أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إعادة النظر بالبيداغوجيا التقليدية ..















المزيد.....

إعادة النظر بالبيداغوجيا التقليدية ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ اليوم ، وربما أكثر من أي وقت سابق ، وبعد أكتشف هشاشة كل شيء في هذا العالم ( المركب ) ، وظهور الخباية وإنزلاق أبنائه بمزيد من التخبط ، مازال فيروس كوفيد 19 ، سليل الفيروسات الأكثر مقاومة للمضادات ، وايضاً الأكثر مرونة وعناداً في ترميم نفسه ، يضع الناس أمام مسؤوليتهم التفكيرية ، وبالتالي أهم مادة قدمها فيروس كورونا للإنسان ، هو كيف له أن يموت ، ولأن الإنسان عامة أخفق بنسبة كبيرة في العيش ، إذن ، هل من سبيل لكي يعرف كيف يغادر الحياة ، لنرى ذلك ، ويبقى السؤال الضال ، هل يوجد شيء مهم يتوجب على المرء صنعه بين العيش والموت ، على سبيل المثال ، ممارسة التأمل وسيلة مهمة والتى تضع صاحبها أمام فهم الأشياء ، لأن في النهاية الإنسان نصف ميت ونصف حي ، إذن الرضوخ إلى الحجر في مكان خاص ، هو نذير بفقدان الجزء الحي ، إلا إذا أمتلك المحجور القدرة على نقل المركز إلى مركز غير متمركز .

بدايةً ، أنا شخصياً تغريني فكرة البقاء في بيتي ، بل سأعترف بشيء أبعد من ذلك ، منذ وقت طويل لا أفضل المشاركات العبثية ، تماماً كما كنت دائماً ، لا أحبذ المشاركة في أي تجمع يجتمع به الثرثارين لأني اولاً لست معني بالكتابة عن الخضراوات أو الندل في المقاهي أو المومسات ، وربما سئمت من المشاهد المتكررة ، ولأنني أيضاً أمضي أغلب وقتي في القراءة والكتابة ، إذن ، الوضع الاستثنائي الذي يشهده العالم اليوم بالنسبة لي شيء عادي ، بل حتى لو ذهبت إلى مقهى في الأماكن الكبرى ، كالمولات ، أبقى أسير أفكاري إلى درجة لا أجد فارق بين بقائي في البيت أو خُروجي إلى السوق ، بل ايضاً ، قراءة قصيدة شعرية تتحدث عن إمرآة جميلة ، تمهد لي منعها من خسارة شيء من جمالها ، بعد النطق وبالتالي ، كثافة الحضور المعرفي تؤمن للآخر جدارً يحميه من السقوط ، دون أن يعي ذلك ، لكن ، يبقى تأثير الفيروس المستجدكبير لدرجة جعل الأنظمة حاضرة بقوة في الشوارع دون الشعوب ، الأمر الذي جعل الناس أن تفكر بطبيعة غير موجودة ، وبالتالي ، الاستمرار في ثقافة الإنكار هو أمر بالغ الخطورة ويحتاج إلى عمليات تفكيكية ، تحرص على عدم تطبيع ما ليس طبيعياً ، فالوقت أصبح مناسباً ، أن يبدأوا من هم منخرطين في المؤسسات التعليمية دراسة ايجابيات وسلبيات التعلم عن بعد ، علماً أن البشرية لم تعتمده من قبل ، وقد تكون له ميزات كبيرة لو استطاعوا المتمركزين في وسط هذا المجال ، إعادة هيكلة أساليب التدريس بصفة عامة .

