أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جعفر المظفر - يا لها من فتوى














المزيد.....

يا لها من فتوى


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 17:04
المحور: حقوق الانسان
    


صديق قديم (كاد) أن يكون من ضحايا مجزرة الخلد عام 1979 وخرج من مقصلتها بإعجوبة فاجئني قوله وهو يحاول تبرير تلك الجريمة في أثناء مقابلة تلفزيونية له (المؤتمرات الحزبية والحياة الحزبية الداخلية لها تقاليد وقواعد إنضباطية وأحكام في كثير من الأحيان تختلف عن القوانين السارية ... وليست هذه هي الحالة الوحيدة والغريبة, الحزب الشيوعي العراقي بكل تفصيلاته ومراحل إنشقاقه كتب في هذا الموضوع, عزيز الحاج أنه لمن يخرج عن إرادة الحزب ويؤذي الحزب سننفذ فيه حكم الإعدام).
صدام حسين بدوره أيضا وحينما سأله المحقق عن سر قتله لعبدالخالق السامرائي رد على المحقق متعجبا: لقد كان ذلك الأمر شأنا داخليا حزبيا فما هي علاقتكم به.
حينما إرتكب صدام حسين (خريج كلية الحقوق) تلك الجريمة كان قد باشر قبلها بأيام وظيفته كرئيس للجمهورية بالإضافة إلى وظيفته كرئيس للحزب, أما أولئك الذين أعدمهم فقد كانوا, وقبل صفتهم كحزبيين, مواطنيين عراقيين تقع عليه بشكل رئيسي مسؤولية حماية حقوقهم.
لقد نسي صديقي ان حزب البعث كان حينها يقود دولة ولا يقود حرب عصابات ضدها لكي يطبق على مقاتليه قوانينه الخاصة. لو كان البعث خارج السلطة ومتمردا ضد الدولة وفي حالة حرب ضدها لجاز له حينها تطبيق قوانينه الخاصة على مقاتليه, ولكن حينما يكون الحزب قائدا للدولة ذاتها فإن قوانين الحالة الحزبية الإستثنائية لا بد وأن تتراجع لصالح حقوق المواطنة المكلف أساسا بترسيخها.
إن كل الحق الذي كان يملكه صدام حسين (رئيس الحزب) ضد الحزبيين المتمردين على حزبه هو أن يحاكمهم حزبيا لتكون عقوبتهم في أسوء حالة هي فصلهم من الحزب. بعدها فقط كان ممكنا لصدام بصفته (رئسيا للدولة) أن يحاكم (المتآمرين) أمام محكمة عامة وبموجب قانون الدولة التي يترأسها ويحمي حقوق مواطنيها.
وسأسأل صديقي العزيز السؤال التالي : هل يجوز الآن لمقتدى الصدر أو للحكيم أو للبرزاني أن يفعل ما يشاء دون أن يلتزم بالقانون العام الذي يحمي الجميع ويساويه من حيث حقوق المواطنة مع أصغر أعضاء حزبه. أو لم ندجج المقالات في ذم الأحزاب الميليشياوية التي تحاول أن تنفذ قوانينها بشكل يتخطى قوانين الدولة, وماذا كان القائد الإنجاب سيفعل فيما لو كان حليفه الحزب الشيوعي في منتصف السبعينات قد نفذ قوانينه الخاصة بشأن أحد أعضائه بما يتقاطع مع حقه كمواطن عراقي ومع حق مؤسسة الدولة لفرض قوانينها على الجميع بمساواة وعدالة..
وحتى أن الإستشهاد بعزيز الحاج جاء في غير محله تماما لأن الحاج نفسه كان يتحدث عن فصيله المتمرد ضد الدولة, ولهذا فهو أعطى لحزبه الشرعية القانونية الإستثنائية, أما وقد تصالح بعدها فلم يكن متوقعا للدولة البعثية أن تسكت عليه فيما لو أقدم على محاسبة أحد أعضاء حزبه وفق قانونه الإستثنائي.
ودعني اذكر صديقي العزيز بالواقعة الأخرى التي كان بطلها صدام حسين أيضا, فهذا الزعيم كان قد أقدم على تقليد أب قتل أبنه وساما رفيعا تقديرا لموقفه (الوطني).
لن أناقش الحالة على أساس أن القاتل لم يكن صادقا حينما إدعى أنه قتل إبنه الجندي لإنه رفض الإلتحاق بوحدته أثناء الحرب مع إيران. حتى لو أن الرجل كان صادقا في روايته, وأنه كان ينضح وطنية من كل مكان من جسده, هل كان من حقه أن يعين نفسه شرطيا في تلك اللحظة ثم يقوم بقتل إبنه بنفسه.
هل كان من الحق أن يمنح الأب نفسه حقا لا يمكن أن يكون له حتى في حالة تعامله مع جندي اسير معادي. وأنا لا أناقش الأمر هنا من ناحية العاطفة الأبوية التي لا يجوز تخطيها بهذا الشكل المقرف, إذ كان بإمكان هذا الوطني الجامح أن يذهب إلى أقرب وحدة عسكرية ليخبرهم عن الإبن الضال ثم يطلب منهم مساعدته بتخفيف الحكم عليه وحتى بإعفائه تحت عنوان مثل الرحمة والعفو والتسامح.
القصة بطبيعة الحال لم تقف عند هذا الحد بل لعلها لم تكن قد بدأت إلا حينما تدخل القائد الملهم والفذ ليزيدها عارا, فالرئيس نفسه الذي كان يمكن أن (يخليها سكتة) هو الذي يجعل من القضية درسا يجب أن لا تنساه الأمة. فهو يستدعي القاتل ليقلده بنفسه وسام تجاوزه الخطير على قانون الدولة التي يقودها.
بدون تردد سأقول أن صدام حسين كان قد قدم نفسه في الحالتين كرئيس عصابة ولم يقدمها كرئيس دولة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الدعوة بين العمالة الفقهية والعمالة التقليدية
- عفلق وعبدالخالق السامرائي*
- الحب في زمن الكورونا .. وفيك إنطوى العالم الأكبر (5)
- الأخلاق والسياسة
- إشكالية الدين والقومية
- كاريزما صدام وشجاعته
- الحب في زمن الكورونا ... (4)
- التشرينوفوبيا .. كزار, كل عوامل النجاح كانت معه إلا واحدة*
- في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما
- الحب في زمن الكورونا ... (3)
- من هو شهيدنا ومن هو شهيدكم
- سنة وشيعة ... و ... عراق
- الحب في زمن الكورونا
- الولادة العراقية الجديدة
- أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها
- وجهة نظر .. لماذا فشل السيد محمد توفيق علاوي*
- سياج بيتي
- محمد توفيق علاوي وأسلحته السرية
- حديث لرجل عاد من المستقبل وسيرجع إليه
- المسؤول الحقيقي عن قتل عبدالخالق السامرائي.


المزيد.....




- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...
- هآرتس: شهادة فلسطيني مفرج عنه عن التعذيب والاعتداء الجنسي بس ...
- مصر.. إعدام فتاة ارتكبت جريمة هزت البلاد
- عمدة كييف: عودة اللاجئين الأوكرانيين من ألمانيا ستمثّل تحديا ...
- الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا ...
- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جعفر المظفر - يا لها من فتوى