أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل من نهاية قريبة لواقع العراق السياسي؟














المزيد.....

هل من نهاية قريبة لواقع العراق السياسي؟


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6619 - 2020 / 7 / 15 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أستطيع أن أجزم أن الوضع السياسي العراقي الحالي ينبئ عن جملة من التحركات والتطورات التي تجري تحت أفق العملية السياسية التي تجري ماكينتها بلا توقف يتداخل فيها المحلي بالإقليمي بالدولي وتترابط الملفات وتتشعب على نحو بشير إلى نهايات قريبة وبدايات صعبة تلوح في الأفق , هذه القراءة ليست رجما بالغيب ولا ضربا من الخيال إنها تتبع لمجموعة خيارات ستفرض نفسها في الوقت المحدد دون أن يكون للاعبين المحليين دور مباشر أو مقاومة حقيقية له , ومن هذه النتائج انهيار صورة الديكتاتورية الجديدة الناشئة في الوسط العراقي بعنوان الأغلبية الديموغرافية وانهيارها الدراماتيكي بطريقة الخطوة خطوة.
لا تنهار البنى السياسيه الفردية كمؤسسات وأحزاب أو جماعية كأنظمة وحكومات بل وحتى كدول خاصة في المجتمعات المتحولة أو مجتمعات الأزمة خارج أطار الأزمة أو موضوع التحول وهذه الحقيقية يدركها تماما صناع القرار الإستراتيجي وأيضا يدرك أبعادها اللاعبون أنفسهم لأنها أساسا من ضمن شروط اللعبة السياسية ومن أركان أستمراريتها , لكن هناك خطوات سابقة وتمهيدية يمكن تتبع مسيرتها كي يضمن الفاعل الرئيسي نضج الظروف المحيطة بها كي يحين موعد قطافها ومن هذه الظروف زرع الغرور في نفوس اللاعبين وضخهم بالكثير من عوامل القوة الوهمية حتى عندما تنفجر وتسقط هذه القوى سيكون سقوطها مدويا ورهيبا ودرسا للآخرين.
اللاعب الرئيسي لا يؤمن بالزعامات الوطنية ولا يريد تأسيس كيانات قادرة على أن تكون محاور وفي صراعه مع القوى الإقليمية هناك أستحقاقات وهناك واجبات تفرضها صيغة الصراع وأسبابه والنتائج التي يراد لها أن تكون في نهاية كل فصل ,منها البديهية الدائمة التكرار أن لا أصدقاء ولا أعداء دائمين ولا هناك حلفاء دائمين , هناك مصالح دائمة وهناك استراتيجيات طويلة الأمد يجب احترامها , هذه القوانين صاغها واقع العمل الدولي السياسي والجيوسياسي لذا فالتضحية بأفراد مقابل أهداف سيكون أمرا طبيعيا بالنسبة لجميع من يكون طرف في العملية السياسية وعلى من نضجت أوراقة وشغل أكثر من واقعه الحقيقي أن يهيأ للمغادرة بطريق أو أخر وهو ما سيحدث عاجلا لا بقاء للوضع كما هو عليه الآن لأن كل الظروف ناتجة لإنهاء هذا الفصل وبداية فصل جديدة من المسرحية التراجيدية الكوميدية.
من السيناريوهات المطروحة لتنفيذ اللعبة السياسية في العراق هو تحالف القوى المناهضة للسيد المالكي وتشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان والتي من حقها أن تسمي رئيس الوزراء القادم وهذا الطرح واقعي ومدروس ومعد له أعداد جيد وبالتالي سيكون أمام السيد المالكي ثلاث طرق لمواجهة الموقف منها الطريق القانوني والشعبي والخيار المر هو الثالث , فليس أمامه أمل بالتمسك بكونه الفائز الأكبر لأن القرار التفسيري أصبح سابقة قانونية وهو من سعى لها وعمل بكل قوة من أجل أصداره بالشكل الذي سيكون وبالا عليه هذه المرة , الخيار الثاني اللجوء إلى الشارع والتشويش على عمل البرلمان والشركاء السياسيين وهذا غير مضمون الفاعلية والنتائج وهو من يدعي انه جاء ليحمي الدولة بالقانون , يبقى الخيار الثالث وهو أستخدم ورقة الضغط الاستثنائية وهي القوات المسلحة والتهديد بعمل عسكري أو أحداث تطورات عسكرية على الأرض لاتهام خصومه بالتفريط بالأمن ومن ثم محاولة الالتفاف على العملية الديمقراطية بصورة ما .
