فوهر (الرمز الزرداشتي المقدس)

رستم محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6608 - 2020 / 7 / 2 - 19:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الشعار الزرداشتي " الفوهر"
(الخلفية الدينية و شرح رموزها)

الخلفية الدينية :
في التقويم الزرادشتي ، يسمى اليوم التاسع عشر من كل شهر ب "Farvardin" حيث كان يقام احتفال يسمى "Farvardingan" ، اي شهر فرفاردين ، وهو أحد الاحتفالات والمراسيم الدينية وهو في الحقيقة يسمى النوروز الكبير ويكون اليوم الأخير من احتفالات النوروز، وهذا الاحتفال هو عبارة عن  تكريم لفوهر (المرتبط بروح الاجداد ايضا) .
وفوهر اسم اطلقه الاريون لواحدة من القوى الباطنية التي وفقًا للمزدانيين ، كانت موجودة قبل خلق الكائنات وستبقى بعد موتها وتدميرها ، لترتفع عن العالم وتبقى مستقرة. وهذه القوة الروحية ، التي يمكن تسميتها جوهر الحياة ، ليست قابلة للتلف.
وفي العصور القديمة ، احتفل الفارفاردون بالفورهار ، على ما يبدو في ذلك الوقت لمدة عشرة أيام وعشر ليال، وترتبط احتفالات النوروز وشهر Farvardin مع Forouhars ، لأنه يعتقد أن هذه الأيام ، ينزل Forouhars إلى الأرض ويذهب إلى منازل المؤمنين،
لذلك يجب على الناس تنظيف المنزل للترحيب بها ، واشعال النار والبخور ، ويقرأون Avesta بحيث تكون النفس مريحة وسعيدة ولها نعمة، وفي هذه الأيام ، لا يتعين عليك فعل أي شيء سوى القيام بالأعمال الصالحة.

الرموز الموجودة على الرمز :

رمز الوجه :
يتصدر هذا الرمز رجل ايراني عجوز في داخل حلقة مستديرة، يُظهر هذا الرجل أن الله يريد أن يرى الإنسان في مرحلة البلوغ ، حيث سلوكه ومظهره المنتظم نموذج يحتذى به الآخرين ، لذلك فإن وضع وجه رجل عجوز كعنوان يرمز الى حكمة وتجربة رجل عجوز حكيم، اما الدائرة التي يوجد فيها الرجل فهو يرمز للعالم المادي الذي ولد فيه الانسان ومضطر للعيش فيه

رمز الجناحان والذيل :
هناك جناحان من ثلاثة أجزاء على جانبي الحلقة الكبيرة ، رسمت بخطوط مستقيمة، تذكرنا هذه الأجزاء الثلاثة بالقيم الأخلاقية العظيمة للفكر الإيراني والزرادشتي القديم ، و القيم الأخلاقية الثلاثة المعروفة هي "الفكر الجيد" و "الكلام الجيد" و "الأعمال الصالحة".
وباستخدام هذين الجناحين ، يمكن للإنسان المتدين والباحث عن الله أن يطير ويتحرر من دائرة وحلقة العالم إلى السماء والحقيقة بأجنحة الفكر والكلام والأعمال الصالحة.
اما الذيل فهناك وجهتا نظر مختلفتين الاولى تشرحها كما شرحت رمز الاجنحة ، والثانية تقول انها هي أيضًا مؤلفة من  ثلاثة أجزاء ، فهي ترمز الى الأفكار والكلمات والأفعال السيئة، والله يريد للانسان واعتمادا على جناحيه المكونين من الفكر والقول والعمل الصالح ان يخضع ويسيطر على الثالوث الشرير (الأفكار والكلمات والأفعال السيئة)
ونلاحظ في الرسم خطان في اسفل الصورة اتيان من الحلقة التي ترمز الى العالم المادي ، ويتدليا في اتجاهين متعاكسين ، وهو بذلك يشير إلى دومينو (قوة) سيئة وجيدة أو نفس الخير والشر ، والظلام والنور ، والحقيقة والباطل، ولا يمكن ان يتصلا ببعضهما ابدا.

يدا الرجل العجوز اليمنى واليسرى:
تنجذب اليد اليمنى إلى السماء ، التي تشير إلى عبادة " أهورا مازدا" ، الإله الاوحد للايرانيين الذي آمن به  زاراثوسترا  منذ 4000 عام ، حيث كان ضمن الالهة الارية.
اما في يد  اليسرى ، فهناك دائرة تشير إلى العهد الذي تم بين الإنسان وأورامازدا ، ويعتبر المؤرخون أن خواتم الزفاف التي يتم تبادلها بين الشباب مستمدة من نفس سلسلة هذا الرمز ويعتبرونها تقليدًا إيرانيًا تم تصديره إلى العالم، لأن الزوجين وقعا أيضًا عقدًا مع بعضهما البعض من خلال إعطاء خاتم (خاتم) لبعضهما البعض ، بحيث يكونان دائمًا مخلصين لبعضهما البعض.

#رستم_محمد_حسن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل