أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - جدار أثيوبيا المائي ...














المزيد.....

جدار أثيوبيا المائي ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6561 - 2020 / 5 / 11 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ ليس لشيء آخر ، بل من باب أحقية تسبيق الفجيعة إلى أذهان الأثيوبيون ومن يقف خلفهم ، لا بد أن يعوا جيداً جميعاً ، بأن جدار عزل مياه النيل عن السودان ومصر سيؤدي إلى حشر القاهرة في الزاوية ، فالجيش المصري لا يمكن أن يمرر مشروع تعطيش جغرافية بلاده وبالتالي ، الجدار هو مقدمة لتصحير الأرض وإعطاب نبض الشعب الحقيقي ، بل من يظن بأن الجيش سيقف متفرج أو مكتوف الأيدي حتى تصبح مصر كعراق آخر ، فإن ظنه ليس بمحله أبداً ، وبالرغم أن قانون الدولي يعتبر نهر النيل مياه دولية كنهري دجلة والفرات والدانوب ، إلى أن الوقائع على الأرض تشير بأن قانون الدولي بات بالأدراج والغبرة تغطيه ، بل ايضاً وللتذكير المفيد ، لم تكن على الإطلاق دول التى ينبع من الأنهار ، يوماً ما تُسلم للقانون الدولي بقدر أن القوة كانت فقط كفيلة بردع مشاريعهم ، وهذا حصل بين العراق وتركيا تاريخياً ، فمنذ العشرينيات القرن السابق ، أقدما الطرفين على توقيع أكثر من إتفاق ، تفيد الاتفاقات جميعها بعدم إقامة دولة المنبع أي سد أو خزان أو تحويلة إلا بموافقة دول المتناهرة ، لكن في كل مرة كانت تركيا تقيم سدود وتحويلات بحجة أن النهرين ليسا بنهرين دوليين ، بل اعتبرتهما فقط عابرين للحدود ، أي يعني باختصار ، بأنه عبور يمكن تسجيله ضمن الأخطاء التاريخية وليست التدبير الإلهي .

مع كل أزمة تواجهها الأنظمة العربية سوريا العراق ومصر ، يخّطون دول منبع الأنهر خطوات تكشف عن المغزى الحقيقي لمشاريعهم التعطيشية ، فقد اخفقت بغداد في الماضي من إلزام الجانبين ، التركي والإيراني في توقيع إتفاق واضح المعالم والذي يراعي حصة العراق المائية وبالتالي المتوقع حسب تقديرات علماء الجغرامائين ، سيضرب الجفاف عام 2040م العراق وذلك بسبب شح تدفق مياه الأنهر ، بالطبع ، جميع المؤشرات على ذلك باتت واضحة في المناطق الشرقية ، لقد جفت المياه بسبب قطع نهر الكاورن الذي يغذي البصرة وشط العرب ، فالحكومات الإيرانية التى تعاقبت ، سعوا منذ زمن بعيد في إنشاء سدود وتحويلات وحولوا مياهه إلى مدينة اصفهان وبالتالي ، ايران اقدمت في المقام الأول على تعطيش أرض الأهواز العربية قبل مناطق الشرقية في العراق ، وبعد إحتلال العراق ، بنت ايران جملة سدود بهدف ضرب التنمية العراقية وعلى رأسها الكهرباء ، فهل يعقل دولة مثل العراق ، تتمتع بموارد طبيعية كبيرة ومكانتها التاريخية تصبح تتسول الكهرباء من طهران وفي شرق البلاد يشرب أهله مياه ملوثة .

وثمة تحرك آخر ، هو أشبه بتبادل لعبة السدود ، في القابل قامت تركيا في إنشاء سلسلة سدود التى خلفت أزمة حقيقة للعراق ، بالفعل يعتبر مشروع إليسو من أكبر المشاريع الذي سيغير بعد مدة زمنية قصيرة ، حياة أبناء نهر دجلة في العراق ، المشروع يتضمن 19 محطة كهرومائية وهذا يتطلب وضع تحويلات تحد من تدفق مياه النهرين نحو مسلكه الطبيعي ، صحيح أن الأتراك سيستفيدون من الكهرباء وسيتم إصلاح مليونين هكتار لكن ذلك سيكون على حساب العراقيين وسينعكس ذلك على المنطقة العربية برمتها ، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً .

إذن التدخل الخارجي كفيل إلى دفع الأطراف الإقليمية بالغرسطة والتعنت والتفرد في إملاء المشاريع ، تماماً ، كما هو الحال بين العراق وتركيا بالأمس ، وحال مصر وإثيوبيا اليوم ، وبالتالي لا بد لمصر والسودان اعتماد طرق جديدة في مسألة الري وتفويت الفرصة على مِّن يستهدفهما بالتعطيش ، إلا أن يتغير الحال ، بالطبع من خلال توفير تقنيات حديثة ، بل بالمختصر المفيد ، جدار اثيوبيا المائي ببساطة يهدف إلى تصحير الجغرافيا وتغير المناخ ، وبالتالي هو مشروع سينهي الوجود الريفي وسيدمر الحركة الصناعية الناهضة في المحافظات ، اللذان سينهيان مشروع جغرافية الدولة المتحدة . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الحريات بالحداثة ومعادلة المراحل في تاريخ البشري ...
- العدالة لا يمكن أن تصنع من الظلم ...
- من علامات الخالق أن يمرر للمخلوق بصائر إدراكية ...
- لبنان بين حكومات الطبقة الفاسدة وحكومة التجويع ...
- كيم يونغ فتى الظل الجديد في لعبة التراشق ...
- عظمة الخيال جاء بكل هذه التكنولوجيا الافتراضية ...
- محمد عمارة من صفوف البناء التحتي للمادة إلى صفوف المدافعين ع ...
- كانط المتخبط والعرب المتخبطون بكانط ...
- ابو محمود الصباح من غرفة عملية صيدا يرد على تصريح مردخاي غور ...
- خلطة الحرية والفلسفة والتحوّل ، تمهد للانتحار ...
- فقط أبن الحرة من يُدير الأزمات بنجاح ...
- محاولة ركيكة مثل صاحبها ...
- البحث عن الهوية ، شعاراً مازال قيد البحث لم يتحقق ...
- إعادة النظر بالبيداغوجيا التقليدية ..
- الأفكار العلمية والفلسفية ممكنة في زمن معين ومستحيلة في زمن ...
- الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية بلا ليبرالية ...
- مازالت أنماط التفكير لأجهزة الاستخبارات العالمية تتشابه بالأ ...
- من على الرف إلى الحياة الكاملة ...
- جندرة الحيوان كانت مقدمة لجندرة البشرية ...
- وزير قلق ووزير مرتاح والفرف بين بكين وواشنطن


المزيد.....




- ترددت أصداء الصراخ بطهران.. إيران: 90% من قتلى الغارات الإسر ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: حروب نتنياهو واستراتيجية -الك ...
- مقتدى الصدر يوجه بإطلاق موكب لتقديم المساعدات لإيران وخدمة ح ...
- مقتل نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة بالجيش الإسرائيلي بمعا ...
- وكالة -سي إن إن-: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرا ...
- خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذري ...
- من غزة لإيران.. إسرائيل توسع رقعة الحرب
- إيران وإسرائيل.. حرب الخيارات المفتوحة
- رصد إعصارين في سوتشي وهطول أمطار غزيرة اجتاحت المدينة
- وكالة مهر: الجيش الإيراني يصدر تحذيرا لإخلاء مناطق واسعة في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - جدار أثيوبيا المائي ...