أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - رستم محمد حسن - مصطلح اقليم كوردستان في تاريخ الشرق















المزيد.....

مصطلح اقليم كوردستان في تاريخ الشرق


رستم محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 19:11
المحور: القضية الكردية
    


مصطلح اقليم كوردستان في تاريخ الشرق :

التسمية :
تعرض موطن الكورد الجغرافي إلى تفسيرات عديدة ، ويطلق اسم كردستان على موطن الكورد ، فالتعبير العرقي لكلمة كردستان يعني بصورة عامة البلاد التي يسكنها الكرد، وقديماً أطلق اليونانيون والرومانيون على كردستان ، كوردونس ( Corduence ) أو كوردياي ( Gordiaea ) ، وسماه السريانيون باسم (كاردو Qardu )، أما الكتاب العرب القدماء فلم يستخدموا الأسماء اليونانية في الحديث عن بلاد الكرد بل كانوا يسمونها باسم ( إقليم الجبال ).

تاريخ التسمية :
عرفت هذه المنطقة باسم كردستان لأول مرة في القرن السادس الهجري القرن الثاني عشر الميلادي في عهد السلاجقة ، وبالتحديد في عهد السلطان سنجر السلجوقي ( 511 هـ - 551 هـ / 1117 - 1156 م ) عندما اقتطع هذا القسم من إقليم الجبال وسماه كردستان وولي عليه ابن أخيه سليمان شاه .
وشاع بين أوساط بعض المؤرخين والباحثين ، أن المؤرخ والبلداني المعروف حمد الله المستوفي القزويني المتوفي عام ( 750 هـ / 1349 م ) ، هو أول من أورد اسم كردستان في كتابه " نزهة القلوب " الذي ألفه باللغة الفارسية سنة ( 740 هـ / 1339 م ) ، لكن المؤرخ الإنكليزي ديفيد مكدول يقول : " أن من الأخطاء الشائعة في الكتابات الكردية ان حمد الله المستوفي القزويني هو أول من ذكره في كتابه نزهة القلوب " . لكن الحقيقة أن كتاب مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ، لمؤلفه صفي الدين البغدادي 700 هـ / 1300 م قد ذكر مصطلح كردستان قبل أربعة عقود" .
كما وجد في كتب بعض المؤرخين والرحالة من الذين سبقوا حمد الله المستوفي بعشرات السنين ، فالرحالة الإيطالي ماركو بولو Marco Polo المتوفي سنة ( 723 هـ / 1323 م ) والذي بدأ بزيارة أقاليم المشرق سنة ( 670 هـ / 1271 م ) ، ذكر اسم كردستان في رحلته ، كما ذكر مؤرخ المغول رشيد الدين فضل الله الهمذاني المتوفى سنة ( 718 هـ / 1318 م ) اسم كردستان أكثر من مرة في كتابه عن تاريخ المغول ، ففي حوادث بدايات العصر المغولي ، يذكر في " همذان بالقرب من خانة آباد التي هي عبارة عن مرعي من كردستان" ، وفي حوادث سنة ( 685 هـ / 1286 م ) أورد عبارة " جبل هكار بكردستان أما معاصره شهاب الدين عبد الله الشيرازي المتوفي بعد سنة ( 728 هـ / 1328 م ) فذكر هو الآخر الاسم نفسه .
وخلال العهد الجلائري( 738 - 813 هـ / 1338 - 1410 م ) حلت تسمية كردستان تماماً محل التسميات الأخرى ، وغدت الاسم الرسمي للبلاد الكردية في سجلات ودواوين الدولة الجلائرية ، وأخذت تتردد بكثرة في المصادر الفارسية والأوروبية )

