|
كانط المتخبط والعرب المتخبطون بكانط ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 16:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ يقول تلميذ من تلامذة كانط لتلميذ آخر ، اركض أيها الصديق فالعالم القديم وراك ، وهؤلاء التلاميذ استجمعوا أقساط متعددة من التحليلات والتفكيكات والمناهج التى بدورها تخفف من المقدس وتقدم العلم الصحيح ، فالناظر بنظرة تأملية إلى ثياب الخرجين والخريجات من الثانوية العامة أو الجامعات ، تحديداً عندما يجردها المدقق من التطور الذين طرأ عليها ، سيجد أنها مجرد عمامة وعباءة ، وايضاً في الجانب الآخر ، الباحث للبسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) التى تصدرت أعلى شهادة الدكتوراة للفيلسوف الألماني كانط ، جميعها بالفعل تثير تساؤلات عميقة ، أين كان العرب وأين أصبحوا اليوم ، بل كتابة البسملة ، هو أمر يثير فضول أي باحث ، لمعرفة مقاصد الكانطية من وراء هذه الحركة أو جوهر الرسالة التى أراد كانط تركها ، بل هناك أية قرآنية كان قد استخدمها ايضاً في أكثر من واقعة ، ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) ، وبالتالي تفسير هذه الآية ، يشير عن شيء قد حسم لديه ، فرب العزة يعني بذلك ، إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن ، فبأي كلام يؤمنون به ، بل ايضاً ، ترك الرجل معاتبة ، لم تقتصر عليه بقدر أن العديد من المفكرين الغربيين توقفوا عندها ، لقد أبدى انزعاجه لعدم تمدد الدولة الأندلسية بعد حدود إسبانيا ، والذي حرم القارة الأوروبية والأوروبيين من العلم والمعرفة والتطور لقرون طويلة .
يعد كانط بفيلسوف الفلاسفة ، وبالتالي مكانته كبيرة وواسعة بين جمهور عريض ، وبالرغم من تفنيد علماء الغرب لأفكاره ونظرياته ، سنأتي عليها لاحقاً ، إلا أن الباحثون والعلماء مروا على البسملة التى في شهادة الدكتوراة والآية التى كان يستخدمها في مواقع عديدة مرور الكرام ، بل هناك مسألة جعلها كمحور أساسي من الأخلاق الإنسانية ، تقترب من الواجب الأخلاقي الذي رسخه النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، كزيارة المريض أو وتقديم واجب العزاء أو ايضاً أماطت الأذى عن الطريق ، لأشخاص ليس من الضرورة معرفتهم أو هناك صلة قرابة ، وبالتالي فرق بين مشاعر الحيوان والإنسان ، لأنه يعلم حجم حضور الحيوانات في الحياة الغربية بشكل عام ، وهذا الاختلاط يجرد البعض أو الكثير من مهارة التمييز ، بين قط يبادر بمشاعره لمربيه ، وبين إنسان لديه عقل ويدير سلوكياته باتجاه الآخر ، إذن ، البسملة والآية والواجب ، دلائل عن إيمان كانط بالإسلام أو على الأقل انشداده ، لكن يظل التعامل معه على أنه مسلم ، صعب طالما لم يشهر بذلك ، بل قد تكون حالته بلحالة الفريدة ، أعتقد أنه استهوته في الآونة الأخيرة ، مسألة التوحيد في إطار المسيحية ، أي أنه رفض عقيدة التثليث كما أشار ، لكنه يؤمن بالله الواحد ، وهذا تفسره أطروحاته الثلاثة النار / المبادئ الأساسية لمعرفة ماوراء الطبيعة التى تبحث في الأصالة ، للوجودية أو الماهية / واخيراً المونادولوجيا الفيزيائية / التى تعتبر الذرات الحقيقية التى تكونت على عناصر الأشياء ، ذرات روحية وليست مادية .
