أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - الحضارة والديموقراطية














المزيد.....

الحضارة والديموقراطية


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية نظام حكم سياسي ، قد يكون حضارياً أو لايكــــون
فأغلب دول العالم الثالث تطبق الديمقراطية شكلاً أو ديكـورياً وبعيداً عن الحضارة ، كمثل المتعلم الحائز على الشـهادات العليا ( الدكترة)
، ولكنه لم يدخل خانة المثقـــف الحضاري ، مع احترامي الشديد لهذه الدرجة واللقب العلمي ، وأضرب مثالاً .
محافظ إحدى المدن ماأن استلم مهام منصبه ، حتى ملأ المديـــنة أشجاراً وحدائق وطرقاً واسعة وقصراً متميزاً .
وجاء بعده محافظ آخر ، قلع الأشجار وزرع الأحـــجار ، ونسف أسوار الحدائق الحديدية الشبكية ، وأبدلها بجدران من الحجر الأصم تحجب منظر الأخضر عن أعين المواطنين قسراً ، مع العلم ان كـلا المحافظين ينتميان إلى ذات الإيد يولوجية السياسية ، والفــارق أن المحافظ الأول متعلم وحضاري مثقف ، والثاني متعلم فقط ....
ومسؤول كبير عن حماية الشجرة ومن أجل إحداث ساحة خالية أمام منزله كي يزوج ابنه ويتيح للزوار ( حلقة دبج) أمر بقـطع أكثر من خمسة عشر شجرة عمر كل منها يزيد على العشرين عاماً ، ثم ينال ( شهادة الدكترة ) من جامعة شرقية ....؟
ومسؤول آخر يقطع شجرة عمرها يزيد على الثلاثين عاماً ، لأنـها تحجب منظر البناء الحجري الذي يشغله واللافتة الرسمية عن أنظار الجمهور ..



وأكثر من مسؤول يشتركون في اغتصاب جزء من أقدم حديقة عامة في المدينة وعمر أشجارها يزيد على الثمانين عاماً ، وتعــدم تلك الأشجار على مرأى ومسمع الجميع , لتحول إلى مجرد بناء اسمنتي؟
ومتعهد غير مسؤول يمدد أنابيب الصرف الصـحي وبشكل سافر ، لتصب في مياه النهر العذبة ، والتي لاتبعد كثيراً عن منــهل المياه الرئيسي للمحافظة ، وفي مكان لافت للنظر يشــاهده كل من يدخل المدينة أو يغادرها ( منظر مقزز وغير حضاري )
ومفتش مركزي ينتقل إلى دائرة ما ، ويتخذ من مكتب مديرها مركزاً له ويجلس على كرسيه ويأمره أن يناوله هذه الاضبارة أو تلك ...
مع ان مكانه في مكتب مفتش الرقابة الداخلي المسـؤول عن مسيرة تلك الدائرة ولا يتعداه
ان ماذكر من الأفعال والظواهر تتم في ظل حكم ديموقراطي ، ولكن بطريقة غير حضارية
فالحضارة مسؤولية اتجاه الوطن والأسرة والمجتمع ، تبدأ بنقطة الماء وامتداداً إلى البحر ، ومن أمام البيت حتى آخر درب في الوطــن ، وحماية البيئة والتلوث تبدأ من المنزل وتدور الكرة الأرضية لتـعود إلى ذات البيت
الحضارة عطاء إنساني بلا مقابل واتقان في العــمل والتواضع مع الآخرين والتجديد والإبداع في كل مجال ، فالفلاح الذي يزرع أرضه بطريقة حديثة ، زراعة ورياً واستغلالاً اقتصـــاديا تكامليا للغلال وتربية الحيوانات المجترة والداجنة ، ولايستعمل سوى الأسمــدة الطبيعية هو حضاري
المهندس المعماري الذي يخطط البناء معتمداً على الامكانيات المحلية من صخر وحجر وطين مشوي مراعياً ظروف البيئة والمناخ ، هـو حضاري ، وكذلك الحرفي الذي يجيد عمله ويطوره نحو الأفضل ، والموظف الذي يستقبل المراجعين بوجه بشوش وييسر معاملاتهم مع

كلمة طيبة ، والمسؤول الذي يفتح باب دائرتـــه للمراجعين لتلقي شكاويهم والرد عليها بدون تذمر هو حضاري
والتاجر الذي يرضى بالربح الملائم دون اعتبار مقـــولة التجارة شطارة وانها أيضاً مهنة إنسانية أولا وأخيرا ولا يسعى إلى احتكار المواد الأساسية لحياة ألأغلبية من ذوي الدخل المحـــدود والعمال والفقراء لينمي ثرواته فهو تاجر حضاري
الكاتب الذي يغادر برجه العاجي ويتوغل في أقبية المحــــتاجين والمظلومين ، ويتجول في الأحياء العشوائية ، لينقل معاناة هؤلاء في ابداعاته هو حضاري
المدرس الذي يبذل قصارى جهده لتعليم الجيل دون أن يفــكر في مردود الساعات الإضافية ، والطبيب الذي يمارس مهنته الإنسانية ، متقيدأ بقسمه ، ولا يفكر بتجارة الأرواح ، ويدفـع بالمراجعين إلى مخابر معينة ومشاف خاصة لأن له نصيب مادي فيها ، أو يجـري عملية جراحية لالزوم لها هو أيضاً حضاري
والقاضي الذي لا يألو جهداً في إحقاق الحق ، والشرطي الذي يكون عيناً ساهرة بالفعل وذو أخلاق مسؤولة ، والمــواطن الذي يحترم القوانين ، والسائق الذي يلتزم بأنظمة السـير ، كل هؤلاء في خانة الحضارة
والحضارة هو تقبل الآخرين والحوار معهم بحرية ، واحترام الرأي الآخر ، ولايمكن للديموقراطية أن تكون حضارية إذا اكتـفت بلبوس الحضارة دون أن تتجسدها روحاً وليس قناعاً
كل النظم الديموقراطية تنتخب ممثليها إلى البرلمان ليمــثلوا الشعب خير تمثيل ، ولكن هل يتم ذلك عن طريق حضاري ، ودون أن يدس في القوائم من هم محسوبين على السلطة ، وأن نسـبة نجاح الرئيس أي رئيس يجب ألا ينقص عن التسعين بالمئة من الناخبين ....



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيود الابداع والرمز ...؟
- الثقافة والمثقف بين الجانبين المادي والروحي


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-تمايل ناطحة سحاب- خلال زلزال تركيا.. ما حقيقت ...
- ذكرى أول اعتداء عنصري في ألمانيا الشرقية.. شهود جزائريون يرو ...
- ماذا قال رموز الصحافة عن استشهاد صحفيي الجزيرة في غزة؟
- دعوات بإندونيسيا لحشد المواقف ضد إسرائيل
- -أسطول الصمود- يبحر نحو غزة وغريتا ثونبرغ في المقدمة
- القسام تعلن عن 3 عمليات ضد الاحتلال في غزة
- مشهد الوداع الأخير.. صوت شهداء الجزيرة خفت لكن -التغطية مستم ...
- المجتمع الأفريقي.. اغتيال أنس الشريف ورفاقه جريمة وتقويض للص ...
- -عيون الحقيقة تُطفأ-.. اغتيال صحفيي الجزيرة يشعل الغضب بوسائ ...
- خزنة ذهب ودولارات تثير جدلا واسعا بالعراق.. ما قصتها الحقيقي ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - الحضارة والديموقراطية