أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - قرنٌ وثلاث دقائق














المزيد.....

قرنٌ وثلاث دقائق


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 14:18
المحور: الادب والفن
    


سنةً وثمانية أشهرْ
هي العدمُ الكوكبيْ
هي الوجعُ المتدلّي الذي لم يلامسهُ
إلاّ نبيْ
وفي البال من حسدوني
على رحلةٍ في أثيرٍ
وكان حرياً بها أن تكون
على ظهر حادلةٍ أو بعيرٍ،
أقول تشفّوا
فعادوا شباباً يغنّي وخداً يثرثرْ
وعن غصة الشوق آثامُ رابعةُ العدوية تخبِرْ
أغنوجةُ الشِّعر والغد تغوي وتسحرْ
سنةً وثمانية أشهرْ
كنت أنبش عمرَ الترابِ
على أملٍ أنْ سأهديه قبري وأبقى أُصرُّ وأحفرْ
كان للكون معنى التقيُّؤ
والثلجُ عند حلول الشتاءِ
يمورُ بدربي
يفورُ بقلبي ويُصهِرْ
سنة وثمانية أشهرْ
صنعت لكأسي في بَرِّ رأسي صومعة
يتعبد فيها الشياطينُ خلفي
برغم اضطرابي وضعفي
وكافأتُ إبليسَ إذ زارني بثياب رسولٍ
وعلَّمني أن أمدّ القطيع وأنحَرْ
فويلٌ لمن يمنع العامري عن الويل، ويلٌ
فكل الخلائق عاريةٌ في حسابي
وما من إلهٍ يصلّي له الناسُ
إلا وضَعتُ مفاتنه تحت مجهرْ
تورطتُ كالظبي حين تسللتُ خلف الحدودِ
لألقى هنا بدلَ السلم والحلم ربَّ الجنودِ
تُرى هل لعبتُ قماراً لأخسرْ ؟
سنةٌ وثمانية أشهرْ
كقرنٍ أضيفت إليه ثلاث دقائقْ
فأمّا الدقائق فهي استراحة تبغٍ
تظاهرَ في الجوِّ والجوُّ شائقْ
أدخِّنُ ثم تسير القرونُ
مضمَّخةً بشهيِّ الحرائقْ
وها صرتُ وحدي نصيرَ الكلام المبعثَرْ
سنةٌ وثمانية أشهُرْ
محزنٌ أن تعيشَ على الأرض فأراً
ومن قبلُ قد عشتَ ليثا
عانيتُ كامرأةٍ من بلادي
هواناً وظلماً وعسفاً
وما ليس بالحرف يُرثى
فأتعسُ ما يفعل المرء في موطني
أن يُغافلَ أقدارَهُ لحظتين
ليولدَ أنثى
وما خفيَ اليومَ يُدمي الخيالَ ويقهرْ
سنة وثمانية أشهرْ
ويوماً تساميتُ،
كان دمي يتمادى مشاعرَ عارمةٌ
وإذا بالزمانِ مباهجُ ناعمة
والمكانِ مطيعٌ كخادم قصرٍ مُسمَّرْ
حيث تجلبُ عاصفتي الغدَ حلماً كثيفاً
كما الأبنوس،
وما احتاجتِ الذكرياتُ لغير صلاة إلى لا إلهٍ
وقَدحةِ نبضٍ لتسعرْ
سنةٌ وثمانية أشهرْ
قرية مثلَ ليلة أنسٍ تهادت بأنغامِ موزارتَ
لكنْ لغيرك يا مَن ستحيا لتسهر !
لا أبالي فعندي الذي هو أبقى وأسمى
وأبلغُ نجما
فإن رفرفوا بالندى فهنيئاً
فروحيَ أصل الندى ونداي أغنُّ
ويرسمني في الحدائق رسما
نهاري نهارٌ وليلي يفوح نهارا
يدُ العجز كانت تصافح سجني انبهارا
وترفعني لشهابٍ لكي أتقن الموت ملحمةً
فأصاحبه من عَلٍ ثم نسجد في أي ركنٍ من الأرضِ
ما أجملَ الراحلين انتحارا
وأي المسالك أقصرْ ؟
كوابيسُ أعرضها في المزادِ
لمن يشتريها
ويرشفها في سريري من غير سُكّرْ !
ــــــــــــــ
بانتظار منحه الإقامة عاش كاتب السطور منذ بداية عام 1985 حتى شهر آب من عام 1986 في قرية ألمانية تقع على حدود النمسا اسمها فلس هوفن وهي قرية يقطعها نهر الدانوب الأزرق وكان الوضع مزرياً جداً.
ـــــــــــ
برلين
تموز ـــ 2020



#سامي_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يداً بيد مع اللازَوَرْد
- تمشين وَحدي
- غواية الحروف في زقُّورة عَقَرْقُوف (*)
- بوتقة نيسان
- شاهق الآثام
- حرية ورُهاب
- ثلاثياتٌ كولونيِّة
- دانوبيِّات العامري
- مَضافات في هاوية
- سيماء الندامى
- خمسة أنخاب للعام الجديد
- غمرات السناء
- أزفُّ لائي في الميدان
- القلق الضروري
- سُجاح بنت الحارث النبيَّة التي أكملتْ رسالتها !
- خوابي الدُّر
- على الكعبة أن تطوف حولي !
- عن الماشايف وشاف
- طاووس غبطة
- أوقات من يواقيت


المزيد.....




- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - قرنٌ وثلاث دقائق