أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - تريد غزال تأخذ أرنب














المزيد.....

تريد غزال تأخذ أرنب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6439 - 2019 / 12 / 16 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زال بعض الأخوة يصرون على أن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات السابقة كانت دعوة غير صائبة لأنها أعدمت فرص فوز الوطنيين المخلصين مما جعلها تصب في صالح قوى النظام التي كانت غذّت من وراء ستار تلك الدعوة لتضمن عدد الأصوات المطلوبة لفوز مرشحيها.
ليسمح لي هؤلاء القوم أن أسأل : لو أن دعاويهم كانت صادقة ؟ أما كان الأجدر بثوار تشرين أن يصبروا حتى الانتخابات القادمة لكي يذهبوا إليها حشودا حشود فيضمنوا ما يريدوه بدلا من الشهداء الذين قدموهم على مذبح (نريد وطن) والذين جاوز عددهم حتى كتابة هذه المقالة الخمسمائة شهيد بالإضافة إلى ما يقارب العشرين ألف جريح ؟!.
أجزم أن العديد من مصائب العراق لم يكن سببها حاملي رايات العراق من الشباب الثائر الذي ملأ ساحات العراق المنتفض وشوارعه بل ثلة المثقفين من ذوي الحسابات التقليدية الذين يحسبون الأمور دون أن يأخذوا بنظر الإعتبار مجموعة العوامل التي إن دخلت على علم الحساب قلبت قوانينه وجعلت نتائجه تماما عكس المتوقع ليصير عندها الواحدُ صفرا والصفرُ واحد.
في ظل نظام عادل للإنتخابات, ومفوضية مستقلة ونزيهة, وغياب لتأثير رشى الفساد, وإنحسار هيمنة الميليشيات, وتحييد كامل لتدخل الجيران وبخاصة الإيرانيين منهم, يمكن للواحد أن يظل واحد وللصفر أن يبقى صفرا.
أما في غياب تلك الشروط فإن قوى الفساد وأذرع الميليشيات هي التي ستتحكم بنتائج الحسابات, وذلك هو الذي حصل حينما إستطاعت تلك القوى أن تحسم نتائج الإنتخابات الأخيرة وسابقاتها, على الشكل الذي أرادته, وعلى الشكل الذي توقعناه, مستعملة كل الوسائل ومختلف السبل, فالعراق هو الدجاجة التي تبيض ذهبا, وليس من المتوقع مطلقا من القوى المهيمنة عليه, ومن إيران المستفيدة منه إلى أقصى حد, أن تتخلى عن السلطة فيه إكراما لعيون الديمقراطية.
إذا كان أصحاب الحسابات التسطيحية قد حسبوها لنا بطريقة تُحَمّلنا نحن الذين دعونا إلى المقاطعة سبب نقص عدد ممثليهم في البرلمان, وكان ذلك قبل الانتخابات, فلماذا نراهم يصرون على أن دعوتهم كانت هي الصائبة حتى بعد المهازل التي رافقت الانتخابات الأخيرة, وهي إنتخابات كانت قد جرت على قاعدة (تريد أرنب خذ أرنب تريد غزال خذ أرنب).
لماذا لا يذهب هؤلاء المثقفون المتنورون إلى ساحة التحرير في بغداد وإلى ساحة الحبوبي في ذي قار وإلى الجوار من مبنى محافظة البصرة وإلى إلى .. لكي يشجعوا عراة الصدور هناك على إحترام الديمقراطية و إنتظار فرصة أن يحصلوا بالمشمش على حقوقهم من خلال صناديق الإقتراع.
إن هؤلاء المتفضين الأفذاذ يؤكدون بثورتهم السلمية أنهم الأنصار الحقيقيون للديمقراطية وإنهم لم يخرجوا إلا لغرض إصلاحها,بعد أن تأكد لهم أن ديمقراطية المليشيات لا يمكن لها حتى لألف سنة قادمة أن تسمح بوصول غير العدد الذي يصلح لمكيجة النظام الطائفي الفاسد والعميل.
والحال إن المقاطعة كانت قد أعطت ثمارها الحقيقية حينما وضعت في يد المتظاهرين وثيقة للتأكيد على لاشرعية النظام الحالي من خلال التشكيك بشرعية الإنتخابات الأخيرة كون نسبة المشاركين فيها كانت نسبة قليلة جدا ونسب التزوير فيها كانت عالية جدا.
وفي حقيقة الحال لم تكن المقاطعة موجهة ضد الديمقراطية وإنما كانت ممارسة ديمقراطية بحق لأنها كانت إستفتاء شعبيا على النظام, فالذين كانوا يطمعون بزيادة عدد مقاعدهم في مجلس النواب تحت مسمى (التجمع الديمقراطي المدني) كان لهم حق التطلع ذاك ربما قبل الإنتخابات الأخيرة.
لكن السنين السابقة كانت قد أكدت أن القوى الميليشياوية صارت تعض على السلطة بأسنان, قواطعها دستور مهين لكرامة الوطن والمجتمع, ورحاها قوانين ومؤسسات إنتخابيه كانت قد تمت سباكتها على طريقة (تريد أرنب تأخذ أرنب وتريد غزال تأخذ أرنب).



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغضب المتحضر
- الإستحمار الإيراني
- موقف المناطق الغربية من العراق من ثورة تشرين العظيمة ضد النظ ...
- الحراك العراقي .. هل هو ثورة أم حركة إصلاح .. ؟
- عادل عبد المهدي .. هل ما زال هناك وقت لقلبة رابعة
- الذي يحدث في العراق .. ماذا ولماذا
- وجه لعدة وجوه
- النظام الطائفي في العراق .. مفاهيم وإرهاصات
- العلم العراقي ذلك السلاح المعجزة
- بإمكان الديمقراطية العراقية أن تنتظر قليلا
- البحث عن وطن
- ثلاثة إسلامات .. دولة علي ودولة معاوية .. (7)
- صدام والسامرائي .. مرحلة البدايات
- الأرض بتتكلم عراقي .. الأرض .. الأرض
- عادل عبدالمهدي .. هش فقتل ونش فذبح
- إستدراك ضروري ..
- هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية* ؟
- ثلاثة إسلامات .. (6) الغزو العربي لفارس والغزو الفارسي ...
- هل تآمر السامرائي على (الحزب والثورة) ؟!! .. (4)*
- ثلاثة إسلامات .. الديني والمذهبي مقابل القومي (5)


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - تريد غزال تأخذ أرنب