أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى حقي - هذا لم يحدث في سوربة ..؟














المزيد.....

هذا لم يحدث في سوربة ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 10:51
المحور: كتابات ساخرة
    


في سلطنة فلستان شمال شرقي خربستان ، قرر عدد من معارضي حكومة الســــــلطان في مجال حقوق العباد أن يعتصموا في ساحة ضيقة أمام دار الحق من العاصمة ولمدّة ســــاعة واحدة وذلك تعبيراً لرفضهم قانوناً يحدّ من حرية العباد وممارستهم لوطنيتهم وإنسانيتهم ،
والذي استمر لعشرات السنين في ترسانة من القهر والاذلال والرقابة الأمنية اللصيقة حتى ضمن الأسرة الواحدة وتضييق الحريّات إلا من حرية التنفس ، وتحت الرقابة أيضاً وبرغم
التبدلات العالمية وصيرورتها لمصلحة الإنسان وحريته وكرامته إلا في فلستان ....
وفي الموعد المحدد ، تجمع المئات منهم ، قدموا من كافة الولايات وهم يمثلون شــــــرائح اجتماعية وعمرية مختلفة ، منهم الاطباء والمحامون والمعلمون والمدرسون والمهندسون وفنانون وأدباء وأديبات وتجار وأصحاب مهن حرّة وينتمون إلى كافة التيارات السياسية ، ديدنهم مصلحة ومستقبل السلطنة إلى الأفضل في اعتصام سلمي مئة بالمئة وبينهم أيضاً كبار السن تحملوا عناء السفر ليشاركوا الشباب ..
بدأ الاحتفال المعلن عنه مسبقاً ضمن طوق أمني من عســـــــــكر السلطان .. وكان مقدراً أن تمضي هذه الساعة بيسر وسهولة ، لأن المتظاهرين من نخبة فكرية مثالية ، ولن يقدموا على أية حماقة تخل بالأمن ويمثلون حالة ديمقراطية حضارية راقية ، ولكن الحمـــــاقة والاخلال
الأمني جاء فجأة من قبل ( بلطجية ) السلطة ، والذين استقدموا بواسطة باصات ، مسلحين بالعصي وقد أوغرت صدورهم بالحقد والضغينة ضد فئة نخبوية من أبناء شعبـــــهم والذين يعملون لصالح كافة أبناء الوطن ولكن العمى السلطوي قد غشى أبصارهم وتبلّدت عقولهم ، وراحوا يرددون هتاف أعد لهم سلفاً لاحياة إلا للسلطنة والسلطان ، ثمّ وجهوا اتهاماً صارخاً للمعتصمين من أنهم خونة ومتآمرين لصالح دولة ( هالوستان ) الأجنبية الاســــــــتعمارية ، وحـاول المعتصمون تهدئة الثائرين الغاضبين ولكن دون جدوى ، استنجدوا بالأمن أيضا لم تجـــــد محاولاتهم شيئاً وفي ساعة الصفر أشهر المدفوعون عصيهم وانهــالوا ضرباً ولحقوا بالهاربين إلى الشوارع الخلفية وسحلوا امرأة ، وحكومة السلطان منشــــــــــــرحة الصدر ، والقائمين على الأمن يضحكون بملء أشداقهم ، وكان أيضاً ومنذ أيـــام أن تجمع واعتصم في مكان عام وبالقرب من قصر السلطان عدد من القضاة سُرّحوا تعسفياً وهم يناشــــدون مقابلة السلطان ليطلبوا منه محاكمتهم عدالياً وإحقاق الحق ، ولكنهم جوبهوا بالعســــــــــكر وبتهديد بالهراوات ، وطُردوا من مكانهم الذي كانوا يشغلونه بشكل سلمي وبدون رفـــــع حتى لافتة
طُردوا من قطعة أرض للوطن الذي هو ملك لكل مواطن وليس حكراً على الســـــــــــلطة والسلطان ، وقد رأى السلطان أن هذا المجتمع ليس بحاجة إلى إصلاح بل بحاجة إلى وقاية وبالطريقة التي عالجت بها المعتصمين ، ولله في خلقه شؤون ، وقد سمعنا بتلك الأحداث عن طريق الفضائيات ، وحمدنا الله كثيراً لأن هذا لم يحــــــــدث في سورية الحبيبة وحكومتها الرشــــــــيدة والحكيــــــــــــمة ......



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
- رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي
- لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتش ...
- التسونامي
- الحضارة والديموقراطية
- قيود الابداع والرمز ...؟
- الثقافة والمثقف بين الجانبين المادي والروحي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى حقي - هذا لم يحدث في سوربة ..؟