جغرافية اقليم كوردستان :
اختلف كتاب كثيرون حول حدودو كوردستان عامة، ولكنهم اتفقوا تقريبا على انها منطقة جبلية وتشكل العمود الفقري للشرق الأوسط، حيث إنها تقوم في قلب آسيا الصغرى ، وتحتل القسم الاكبر من الجبال هناك، اما اقليم كوردستان فكان يشتمل على المنطقة الواقعة شمال غربي إيران حتى أورمية ، ممتداً من سهل العراق حتى الصحراء الإيرانية الكبرى ومشتملا على منطقة الجبال جنوب شرقي أذربيجان، اي امتدت حدوده الجغرافية شمالاً خلف نهر آراس وغرباً حتى سيواس وأرضروم ومرعش حتى سهل بلاد ما بين النهرين إلى منطقة كركوك وشرقاً حتى مدينة كرمنشاه .
وكان إقليم الجبال ينطبق في الواقع على المنطقة التي أطلق عليها الكتاب اليونانيون اسم (ميديا ) .
والاختلاف في تبيان حدود كوردستان بشكل صحيح وحاسم يرجع إلى الفترات الزمنية التي حدد فيها كل رحالة أو مؤرخ، نظراً لأن كردستان تعرضت خلال فترة البحث لمجموعة من الهجمات التي أثرت في تركيبة توزيع سكان المنطقة وحدودها ، علماً أن هذه الغزوات استمرت طيلة خمسة قرون بدءًا من القرن ( 5 هـ / 11 م ) ، من قبل قبائل الغز الأتراك ، والسلاجقة ، والمغول ، والتركمان ، والتيمورية، ففي بداية الربع الثاني من القرن الخامس وصلت طلائع الغز إلى المناطق الكردية ، واشتدت غاراتها على أقاليم الجبال ، والعراق العجمي وأذربيجان والجزيرة ، وتبعتها حملات السلاجقة الأتراك التي استمرت طيلة النصف الثاني من القرن ( 5 هـ / 11 م ) ، وخلال القرن ( 7 هـ / 13 م ) ، اجتاحت جحافل المغول كردستان وسائر أقاليم المشرق الإسلامي ، ففرت قبائل كردية عديدة أمام شر المغول وهجرت ديارها، وأبيدت قبائل أخرى ، واقتلعت الغزوات التيمورية المتتالية الكثير من القبائل الكردية من أماكنها ودفعتهم إلى الهجرة نحو بلاد الشام ومصر والمغرب، وعليه فإنه يصعب تقديم صورة واضحة ودقيقة عن الرقعة الجغرافية لكردستان خلال القرنين ( 7 - 8 هـ / 14_ 13 م ) ، فالعمري المتوفي سنة ( 749 هـ / 1348 م ) عين حدود كردستان تعييناً غير دقيقاً نوعاً ما ، فكردستان " جبال الأكراد " حسب قوله عبارة عن " الجبال الحاجزة بين ديار العرب وديار العجم . . . . وابتداؤها جبال همذان و شهرزور وانتهاؤها صياصي الكفرة من بلاد التكفور " .
وتوسع حمد الله المستوفي في تحديد حدود كردستان بشكل أدق من العمري حين أشار إلى أن منطقة كردستان تتألف من 16 ولاية ومركزها قلعة ( بهار ) شمال همذان الحالية ، وكانت تتاخم ولايات العراق العربي و خوزستان والعراق الفارسي وأذربيجان وديار بكر، وكانت دينور وشهرزور وكرمنشاه من ابرز ولاياتها.
ويتفق ابن خلدون المتوفي سنة ( 808 هـ / 1406 م ) ضمناً مع العمري ، إذ يشير إلى أن " جبال الأكراد متصلة إلى نواحي أصبهان وبها مساكنهم " ، وفي موضع آخر يذكر " جبل العراق يسمى باريا ( بارما ) وهو مساكن للأكراد والزاب الكبير والصغير الذي على دجلة من ورائه وفي آخر هذه القطعة من جهة الشرق بلاد أذربيجان، ويبدو أن معلومات ابن خلدون عن حدود كردستان قليلة ومضطربة .

مصطلح كوردستان في العهد العثماني والصفوي :
استنادا الى ماذكر اعلاه، فإننا نستطيع القول ان كردستان ايران ، وبضمنها لرستان ، كانت تشكل حتى القرن الثالث عشر جزءاً من الإقليم الذي كان العرب يطلقون عليه اسم ( الجبل )، إما بالنسبة للقسم الآخر من كردستان الذي ضم الاجزاء الاخرى من كوردستان ، فكان يدخل ضمن ولاية الجزيرة ، أو بمعنى أكثر تحديدا ، ديار بكر.
وعند الغزو المغولي للمنطقة، فقدت عاصمة اقليم كوردستان( بهار ) أهميتها خلال حكم خلفاء جنكيز خان واحتلت مكانتها ( سلطان آباد جمجمال ) التي صارت مقراً لحكام كردستان الفارسية، وكانت مراكز علية كردية عديدة تمتع بنوع من الاستقلال، ولكن خلال القرن الخامس عشر ، أي خلال الحكم الصفوي لإيران ، فصلوا عنها همدان و لرستان، وبينما احتل العثمانيون أراضي الإقليم الواقعة غربي جبال زاكروس ، صار اسم كردستان يطلق في بلاد فارس على إقليم أردلان مع مركزه في ( سنه ) او ( سنندج ) . أما كردستان تركيا التي لم تظهر إلا مؤخراً في نهاية القرن السابع عشر ، فان الجغرافية الإدارية العثمانية لم تكن تعترف تحت اسم ولاية كردستان إلا بثلاثة ألوية ( محافظات ) هي ( درسيم ) و ( موش ) و ( ديار بكر )، والجمهورية التركية الحالية تتجاهل اسم الكرد وكردستانهم وتطلق عليهم اسم " الأتراك الجبليين " ؟
ولكن علينا معرفة إن الأقاليم أو الولايات التي كانت ومازالت تحمل اسم ( كردستان) ، سواء في إيران أو في تركيا لا تمثل مطلقا المنطقة الشاسعة التي يعيش فيها الشعب الكردي، لذلك إذا أردنا التعرف على البلاد التي يعيش فيها الكرد ، فلا يصح الاستناد إلى الاسم الذي يحمل كلمة كردستان ، لأنه اصطلاح يختلف مدلوله من حيث الزمان والشمول ، بل يجب البحث عن تحديد آخر ولا يمكننا إيجاده إلا بالرجوع إلى دراسة الجغرافيا الطبيعية لآسيا القديمة ، مع الأخذ بنظر الاعتبار المبدأ الثابت القائل أن الكرد قوم جبليون بجبلتهم

