أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب بيراني - قراءة في القصة القصيرة -آزاد-* للكاتبة سوزان العبود** جسر العبور... من لغة العتمة إلى لغة الضوء














المزيد.....

قراءة في القصة القصيرة -آزاد-* للكاتبة سوزان العبود** جسر العبور... من لغة العتمة إلى لغة الضوء


عبدالوهاب بيراني
روائي و شاعر و ناقد في الادب و الفن


الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 16:20
المحور: الادب والفن
    


ربما كل حدث حياتي يمكننا توثيقه بصيغة ما، لكن الأدب و عبر ادواته الكتابية و تقنياته قد يجعل منها مادة انسانية سامية، تحرك الحس الإنساني و تجعله جزءا من الحدث او أحدا من الشخوص التي تتفاعل و تتحاور او تتصارع في حلبة الحياة التي كان من الاجدى ان تكون فردوسا ليس مفقودا، فردوسا لا نبحث عنه في الغيبيات...!!.الكاتبة سوزان عبود توثق لنا حالة انسانية ما، ليس بروح تقريرية او أرشفة تاريخية، و إنما تلتزم الجانب الإنساني و تتابع خطوط الحدث عبر زمان رديء و مكان مظلم رطب و نتن و هنا الشخصية الرئيسية و ربما الوحيدة في القصة حيث لا شيء سوى انسان رمته أقدار البلاد السيئة إلى غياهب زنزانة فردية لا قيمة للزمن فيها.. مكان نتن و انسان وحيد مع جدرانه الأربعة و كوة صغيرة يتسلل منها بعض الهواء و الضوء.. يحاول ان يبكي ان يصرخ ان يناجي روح ما... ،تمضي ايام السجين و تتراكم الايام قتامة و سوءا... سبع سنوات تمضي.. هو ذاك الرقم السحري ربما او الاسطوري سبع سنوات عجاف، سبع سنوات من القحط من الصمت، لا أحد لا شيء... خواء و ذاكرة نشطة، ذاكرة تستهلك ذاكرتها و تبدأ بانتاج ذاكرة ثانية و ثالثة، لم تكن تلك الحالة الاستذكارية كنزه الوحيد او نعيمه اليتيم، كان ثمة ضوء يتسلل إلى عتمة زنزانته، يبهره النور، يضيء عتمة روحه أيضا، يدرك ان الزمن مازال مواظبا على دوامه و عمله و انه مازال هناك و انه لم يتوقف عند لحظة زجه خلف جدران قذرة، عبر تلك القتامة و النتانة و العتمة و الوحدة التي نهشت روحه و لحمه و عظمه، من ذاك السجن البارد و من الكوة التي تحولت إلى جسر مابين حياتين.. جسر ينقله من ضفة الوجع و القهر و الأسر الي صفة من الفرح و المسرة و الحرية...طيران بريشهما الأبيض يبدأن بناء حياة جديدة، عيدان من القش و كثير من الحب و يكتمل بناء العش، هكذا هو عالم الطيور، الحرية، الانطلاق، التحليق، المدى...حالة من المؤانسة و علاقة وطيدة ترسخت مابين إحدى فراخ الطير و السجين، و قد اختار له اسما جميلا (ازاد) الحر المنطلق نحو الآفاق.. الحر الذي يستمتع بالحرية.... نما ريشها و طارت باتجاه الشمس و ما عادت الا "ازاد" الذي استأثر بحبه و رعايته، لكنه غاب أيضا.. تأخر غيابه و لم يعد للغياب زمنا و لم يعد السجين يكترث بالزمن.. ربما ايام عديدة مضت و ربما شهورا او مواسم قد مضت و أتت، عاد الفرخ و معه زوجه و عاودا بناء العش من جديد و ممارسة الحب و امتد الجسر مرة ثانية.. كان يخشى ان تطير الفراخ مرة ثانية، شعور مبهم سيطر عليه... قرر قراره الخطير، أعد خطة للفرار... الموت!!. هو الوجه الاخر للحياة في غفلة عن الوعي و عن الحياة و ربما في حلم سيطر عليه و هو يحاول الخروج من جلده او من جسده... تسعى روحه لتلج بياض قشرة البيضة و تستقر روحه في جسد فرخ طائر ينمو ريشه... بعد أيام يقف بكبرياء حر يفرد اجنحته بثقة دون أن يلتفت إلى عتمة حجرته.. و لم يعد يعبأ بالضفة الأخرى من الجسر... انه الان على حرف الكوة الصغيرة... ذلك البرزخ الذي يفصل العتمة عن الضوء.. الموت عن الحياة..انه اخيرا يحلق نحو عالم الحرية و الشمسسوزان العبود تنسج حبكة القصة بمفردات تجمع مابين الوجع و الياس و الفرح و الأمل.. و ان عملها هذا و الذي ربما هو أقرب لمقالة او خاطرة ما.. إلا انها تمتلك كل عناصر الجنس الأدبي فهي تروى لنا قصة سجين حيث الشخصية الأساسية في ظل غياب باقي الشخوص من حكام و قضاة و حراس السجن و البشر، و الشخصية ليست نزيل سجن او مجرم او سارق هاتك للاعراض و إنما هو رجل سياسة و سجين سياسي.. سجين رأي... انسان يتوق للحياة يسرد ذكرياته لنفسه، لا يشارك بها القاريء.. لكننا نشعر و نكاد نسمع شكواه و ذكرياته التي ربما هي ذاكرتنا جميعا..الكاتبة سوزان العبود و في رسمها لتفاصيل السجن و لعناق الضوء مع العتمة و الظلال التي كان يرسمها حركة الطير على جدران الزنزانة تدل على مقدرة و ذاكرة إبداعية ليس في مجال السرد الروائي و إنما تتمتع بذاكرة فنية و لونية فتوظف خبرتها الفنية في رسم لوحات انسانية عبر الكلمات و بمقدرة إبداعية عالية.و اختيارها للاسم الذي أطلقه البطل على رفيقه الطائر (ازاد)* عنوانا للعمل، بل و عنوانا لمجموعتها القصصية يحمل في مضمونه قضية الإنسان الأبدية و الكبرى.. قضية الإنسان الحر و العالم الواسع كفضاء.. من الانطلاق دون سياج.. دون حدود.. دون زنزانات.. و دون قيود.. عالم نحو الحرية..
آزاد Azad : اسم علم و يعني باللغة الكردية" الحر" من الحرية Azadi.. قصة مأخوذة من مجموعتها القصصية القصيرة (آزاد)

