أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - جعفر المظفر - الحب في زمن الكورونا














المزيد.....

الحب في زمن الكورونا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 18:54
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


أثناء زيارتي لبرلين الشرقية في بداية السبعينات حرصت أن أرى الجدار الذي يفصل ما بين شرق برلين عن غربها. الحجارة هي نفس الحجارة قد تبني بها بيتا لتجمع شمل عائلة أو تبني بها جدارا لفصل شعوب بأكملها عن بعضها البعض.
قصَّ علي مرافقي, طالب عراقي كان قد قضى أكثر من ربع قرن ولا يزال في السنة النهائية من كلية (المادري شنو). طلب منه أبوه أن يؤكد له أنه تخرج فعلا فأرسل له قائمة المأكولات لأحد المطاعم وقد ترجمها بنفسه إلى العربية : مقابل شيش كباب كتب فيزياء ومقابل دجاج كتب كيمياء.
حكمته أن يظل في ألمانيا إلى آخر العمر. . بار في إحدى الدرابين وليلة مع شقراء ألمانية لن تعوض عنها وظيفة مدير عام في إحدى الدوائر العراقية. بطبيعة الحال أنا أتحدث عن بداية عقد السبعينات من القرن الماضي حينما كان راتب المدير العام يتحدد وفق سلم الرواتب كباقي موظفي الدولة التي تعاقبهم بأشد العقوبات إذا إختلسوا فلسا واحدا.
حكى لي مرافقي عن المآسي التي تبعت بناء الجدار. إحداها كانت عن قصة الرجل الذي ذهبت زوجته لزيارة بيت إبنه وأحفادها في الشارع المقابل. حينما أفاقا في الصباح وجدا نفسيهما معزولين عن بعض, الزوج في الشرقية والزوجة في الغربية. ظلا بعدها عمرا يطلعان إلى سطحي البيتين المعزولين حتى يؤشرا لبعض بعد أن إتقنا لغة الخرسان.
بعد سنوات خرج الزوج إلى السطح كالعادة إلا أن زوجته لم تطل عليه. في صباح اليوم التالي أطل عليه إبنه بدلا من زوجته, وبحركة أو حركتين من يده فهم أنه كان عاد توا من المقبرة بعد أن إنتهى من دفن الأم.
على بعد عشرة دقائق في السيارة يعيش إبني مع زوجته وإبنتيه التوأم اللتين لم تتجاوزا الثلاثة سنوات, وعلى بعد ربع ساعة تعيش إبنتي الكبرى مع حفيد وحفيدة وعلى بعد نصف ساعة تعيش إبنتي الصغرى مع الحفيدة الخامسة وكنا تعودنا يوميا أو بين يوم وآخر أن نشبعهن إحتضانا إلى حد الإختناق.
منذ ثلاثة أسابيع أفقت ذات صباح لأرى جدارا عاليا سميكا يفصل ما بين وبين أحفادي. هذا الجدار أنجزته حجارة من نوع خاص أسموها (كورونا) حتى كأنها حجارة من سجيل.
أجبرتني التعليمات, لكوني (شايب) تعدى عمره الثلاثة أرباع قرن بسنتين أن ألزم داري وأن أحترم قانون التباعد الاجتماعي. ولدي أشفق علي قبل أسبوع حينما جاء بالتوأم, لكنه وتمشيا مع قانون التباعد الاجتماعي إشترط علي أن أراهما عن بعد ومن خلف الباب الزجاجي. لأنه يعرفني جيدا, ما إن أراهما حتى تنتابني نوبة العناق ولا تهدأ النوبة إلا بعد أشبعهما إحتضانا وتقبيلا ... وعض.
حينما أخذتهم السيارة بعيدا تذكرت تلك (الجدة) الألمانية التي لم تصعد إلى السطح لكي تلقي على زوجها تحية الوداع الأخير.
نحن جميعا مع حاجز كورونا سنظل نترقب طلعة غورباتشوف المنتظر الذي سيعلن علينا إكتشافه اللقاح الشافي
وحتى ذلك الحين سأموت من رغبتي الجامحة : أن أحضن أحفادي, أن أشمهم وأقبلهم وأسمعهم وهم يتأتون الكلمات فأشاركهم التأتة حتى كأني صرت مثلهم طفلا في السابعة والسبعين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولادة العراقية الجديدة
- أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها
- وجهة نظر .. لماذا فشل السيد محمد توفيق علاوي*
- سياج بيتي
- محمد توفيق علاوي وأسلحته السرية
- حديث لرجل عاد من المستقبل وسيرجع إليه
- المسؤول الحقيقي عن قتل عبدالخالق السامرائي.
- دولة فرانكشتاين في بغداد
- عبدالخالق .. حينما يكون الزهد مثلبة سياسية وليس إمتياز*
- الوطني في مواجهة الإقليمي
- عشرة دنانير*
- بإمكانك أن تكون أمريكيا وعراقيا في ذات اللحظة
- السيادة العراقية المنتهكة وحديث : أمك شافت أمي بالمنز .. ل*
- درس للعراقيين من ثورة السودان
- أيها المسيحيون .. أعيادكم هي أعياد كل العراقيين فلتستمروا به ...
- تريد غزال تأخذ أرنب
- الغضب المتحضر
- الإستحمار الإيراني
- موقف المناطق الغربية من العراق من ثورة تشرين العظيمة ضد النظ ...
- الحراك العراقي .. هل هو ثورة أم حركة إصلاح .. ؟


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - جعفر المظفر - الحب في زمن الكورونا