أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سنة وشيعة ... و ... عراق














المزيد.....

سنة وشيعة ... و ... عراق


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن بحاجة ماسة إلى توقفات وضعية لمعالجة المسائل والتراكمات المعقدة الخاصة بمجتمعنا العراقي,
بشأن علاقة (السنة العرب) بتأسيس الدولة العراقية وطبيعة التراكمات التي نشأت برفقتها, سأقول إنني سبق أن بينت رأي ذلك في دراسات عدة ومنها تلك المعنونة (هل كان الحكم الملكي طائفيا) كما أن بإمكاني ان اشير إلى أكثر من دراسة خاصة بإجابات واضحة بهذا الشان.
في كل تلك الدراسات كانت آرائي قد إنتهت إلى حقيقة (ان الدولة العراقية الحديثة) كان قد بناها (السنة العرب) بشكل خاص لكونهم كانوا قد تواجدوا حينها في ميدان الحدث مباشرة, وهو ذلك المرتبط اساسا بما كان أتفق على تسمية بالثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين : أغلب القيادات السياسية والعسكرية للدولة العراقية الحديثة كانوا من المحيطين بالشريف ومن رجالاته الأبرزين, وهناك أيضا من كان في المركز من الإحداث الأخيرة التي رافقت السنوات الأخيرة من عمر الدولة العثمانية ومنهم من كان عضوا في الجمعيات التي وقفت ضد آخر السلاطين سعيا لقيام الدولة التركية الحديثة الخارجة من رحم الدولة العثمانية لكن بإتجاه علماني.
هؤلاء السنة العرب كانوا عراقي وعروبي الإتجاه والتحرك والهدف, وقد كانوا ضد المنتفضين على العناوين الإسلامية للدولة العثمانية لذا فإن طبيعة إتجاهاتهم المدنية كانت محسومة وواضحة.
ورغم أن الخطة الإنكليزية كانت قد إعتمدت التقسيم الطائفي على صعيد تركيبة السلطة وطبيعة هويتها الثانوية إلا أن إتجاهات الدولة العراقية الملكية الحديثة كانت على صعيد قانوني وأخلاقي عام تجري بإتجاه مدني علماني, وهو إتجاه لا ينهي بشكل قطعي وجود تجاذبات طائفية إلا انه يوفر الإطار العام لتطور الدولة والمجتمع بإتجاه علماني صارم.
من ناحية أخرى فإن علاقة الشيعة بالدولة العراقية كان قد جاءت متأثرة بخصوصية علاقتهم مع الدولة العثمانية وهي إمتداد لعلاقات تاريخية بنفس السياق العام مع الدولتين العباسية والأموية.
الملاحظ بشكل رئيس ان علاقة (السنة) كانت تجري في ميدان السلطة وفي محيطها بالعكس من علاقة الشيعة التي كانت قد تمت وترعرعت في ميدان المعارضة, ولهذا كان من الطبيعي أن يرافق المكانين نشوء صفات وسلوكيات عامة وهامة خاصة بكل طائفة على حدة ومتأسسة على طبيعة الميدان الذي كانت تتحرك فيه الطائفتان كل على حدة.
الكلام قد يطول لكن سأختصره بالمفيد الذي يتوجه بالنوايا الصادقة التي تؤكد على أن الحل الطبيعي لكل هذه الترسبات هو في قيام دولة علمانية صارمة.
لكن, ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل سيكون واجبا إدراك أن هذا الحل سوف يبقى ناقصا ومعرضا للإنتكاسات ما لم يكون هناك إستيعاب لأمراض الموروث العراقي على أصعدته المختلفة, عِرقية كانت أم دينية أم مذهبية.
وهنا فإنني لا أجد غير (العرقنة) حلا نبدأ منه كبوابة رئيسة لا بد من الدخول منها وصولا إلى أية طرق ومسارات أخرى إقليمية كانت أم عالمية>

أردت من خلال مقالتي هذه أن أحقق إقترابا وطنيا يساهم بشكل مفيد في تحقيق إقتراب أفضل من مسالة الطوائف في العراق. أدري ان القضية حساسة, وربما لا يفيد هذا الإيجاز في كشف نواياي بشكل واضح, لكن الذي يشفع لي وضوح الهدف في المطبوع هذا أو في غيره من المقالات الكثيرة التي دونتها بهذا الشأن, فلطالما ظل الإقتراب من مسألة الطوائف في العراق, وبالخصوص من الطائفة الشيعية محكوم بضواغط وإسقاطات الأطماع الفارسية في العراق.
لكن ثمة الكثير مما يقال عن الأطماع العثمانية في العراق وعن إسقاطات تلك الأطماع على ميدان التشتت والصراع الشيعي السني ذا الهوية العربية.
لكن من العدالة ومن لوازم بناء الحالة الوطنية العراقية هو الإقتراب من هذه الإشكالية بأقصى قدر من التجرد الوطني الذي يلزم من جانبه بصوابية الإقتراب ولزوم الأحكام الموضوعية غير المنحازة طائفيا.. إن العقدة هنا, تلك التي يجب تفكيكها لغرض فكها, هي أن الدولة العراقية الحديثة قد تأسست في مرحلة تراجع وإنحسار الهيمنة العثمانية, لكن بصعود ملحوظ لقيادة(سنية) مدنية سعت من جانبها, وخاصة فيما يتعلق بالملك فيصل الأول لبناء حالة وطنية عابرة للطوائف, وكان من الطبيعي ان تتحسس الدولة الحديثة من الأطماع الفارسية في ظل تراجع الهيمنة العثمانية وبقاء الخطر والأطماع الإيرانية, هذا يوجب بالتالي البحث عن هفوات القيادات (الشعية) ونواقص الخطاب الشيعي السياسي في بناء هذه الهواجس والسماح بنمو هذه الإسقاطات التي كان واحدا منها حساب الطائفة الشيعية بشكل خاطئ على إيران وثلم الهوية العربية والعراقية لأكثرية الشيعة, دون أن نسقط هنا ثقافة الإسقاط الطائفي (السني) الذي اراد الإستفادة السلطوية من هذه الإشكالية فراح يستخدمها بدلا من أن يحجمها.
تحياتي وتقديري لمساهماتكم الجليلة في بلورة الحالة العراقية الوطنية الرصينة البعيدة عن الطائفية وإسقاطات الخطاب الطائفي الموروث



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن الكورونا
- الولادة العراقية الجديدة
- أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها
- وجهة نظر .. لماذا فشل السيد محمد توفيق علاوي*
- سياج بيتي
- محمد توفيق علاوي وأسلحته السرية
- حديث لرجل عاد من المستقبل وسيرجع إليه
- المسؤول الحقيقي عن قتل عبدالخالق السامرائي.
- دولة فرانكشتاين في بغداد
- عبدالخالق .. حينما يكون الزهد مثلبة سياسية وليس إمتياز*
- الوطني في مواجهة الإقليمي
- عشرة دنانير*
- بإمكانك أن تكون أمريكيا وعراقيا في ذات اللحظة
- السيادة العراقية المنتهكة وحديث : أمك شافت أمي بالمنز .. ل*
- درس للعراقيين من ثورة السودان
- أيها المسيحيون .. أعيادكم هي أعياد كل العراقيين فلتستمروا به ...
- تريد غزال تأخذ أرنب
- الغضب المتحضر
- الإستحمار الإيراني
- موقف المناطق الغربية من العراق من ثورة تشرين العظيمة ضد النظ ...


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سنة وشيعة ... و ... عراق