**الفنانة و الكاتبة سوزان العبود في سطور :- خريجة كليه الفنون الجميلة بدمشق - دبلوم دراسات عليا من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق / 200𔆦 .- معيدة في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق .- خريجه جامعة برلين للفن UDK- حاصلة على الشهادة العليا للفن جامعة برلين للفن UDK/2009لها العديد من المعارض الفردية والجماعية في دول العالم لها مقتنيات في العديد من الدول و مقتنيات لاعمال نحت في متحف دمشق للفن الحديثبعض الاعمال الميدانية :عمل نحت ميداني في المانيا في مدينه هورب العمل من الخشب والبرونز اسم العمل /حمص مدينة في الجنة /من السمبوزيوم العالمي للنحت على الخشبالعمل معروض في ساحه عامة من ساحات مدينة "هورب/Horb" الألمانية- عمل نحت رمل ٦ أمتار في العاصمة برلين في المهرجان العالمي للنحت على الرملالجوائز - الجائزه الثانيه للنحت في معرض الشباب الثاني دمشق 200𔆥- جائزه لجنه التحكيم ملتقى الفن والشعر في امريكا 201𔆪- جائزة الفن على مستوى العالم من أمريكا /قسم النحت / المرتبة السادسة /The American Art Awards / 2019‪/



#عبدالوهاب_بيراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة مكان
- حامد بدرخان، على -دروب اسيا- مرتحلا، و في حضن جبال الكرداغ م ...
- -محنة العشق و الغياب.. في نص جيهان جمعة-
- تيسير حيدر... شاعراً للأنسان عاشقا للطبيعة..
- قراءة في نص -رغبات برسم السنة الجديدة- للشاعرة الكردية السور ...
- ne tires cihan ......Dîlan şewqî....لا تخف ايها العالم! ...
- قراءة في دراما النص الشعري (رياح الشمال من هناك.. إلى الشام. ...
- نضال سواس... أيقونة سورية من ضوء اللون وبوح الحرف... الطريق ...


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب بيراني - قراءة في القصة القصيرة -آزاد-* للكاتبة سوزان العبود** جسر العبور... من لغة العتمة إلى لغة الضوء