عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 16:56
المحور:
الادب والفن
كانت الفكرة مثيرة للجدل بين الأصدقاء .. قلت لهم سوف أشتري دبابة لأحمي نفسي من الميليشيات .. الأصدقاء فغرت أفواهها أو أفواههم تعجبا , وأخذت تهذي : دبابة .. دبابة .. د .. فرجعت وقلت : نعم دبابة .. فرجعوا وقالوا : ماذا تعني دبابة , هل يعني أنك سوف تشتري دبابة وتضعها قبالة بيتك لتحمي نفسك من الميليشيات , لماذا لا تشتري رشاشة , أو بي كي سي , أو دوشكة أحادية , ثنائية , أو رباعية على أبعد تقدير ..
بعض الأصدقاء ضحكوا وقالوا : هو أصلا كيف سوف يُقنع البلدية في وضع أي تصنيف من تلك الأسلحة قدام بيته .. فقلت لهم : عندي واسطة وسوف أجلب دبابة لوضعها قدام بيتي لحمايتي من شراذم الميليشيات .. أحدهم قال : متى سوف نرى ذلك المشروع ؟ " .. فقلت : غدا سوف تشاهدون دبابة أمام منزلي ..
وحضرت الدبابة , أو أحضرتها , هوس لها زخام الشارع , لكن ثمة من كان ممتعضا , الممتعضين تبين إنهم من أصحاب الميليشيات .. الجهاز الإستخباراتي للدبابة تبين عما دار في صفوف العناصر الميليشياوية , يعني ثمة من عدم إضطراب في التعامل مع الدبابة : فواحد يقول : نحرقها .. الآخر الدبابة لا يُمكن حرقها .. آخر يقول : نسرق صجم دورانها , فيقول له الآخر : الدبابة تُبدل صجمها .. الثالث قال : نقذف عليها صواريخ : آر بيجي سفن .. هذه الدبابة أميركية , وهي آخر موديل , فلا تنفع معها القاذفات الصاروخية ..
الجماعة إحتاروا في مواجهة تلك الدبابة .. أحدهم تفتق عقله وقال : نتسلل من أطراف الدبابة ونقتحم البيت " .. فضحك عليه أحدهم وقال له : هذه الدبابة فيها رادار متطور , وعندما تتسلل سوف يرصدك ويُحيلك قتيلا .. أحدهم إقترح : لماذا لا نصعد على الدبابة ونفتح البرج ونقتل من في سواقها .. فقال له آخر : حاول أن تفهم , لا يُوجد فيها سُواق , هذه الشاحنة تتحرك أتوماتيكيا .. إنتفض أحدهم قائلا : إذن كيف نقتل عدو الإسلام هذا المتواري خلف الدبابة .. رفيق آخر قال : لننتظر التعليمات القادمة من حراس الولي الفقيه عن كيفية التعامل مع تلك الكارثة .. ولا يزال الجماعة ينتظرون المُقترح في التعامل مع تلك المصيبة .. أحد المتفرجين صرح ضاحكا : إذن يجب أن نحضر دبابات لحماية أرواحنا من قطعان المرشد الفقيه !!
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