هو مش كافر بس الجوع كافر

محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 17:37
المحور: الادب والفن
    

نعم، "هو مش كافر بس الجوع كافر"
سامر حبلي مواطن لبناني في الخمسينات من العمر انتحر فجر اليوم احتجاجاً على وضعه الاقتصادي، وعلى ما أصاب لبنان جراء فساد غالبية السياسيين وكبار الموظفين فيه!!

قصاصة ورق كَتب عليها "أنا مش كافر بس الجوع كافر"، تركها سامر حبلي وراءه مختصرةً كل شيء في لبنان، قبل أن يطلق الرصاص على رأسه ويضع حداً لحياته ومعاناته الاقتصادية التي تختصر معاناة أكثر اللبنانيين منذ عشرات السنين.
سبع دقائق فقط قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، في بلد ملوث بشتى أنواع القاذورات والموبقات، كانت كفيلة بمساعدته على التحرك لوضع قطعة من القماش على وجهه والرحيل بسلام، دون مشاهدة الوجه القبيح لبلده، الذي كان في ما مضى جنة على الأرض، إلى درجة أن العالم بشرقه وغربه وبالأصدقاء والخصوم فيه أقر بأنه كان "سويسرا الشرق".
سبع دقائق فقط اختزلت العمر الذي قضاء فوق أرض بلده شريفاً، نظيف اليد ولا حكم عليه، واختزلت مع عمره معاناة شعب تحمل من حكامه وسياسييه وأمراء الحروب فيه ما لم تتحمله شعوبٌ كثيرة فوق هذه الأرض.
سبع دقائق فقط زينها باللون الأحمر، بعدما رفع علم بلده الذي تتوسطه الأرزة الخضراء بكل شموخ واعتزاز، وهو يلعن السياسة والسياسيين الذين أوصلوا لبنان إلى ما آل إليه، ويلعن كل شيء من حوله.
له الرحمة والمغفرة وللبنان من القلب ابتهالات إلى الله تعالى أن يرأف به وبشعبه وينصرهما على المتربصين بهما من الخارج والداخل على حد سواء.
نسأل الله للبنان وشعبه الاستقرار والازدهار والأمن والأمان...إنه على كل شيء قدير.
نعم، "هو مش كافر بس الجوع كافر"!!!!

محمود كعوش

#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل