أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رستم محمد حسن - أحمد كايا















المزيد.....

أحمد كايا


رستم محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6410 - 2019 / 11 / 16 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


(1957-2000):
ولد أحمد كايا في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1957 في مدينة ملاطية لعائلة فقيرة تتكون من أم تركية من ارضروم وأب كردي مهاجر من محافظة اديامان ، وكان هو الخامس والأصغر بين إخوته، انتقلت عائلة كايا إلى إسطنبول في عام ١٩٧٢ بحثاعن العمل واستقرت في منطقة كوجا – مصطفى باشا، بعدها اضطر أحمد لترك الدراسة والعمل بائعًا متجولًا في المدينة الكبيرة، التي بدأ بالتعرف عليها ومحاولة التأقلم مع تناقضاتها، وقد شكل له الخروج من قرية صغيرة إلى مدينة كبيرة تقع في قارتين صدمة ثقافية واجتماعية صعب عليه التأقلم معها بداية الأمر، وظل شعور الغربة يحاصره إلى أن بدأ كايا بالاندماج في المدينة شيئاً فشيئًا إثر عمله كسائق تاكسي

- حياته الفنية :
بدأ كايا فنه في السادسة من عمره حيث لم يكن يجد سوى صندوق صغير من الصفيح (التنك) ليروي شغفه بالموسيقا وكان يستعمله كطبلة، ولما كان في الثامنة من عمره اشترى له والده طنبوراً فما كان من أحمد إلاأن إنهمرت دموعه من الفرح وأتيحت له أول فرصة للغناء على المنصة في احتفال لعيد العمال وهو في التاسعة من عمره، وكانت تلك المناسبة بابا ولج منه عالم الغناء والعزف على آلة "الباغلاما" شائعة الاستخدام في تركيا، وساعده العمل في محل لبيع الكاسيت على فهم الذوق الجماهيري العام حينها والذي كان ميالاً لنوعين من الموسيقا والمتمثلين في تيارين اثنين:
تيار (أورهان غينجباي) وهو فنان تركي يغني للعاطفة والمعاناة، وتيار(روهي سو)وكان فناناً كورديا مغنياً للقومية والوطن الذي احب نمط فنه اكثر، و بعد ان افرج عنه وهو في عمر السادسة عشر بسبب نشاطه السياسي وتوزيعه لمنشورات صادرة عن جمعية الشعب الموحد المعارضة للحكومة حينها، التقى في إحدى فعالياتها بجامعة البوسفور بروهي سو الذي كان يناديه بالمعلم روحي، فعزف كايا أمامه على الباغلاما أغنيته الشهيرة محسوس محل، عزفها بطريقته التي لا تشبه غيره، والتي خلقها بنفسه وتعلمها وحده منذ أن أهداه والده سازه الأول."أسلوبه هذا تحول لاحقًا إلى مدرسة خاصة" لكن يومها أغضبت طريقته هذه المعلم فقاطعه قائلًا “لا يُعزف البزق كرفس الحصان، لا تتشاجر مع البزق، اعشقه”. هنا ضاعت فرصة بناء علاقة بين كايا ومعلّمه الروحي، وبات بعدها كلما عزف بطريقته يردد أمام أصحابه قوله: “والبزق يُعزف هكذا أيضًا.”
كان الشريط الأول لأحمد كايا والذي كان يحمل عنوان ((لا تبكي يا طفلي)) مهداة الى أمه وكان كايا يعتقد أنه سيسجن فور إنتشار هذا الشريط في الأسواق ولم يكن ذلك ليزعجه بل على العكس تماماً كان يتمنى لو أنه سجن بسبب شريطه الغنائي حتى يعيش في سجنه بسلام بعيداً عن ضغوط الحياة الاقتصادية ولذلك جاء شريطه بنبرة سياسية لكن كايا الذي كان يعي جيداً أن مثل هذا الشريط ربما يودعه في السجن مدى حياته، ونظراً لتخوفه فقد لحن ايضا لأحد الشعراء القومجيين الترك ويدعى (مامد آكيف آرسوي) وذلك كمناورة منه حتى لا يظل في السجن طويلاً خاصةً أن ( آرسوي) هو نفسه كاتب النشيد الوطني التركي، ولكنه في صباح اليوم التالي التقى بصديقه في الشارع حيث بارك له الأخير و عبر له عن إعجابه الشديد بأغانيه الرائعة، فبقي واقفاً كالملسوع لم يصدق ما سمعه وأكد لصديقه بأنه سيدخل السجن لكن صديق كايا أكد بأن أغانيه الوطنية والإنسانية أشعرتهم بإنسانيتهم وأنه أصبح شهيراً ومحبوباً من الجميع، وبلغت مبيعات أول شريط غنائي له (500000) نسخة وكان كايا لا يزال غير مصدق ما يراه ومنتظراً البوليس، فتشجع أحمد وأصدر البومه الثاني في العام نفسه أطلق عليه اسم "الألم"، وتوالت الإصدارات بعد هذين الإصدارين، (ألبومي "الدخل" و"كلمات الفجر" 1986)، إلى ألبوم "الديمقراطية المتعبة" و"أنا أحدد" 1988، و"الورد المتفائل" 1989، و"جدار الحب" 1990 وكثرت الإصدارات حتى وصلت لأكثر من 30 إصدارا، منها :رأسي في ورطة عام 1991، وممنوع اللمس في العام التالي وغير سهل في العام 1993 وأغنية الجبال عام 1994، ووميض النجوم عام 1996،إلى أن وصل لإصداره الغنائي "ضد أصدقاء العدو" 1998، الذي نال عليه جائزة الموسيقار من تلفزيون شو التركي عام 1999، كما صدرت بعد وفاته عدة أغنيات كان قد ألفها في حياته مثل وداعا عيوني في عام 2000، وابك قليلا عام 2006.

_ شركائه في النجاح والصعوبات :
تعرف أحمد كايا على أمينة كايا خلال عمله في فرقة الأوركسترا الموسيقية العسكرية خلال خدمته العسكرية عام ١٩٧٨ في شبه جزيرة غاليبولي التركية، تزوجها عام ١٩٨٢ وأنجبا ابنتهم الأولى شيدام. بعد عودته من الجيش عانى كايا من البطالة، ما دفع زوجته إلى هجره، ليتزوج ثانية من قولتن خيال أوغلو، التي تعرف من خلالها على أخيها الشاعر يوسف خيال أوغلو، والذي كان بدوره علامة فارقة في حياة كايا الفنية، إذ لحن الكثير من أشعاره وغناها.
وبدأ بتسجيل البوماته عندما أنشأ وزوجته الثانية استوديو إنتاج في إسطنبول أسموه GAK وهي الأحرف الأولى من اسميهما، وأصبح مقرا لإنتاج أغانيه، ثم كانت بعدها بداية العمل بينه وبين يوسف خيال أوغلو في ألبوم بعنوان الديمقراطية المتعبة. ليصدر في عام ١٩٨٥ ألبومه الأول لا تبك يا صغيري الذي احتل قائمة الأكثر مبيعًا في تركيا، لكن الرقابة تدخلت وجمع الألبوم من السوق ومنع من التوزيع بسبب محتواه السياسي الداعم للقضية الكردية.
وبيع أكثر من مليونين ونصف نسخة من ألبوم أحمد كايا الرابع عشر، الذي احتوى على أغنية نداء الحرية، التي غنى فيها “أخوك يومًا ما سيعود من الجبل احتضنه يا صغيري” وفسرت على أنه هناك علاقة بين الجبل وحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، وبسبب هذه الكلمات تم مرة أخرى جمع ألبومه من السوق ومنع من إقامة الحفلات. ذاع بعدها صيته بين الناس الذين أحبوه وانتموا إليه وأصبح مغني الشعب على اختلاف أعراقهم وقومياتهم.

_ النفي :
كان أحمد يخشى الغناء بالكوردية رغم أنه كان يعشق الغناء بلغته التي لطالما أحبها، لكن هذا الخوف عنده لم يدم طويلا، فوضع نصب عينيه أن عليه إعلان أنه سيغني فقط باللغة الكردية، وقرر انتهاز أول فرصة لإعلان ذلك، وأتت الفرصة التي انتظرها أحمد كايا في شباط ١٩٩٩ عندما نظمت جمعية صحفيي المجلات حفلًا لتوزيع الجوائز على الفنانين، ومنح فيه أحمد كايا جائزة أفضل مغني للعام. في كلمته، توجه كايا بالشكر للشعب التركي ومنظمات حقوق الإنسان والصحفيين القائمين على الحفل، وصرح مبتسما أن ألبومه القادم سيحتوي على أغنية كردية واحدة يغنيها بلغته الأم، وسيتم تصويرها لتبث على محطات التلفاز، ثم أضاف: “إذا منعوا الأغنية، فلا أدري كيف سيحاسبون أمام الرأي العام التركي؟” ما أن انتهى من كلمته حتى بدأ الحضور من الفنانين الأتراك بشتمه وإلقاء الملاعق عليه واتهامه بالانفصالية، والمطالبة بمحاكمته، بعدها اتهم أحمد كايا بإهانة الوطن، ورفعت ضده العديد من الدعاوى القضائية في محاكم اسطنبول.
وتستذكر زوجته قولتن تلك الليلة قائلة: “بلحظة واحدة تحول أولئك الأنيقون والأنيقات إلى بهائم، منهم من بدأ برمي الملاعق والشوك وإطلاق الإهانات، خلال خمس دقائق تغير كل شيء، تغير على نحو ١٨٠ درجة، كان تحولًا لا يصدق.”
وأضافت زوجته في لقائها مع بي بي سي التركية: “تم تمزيق صور أحمد كايا وتكسير أشرطته وإرجاع ألبوماته وتوقيف بيعها، هي عملية إخفاء عن الخارطة. كانت تأتينا رسائل عبر الفاكس مليئة بالتهديدات بشكل لا يصدق، رسائل ومكاتيب تهديد تركت في علبة البريد الخاصة بنا، كتب في إحدى الرسائل: كيف تريد أن تموت؟ خنقاً بالسلاسل الحديدية أم بطريقة أخرى؟”
وصدر ضده حكم بالسجن ثلاث سنوات وتسع شهور أشغال شاقة، لكن لم ينفذ الحكم لرحيله خارج البلاد، بسبب ارتباطه بحفلة في فرنسا واشترطت الحكومة حينها عليه بالعودة فورا الى تركيا بعد انتهاء الحفلة، الا انه استطاع التخلص من الرقابة الامنية المشددة عليه في فرنسا وفي ذات العام سافر إلى ألمانيا الى مدينة ميونيخ، وشارك في حفلة شعارها “سلام ديمقراطية وحرية” غنى فيها والله اشتقنا يا عبد الله أوجلان، وتقول كلماتها “كور حتى الموت/ اشتقنا للسلام/ كورد حتى الموت/ والله اشتقنا يا عبد الله أوجلان”، قال كايا لاحقًا إنه دعا من خلالها حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح.

_ الوفاة :
توفي أحمد كايا في السادس عشر من نوفمبر ٢٠٠٠، في الأربعين من عمره مقهورا في منفاه الاختياري، حيث قيل إنه تعرض لنوبة قلبية أنهت مشواره و كان ذلك في باريس أثناء تحضيره لألبومه الأخير كروان الذي احتوى على الأغنية الكوردية سابقة الذكر، بالاضافة لاغنية تقول “حتما سوف أعود يومًا”،وقد غناها بقلب محطم وحزن شديد.
ليدفن في مقبرة العظماء في فرنسا إلى جانب صديق دربه الكاتب والمخرج والممثل السينمائي يلماز غونيه، وبعد وفاة أحمد كايا بسنوات بدأ بعض الفنانين الأتراك بالاعتذار عما بدر منهم تجاه أحمد، وزار بعضهم ضريحه في مقبرة Père Lachaise في باريس، كما كرمته الحكومة التركية برئاسة حزب العدالة والتنمية بعد ثلاثة عشر سنة من وفاته بمنحه جائزة رئاسة الجمهورية للفن والثقافة على الدور الذي لعبته موسيقاه في توحيد الآراء المختلفة، كون الجميع يستمع اليه في تركيا، ومهما قد يختلف معه البعض سياسيًا وفكريًا لكن لا أحد يختلف على صوته وانتقائه للأغنيات التي تخص جميع الأتراك بمختلف أعراقهم وانتماءاتهم السياسية



#رستم_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الكوردي رضا الطالباني
- الاختام الحورية
- اللغة الهورية
- يلماز غويني
- الكيميائي الكوردي الحاصل على نوبل الكيمياء (عزيز سنجار)
- الحوريون وثقافة كورا _ اراكس
- السوباريين
- تل حموكار
- شيركوه بيكه س
- دير سمعان
- الشيخ سعيد وثورته
- تل حسونة
- الملكة الكوتية (كوبابا)
- قصاصات من الذاكرة (3)
- طقوس الدفن لدى الزرداشتيين
- مختلف الاراء حول السومريين
- قصاصات من الذاكرة (ج2)
- قصاصات من الذاكرة (ج1)
- الدولة الكاكوية الكردية
- حكومة ملوك الكرد (الكرت)


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رستم محمد حسن - أحمد كايا