الخيار الصعب والذي يعتبر انتحارا سياسيا للسيد المالكي هو أما المشاركة بالحكومة وفق أشتراطات وتفصيلات تحمي أركان كتلته وهو أيضا من المحاسبة أو اتخاذ التعقيبات القانونية وفتح ملفات الفساد القديمة منه وعليه وهذا أحتمال جدا ضعيف والخيار الأخير أن يجلس معارضا لينال الكثير من الصفعات التي ستؤدي إلى وضعه في الزاوية الحرجة التي تنتهي بتصفيته سياسيا وإخراجه من عالم السياسة كله لتصبح الكتلة التي يقودها هباء منثورا وتتجدد الانشقاقات داخل حزب الدعوة ليتشظى من جديد وتذهب قواعده كلا حسب مصلحته وما يمكنه من حماية نفسه وبروز زعامة جديدة تقود الحزب الضعيف بعدما كان القوة السياسية الأكبر في البلد , هذا الخوف من التضخم الذي تكلمت عنه سابقا وهو تضخم وهمي غير حقيقي لا يمثل ثقل دولة القانون على الواقع لأنه يعمي البصيرة ويعطي مؤشرات خادعة عن قوة وجهوزية حزب الدعوة بقيادة السيد المالكي لإدارة الدولة العراقية بنجاح .
هذه الوقائع والقراءات لا يمكنها أن تكون نهائية وليست قرارات بل يمكن أن نرى التعديل والتحديث على بعض الجزئيات والتفصيلات ولكن المهم فيها أنها جميعا ستعلن نهاية الحقبة الديكتاتورية الناشئة في العراق ليس هذا فحسب بل سنشهد تطورات أخرى دستورية وواقعية تتناول مفاهيم تبدو أنها قد ترسخت لكنها تعاني الآن من تعارض حقيقي لا بد له أما من تصحيح مسارات أو تعديلها بعدما أنهكت الأطراف العراقية جميعا بالحرب الطائفية والتجربة الفاشلة التي لم تقدم أي استجابة حقيقية لتطلعات الشعب العراقي ولا ننسى أيضا تأثيرات القرار الدولي والإقليمي بتصفية الإرهاب والفكر الجهادي ومحاولة احتواء حقل النيران المتوسع في المنطقة كي لا يحرق أطراف محسوبة على اللاعب الكبير مما يهدد من مصالحه الدائمية ويزيد من حالات الفشل التي يتعرض لها في أماكن كثيرة في المنطقة وخارجها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الزعامة ورمزية الزعيم في الوعي العراقي
- الدرس..... قصيدة في رثاء الإنسان
- بناء المجتمع بين الرؤية والمنهج العملي
- القطاع المصرفي العراقي الخاص الرؤية والمستقبل
- في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح2
- في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح1
- مكافحة التطرف والطائفية بين البحث عن الأسباب والمعالجة الواق ...
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح1
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح2
- رسالتي للرب... عبر صندوق بريد السفارة
- النفط وكورونا والنصف الثاني من عام 2020.
- في فهم المعنى أولا
- أين يبدأ الوعي الإيماني وأين ينتهي؟.
- كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية
- فرض السلام بداية تأسيس عالم كوني جديد
- حكاية مع جدتي
- حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته
- دين الفقراء
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح1
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل من نهاية قريبة لواقع العراق السياسي؟