أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها














المزيد.....

أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية كنت واحدا من المعجبين بما حققه الرئيس التركي من منجزات كبيرة, إقتصاديا على أقل تقدير, وزاد من تقديري لهذا الرجل خيبة الأمل الكبيرة في بإسلامنا السياسي, وعلى إختلاف مذاهبه في عموم المنطقة العربية, وبداية من تجارب الإخوان المسلمين المدمرة في مصر وليس نهاية بنظام العار في العراق.
في البداية أيضا فإن إنجازاته السياسية على الصعيد الداخلي والإقليمي كانت ناجحة جدا بحيث أنها أفلحت في بناء مفهوم سياسي بعنوان الأردوغانية التي صارت وقتها مفردة للتعريف بأوصاف الزعامة السياسية المتفوقة التي بإمكانها أن تنتشل العنقاء من تحت ركام الرماد.
كان نجاحه الداخلي والإقليمي السياسي, مثار الإعجاب, قد تأسس على مبدأ (تصفير) المشاكل الذي إستمد قوته من مبدأ الصلح مع الآخر.
لكن أردوغان سرعان ما إنفلت من سياسة تصفير المشاكل إلى سياسة خلقها وتفعيلها, متناسيا أن قدرة الصلح مع الآخر ستكون ناجحة إذا كانت صادقة, وأنها تشترط في البداية إصلاح الذات الخربة نفسها.
منظر المائة وثلاثين ألف مهاجر الذين حملهم أردوغان باللوريات والقوارب المطاطية وأهداهم إلى المجهول اليوناني أيقظت الكثير من المشاهد النمطية التاريخية المدمرة ليس أقلها متاجرة الصهيونية بقصة طرد اليهود من مصر على يد (الفرعون الكافر) وليس آخرها وضع مئات الألوف من العراقيين بأطفالهم وشيوخهم ونسائهم على الحدود بتهمة (التبعية) لإيران والطلب منهم البحث عن مصيرهم المجهول هناك, ومرورا أيضا بقصة لجوء المسلمين الأوائل إلى بلد الحاكم النجاشي المسيحي, الذي أواهم وأكرمهم ودافع عنهم بقوة.
بالمناسبة لماذا يفضل المسلمون الهجرة من بلد الحاكم المؤمن المسلم إلى بلد الكافر الأوروبي المسيحي .. لماذا ؟
أي إسلام ذلك الذي الذي يجسده الحاكم (المسلم) حينما يجعل من مآسي ذلك الحشد من البشر المسلمين أوراق ضغط ضد أوروبا (المسيحية).
يذكرني ذلك بقول الشيخ الإمام "محمد عبدة" بعد عودته من زيارته لإحدى دول الغرب : لقد رأيت إسلاما ولم أرَ مسلمين.
حتى في حدود التعليق على قصة الشيخ (محمد عبدة) فقد كنت كتبت قبل عقد من السنين أن الشيخ التنويري ربما لم يفلح في التعبير عن نواياه الطيبة التي كانت قد كشفت عن (سذاجة فكرية نائمة). لقد كان واقعا تحت تأثير فكرة أن لا أخلاقيات خارج ثقافة الإسلام, ناسيا أن هذا الغرب (الكافر) إعتمد على كم كبير من التراكم المعرفي والتجارب الإجتماعية والسياسية واالإقتصادية المحتدمة حتى وصل إلى حالة من التقدم الذي لم يكن مقدرا له أن يبدأ أو يستمر دون إنتصاره في معركته من أجل إقرار مبادئ دولة العلمانية السياسية.
منظر المائة وثلاثين ألف (مسلمون في غالبيتهم المطلقة) والذين راهنوا على إمكانية أن ينصفهم الحاكم المسلم أردوغان سرعان ما تحولوا على يد ذلك المسلم إلى أوراق ضغط على حكام أوروبا (الكافرين) من أجل إبتزازهم سياسيا هذه المرة.
تعال لنا يا سيدي الشيخ محمد عبدة, قم من ميتتك ولو للحظة, أو إبعث لنا برسالة من مكانك في الجنة, فربما تكون من موقعك هناك, ومن تفحصك لواقع تجارب الإسلام السياسي, ومنه الخمينية والأردوغانية على السواء,, قادرا على إعادة ترتيب قولتك الشهيرة, وقد يجعلك هذا تؤكد على أنك رأيت غربيين بثقافة وتحضر لم يكن مقدرا لهم الوصول إليها إلا من خلال ثورة على الذات المريضة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر .. لماذا فشل السيد محمد توفيق علاوي*
- سياج بيتي
- محمد توفيق علاوي وأسلحته السرية
- حديث لرجل عاد من المستقبل وسيرجع إليه
- المسؤول الحقيقي عن قتل عبدالخالق السامرائي.
- دولة فرانكشتاين في بغداد
- عبدالخالق .. حينما يكون الزهد مثلبة سياسية وليس إمتياز*
- الوطني في مواجهة الإقليمي
- عشرة دنانير*
- بإمكانك أن تكون أمريكيا وعراقيا في ذات اللحظة
- السيادة العراقية المنتهكة وحديث : أمك شافت أمي بالمنز .. ل*
- درس للعراقيين من ثورة السودان
- أيها المسيحيون .. أعيادكم هي أعياد كل العراقيين فلتستمروا به ...
- تريد غزال تأخذ أرنب
- الغضب المتحضر
- الإستحمار الإيراني
- موقف المناطق الغربية من العراق من ثورة تشرين العظيمة ضد النظ ...
- الحراك العراقي .. هل هو ثورة أم حركة إصلاح .. ؟
- عادل عبد المهدي .. هل ما زال هناك وقت لقلبة رابعة
- الذي يحدث في العراق .. ماذا ولماذا


المزيد.....




- أمريكا.. السجن 53 عاما لرجل قتل طفلا من أصل فلسطيني وأصاب وا ...
- -ديلي ميل-: ملفات سرية للمخابرات المركزية الأمريكية تكشف وجو ...
- تطبيق تيمو يوقف بيع البضائع الصينية -بشكل مباشرة- لعملائه في ...
- إسرائيل تقرر توسيع العملية العسكرية في غزة وتستدعي عشرات الآ ...
- إصابة عدد من الأشخاص إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألم ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخَين أُطلقا من اليمن
- محكمة أمريكية تقضي بسجن قاتل الطفل الفلسطيني وديع الفيومي 53 ...
- ماسك: الحظر المحتمل لحزب -البديل من أجل ألمانيا- سيكون -هجوم ...
- باكستان تناشد حلفاءها في الخليج المساعدة في تهدئة الأوضاع مع ...
- الحوثيون: استهدفنا موقعا في إسرائيل


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها