أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حقي - ممارسة الحب على المسرح ...؟














المزيد.....

ممارسة الحب على المسرح ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


كنت قد كتبت مقالا حول الموضوع المنبري للقصة القصيرة * ، محاولاً فيها لفت نظر الزملاء الأدباء والمبدعين وجوب مراعاة قواعد وأصول اجتماعية وأخلاقية ومعنوية وأدبية وثقافية عند اختيار الموضوع الأدبي الذي يلقى من على المنبر وباتصال مباشر مع الجمهور ، وان هذا الموضوع يجب أن يكون غير الموضوع المدون بين دفتي كتاب ، حيث القاريء وجهاً لوجه مع النص لوحده وفي المكان الذي يرتئيه وفي الوضع الذي يريحه بحيث يتواصل مع أفكار الكاتب بهدوء وروية فالزمن هنا غير مهم ان طال الموضوع أو قصر وإن تشابكت المفاهيم وتعقدت الفكرة ، فالقاريء لديه متسع من الوقت والحرية لإعادة القراءة حتى يتوصل إلى ما يقصده الكاتب وأيضاً لا يجد حرجاً إن تضمن الموضوع ألفاظاً غير لائقة أو عن مشاهد إباحية أو تلفظ بما يخرج عن قاموس الآداب العامة ، لأن الحكَم واحد وهو القاريء إن شاء قبل بها أو تجاوزها هو ورأيه الحر ...
ولكن الوضع يتبدل كلياً عندما يشارك الكاتب في موضوعه مع مجموعة غير متجانسة فكرياً واجتماعياً وإيديولوجياً ، من جمهور يريد تمضية ساعة ثقافية أو أكثر وقد تكون من بينهم أناث ، فعليه أن يراعي الوقت والأسلوب ليتمكن من شد المستمع وعدم تعقيد الموضوع وإيصال فكرته بسهولة إلى المتلقي ، وأن يراعي العادات والتقاليد والآداب العامة بحيث يبتعد عن الألفاظ المشينة وذكر العورات بفصاحة وبسفور ممج ، لأن الكاتب المتمكن يمكنه أن يعبّر عن ما يريد بشكل أدبي وغير مؤذٍ لشعور الآخرين ، ولا ينسى الكاتب أو المبدع أنه يلقي موضوعاً أدبياً ويجب أن لا يخرج عن حدود الأدب ، وقمة الإبداع أن يستطيع المبدع إفهام فكرته لكل المستويات بلغة يفهمها الجميع ولا تجرح شعور أي منهم ، ومما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو نص مسرحية ( لكي نمارس الحب نحتاج إلى شخص آخر..؟) مؤلفها ( جمال السائح ) والمنشور في الحوار المتمدن ، أولاً أشكر الكاتب على الجهد المبذول والرائع في كتابة النص والمشاهد التي قسمها بإبداع راقٍ وتناول موضوعاً أبدياً وأزلياً ( أدم وحواء ) فلا يمكن لأي منهم أن يستغني عن الآخر وهذا سر الديمومة ، كنت قد ناقشت أحدهم عن الجنة ، وقلت له أن لاجماع فيها والحواري لن يجدن من يقربهن ، لأن اللذة الجنسية سرّ الديمومة أي الحاجة إلى التكاثر بالولادات ستفقد في العالم الآخر ، ففي الجنة خلود ولا حاجة إلى ولادات وبالتالي فلا حاجة إلى الجنس وبمقدرة الخالق كما يصور لنا انه قادر على كل شيء بإمكانه أن يولد هذه اللذة والقشعريرة بمجرد مصافحة ...؟ وهو أيضاً ليس بحاجة إلى أنثي لانتفاء الدافع الجنسي التكاثري ..
طبعاً رأيي لم يعجب الآخرين المؤمنين بالإيلاج ...؟
وأعود إلى المسرحية الرائعة بأسلوبها وحوارها ، ولكن ياصاحبي أولاً وأخيراً موضوعك أدبي ، وقد وجدت من خلال الحوار أنك واسع الخيال ، وكان بإمكانك تجنب هذه المشاهد غير الملائمة من تبرز ومداعبة الأعضاء الجنسية والمص والعادة السرية والجماع بشكل سافر خرج عن حدود الشعور الإنساني وحدود النص الأدبي ،واستعمال الرمز وخيال الظل وأشياء أخرى لاتخفى على سدنة المسرح ، وأن مهمة الكاتب هو توعية الآخرين لما ينشده ويتبناه من أفكار تفيد بناء الإنسانية وبثقافة حرّة معبرة عن مجتمع منظم وليس انفلاتياً ويعيش ضمن منظومة من النواميس الأخلاقية التي تراعي بيئته ومجتمعه والتي نشأت عليها تلك المجتمعات عبر سنين طويلة من ثقافة شرّشت في ضمائرهم بحكم العادة والقسر والتقليد
الممج ...
هل يمكنك أن تغير أفكار مدمنٍ أصولي وسلفي بمجرد أن تقرأ له أفضل ماكتبه لينين عن الاشتراكية .. طبعا الإجابة ستكون سلبية ، ولكن يمكن للمبدع أن يدخل في كيان هذا المريض المزمن ويبدأ في علاجة خلية خلية وبأسلوب إبداعي ، وهنا سر الإبداع أن تستطيع جذب الآخرين ليستمعوا ويقرؤوا لك دون أن تجرحهم وتؤذيهم في معتقداتهم، وبذات الوقت تعمل على إيصال أفكارك ( كما يقول المثل ، حبّه حبّه) وكلنا عشنا وتعايشنا مع الكبت الشرقي المزمن في الجنس والسياسة والحريّات المكبوتة أيضاً
وأقول لك وبلا مواربة لمست فيك كاتباً مسرحياً جيداً وأتمنى لك مستقبلاً زاهراً ولكن بدون هذه الهجمة الشبابية وإفلات الموضوع من قيود كثيرة واجبة إن شئنا أم ابينا لأنا نعيش مع الآخرين ، والاحترام المتبادل واجب إنساني وحضاري والمسرح هو مدرسة للشعب ..

* نشر في الأسبوع الأدبي عام 2003





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جحافل العولمة تغزو وأشاوس الواوا وطبطب لهم بالمرصاد ...؟
- الحمائم والصقور مابين البنادق والفنادق ...؟
- عواء الرجل الميت ، مجموعة قصصية لطلال شاهين
- البلالفة والمناتفة
- الارهابيون يحاولون النيل من المفكر عبد الكريم سليمان .؟
- ضرورة تنظيم الأسرة في حياتنا المعاصرة ...؟
- طَبَقِيَة الطبقة العاملة والواقع العملي لتغييرات مجدية
- تنامي الظاهرة الطظية في مصر بعد طظ المرشد العام....؟
- حقوق المرأة مابين الترابي والقرضاوي والتلويح بالبطاقة الحمرا ...
- اللص والسكير
- صراع الحضارات أم سقوط الهة أم توكل قدري
- جمالية العجيلي في أبطاله
- كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات
- الرواية عالم واسع والروائي يتناول ركناً حياً من واقع اجتماعي ...
- أيتها النساء عليكن النضال ضد النساء
- هذا لم يحدث في سوربة ..؟
- لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
- رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي
- لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتش ...
- التسونامي


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حقي - ممارسة الحب على المسرح ...؟