهة وخلال ربع ساعة يفقد بطل الجماهير طائراته وهي جاثمة على أرض مطاراتها ويدخل حرباً يخسر فيه كل شيء الأرض والسلاح والرجال والخطب الرنانة والأناشيد الحماسية .. ومع ذلك يستمر الشارع في عبادة البطل ... البطل الذي يتباكى بتمثيلية مضحكة ويقدم استقالته .. ثم يعود عن قراره تبعاً لإرادة الشعب .. ومن المضحك ، وشر البلية مايضحك أن ذات السيناريو يمثل ويخرج هذه الأيام مع الرئيس اليمني الذي تورط وأعلن قبل أشهر أنه لن يرشح نفسه للرئاسة وسيترك ذلك للشباب ، ولكن الجماهير ( المسكينة) تخرج في مظاهرات تؤيد بقائه زعيماً لها ويعلن الزعيم الوفي أنه وفي لشعبه وبناء على إرادة الشعب سيعيد ويرشح نفسه وسينال من الأصوات 99و99بالتأكيد ...
وهكذا وبرغم الهزيمة النكراء والكذب والافتراء وزج مئات الأبرياء في السجون نزلت الجماهير الشعبية عبر الشارع العربي تعلن تأييدها وعبادتها للقائد المنهزم ، لأنه كان يتكلم باسم العروبة ... والاستعماررر ....
وهذا كان في الغرب العربي وأما في الشرق منه فالمصيبة أعظم حيث يبزغ نجم زعيم يرفع شعار العروبة ويضيف إلى علمه عبارة ألله أكبر ، ليعلن حرباً على دولة إسلامية بدلاً من العدو الحقيقي إسرائيل ، وليقتل مليون شاب من مواطنيه وليخسر مليارات الليرات عبر سنين طويلة من حرب ضروس وليتراجع اقتصاده ويفقر شعبه ، ثم ينهزم شرّ هزيمة وهو يبتسم ابتسامة الجلاد .. ولا يرعوي .. وهذه المرّة يلتفت إلى دولة جار كانت قد أمدته مرغمة بملايين الدولارات دعماً لحربه المجنونة ليعلن الحرب عليها ويجتاحها بقواه العربية الإسلامية المظفرة ويحتلها ويعلنها من ممتلكات دولته ، ودون أن يرى عدوه الأكبر إسرائيل ... و يتحدى العالم .. ولكن تحديه لايطول ويطرد هو وبقايا فلول جيشه وقد خسر معظم قواته من رجال وسلاح ، ليطل علينا البطل الصنديد وهو يضع على رأسه قبعة أمريكية ويدخن سيكاراً كوبياً ويطلق النار في الهواء من بندقية ( برنو ) مهدداً متوعداً الأعداء في الداخل والخارج بالويل والثبور وأم المعارك وبالصواريخ الديكورية ذات مسميات آثرة ، ولتنقاد إليه جماهير الشارع العربي من المحيط إلى الخليج أيضاً لتناصره وتؤيده على كذبه وديكتاتوريته واستبداده وارتكاب أبشع المجازر لشعبه ودفنهم في مقابر جماعية ومنهم من كان حياً .. وقتلهم بالأسلحة المحرّمة دولياً ( مجزرة حلبجه ) والشارع العربي مسحور بهكذا زعيم لأنه كان ينادي بالعروبة والإسلام ...
ثم يطل على هذا الشارع العاطفي جداً شاب مصروع وفاشل حياتياً وصاحب مشاكل حيث كان قد انقاد إلى دعوة أمريكا ويرحل إلى أفغانستان وينضم إلى من ترعاهم أمريكا ذلك الحين وتنفق عليهم ابن لادن والظواهري وغيرهم ليقاتلوا الروس ويجبرونهم على الانسحاب ، وعندما تنتصر أمريكا تتخلى عنهم ، ويتشتت المجاهدون مع شعور بالخيبة ، ويعود الزرقاوي لينتقم من أبناء جلدته ومن شعبه وأبناء دينه وليشكل عصابة ليذبح الأبرياء علناً وباسم الإسلام وينشر عملياته القذرة التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين إساءة بالغة عبر وسائل الإعلام المرئية وملايين السيديات ..! ثم بغزو الفنادق الآمنة ويفتك بمواطنيه ليزعم انها عملية استشهادية وأي استشهاد هذا واي إله يقبل بهكذا استشهاد ، وليكون من بين الضحايا المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد رحمه الله ، ويزيد الطين بلّة عندما يقتحم دور العزاء ليفجر مجانينه أنفسهم فيها .. ثم يقتل وبأعصاب باردة دبلوماسيين عربيين مسلمين من المغرب العربي المسلم .. ومع كل هذه الجرائم البشعة يكسب هذا القاتل الآثم عطف الشارع العربي عندما تصفيه أمريكا ، ويترحم عليه هذا الشارع المسكين والجاهل على أنه شهيد ، واي شهيد هذا ويده ملوثة بدماء المسلمين الأبرياء ويدعو إلى حربٍ طائفية تأباها كافة الشرائع والنظم الإنسانية ، ولبرحم الله هذا الشارع العربي الذي مازال حتى تاريخه في مصافي الشارع فعلاً بعاطفته الفجة وبغياب العقل المفكر ....



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع البقاء في يم العلمانية وعلاقتها بالدولة والدين والمجتمع ...
- ممارسة الحب على المسرح ...؟
- جحافل العولمة تغزو وأشاوس الواوا وطبطب لهم بالمرصاد ...؟
- الحمائم والصقور مابين البنادق والفنادق ...؟
- عواء الرجل الميت ، مجموعة قصصية لطلال شاهين
- البلالفة والمناتفة
- الارهابيون يحاولون النيل من المفكر عبد الكريم سليمان .؟
- ضرورة تنظيم الأسرة في حياتنا المعاصرة ...؟
- طَبَقِيَة الطبقة العاملة والواقع العملي لتغييرات مجدية
- تنامي الظاهرة الطظية في مصر بعد طظ المرشد العام....؟
- حقوق المرأة مابين الترابي والقرضاوي والتلويح بالبطاقة الحمرا ...
- اللص والسكير
- صراع الحضارات أم سقوط الهة أم توكل قدري
- جمالية العجيلي في أبطاله
- كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات
- الرواية عالم واسع والروائي يتناول ركناً حياً من واقع اجتماعي ...
- أيتها النساء عليكن النضال ضد النساء
- هذا لم يحدث في سوربة ..؟
- لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
- رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - الشارع العربي وآلهة الشر ..؟