أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - دولة فرانكشتاين في بغداد














المزيد.....

دولة فرانكشتاين في بغداد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6475 - 2020 / 1 / 28 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يمنح البعض صفة (الدولة العميقة) لوصف تعدد مراكز القوى ومراحل الصراع بين المكونات السياسية لعهد ما بعد الاحتلال. هذه الصفة (الدولة العميقة) أراها أبعد من أن تنطبق على الكيان الحالي.
أما خطأ التعريف والتوصيف والتمييز فربما يكون قد نشأ بسبب عدم التمييز الدقيق بين المفردات التي تصف تعدد الكيانات السياسية المؤسساتية وتنوعها. وقد يعني ذلك أن هناك دولة داخل الدولة الأساسية, ربما مختفية داخل عباءتها, أو جاهزة للعمل خارج إطار سيطرة مؤسساتها التنفيذية وذلك للحفاظ على الدولة حال مواجهتها الأخطار التي تأكل من ديمومتها ومن مصالح قواها الأساسية القائمة على الأرض.

في حالات عديدة الدولة العميقة هي توصيف لحالة المؤسسات والخطب والنخب السياسية والثقافية القديمة التي لم تفلح الدولة الجديدة بتغييرها بعد.
وهناك أيضا مفردة أخرى وذات علاقة وهي (الدولة الموازية).

لغرض إقتراب أفضل دعونا نحتكم إلى النموذج التركي, فهو النموذج الذي دفع إلى السطح هذه الأشكال المتابينة للدولة وذلك بعد إعلان أردوغان عن وجود مؤامرة للتيار الإسلامي الذي يقوده (فتح الله غولن) الموجود حاليا في أمريكا.

الدولة الحالية هي دولة أردوغان الرامية إلى تحقيق دولة الأخوان المسلمين العثمانية على حساب (الدولة العلمانية الأتاتوركية), وهذه الأخيرة هنا هي (الدولة العميقة) وليست دولة (غولن) التي تقترب في إعتقادي من شكل (الدولة الموازية) وهذه الدولة, الموازية, لا علاقة لها بالدولة العميقة وربما تكون خصما لها.

على الصعيد العراقي تبقى المعضلة التعريفية تتعلق بمفردة الدولة ذاتها. بعد الاحتلال لم تفلح جميع القوى التي جاءت بمعيته بمغادرة مساحة الصراع على السلطة إلى مساحة بناء الدولة, وهي لن تفلح أبدا بمغادرة تلك المساحة الأمر الذي حولها إلى مجموعة من الميليشيات واللصوص التي تأكل في جسم الدولة القديمة
هذه المجموعات لم يكن لها دولة ولن تكون لها دولة وذلك لعجز بنيوي يمنعها عن بنائها.
ومعنى ذلك أن هناك أطراف ميليشياوية تستولي ظلما حتى على مفهوم الدولة العميقة للإيحاء بتمثلها وتمثيلها لكيان سياسي قانوني وليس لكيان عصبوي ميليشياوي.

أما تسمية الدولة الموازية فقد أطلقتُها سابقا على دولة الحوزة الشيعية العلمية التي تكونت عبر عصور عدة والتي تحتفظ بتقاليد وخطب سياسية ومقدرات مالية تضعها على مسافة من الدولة الحقيقية. وربما يكون بين الدولتين, الموازية والحقيقية, صراعا مكشوفا أو حالة من التعايش السلمي. هذه الدولة الموازية كانت فد وجدت عبر مجموعة من الصراعات والتفاهمات التي أدت إلى الإقرار سرا بشرعيتها والتي خرج على شكلها محمد باقر الصدر والخميني من خلال تفعيلهما لفقه نائب الإمام الغائب ودولة الولي الفقيه التي كان قد أدانها حين ذاك أية الله محمد محسن الحكيم مرجع الشيعة الأعلى الذي يمثله في هذه الفترة السيد علي السيستاني.

منح الكيان المسخ القائم حاليا في العراق أية صفة لها علاقة بالدولة, كأن تكون العميقة أو الحديثة أو الموازية أو حتى الفاشلة هو بمثابة توصيف غير ملائم للحالة العراقية الحالية.
إذا ما إستحقت السلطة الحالية توصيف الدولة فأفضل لقب تستحقه هو دولة فرانكشتاين الذي أفلح في رسم مشهده مبدعنا العراقي أحمد السعداوي في روايته (فرانكشتاين في بغداد) الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية.

هؤلاء الذين يحكمون العراق حاليا والذين جاءوا بعد الاحتلال, وبعد سقوط الدولة الصدامية وإجتثاثها, هم مجموع من الميليشيات والتجمعات والعصابات السياسية التي تأكل في الجسم الوطني العراقي, وهم لم يتمكنوا ولن يتمكنوا من مغادرة مساحة الصراع على السلطة إلى مساحة بناء الدولة, ولذلك فإن من الخطأ أن نصف أحوالهم بمفردات ذات علاقة بأدبيات الدولة, على تعداد هوياتها وتنوع خطاباتها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالخالق .. حينما يكون الزهد مثلبة سياسية وليس إمتياز*
- الوطني في مواجهة الإقليمي
- عشرة دنانير*
- بإمكانك أن تكون أمريكيا وعراقيا في ذات اللحظة
- السيادة العراقية المنتهكة وحديث : أمك شافت أمي بالمنز .. ل*
- درس للعراقيين من ثورة السودان
- أيها المسيحيون .. أعيادكم هي أعياد كل العراقيين فلتستمروا به ...
- تريد غزال تأخذ أرنب
- الغضب المتحضر
- الإستحمار الإيراني
- موقف المناطق الغربية من العراق من ثورة تشرين العظيمة ضد النظ ...
- الحراك العراقي .. هل هو ثورة أم حركة إصلاح .. ؟
- عادل عبد المهدي .. هل ما زال هناك وقت لقلبة رابعة
- الذي يحدث في العراق .. ماذا ولماذا
- وجه لعدة وجوه
- النظام الطائفي في العراق .. مفاهيم وإرهاصات
- العلم العراقي ذلك السلاح المعجزة
- بإمكان الديمقراطية العراقية أن تنتظر قليلا
- البحث عن وطن
- ثلاثة إسلامات .. دولة علي ودولة معاوية .. (7)


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - دولة فرانكشتاين في بغداد