الآن ، الفارق بين الباحث العربي والغربي ، بأن العربي مازال يراوح عند معلومات كان قد قراءها عن فيلسوف مثل كانط وتبني أشياء منها ويردد ما قرائه ، لكن الباحث الغربي عكس ذلك ، فأغلب تلاميذ كانط ، خرجوا بأن ما جاء به من أفكار لا بد من مراجعتها وإعادة النظر بها ، لأنها تحمل أخطاء جوهرية ولا تتناسب مع الاكتشافات الحديثة للعلم ، فالرجل أقام فلسفته على فيزياء نيوتن ، كل فلسفته على هذا الأساس ، ونظرية نيوتن مبنية على تصور الزمان والمكان ، الزمان لا نهاية له والمكان فضاء متمدد ، وهذه النظرية وضعت في المتحف العلمي تحت تصنيف بالأخطاء الفكرية ، لأن أُثبت بشكل فيزيائياً وليس علمياً ، ولا بطريقة المتكلمين ، بأن الزمان ليس متمدداً والفضاء ليس بعداً مجوداً بنفسه ، وبالتالي فلسفته بناها على الزمان والمكان ، التصورات القبلية المطلقة ، أو مقدمات الذهنية للفهم ، أي أن الفهم يبدأ بالسؤال ، مع عدم وجود معلومة قبلية حول أمر ما ، وبالتالي لا مجال للسؤال عنه ، طالما مجهول مطلق ، لكن تبين عكس ذلك ، فالزمان والمكان ليسا مطلقان ، لأن الزمان يصبح ابطأ كلما زادت سرعة الجسم أما الأطوال تتقلص بزيادة السرعة ، وبالتالي أركان فلسفته تم إنكارها حديثاً ، وعلى هذه التصورات بني ايضاً نظرية العقل والواقع ، بزعمه بأن العقل ليس كافياً للوصل للواقع ، وهنا يتساءل ، إذا الخالق ليس مجرد تصور عقلي ، فالتصور العقلي ، يعني مثل لاعب رياضي الذي يفكر بعضلاته ، بل هو واقع متحقق بنفسه ، لكن طريقة الوصول إلى الواقع ليس فقط العقل المخصي ، أي هناك وظائف حسية تدلل على الطريق ، لأن العقل المحض لا يدرك الأمر في نفسه ، والإله ، وهنا ايضاً يتساءل ، إذا كانت التجربة عامل آخر للوصول ، فإن التجربة لا تكفي في تبيان الإله ، إذن ، الإله في الحقيقة لا يمكن الوصول إليه مادام متحققاً بنفسه ، إلا بالتجربة والتجربة لا يمكن أن تصل إلى الإله ، إذن الله لا يمكن الوصول اليه لا بالعقل المنفصل عن الواقع ولا بالتجرية لعدم كفايتها لإثبات الإله .
المدهش في الأمر ، هناك محاولة تاريخية لفصل بين الصناعي والطبيعي ، فإذا كانت المصنوعات البشرية تندرج ضمن الأثر والمأثور ، إذاً لماذا الطبيعة تستثنى دائماً من هذه المعادلة أو ما هو الهدف من وراء استثنائها ، بل الساحر أكثر ، وهذا يشير بأن العرب المعاصرين للفلسفات الحديثة ، مبدعون بالنقل والتقليد ، فطالما العلماء الغرب أنكاروا فلسفة كانط حديثاً ، باكتشافهم بأن الزمان والمكان لسيا مطلقان ، في المقابل مازالوا العرب يكتبون عن فلسفته واهميتها التى أنكرها تلاميذه فيزيائياً ، وهذا الحال ينطبق على كل الأحوال . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابو محمود الصباح من غرفة عملية صيدا يرد على تصريح مردخاي غور
...
-
خلطة الحرية والفلسفة والتحوّل ، تمهد للانتحار ...
-
فقط أبن الحرة من يُدير الأزمات بنجاح ...
-
محاولة ركيكة مثل صاحبها ...
-
البحث عن الهوية ، شعاراً مازال قيد البحث لم يتحقق ...
-
إعادة النظر بالبيداغوجيا التقليدية ..
-
الأفكار العلمية والفلسفية ممكنة في زمن معين ومستحيلة في زمن
...
-
الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية بلا ليبرالية ...
-
مازالت أنماط التفكير لأجهزة الاستخبارات العالمية تتشابه بالأ
...
-
من على الرف إلى الحياة الكاملة ...
-
جندرة الحيوان كانت مقدمة لجندرة البشرية ...
-
وزير قلق ووزير مرتاح والفرف بين بكين وواشنطن
-
كورونا بين القرض الحسن والربوي ...
-
عندما تمطر السماء والأرض ترفض الإستجابة ...
-
الغزالي بين من الإختزال والإسهاب ...
-
الغزالي بين الإختزال والإسهاب ...
-
الخطوات الاحترازية عامل أساسي في تقليل الإصابات ...
-
الذكرى التاسعة لانتفاضة الشعب السوري ..
-
لا خطر يعادل خطره ...
-
التعرف شيء والإدراك شيء آخر ...
المزيد.....
-
تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط
...
-
وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل
...
-
الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
-
هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة
-
لماذا لم يتسبب زلزال روسيا الهائل بأضرار أكبر؟
-
وزير إسرائيلي يلمح إلى ضم أجزاء من قطاع غزة
-
سموتريتش يدعو لفتح ممر بين إسرائيل والسويداء
-
-ضوء أخضر- من القضاء البريطاني لحركة -فلسطين أكشن- للطعن على
...
-
الولايات المتحدة: ديمقراطيون يتحركون لإجبار ترامب على رفع ال
...
-
لبنان: حزب الله يرى أن نزع سلاحه يخدم المشروع الإسرائيلي
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|