أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - عبد الرافع كمال - قراءة نقدية في أيدولوجيا تيار المستقبل السوداني














المزيد.....

قراءة نقدية في أيدولوجيا تيار المستقبل السوداني


عبد الرافع كمال

الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 21:39
المحور: الصناعة والزراعة
    


نقد تيار المستقبل
في الاونة الاخيرة برز علي السطح ما يعرف بتيار المستقبل و هو حركة تكونت من اندماج بين تيار الليبراليين الخضر الذي يرأسه الطيب عبد السلام و تنظيم اخر يرأسه معمر موسي محمد و كلتا التنظيمين من خلفيات يسارية و سرعان ما برز علي السطح المشروع الفكري الذي يتبناه التنظيم و هو مركب معقد يصعب تحليله معمليا . و عند تفحصه تبين لنا انه خليط غير متجانس من منظورات و رؤي فلسفية متداخلة و متشابكة الابعاد . يسارية و يمينية و وسطية . تقف ما بين العلمي و الايدلوجي .
الا ان نقطة الارتكاز الفكري و المؤثر الاول حسبما اتضح لنا يتمثل في نظرية و جدلية الهامش و المركز و منهج التحليل الثقافي للدكتور ابكر ادم اسماعيل و محمد جلال هاشم و لعل اس الخلل الكامن في البناء المنهجي للتنظيم يكمن في تحري فهم خاطئ للنظرية و التي هي بحق ترتقي لتلامس كبد الحقيقة العلمية و تصير منهجا علميا .
أس الخلل كما لمسناه هو فهم خاطئ لدي كبار منظري التنظيم "معمر موسي محمد و الطيب عبد السلام " لجدلية الهامش و المركز اما الخلل الثاني في البناء المنهجي للتنظيم فيكمن في سوء تمثيل الهوية و ادارة الازمة .
فأذا تناولنا الشق في البناء المنهجي . يتضح لنا و بجلا مدي سوء فهم التنظيم لمفهوم الهوية الذي ورد في النظرية و منهج التحليل الثقافي فمفهوم الهوية كما ورد لا يدخل فيه الدين و التدين قط .ان المرتكز المحوري الذي يقوم عليه مفهوم الهوية حسب منهج التحليل الثقافي او وفقما يحلو لنا تسميتهم بمنهج المحافظين انما هو العرق لا الدين .
و قد حاول دكتور أبكر توضيح ذلك في عدة مواضع فمثلا نجده يشير في احد المواضع الي ان الزمن المستعاد للثقافة الاسلاموعروبية هو بدايات الاسلام و العصر الجاهلي . فبالرغم من ذلك الا أنه يشير بين الحين و الاخر بأن الاسلام لا يعدو سوي كونه يعد قشرة خارجية اعترت الثقافة العربية و ان هذه القشره قد اعترت الثقافة العربية و تشربت بمعالمها و اصبحت طبقة محيطة عازلة و غشاء سليلوزي يحمي معايير الثقافة العربية و تتحرك ازاءها بصورة فيروسية لاعداء الخلايا الثقافية الاخري بعد امتصاص حينومها و تركيب حينوم عروبي يقضي علي معالم الكيانة و معاييره و يستنسخ معايير توجيهيه عروبية بديل للمعايير الاصلية .و هكذا اذن تتمثل رؤية الدكتور ابكر ادم اسماعيل و التي تمثل صرخة استغاثة تطالب بتشخيص الخلية الفيروسية المعدية و ضرورة فصل الاسلام عن الثقافة العربية و فك الارتباط بينهما و فصل جينومه عن جينوم الثقافة العربية حتي لا يتم ابادة الهويات الثقافية القائمة علي اساس العرق طبعا علي ايدي الخلية الاسلاموعروبية .
و مفهوم الهوية هنا يعني ان يتمثل الانسان في ذاته الموروث الثقافي من فلكور و ذهنيات كانت نتاج حضاري للمجموعة العرقية التي ينتمي اليها .
اما فهم التنظيم للنظرية فهو فهم قشري سطحي متمثل في جعل الدين هو اساس مفهوم الهوية و العمل علي تمثل تعاليمه في الذات و الدولة كخطوة هامة لتحقيق و تجسيد المفهوم .
اما الخلل الثاني في البناء المنهجي للتيار فهو يكمن في سوء تفهم تطبيق مفهوم الهوية و التعامل مع طبيعة الازمة السودانية بل و سوء فهمها في ذاتها من خلال نظرية الهامش و المركز .
فالازمة كما يبديها الكاتب في جدلية الهامش و المركز يتمثل في صعود الثقافة العربية و شعب العرب علي ظهر الاسلام الي قمة الهرمين السلطوي و الثروي و بقاء بقية الثقافات و في اسفلهما اما فهم التنظيم و كبار فلاقنته و
طريقة التعامل معها تكمن في استنسخ تجربة اليمين الاصولي و منهج حسن الترابي في عملية الاسلمة علي مستوي الدولة كحل و جرعة وقائية و هنا نقف متسائلين
أليست الاسلمة التي يتبناها التنظيم كعلاج هي نفسها المرض الذي اشتكت من النظرية و دعت لمعالجته .
و هو امر يدعنا امام علامة استفهام مذهلة ؟؟؟ ما هو تصور التنظيم للمشكل السوداني و البشري .
ثم يستمرون في تخبطهم بالدعوة لاستنساخ تجربة الدولة المهدية و هي فترة ظلامية في تاريخ السودان افضت الي عملية اقتتال دامي و مذابح و مجازر مؤسفة نظمت علي اساس عرقي طائفي و عنصري .
ثم يشرعون في مهاجمة الماركسية تارة و الليبرالية تارة اخري و يتشدقون بمصطلحات مبهمة و ذئبقية كالقوة الارثية و الدي بي بي و غيرها .
يقومون بحملات نقدية حولاء عوراء عقيمة علي التنظيمات و السياسات الاخري .
ان منظومة ما يعرف بتيار المستقبل هو حراك عقيم . و مبلد علي مستوي النظرة و الممارسة كما انه محدود الانتشار الا ان له بعض التاثيرات الجانبية لذا استوجب منا التحذير من مغبة الخوض مع من يتسلقون سلالم الافكار لابراز ذواتهم المريضة علي حساب اغواء الاخرين و تضليلهم ....



#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرافع كمال ..كاتب بلا قراء .
- ما بين الفلسفتين النيتشوية و الطوباوية
- القول الفصل في الهوية السودانية
- نموذج للنقد الفني الطوباوي ..مسلسل سكة خطر .
- ما هي علامات الجمال لدي الجنسين
- الشخصية العربية من منظور طوباوي
- خمس مشكلات في دين الاسلام
- ابادة الشعوب الافريفية في اقليم دارفور . جريمة غير مبررة .
- مفهوم القبيلة من منظور طوباوي
- الامبريالية العربية الجديدة
- نقد الماركسية من منظور طوباوي
- بين التوراة و القران
- قصة حزينة
- الفن بين الواقع و الطوبي
- اشكاليات الفن في عالم الواقع
- المثلية من منظور اسلامي
- عندما يصبح الدين احدي مهددات الاتزان النفسي
- ثقافة غذائية
- حقوق المثليين من منظور طوباوي
- الحلول الطوبوية للمشكل المعرفي


المزيد.....




- قتلى وجرحى بخيرسون.. كييف تواصل الإرهاب
- هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
- دوجاريك: وضع غزة مفزع وإدخال المساعدات يجب ألا يخضع لأي شروط ...
- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - عبد الرافع كمال - قراءة نقدية في أيدولوجيا تيار المستقبل السوداني