أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب بيراني - حول نص الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش -فكر بغيرك-














المزيد.....

حول نص الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش -فكر بغيرك-


عبدالوهاب بيراني
روائي و شاعر و ناقد في الادب و الفن


الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 27 - 01:19
المحور: الادب والفن
    


للشعر العربي اتجاهات ومدارس و أنماط و مستويات عدة بحسب توجهها الانساني العام او المحلي الوطني القومي، ناهيك عن الشعر العاطفي الذي احتل مساحات كبيرة من الصوت الشعري العربي، ذاك الشعر الذي اتخذ المراة منصة او عامودا مركزيا لحمل خيمة الشعر منذ عهود البداوة و التي لم تنتهي شعريا، فما زالت القصائد تتوالى و كأننا على كتف واحة خضراء و غدير ماء عذب تتزود القبيلة منه بمياه الشرب و نكاد نلمح فاتنة جميلة تورد الماء و شاعر اضناه العشق فيعلن ظمئه و عطشه للجمال و لرقة المرأة و جمال عيناها، فيغرف الشعر كالماء مرتويا من عطش ألم به، و سمة اخرى ارتكبها الشعر العربي هو الحنين و الشوق للوطن، وصولا لحالة مقارعة المحتل لوطنه بسلاح الكلمة و الشعر، فوهب قوافيه للنضال و للوطن بشاعرية واضحة الغرض و التوجه ضمن رسالة شعرية مكررة منذ امرؤ القيس الى نزار قباني،
يأتي شعر محمود درويش في البدايات غنائيا موزونا، يملك روح الغنائية و التوهج، مما دعا الجماهير الى الالتفاف حوله و حول شعره، ففي قضايا الشعر هناك ما يسمى الشعر المحلي الذي يعالج قضايا محلية و نادرا ما تتوسع حلقة المهتمين به نحو العالمية، فهناك نصوص محلية تسجل اعلى ارقام الاعجاب و الالتفاف ضمن رقعة جغرافية او ضمن شريحة سكانية ما،
وكان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش يعلن و في اكثر من مناسبة بأنه لم يكن راضيا عن اغلب ما كتبه في البدايات كونها عالجت قضايا محلية رغم شهرتها و تفاعل الجمهور معها، فليس دوما ما يألفه الجمهور يكون هو الشكل الفني الكامل للقصيدة، كان درويش يخشى القاءها في كثير من المناسبات كيلا تغطي على نصوصه الاخرى الاقوى فنيا و الاعمق فلسفيا، فالشعر يتكون مع تطوير الشاعر لأدواته الفنية و المعرفية، بقيت السمة التكرارية في نصوص درويش غالبة و في اكثر من نص، كنا انه لم يستطع ان يتخلص من سمة الغنائية في نصوصه، التي خشي من ان تصبح قيدا، امام تطوير قصيدته، التي طالما حاول ان يجدد فيها و يحطم جدرانها المحلية ازاء قصائده الكونية متجاوزا مرحلة فنية اسس بها لنفسه و لصوته الشعري مكانة مرموقة في تاريخ الشعر العربي او العالمي، ليبدأ تاريخا جديدا في كتابة الشعر مع "جداريته" فاصبح شاعرا يمتلك اسلوبا و شاعرية و لغة جديدة تجاوزت عصر البداوة و عصر المعلقات الجدارية، فسنوات درويش التي قضاها بباريس و بقبرص و تأثره الواضح بلغة الروائي الكردي سليم بركات الشعرية و الروائية هيمنت على روح قصائده و ساهمت في تطوير اسلوبه الفني متخلصا من غنائية الشعر الى نمط اخر اطلق عليه الغنائية المركبة، كما في نص "على هذه الارض" و نص "حاصر حصارك" و نص "فكر بغيرك" الذي هو موضوع القراءة هذه الليلة،...

ان نص فكر بغيرك نص جميل و مبدع و دونما شك، لا اعتقد ان هناك ثمة رمزية في النص، فالنص خطابي غنائي كوني لا محلي، قضية النص قضية إنسانية واسعة تتعدى حدود قطرية، و تجتازها نحو عالمية الكوكب و الانسانية و الشاعر رغم الروح الخطابية و استخدامه لفعل الامر (فكر... و بشكل مكرر) انه ليس امر الحاكم المستبد و انما امر الشاعر الانسان المرهف و لا اعتقد ان الدرويش يتخذ لنفسه سلطة ما ليأمر الناس، كما انه لا يمثل دور الاله، او الواعظ، فهو لا يرمي كلامه كموعظة في كنيسة، كما انه ليس شيخ تكية يأمر مريديه باتباع اوامره،.. جاءت رتم القصيدة فكر بغيرك مكررة و في كل فكرة و كل صورة حتى استحقت ان تكون العنوان للنص ككل، ففي كل فقرة يدعو الطرف الاقوى بالتفكير بالاخر الضعيف، و في نهاية النص يطلب من الضعيف و المقهور ان لا يستسلم، و يذكرنا بالمثل الإنجليزي، بدلا من ان تلعن الظلام اوقد شمعة... و هكذا يطلب درويش من المستضعفين في الارض و من المقهورين ان لا يقفوا مكتوفي الايدي و ان يتحركوا باتجاه ثوري و ايجابي لتحقيق إنسانية الإنسان،
بالمجمل و باختصار شديد فهو يدعو لمناصرة الجائع و الظمآن و اللاجىء المتشرد و المحتاج و الى التضحية و الإنسانية و الخير و الى الثورة و الانتقام... و يدعو الى اعمال الفكر في كل مفصل من مفاصل الحياة،.. استخدم الأسلوب التكراري الغنائي في خدمة فكرة النص، وهو من النصوص الهامة التي غيرت منهجية و طرق و رؤى الشعر، و اصبحت صبغة درويشية و نمط يعتمد البساطة و القوة و الجزالة معا،..
نص فرضت عليه كونيته و عالميته الابداع الانساني والفكري و باتت قصيدة انسانية و جديرة بالقراءة و الدراسة و لأجيال قادمة...



#عبدالوهاب_بيراني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيل الفنان التشكيلي و الموسيقي عبدالرحمن دريعي (ابو ...
- الدم الأرمني المراق.. جريمة مستمرة...!!.
- في ذكرى ميلاد لينين
- قراءة في النص الشعري -همسات- للشاعرة الكردية السورية ميديا ش ...
- الموسيقي بيشاوا ميرزا و الفنانة جيان آغا عبر دويتو جديد... و ...
- قراءة في القصة القصيرة -آزاد-* للكاتبة سوزان العبود** جسر ال ...
- ذاكرة مكان
- حامد بدرخان، على -دروب اسيا- مرتحلا، و في حضن جبال الكرداغ م ...
- -محنة العشق و الغياب.. في نص جيهان جمعة-
- تيسير حيدر... شاعراً للأنسان عاشقا للطبيعة..
- قراءة في نص -رغبات برسم السنة الجديدة- للشاعرة الكردية السور ...
- ne tires cihan ......Dîlan şewqî....لا تخف ايها العالم! ...
- قراءة في دراما النص الشعري (رياح الشمال من هناك.. إلى الشام. ...
- نضال سواس... أيقونة سورية من ضوء اللون وبوح الحرف... الطريق ...


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب بيراني - حول نص الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش -فكر بغيرك-