كوردستان كما حددها بعض الكورد :
حدد المؤرخ الكردي شرف خان البدليسي المتوفى سنة ( 1010 هـ / 1601 م ) ، بلاد كردستان تحديداً عاماً ، فأشار إلى : " أن حدود كوردستان تبدأ عند شواطئ بحر هرمز ، ممتدة في خط مستقيم حتى ولاية ملاطية ومرعش ، فيكون الجانب الشمالي لهذا الخط ولايات : فارس ، والعراق العجمي ، وأذربيجان ، وأرمينية الصغرى ، وأرمينية الكبرى ، ويقع في جنوب العراق العربي ، وولايتا الموصل وديار بكر " أما بالنسبة لطبيعة أراضي كردستان فهي عموما مناطق جبلية وعرة ، ويختلف مناخها من مكان إلى آخر ، فأعلى الجبال فيها هو جبل آرارات وجبل الجودي وسيبان وجبل نمرود داغ ، أما السهول فتقع في جنوب الفرات ، فهناك الرها - أورفا وجنوبي دجلة في منطقة ديار بكر والجزيرة ، وسهول نهرا الزابين ( الأعلى والأسفل ) بأطراف أربيل وكركوك.
تركيا الحاليه فتطلق على الأكراد اسم « اثراك الجبال . ويقول قاسملو ان الحدود التقريبية لكردستان يمكن رسمها كالآتي :
"يبدأ خط مستقيم عند قمة ارارات في الشمال الشرقي ، ينحدر جنوبا إلى الجزء الجنوبي من زاغروس وبشتكوه ( في غرب ايران ) ، ومن تلك المنطقة نرسم خطا مستقيما نحو الغرب الى الموصل في العراق ، ومن ثم خطا مستقيما نحو الغرب يمتد من الموصل الى المنطقة الكردية من لواء الاسكندرونة ، ومن تلك النقطة يمتد نحو الشمال الشرقي حتى ارضروم في تركيا ، ثم من ارضروم يمتد الخط نحو الشرق إلى قمة ارارات " والمساحة الكلية للاراضي الواقعة ضمن هذه الحدود هي 409650 كيلومتراً مربعاً، ومن هذه المساحة توجد 194.400كم في تركيا و 124،950كم في ايران و 72000 كم في العراق و 18000كم في سوريا .
ويقدر قاسملو طول كردستان اذا قيست من الشمال الى الجنوب ۱۰۰۰ كم أما معدل العرض فهو ۲۰۰ كم في الجزء الجنوبي ثم يتزايد شمالا حتى يبلغ ۷۰۰ كم .
وتقع كردستان بين خطي طول 30_ 40 شرقاو 37_48 غربا وهي بلادجبلية يختلف مناخها من مكان إلى آخر . وليست جبال كردستان وحدها مرتفعة بل ان معدل ارتفاع البلاد برمتها يتراوح بين 1000 و1500 متر فوق سطح البحر .
وبالطبع هناك تقديرات اخرى ، وان الأرقام والتقديرات اعلاه ليست موضع اتفاق، فالبعض يقدر مساحة كوردستان بحوالي نصف مليون كم او اكثر

المصادر :
اعتمدت في هذه المقالة على عدة كتب هي :
_ الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية ل باسيلي نيكتين
_ إسهامات العلماء الأكراد في بناء الحضارة الإسلامية : خلال القرنين السابع والثامن الهجريين للدكتورة تريفة أحمد عثمان البرزنجي
_ الكرد ودورهم في جمعية الاتحاد والترقي 1889 - 1914 ل جاوان حسين فيض الله الجاف
_ القضية الكردية في العشرينيات ل عزيز الحاج



#رستم_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساميون (دراسة عامة)
- كيف رسمت الحدود التركية _ السورية واثر ذلك على الكورد
- قدري جان
- الخلق والتكوين لدى اليارسانيين
- مملكة كوما جين
- أحمد كايا
- الشاعر الكوردي رضا الطالباني
- الاختام الحورية
- اللغة الهورية
- يلماز غويني
- الكيميائي الكوردي الحاصل على نوبل الكيمياء (عزيز سنجار)
- الحوريون وثقافة كورا _ اراكس
- السوباريين
- تل حموكار
- شيركوه بيكه س
- دير سمعان
- الشيخ سعيد وثورته
- تل حسونة
- الملكة الكوتية (كوبابا)
- قصاصات من الذاكرة (3)


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - رستم محمد حسن - مصطلح اقليم كوردستان في تاريخ الشرق