أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجلاء صبرى - التألّه وغبش ملائكة الوطن














المزيد.....

التألّه وغبش ملائكة الوطن


نجلاء صبرى

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 06:49
المحور: كتابات ساخرة
    


عبر ولادات الفجر اليومية يفتضح أمر المتأله ::

لا يقدر أبدًا أن يرسل تابعيه ليتجسسوا على كائناته دون أن يفتضح أمره . عندما همت كائنات النفس الحائرة أن تهيم على حد يوم جديد، تلقفتها جواسيس المتأله ؛ كانوا يستترون وراء ستارة سوداء يحملون نجيمات صغيرة تضيء لهم الدرب في باحة الكون الكبرى..


تسللت كائنات النفس تسترق النظر والسمع، لعلها تستبين كنه الحالة، فزفر جواسيس متألههم بزفير معتق بنبيذ الصدر، وتخمة أقوات رعاع الكون، ليتبخر زفيرهم سحابًا من حرارة خوفهم الساكن على جبين تطأه الحقارة وتتيمم به، ومن بخارهم نبتت الغيمات الخائنة تتكتل ككتل رمادية منقوشة في ثوب الليل .
ولكن تلك الحيلة لم تخل على كائنات الصدر، فاستنشقت كل تلك الغيمات؛ لتسكنها فسحة الصدر، وتلفظها زفيرًا يعكر صفو المتأله في مضجعه العالي .

الغريب أن كائنات النفس تتكتل دائمًا على حد اليوم، تحمله رغمًا عنها بين طيات التابو الفطري، ولا يلبث ذلك المتأله أن يفقد جواسيسه مختنقين بزفير الغيمات" غيماتهم "،

فتتهادى خباثة النفس بسيطرة المادة على ملائكته الكرام، كارهًا إياهم بتأدية دور وجوبي يختلف كليًا عن كنية خلقهم الأولى .
وبالطبع فالملائكة المزيفون يمتلكون ثغرة من إفصاح تلاوي، ووجع من نوية ثرثرة سقطت سهوًا من فم المتأله ذاته، عندما بصق فيهم واجب الروح والوطن الخدمي، وجعلته عظمته المنرجسة يغفل عن كون النوية واجب اكتمالها نواة، وانشطارها وتشعبها خلية لتتكاثر اتحادًا، فتنبت عصفورة فمية تعشعش في حبال حنجرة الملائكة، ولكن زقزقتها محظورة .

في ذاتية العظمة وسهو اللذة العرشية، يتشدق المتأله أمام ملائكته بجام أحلامه ودستوره وطموحاته، نحو كائنات الأنفس المسكينة، ليقنعهم وعن طيب خاطر أن يقبلوا لعنة سيزيف المقدرة عليهم، فينحدرون يوميًا من علو ملكوت عقليته الفذة، ورؤيته المفعمة بالتخطيط نحو سفح وادي الأنفس الثكلى بضام السقوط في المنحنى العفن المسمى هدرًا " بالإنسانية " ؛ لتصعد محملة بأسرار أردية وبردات فقدت رتقها الوحدوي، وتسللت عبر ثقوبها خباثات الشياطين الهاربة في حنيات بصقات السماء الممطرة، وتكثفات أردية نساء السماوات وبلاءات حلم مسمى بحقوقية إنسانية بلهاء .

تحني الملائكة ظهورها من ثقل الواجب الخدمي الوجوبي، مطأطأة على حد العرش حيث يجلس المتأله، فيلقي نظرة تعجبية ضمنية محملة بقرارات خفية مدسترة، تتساقط من بقعة تقع في الغرب السمائي، تحت رؤى أيضًا تقابلها من الضفة الأخري، ليحتج المتأله رافعًا حاجبه الأيمن، مبحلقًا في وجه ملائكته السيزيفيين، لاعنًا في هوجاء لتتوهج فجأة من عينه اليسرى شمس تخرس ألسنة العصافير بفم الملائكة، . فتتوالى اللعنة كل يوم إطلالاً على حدود الكون، والملائكة السيزيفيون تزقزق في ألسنتهم عصافير مكبلة بعقلانية وهمية مزورة بالوجوبية والتأدية الوطنية الحقة، ولربما ببضع وريقات عليها شيطان أخضر قد يحقق حلم العلو الاجتماعي،

