أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُستعمِر الداخلي .. في ذكرى الإستقلال ..














المزيد.....

لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُستعمِر الداخلي .. في ذكرى الإستقلال ..


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم، استقلَّ الأُردنُ مِن الإستعمار البريطانيّ الخارجي، وهذا كان بفضلِ أجدادنا وآباؤنا ومَن ضحّوا بدمائهم الزكيّة الطاهرة مِن أجلِ هذه الأرض على وجّه الخصوص، ومِن أجلِ الأراضي العربية على وجهِ العُموم. لكنّهُ لَم يستقِل من الإستعمار الأكثرَ سهولةً، والذي تعرّضُ لهُ تحتَ ذرائعٍ كثيرة . وهو استعمارٌ أبشَع وأرتَع مِن الإستعمارِ البريطانيّ الذي لَم يُدمّر بُنيةَ الوطنِ كما دمّرها المُستعمرونَ اليوم، وهُم مِن أبناء جلدته، أو مِن أبناء العَرب ككُل . استعمارٌ داخليّ مِن قبلِ بعضِ الأشخاص الذينَ أنّهكوا الحرثَ والنّسل، وأفقروا المواطنَ ليتمتّعموا بثراءٍ فاحِش.
استعمارٌ ممّن كُنّا نعتَقدهُم أبناء وطَن، لكِن، وللأسَف، لَم يكُن إعتقادنا صائباً، بَل كُنّا مُخطيئنَ في كُلّ إعتقاداتنا ..

فلا استقلالَ لنا إلا عندما نُزيلَ هذه الشّرذمات التي عبثَت بالوطنِ والمواطن، عَن قلّبِ هذا الوطن، الذي يسّكُن في قلوبِ أبنائه - عجولهِ الأصليّون - المُخلصين والمُحبّينَ لهُ رُغمَ ما أذاقوهُ وما زالوا يذوقونهُ فيه..

الاستقلالُ الحقيقي، لا يكون برفّعِ الأعلام، ولا بالتّلميعِ للأفراد على حسابِ الوطن، ولا بنشّر الشّعارات على اللوائح الإلكترونية أو حتى الورقيّة في الشّوارع، ولا حتى بالمؤسسات، فهذه المؤسسات منوطة بمهمّات كبيرة جدا تمثّل وزنها الحقيقي..
الاستقلالُ الحقيقي، يكون بإسقاطِ نهجِ الفسادِ ومَن أتى بهِ إلى هذه البِلاد، وبمَن خنقَ الأردنيينَ بفسادِه الكبير لعشراتِ السّنين..

الاستقلالُ لا يكونُ إلا بإعادة هيّكلة الدولة، من خلال مؤتمر حوارِ وطني، وشكلٍ جديد للدولة، غيّر الذي نعرفهُ عنها ..

الاستقلالُ الحقيقي، لا يكون إلا عندما تُعاد الهيّبة بإتزانِ للسُلطةِ التشريعة، ويُنسَف نظام التّعامل " بالألو" الذي سيطرَ عليها في السنوات الأخيرة ..

الاستقلالُ لا يكونُ إلا عندما تُعاد مُقدّرات الوطن التي بيعت لصالحِ أشخاصٍ لا يعنيهم الوطن لا مِن قريبٍ ولا مِن بعيد، بيعت لمنافعٍ فرديّة وليّست وطنيّة كما يدّعون، والتي لا تعرف طريقَ صناديق الإقتصاد السّيادية " صناديق الأجيال القادمة " التي يضحكونَ بها على أنفُسهم عندما يقولونَ بأنها بيعت من أجلِ هذه الصناديق ..

الاستقلالُ الحقيقي، لا يكون إلا عندما يتمتّع كلّ مواطنٍ أُردنيّ بحقوقه ( حقّ التعليم، حقّ الصحة، حقّ العمل، حقّ التعبير .. وما إلى ذلك) ..

الاستقلالُ الحقيقي، لا يكون إلا عندما نؤمِن بأنّ المواطن هو ركيزة أساسية مِن ركائز الأوطان، فلا يَحِق لنا أن نقول لهُ " مِش شُغلَك يا مواطن" ..

الاستقلالُ الحقيقي، لا يكون إلا عندما لا يكون أحد - أيًّا كانَ منصبهُ- فوق القانون، ويكون الجميع أمام القانون سواسيه ...

الاستقلالُ الحقيقي، لا يكون إلا عندما تنخفِض نسّبة الدينِ العام، وتهبط نسب البطالة إلى حدٍّ معقول ..

الاستقلالُ الحقيقي، لا يكون إلا عندما يستطيع الشّعب أن يُحاسب من إنقلبَوا على أماله، وأصبحَوا يُتجارونَ بهِ بأبخسِ الأثمان..

الاستقلالُ الحقيقي، لا يكون إلا عندما تتوقّف حملات الإعتقالات للنُشطاءِ والسّياسين الذينَ يُطالبونَ بحقوقهم، ويُعبّرونَ عن آرائهم بشكلٍ سلمي..

في ذكرى يومِ الاستقلال من المُستعمِر البريطاني الخارجي، سيحدونا الأمل بالتّحرُّرِ من إستعمارِ فاسدي الداخل لثرواتِ الوطَن ..

كُل عام وأنت نقيٌّ من الفسادِ والمُفسدينَ يا وطني الحبيب ...



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..
- - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -
- كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!
- الحرية والقيود الطوعية
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة
- الأمر العام بين التّإفه وعامّة الناس
- - أنا أثور اذا أنا موجود -
- شيطاني السياسي، ومصالح الدولتين في حرب الشمال السوري
- العربي خُلقَ لكي يكونَ عبدا وليسَ حُرًّا
- ما بين النقابة والحكومة معركة إنتصار الثقة
- دستور الشعب ودولة الفاسدين
- النهضة لن تكون إلا بالتعليم


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُستعمِر الداخلي .. في ذكرى الإستقلال ..