أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع المكان والزمان والهوية الإيديولوجية للتطور الحضاري الجديد وشروطه 1-6















المزيد.....


من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع المكان والزمان والهوية الإيديولوجية للتطور الحضاري الجديد وشروطه 1-6


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 06:50
المحور: القضية الكردية
    


4 ـ إن توقيت عصر الحضارة الديمقراطية يشكل مشكلة معقدة أيضاً. فمن المؤكد أن لكل عصر روحه الزمنية الخاصة به. ولا يمكن التفكير بعصور اجتماعية خارج الزمن أو بعصور اجتماعية لم تؤسس روابط زمنية، إذ أن الزمن بحد ذاته عبارة عن عنصر فعال وبنّاء، ويعمل مع بقية الأبعاد الأساسية الأخرى. لكي تصبح أزمنة العصر الاجتماعي واقعاً موجوداً، فإنه يتطلب الإدراك الصحيح لهذه الأزمنة، فكلما تم إظهار خصائص العصور والتأثيرات الديالكتيكية الموجودة فيما بينها بشكل صحيح، ازدادت إمكانيات إجراء تعريفات علمية للتاريخ وبالتالي للمجتمع بتلك النسبة.
الخاصية المميزة لعصر المجتمع النيوليثي هي اكتسابه ولأول مرة مكانه كمجتمع زراعي ومرب للحيوانات الداجنة والذي جعل ذلك ممكناً هو التقنية التي تحققت في تلك المرحلة. فأهم خصائص هذا المجتمع هي الأرض وزراعة بعض أنواع النباتات والأشجار وتربية الحيوانات التي تم ترويضها، والقرى المستقرة، والمجتمع الأمومي المتمحور حول المرأة، والمفاهيم الميثولوجية والدينية المعتمدة على تأليه الموجودات والتي لعبت دوراً هاماً في الحياة ورفعها إلى السماء. أما أهم أدوات الإنتاج في ذلك العصر فهي المعول والفأس والمحراث والدولاب وآلات الحياكة اليدوية والطاحونة اليدوية وآلات القص الحجرية الجديدة والحمير والماعز والأغنام والأبقار. وكان المجتمع يعيش على شكل قبائل ضمن نظام يعتمد على الملكية الجماعية. وكانت تسود التجارة ومبادلة السلع في ابسط حالاتها. كما تشكلت فيه المجموعات اللغوية الأساسية في التاريخ وحققت تمايزها. ويظهر للوهلة الأولى أن زمن هذا العصر لا نهائي، فقد كان الزمن يسير ببطئ دون تطوير لأحاسيس الزمن ودون التمييز بين الماضي والمستقبل. لقد تطورت البنية الذهنية والمشاعر في عالم أشبه ما يكون بالجنة، وكانت عاطفة القرابة التي لم تكن قد تطورت بين البشر في حالة تطور. كما لم يكن لظاهرة العنف المنظم والذي يستهدف النهب أي وجود يذكر. حيث كانت الثقافة الداعمة للمجتمع الأمومي مصاغة من السلام، وكان هناك اغتراب عن ذهنية النهب والقضاء على البعض، ويعتبر الشعر بنية اللغة في هذه المرحلة، ولهذا السبب يطلق على ذلك العصر بالعصر الشعري للحياة الإنسانية.
يعتمد زمن أو عصر المجتمع العبودي على استعباد الإنسان وتحويله إلى سلعة، ويصبح الإنسان ذاته الوسيلة الإنتاجية الأكثر عطاءً. ويتفتت مجتمع القبيلة المعتمد على صلة القرابة عن طريق التقسيم الطبقي المعتمد على نمط العبودية، وتسود علاقة الحاكم والمحكوم، لقد أدت هذه الظاهرة التي تحققت لأول مرة إلى تغييرات عميقة في ذاكرة المجتمع، وتشكلت المدينة حول الحكام وأنشئت دولة المدينة.
عندما كان يعمل قسم كبير من المجتمع في كافة أنواع الخدمات، كانت فئة قليلة تسمو لأنها تمثل أسياد المجتمع والجميع يعمل في خدمتهم، وانعكاس هذا التحول الكبير للمجتمع على البنية الذهنية، يعني بدء عصر الميثولوجيا. ولقد لعب سببان هامان دوراً مميزاً في جوهر الميثولوجيا، أولهما هو فائض الإنتاج الذي أفرزه نمط الإنتاج العبودي لأول مرة للفئة الحاكمة والذي كان يعتبر معجزة بالنسبة لذلك العهد. وأما السبب الثاني فهو مرتبط بالسبب الأول ويتضمن البرهنة على أن هذا النمط هو النظام الطبيعي للمجتمع، حيث حقق منتجو الميثولوجيا السومرية مهامهم هذه بنجاح منقطع النظير، فآلهة السماء هي الخالقة والبشر هم العبيد الخدم الذين خلقتهم الآلهة على الأرض. وتعد عملية تمجيد الآلهة (الممجد، يمثل في جوهره طبقة الأسياد) وتحقير البشر (لأن الاستعباد يقتضي ذلك)، من أهم النجاحات التي حققها الكهنة السومريون، إذ استنتجوا ذلك من صعودهم إلى سطح المعبد (زيكورات) ومراقبتهم لحركة السماء المنتظمة؛ التكرار المنتظم لحركة الشمس والقمر والنجوم والفصول والليل والنهار. ومثلما تعكس قوانين السماء إرادة الآلهة، فإن القوى التي تسير وتنفذ القوانين على الأرض هي ملوك السلالة الحاكمة أو الكهنة الملوك الذين يمثلون الآلهة على الأرض، فأنهم يقوون الإله والآلهة وهي بدورها تقوم بتقويتهم.
كان يطلق اسم الميثولوجيا على فكر ولغة هذه الحقيقة، التي لم تكن قد تطورت بعد إلى شكل دين وذلك بسبب بقاءها ضمن مستوى الحكم والأقوال. وبعد فترة محدودة يأخذ المقتبسون مكان الكهنة ويقدمون هذه الأقوال على شكل قواعد دينية إلى البشرية، وتضع هوية التصور الميثولوجي بصمتها على عصر العبودية الذي استمر لآلاف السنين، ويمكن أن نطلق اسم عصر الميثولوجيا على هذا العصر الذي كان رازحاً تحت حصار المجتمع النيوليثي وبعد ذلك حقق نمواً في العمق والانتشار، فاحتلت الأقوال الميثولوجية القوالب الأساسية في ذهنية الإنسان، وكأن الاستعباد الجسدي لم يكن كافياً حتى تم تعزيزه وتقويته بالاستعباد الذهني الذي أصبح مسيطراً، وتم خداع إدارة الإنسانية التي تم تركها ضمن مرحلة الطفولة، بالأمثال والأساطير الميثولوجية. إنه العصر الذي تم فيه تمجيد الملوك والسلالات إلى أبعد الحدود، ولهذا فإن فهم التاريخ مرتبط عن قرب بتحليل عصر ولغة الميثولوجيا، إننا نطلق وصف الخرافة على عصر المثيولوجيا ونسخر منها ونمر عليها مرور الكرام، هذا يعني إننا نقدم خدمة عن معرفة أو دون معرفة للنظام العبودي الذي يجب أن نلعنه ونرفضه. فعصر الميثولوجيا هو المهد الذي ولد فيه عصر الدين؛ إنه تقليد عريق وأساسي.
يطلق على زمن النظام الإقطاعي اسم عصر اللاهوت لأنه العصر الذي ساد فيه المفهوم الديني. لقد تواصل نظام العلاقات الذي انحدر من النظام العبودي عن طريق جعله أكثر مرونة ولكن بعد ربطه بقواعد صارمة، استمر في هذا العصر العمل المرتبط بالأرض باعتبارها أكثر العناصر التي توفر فائض الإنتاج، وبالتالي تواصلت علاقة السيد ـ القن، الفلاح ـ الإقطاع، الملك ـ الغلام.. وكذلك تمجيد ثنائية الإله والعبد، كأقدس انعكاسٍ لهذه العلاقة.
تمت البرهنة في هذا العصر على وجود الله ووحدانيته (هذا يعكس في الحقيقة قطعية الفرز الطبقي والنظام الملكي).
إن المهمة التي ألقيت على عاتق الإنسان هي العبادة المستمرة والشكر المستمر للإله (أسياده، الأزواج، الآباء) الواحد، صاحب اكبر قوة، لانه خلقه من لا شيء (إعادة الولادة على أساس طبقي).
استمر الدين بتقديس الارتباط بالنظام من جديد حسب قواعد الإيمان الذي اكتسب صفة القطعية. وتم الاستمرار بتقييم الملكية والسلطنة وهما الشكل الجديد للمجتمع الطبقي، على أنهما يمثلان نظام الآلهة السماوية على الأرض، وسيطرت هذه الأنظمة الجديدة على الذهنية الإنسانية وعلى مؤسساتها السياسية وذلك وفق أسس أقوى، كمن يهرب من المطر وهو في البحيرة، أو عكس ذلك كمن يهرب من المطر الى البرد والثلج.
ان كافة الهويات الإيديولوجية ولاسيما الإسلام والمسيحية التي تم ضبطها وملاءمتها مع النظام الإقطاعي، حققت عصر اللاهوت العظيم في القرون الوسطى، بوضعها الميثولوجيا القديمة من جهة وطراز الفكر الفلسفي الذي ولد حديثاً من جهة ثانية في خدمة الدين.
لاشك أن الانطلاقة النبوية والفلسفية قد لعبت دوراً إنسانياً وتاريخياً في تجاوز أو تليين النظام العبودي. وبغض النظر عن نواياها، فقد قدمت الأديان التي أسست أبنية العبادة الفخمة على ميراثهم خدمة كبيرة "جوامع ، كنائس، أديرة" كغطاء أساسي للعهد الإقطاعي. وواصلت الآلهة احتلالها لروح وذهن الإنسانية. وان عصر اللاهوت كتعبير عن تعميق اللامعنى وعن انسلاخ الشعر والثيولوجية عن جوهرها فلسفياً، تحول الى كابوس استحق ان يطلق عليه عصر الظلام، وخاصاً في مرحلة الانهيار، وسيتم تسليط الضوء على التاريخ فيما إذا أجري تحليل صحيح لعلم اللاهوت بقدر تحليل عصر المثيولوجيا على الأقل، وبالتالي سيتم فهم ظاهرة المجتمع بشكل أفضل، ويمكننا أن نوصل المجتمع والشعوب والبشرية إلى مرحلة النجاح بالمعنى الحقيقي للكلمة، فيما إذا أجرينا تحليلاً علمياً لمنطق ولغة شعرية العصر النيوليثي وللميثولوجيا في العصر العبودي ولـ اللاهوت في عصر النظام الإقطاعي.
يمكن تقييم مرحلة النظام الرأسمالي من ناحية النشوء على أنها أقرب عصر إلى الفلسفة. حيث أدت الحروب الفكرية الكبرى إلى انحلال اللاهوت، وبذلك توضع خطوة عملاقة من أجل الفهم الصحيح للمجتمع برفع هذا الغطاء عنه. وبهذا الاتجاه لعب الفلاسفة دور أنبياء العصر الجديد. ولكن يكمن اختلافهم الوحيد في اكتسابهم قوة تفسير المراحل الاجتماعية الطبيعية بقوانينها الداخلية، دون إشراك الله بالأمر. حقاً لقد عبّر هذا الطراز الفكري عن أعلى مستوى من مستويات الوعي العام الذي اكتسبته الإنسانية الناضجة في التطبيق، وقد أدت التجارب التي أجريت على الطبيعة والمجتمع إلى تحويل التفسيرات التي تقدمها المواقف الميثولوجية واللاهوتية مدعاة للضحك. وبدأ الفرد الذي فقد حريته تحت وطأة الدوغمائية يبحث عن ذاته؛ ليتحكم في مصيره بنفسه لأنه ملّ من الآلهة. وقد كانت المسيرة نحو الفردية تقتضي الكثير من الجرأة، وراح الإنسان يتخلص تدريجياً من كونه ظلاً ويحول نفسه ليصبح فاعلاً، ولم يكن أمامه أي حل سوى الوثوق بنفسه وبقدراته، فثقته بنفسه ورفضه لتدخل الدين في شؤونه يتطلب جرأة كبيرة، لهذا تعد الفلسفة مرحلة فكر حر نجمت عن الثقة بالنفس والجرأة، ولم تعد هناك آلهة تتدخل بشؤونه، فكانت الفلسفة شكل فكر حر في مرحلة أكسبت الفرد قوة حين أكدت له: "لن تعيش كالأطفال معتمداً على الكبار، بل ستعمل من أجل العيش عن طريق تفسير الحياة بأفكارك وقوتك الذاتية". ولكن لم يكن بالإمكان الاقتناع بتلك العصور التي عقدت المجتمع بأنماط التفكير التي تضلل الأطفال، تلك العصور التي نمت وتوسعت فيها المدن.
لم تستطع الفلسفة التي نشأت في المدن المتطورة في آخر مرحلة من مراحل النظام العبودي أن تتحرر إلا في بداية العصور الحديثة، بعد أن تم استخدامها في خدمة الدين طيلة العصور الوسطى. ويطلق اسم العصر الفلسفي على العصر الذي تجاوزت فيه الإنسانية مرحلة الطفولة الميثولوجية والديانات وبدأت ترسم مصيرها بيدها، وتبحث عن الانسجام مع الطبيعة والمجتمع بدلاً من الانسجام مع الآلهة. كما تعد الفلسفة مدخلاً إلى العصر الواقعي، فهي العقلانية التي تسعى للاستفادة من قوى الطبيعة أكثر ما يمكن. ومن المؤكد أن عصر الفلسفة هو العصر الذي تم فيه تمجيد الإنسانية.
لا يمكن أن ننكر بأن التطور العلمي قد أكتسب سرعته من الفلسفة، ولا يمكن أن ندعي بأن العلم قد تخطى الفلسفة وبأن الفلسفة لم تعد ضرورية، ولكن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها أيضاً، وهي أن الفلسفة قد فقدت أهميتها القديمة في مرحلة نضوج النظام الرأسمالي، ومثلما لا يمكن ان ننظر إلى الفلسفة باعتبارها شكل التفكير الخاص بالنظام الرأسمالي، كذلك لا يمكن تقييم الرأسمالية على أنها النظام الذي يرفض الفلسفة.
من المؤكد أن النظام الرأسمالي لم يعش الشعرية والميثولوجيا واللاهوتية من الصميم، وبالأحرى لقد أنكر وبشكل فظ الشعر والميثولوجيا واللاهوت واعتبر نفسه عقلانياً وواقعياً. إذ أن الفترة التي يمثلها ليست شاهداً على سحرية الشعر أو على بطولة الميثولوجيا أو على قدسية اللاهوت، وبالإنكار الفظ لهذه العصور أفقرت البشرية. فهو عصر العقل الممجد ولكنه في الحقيقة لم يذهب إلى أبعد من إشباع المطامع الأنانية بطريقة منطقية وعقلانية متطورة. كما برهن على أنه عصر مغرم بالمادة لا يستطيع احتمال تمجيد الفلسفة ذاتها. لهذا السبب فإن النظام الرأسمالي عصر يستحق النقد أكثر من غيره، إذ أنه أهمل وانكر روح الزمن والعصور التي احتضنت الإنسانية آلاف السنين وغض الطرف عنها، والأسوأ من ذلك هو وضعها في متحفٍ وحكم عليها بالعيش مرحلة ضحلة. لقد أصاب هذا النظام الإبداع الروحي للإنسانية بالعقم، وتم تحويل إنسان هذا العصر إلى وضع يمكنه فيه أن يضحي بكل شيء في سبيل أنانيته، كما وتم تحويل حساب المصالح عن طريق ألعاب البورصات إلى قمار عام. ومهما أطلق عليها من أسماء سواء "نهاية التاريخ" أو "مرحلة ما بعد الحداثة" الا انه وبالأزمة العامة التي يشهدها أوصل التاريخ الإنساني الى عتبة الزوال والذي يشبه عصور الجاهلية. حيث باتت روابط النظام الفخمة التي ظهرت أثناء بداية العصر الحديث وجهاً لوجه أمام فقدان كبير في الروح والذهن. ولقد تركت الثقة بالنفس والفكر الخلاّق والتنوير والرومانسية التي نجمت عن الفردية مكانها للخوف والشك والتهرب من الفكر والفلسفة التي نجمت عن النزعة الفردية؛ هذا العالم الضبابي وهذه الروحانية التي استسلمت للغرائز والمصالح الصغيرة التي تم تفريغها من كل شيء، قد أدت الى إنزلاق المجتمع إلى أزمة خطيرة محدثة تخريبات كبيرة في البيئة. بالتالي فإن إطلاق اسم "مرحلة الآلهة الصغيرة" على زمن النظام الرأسمالي الذي ضحى بالتاريخ والمجتمع والحياة من أجل مصالحه الصغيرة، أمر يدعو إلى التفكير.
لقد حوّل لسان هذا العصر كل كلمات لغته إلى مصيدة، وكأن الكلمات والأفكار التي تضافرت معاً قد اصطفت من أجل تضليل طبيعة الإنسانية الأساسية وتضليل ذهنيتها وروحها؛ كاصطفاف خائن وحقير. وبسبب التمثيل السليم لبعض حقائق هذه الكلمات تتعاظم الخطورة، وكأن العلم والتقنية بمنطق ولغة النظام الرأسمالي ينتهكان عرض الإنسان في كل لحظة. ومثلما أعتبر الكهنة السومريون أن دفن العبد حياً مع ملكه عندما يموت هو إحدى مقتضيات أوامر النظام الإلهي المتربع في السماء، فإن منطق المصالح الفجة المنتشر في النظام الرأسمالي لم يترك شيئاً مجيداً أو مقدساً دون أن ينتهك عرضه أو يتلاعب به من أجل مصالحه البسيطة. لقد وصل الفساد الذي شهدته الأنظمة في مراحل الأزمات إلى أبعد حدود له في النظام الرأسمالي، وكأن عصر الفردية الفخم قد تحول إلى أحط عصر والى فردية قائمة على المصلحة واللا أخلاقية التي تمت حمايتها بكافة الأساليب، والى عصر اللصوصية التي اكتسبت الصفة الشرعية.
من المؤكد أن الأزمنة الإيديولوجية تشهد أكثر المراحل تأزماً وانحلالاً. فحتى للعصور الدوغمائية عالم منطق خاص بها، وان نظريات الحياة الملتزمة صالحة ضمنها. وتوجد للفلسفة مراحل مثلت الإنسانية سواء على صعيد المفهوم الكوني أو على صعيد الأخلاق. أما في عصر الأزمة العامة للحضارة، فإن الفردية التي تم وضعها في مركز كل شيء وبالرغم من منطقها القائم على المصلحة فإنها لا تحترم القيم التاريخية ولا تحترم الأحلام الطوباوية المستقبلية؛ يتم الهروب إلى مذهب الفردية الذي يضع الدوافع الغريزية العديمة الفائدة والمنسلخة عن التاريخ، مكان الحرية.

لقد تم في عصور الدوغمائية إذابة الفرد داخل المجتمع ووضعت له حدود مسبقة لكل شيء، والتطرف الموجود هنا هو أهم سبب موضوعي لرقي العصر الجديد على أساس الشخصانية. أما في عصور أزمة النظام الرأسمالي فقد جرت مرحلة معاكسة لذلك، حيث تشهد هذه المرحلة انحلالاً لكافة القيم الاجتماعية ذات المعنى في الفردية التي تطرفت إلى أبعد درجة. وقد مهدت ردة الفعل التي تم التعبير عنها تحت اسم الاشتراكية، السبيل أمام الاشتراكية الكهنوتية السومرية المعاصرة، وهذه أمثلة تبين كيف تغذّت التطرفات من بعضها.
ان أحداً لم يفكر في أن الإنسانية سوف تحقق تحولاً عصرياً آخر بعد الحرب العالمية الثانية، إذ أن تحول الطاقة النووية إلى سلاح يأتي في مقدمة العوامل التقنية واعتباراً من النصف الثاني من القرن العشرين سترغم الثورة التقنية ـ العلمية المتعمقة على خلق روح زمن جديد تدريجياً، وإن الحضارة المعتمدة على المجتمع الطبقي الذي يعيش آخر اكبر مراحله المتجسدة في الرأسمالية، لم تعد قادرة على الخروج من الأزمة العميقة والمستمرة لا عن طريق خوض حروب جديدة ولا بواسطة مجتمع طبقي.
يتطور عصر جديد من بين أحضان أو أحشاء الانحلال والتفسخ وإن كان هذا التطور يجري بخطى بطيئة. وهذا التطور لن يتم بفعل منظمات ثورية صغيرة ومنظمة بإحكام كما يعتقد، بل سيكون بداية لعصر لعبت التقنية دوراً هاماً في قيامه وجعلت تحقيقه أمراً حتمياً، لقد اتضح بأن استخدام التقنية في حرب شاملة أدت إلى حلة لاغالب فيها ولا مغلوب. فبواسطة الحروب لن يتم هدم حضارات ولن يتم خلق حضارات؛ بل سيكون الدمار شاملاً للجميع. من جهة أخرى وصلت التقنية مستويات تمكنها من حل كافة صراعات المجتمع دون اللجوء إلى العنف. والبعد المادي الذي أستند إليه العصر الجديد هو وصول التقنية إلى مستوى تحقيق أي مشروع تحول اجتماعي جديد، ولا نستثني من ذلك أشكال المجتمع اللا طبقي. ويعد التحول الثوري للمادة سبباً اساسياً في تغيير طابع الزمن. فإذا ما حدث تحول مادي كهذا فإن زمن العصر سيصبح زمناً آخر.
إننا على قناعة بواقعية إطلاق اسم عصر الحضارة الديمقراطية على هذا العصر الذي قمنا بتعريفه بشكل مفصل وشامل.
هذا العصر وقبل كل شيء هو العصر الذي وضعت فيه الشعوب ولأول مرة في التاريخ كل ثقلها على السياسة. فالديمقراطية (ديمو ـ قراطية) تعني إدارة الشعب، ويتحقق هذا في الكثير من وجوهه، حيث كان يتم تحديد كافة الأزمنة السابقة بأسماء الطبقات المسيطرة فيها؛ عصر العبودية وعصر الإقطاعية وعصر الرأسمالية، حيث تعتبر الشعوب وكأنها غير موجودة في تلك الأزمنة. ولقد دوَّن التاريخ بأسماء الملوك والسلالات الحاكمة، ولا يعرف أي شيء عن أخبار المبدعين الحقيقيين في تلك العصور، بل وحتى الإيديولوجيا كانت تعكس واقع الحكام، وعندما لم تكن السلطة المادية كافية كانت السلطة المعنوية والقدرة الإلهية جاهزة في كل لحظة، وحتى في النظام الرأسمالي، فقد عكرت الوطنية بالشوفينية بشكل سريع، وككيان مادي جعلوها بلاءً كبيراً على الوطنية. وبواسطة النزعة القومية اختبأت أقذر المصالح الطبقية خلف المصالح الوطنية الحقيقية.
إن أية ممارسة عادية للنظام الديمقراطي قد برهنت بما يكفي بأن الشعب قد أصبح القوة الفاعلة الأساسية. إذ ولى عصر حكم الأشخاص والملوك والسلالات الحاكمة والطبقات التي كانت تسيطر بلا حدود، ودخلت الشعوب بكل ثرائها الثقافي الى المسار. حتى الديكتاتور المغتر بنفسه لا يمكنه أن يكون صاحب قوة إلا إذا كان شعبه من خلفه. كانت الشعوب تعيش حالة جنينية في العصر النيوليثي، وولدت وتسمرت بالأرض مع انتقالها إلى المجتمع الطبقي، وكلما كانت تنتقل إلى مجتمع طبقي جديد كان أسيادها يستخدمونها حتى الرمق الأخير ويسخرونها ويدفعون بها إلى الحروب.
حقاً إن الشعوب هم البنات الحقيقيون للتاريخ، ولكن أسمائها تكاد لا تذكر في التاريخ، حيث كان السادة ونظامهم الإلهي هم خالقي وأصحاب كل شيء، في حين كانت تدون أكبر كذبة تحت اسم التاريخ، كانت الشعوب تئن وتتألم بعمق وبصمت، وتتعلم باستمرار من معلومات الزمن منتظرة عهودها الآتية.
رداً على الرأسمالية بكل فاشيتها وسمومها القومية، لم يعد ممكناً تأخير انبعاث الشعوب من جديد. وبهذا المعنى يمكن أن تكون مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ميلاداً لانبعاث الشعوب من جديد. وقد شهدت نهاية القرن العشرين انتصاراً للديمقراطية، لأن هذا العصر هو عصر الحضارة الديمقراطية المعتمدة على البنية التحتية التقنية والمؤسسات السياسية الضرورية لبناء سلطة الشعوب.
دفعت الشعوب ثمناً باهظاً للدخول في هذا العصر، وتحملت طوال التاريخ كافة أعباء الحضارة المعتمدة على الانقسام الطبقي، وتعرضت لكافة أنواع القمع والمجازر والاستغلال والنهب والتهجير والصهر ولم تكتف بهذا، بل جربت كل أشكال الإرغام الإيديولوجي والمعنوي وتم تأليبها على بعضهم البعض، وحدثت إبادات عرقية فظيعة. وفي الحربين العالميتين في القرن العشرين وفي الكثير من الحروب المحلية والإقليمية، لم يتحطم أحد سوى الشعوب. كما أن الحروب التي تم خوضها باسم الدين في القرون الوسطى تواصلت بشمولية وقسوة اكبر تحت اسم النزعة القومية في النظام الرأسمالي.
لم تقف الشعوب طوال تلك المراحل مكتوفة الأيدي. ولم تهدأ الانتفاضات والهجمات التي شنتها ضد النظام العبودي. كما لم تهدأ أشكال المقاومة التي أبدتها الشعوب في العصور القديمة والوسطى والكيانات الفلسفية والشبه دينية والأديان التوحيدية، وبهذا المعنى نرى أن التاريخ من بدايته وحتى نهايته استمر كتاريخ لمقاومة الشعوب حتى ولو كان تحت الستار العشائري والديني والمذهبي. حقاً إن هذا التاريخ غير مدون والمزيف والمحرف والذي ينسب لغير أصحابه هو تاريخ حرية الشعوب.
تركت حركات المقاومة الشعبية المعاصرة في القرن العشرين بصمتها على العصر. فبالرغم من كل أخطاء الاشتراكية المشيدة، يمكن اعتبار الحروب التي تم خوضها تحت راية الاشتراكية وحروب التحرر الوطني، في جوهرها حروب مقاومة الشعوب من أجل نيل حريتها.