ولكن بلحظات استفاقة يزقزقون في غفلة على مرأى ومسمع من كائنات الأنفس
" هلموا ... هلموا ... قد يغفر لنا سوء تكوينه ويهبنا دورنا الحق " ... ولكنها لحظات استفاقة ليس إلا ولا تطول "

فالمتأله كل يوم تبزغ من عينه اليمنى شمس، وتخبو زقزقة العصافير ليترصد الكون نعيق غراب مرشدي قاتل لأخيه .
والحق الحق.. يبتسم له المتأله فاتحًا عينه اليسرى، ليبزغ قمر يبارك نعيقه في ملكوته، فلسوف تنشغل الأنفس في همهمات المرشد والحلم المعتق بوهم الخلاص الديني، فتمنح الحياة للمتأله وقتًا لإعداد صفقة توريثه الكبرى.

تهفو كائنات الأنفس لغفوة تومض في الضمير كرفة رمش أو نيزك فار ؛ لتقول لها الرؤية اصرخي ألم نكتفِ وتجمعي والتهي بالشوفان وقاضي ورددي :
أيا أيتها الملائكة غيبي في عنكبوتية الغبش، فسيزيفية الوطن لن تنجلي، والنفوس الضالة سيتولد منها أجنحة مدربة على الطيران، والتحكم في انفجارات دهبية مقنبلة بذكري شرم وطوبية طابا .


أيا أيتها الملائكة هيضي لحماية قاتل لمسالم مسيحي يصلي ومسلم يراعي مكياله، وتغاضي عن أحقية نبوءة نستراداموس العصر، فلسوف يخلق دربًا ليعتلي العرش شيطان غربي يلتهم اقتصاد متألهك وكائناته الثكلى، ويعري نساء سماوات الوطن ..
أيا أيتها الملائكة طوبى لمجانينك الذين لا ينتهون..


تبًا لك أيها الشعب متى ستسترق السمع لتكشف زيف زقزقة العصافير .. متى ستومض عينك برؤية حقة لغبش ملائكة مزيفين.. متى ستثور لتعود معلنًا حقك بكيان يُدعى وطنًا.. متى ستدرك كائنات نفسك الضالة دربها نحو مسكن بكنهة الإنسانية.. متى سنقف إجلالاً لسنبلة قمح تضمن لنا حق استقلال كرامي .
ولكن كيف تنبت سنبلة فكر في عقل بالقار مطلي.. موجوع بصراعات البقاء من أجل قضمة خبز مشبعة برصاص عادم تطلقه شكمانات صدور خادمي المتأله.. قضمة خبر عارية من ثوب الغموس .


تبًا لكم يا بائعي الوطن .. يا ملائكة الغبش المزيفين .. تبًا لك أيها الشعب الصامت.
اعذروني فأنا لست سوى
معاتبة للمتأله متواطئة مع ذكرى شرمية تواكبت وهدر لعظمة تحرير سيناوي تلوث بنبع من دم ذهبي



#نجلاء_صبرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد أن أراك ِ ...!!!
- قدر التعجب وسفح الرفات
- كيان يفقد خطاة
- للمتزوج الواقع فى براثن الإحساس البكر 1
- هذيانات حمى
- درفيل الوطن
- كائن ليلى أنا 00
- لغتى المفقوده فى جعبات الصمت
- ؛؛؛؛؛؛؛ قالوا ؛؛؛؛؛؛؛
- إلى صديقتى
- ،،،،،،،،،، أنين هزلى ،،،،،،،،،،
- يوم عادى
- ليلة هاذيه
- )))) ...... عفوا ...... ((((
- فراغ ،، فراغ ،، فراغ
- ما كان حبا ولا كان فعلة بوح
- برغم كل شىء
- غبا ر
- ما الحياه إلا سجن من جنون


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجلاء صبرى - التألّه وغبش ملائكة الوطن