ظلت ثقافات الشعوب التي تعرضت للقمع والإبادة في جميع هذه المقاومات صامدة، فحتى ولو لم تنجح مقاومات الشعوب بالمعنى السياسي، إلا انها برهنت على عدم رضوخ ثقافاتها وعلى عدم زوالها والتمسك بديمومتها. علماً بأن تمثيل الشعوب في المؤسسات السياسية بعد الحرب العالمية الثانية حقق تطوراُ كبيراً، والذي انتصر في نهاية القرن العشرين لم يكن النظام الرأسمالي بل الديمقراطية. وتعد الديمقراطية المعاصرة أول وأهم خطوة على سبيل تحقيق أحلام وآمال الشعوب منذ آلاف السنين، فمثال الأبيض والأسود الذي تفرضه الهيمنة الطبقية ليست سوى تطرف، وفي الحقيقة أن السبيل الأنسب لإنهاء الاستغلال في عالم الواقع يمر عبر تفعيل معايير الديمقراطية المعاصرة، ويجب النظر إلى الديمقراطية المعاصرة على أنها نظام إدارة الشعب الحقيقي الذي يصحح التحريفات الطبقية المتطرفة، وتكسب الشعوب فعالية نحو عوالمها الغنية، وتعطي التقاليد السلمية والأخوية مكانة خاصة. وتطور الشعوب شخصياتها الأساسية تحت راية الديمقراطية المنسجمة والحقيقية. وستجد الصراعات والحروب الدينية والاثنية والقومية السابقة والتي كانت تؤدي إلى الانفصال والانقسام وبالتالي لـ اللجوء إلى العنف، الحل في السلام والنظام الديمقراطي المعاصر. ولو ترك الأمر للشعوب فسيكون طموحها الأعلى هو العيش تحت ظل "فيدرالية عالمية" لأن الدويلات الصغيرة لا تمثل ذروة طموح الشعوب، بل هي طموح للإمارات المهيمنة، ولكافة الفئات الطبقية والأثنية والقومية الضيقة ذات الطابع الشوفيني، حيث تتطور الفيدراليات الإقليمية الواسعة وتواصل وجودها كأشكال ديمقراطية معاصرة، وتدل على عدم وجود أي معنى للتمييز اللغوي والديني والعرقي وكافة الفروقات الثقافية. لقد اجتمعت الدول الأكثر ديمقراطية وتقدمية في اتحادات مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ورابطة الدول المستقلة، والذي أرغمها على ذلك، هو الوجود الثقافي للشعوب وقدرتها على المشاركة السياسية.

إن اليقظة الثقافات هي التي تطبع مجريات الحياة اليومية في العالم برمته بطابعها، وتتبنى أشكال معاصرة تحولها الى عنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة. ولأول مرة تنعتق الشعوب من قيود الإيديولوجيات الدوغمائية المخدرة، ومن قيود الأحلام الفارغة، وتعانق من جديد كياناتها التي دفنت في الأرض وتسمرت بها منذ المجتمع النيوليثي لتبعث فيها الحياة من جديد وتدخل مرحلة تحديثية كبرى بكل ما تملكه.
تحول حضارة الديمقراطية المعاصرة إلى نهضة للشعوب باتت حقيقة، وتدعو الحاجة الماسة لهذا التطور مع مضي كل يوم. فتراجع ديكتاتوريات الطبقة المتحجرة، وبتعبير أكثر واقعية إن تراجع الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية وزوالها يعتبر مكسباً كبيراً لصالح الشعوب. إن كيانات الشعوب متماثلة مع الديمقراطية، حيث تربط بينها علاقة ديالكتيكية تجعل انفصالها مستحيل.
يعد المجتمع الديمقراطي ثمرة من ثمار التأثير المتصاعد للشعوب على السياسة والدولة. فإذا وصلت عملية التحول الديمقراطي في المجتمع والسياسة والدولة إلى طرح يومي لدرجة لا يمكن مقارنتها مع أي مرحلة تاريخية، وإذا كانت هذه الحاجة تعاش في كافة بقاع العالم، فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على يقظة الشعوب وتنورها وتحولها إلى قوة سياسية. كانت الفاشية تمثل الديكتاتورية المتطرفة للرأسمالية، بينما عبرت الاشتراكية المشيدة عن تعصب الطبقة المسحوقة. وأما الديمقراطية المعاصرة فهي عبارة عن نظام حياة ونظام حكم يعمل على وصول الشعوب إلى مرحلة النضوج ويستند على واقع مادي البنيان، وبالتالي هو النظام يحقق نجاحات مستمرة.
تؤكد هذه التعريفات وبكل جلاء أنه بالرغم من الطابع المتفسخ والمتأزم لرأسمالية عصرنا، فإن عصر الحضارة الديمقراطية للشعوب التي تطورت ضد النظام الرأسمالي وكقوة تسببت في انحلاله.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الرهبان السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثال ...
- من دولة الرهبان السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثال ...
- من دولة الرهبان السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثال ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع المكان والزمان والهوية الإيديولوجية للتطور الحضاري الجديد وشروطه 1-6