البيداغوجيا أو علم التربية ، أعتمد منذ ظهوره على حلقات جمعت بين المدرسين والطلاب ، أي التعليم المباشر ، وبالتالي هو تعليم يعتمد على السمع وممارسة الأنشطة المختلفة ، منها الذكية وأخرى جسدية ، بل وصول الطلاب إلى قاعة التدريس يساهم في مساعدة المعلم في إيصال الفكرة عبر طُلاب أكثر ذكاءً لطلاب أقل استيعاباً ، لكن الاستمرار في انتهاج ذات السلوك الذي مارسته البشرية قبل فيروس كورونا ، أمر بات غير مقبول ولا معقول ولا يصح الاستمرار فيه ، هذا الكم البشرية الذي يتحرك كل صباح ، من أجل التوجه إلى المدارس والجامعات والأماكن التعليمية ( المختلفة ) ، والتجمع بهذه الأعداد الكبيرة في قاعات صغيرة ، فعل غير منطقي ، لأن أعداد البشرية في إزدياد والتكلفة التى تترتب على حزينة الدول عالية ، ومع الوقت ستكون الدولة غير قادرة على توفير إلتزامتها البسيطة ، بل لو إفترض المرء أنها وفرت المال ، سيكون غير متناسب مع المعايير المطلوبة ، لهذا يتوجب إعادة النظر في العملية التربوية برمبتها ، والاستفادة من التكنولوجيا التى توفر الإتصال والتواصل بين الطلاب والمدرسين والإبقاء على المواد التى بحاجة إلى تواصل مباشر كالرياضة أو الأعمال المخبرية وخلافه ، بالتالي السؤال ، ما الفائدة التى سيجنيها الطالب عندما يتلقى مادة التاريخ أو الجغرافيا وغيرهما في داخل أربعة جدران ، إذن ، إذا توفرت التكنولوجيا في كل منزل ، كالحاسوب لكل طلاب والإنترنت والتسجيلات الصوتية للمواد التدريسية التى من خلالها يستمع التلميذ لها أو مشاهدتها بشكل مكرور كما يرغب وحسب امكانياته الاستيعابية وبالتالي يمّكن للتعليم الجديد ( عن بعد ) أن يضيف مادة تعمل على تنمية مهارة المستخدم لبرنامج الدراسي ، وبالتالي فاتورة التعليم ستتقلص وحركة السير ستخف واستهلاك المحروقات هو الآخر سينخفض والمناخ الذي يعاني من التلوث سيتم معالجته تلقائياً ، إذن ، العالم بحاجة إلى مجموعة متخصصة ، تستطيع تحقيق التوازي والتوازن بين الخروج من البيت والبقاء به ، وتحديد الحد الأعلى للاجتماع في المكان الواحد وايضاً دراسة مسألة خروج المرأة العاملة وحجم الفائدة من عملها ، وهل وجودها بين أولادها في عمر معينّ حتى يتمكنوا من الاعتماد على الذات ، يخدم المجتمع أكثر من خروجها وبالتالي يترتب من الدولة بدعمها بمبلغ شهري تحت مسمى التربية الوطنية ، وبالطبع ، يمكن إذا كان عمل المرآة يتحمل تعويض الأبناء بمن يقوم برعايتهم ومراقبة دروسهم في البيت أمر ايضاً قابل للنقاش ، الباب دائماً مفتوح لإثارة الأسئلة المشروعة التى تساهم في تعزيز مفهوم التعليم المفتوح والذي يواكب التكنولوجيا ويعالج ما ترتب عليه من أزمات كبرى تتفاقم مع الوقت دون أن تجد حلول جذرية .

هناك إلى هذا حقيقة ، كان قد لُقبَ أرسطو بمعلم البشرية ، وذلك يعود لإخراجه العلم من الأكاديميات إلى الأحياء الشعبية ، وبالتالي أسس ما يطلق عليه مذهب المشائية ، وهذه التسمية جاءت بحكم مشيه مع تلاميذه بين حارات تمتلئ بالسكان ودعوتهم بالالتحاق في النقاش والتعلم العلوم والمساهمة بحوارات فكرية ونقدية وأخلاقية وتأملية وفيزيائية وفلكية ، إذن فيروس كوفيد 19 ، أعاد التعليم إلى البيوت بأمر فيروسي بعد ما فقد الأمل بقدرة الإنسان في ترتيب أموره ، بل يؤكد الفيروس المستجد ، أن الفرصة متاحة على الدوام لمراجعة ما انتهجه ارسطوا ، فإنتاجه مازال إلى يومنا هذا فاعل ، بالرغم من التكنولوجيا العالية التى تتمتع بها البشرية ، إذن ، التطور الذي أحدثته التكنولوجيا وعلى الاخص ، في مسألة التواصل عن بعد وتقريب البعيد ، غير فاعلة في التعليم ، وبالتالي العالم يحتاج بصراحة لعقول التى عملت بجدارة في الاقتصاد والاتصالات واستطاعوا تحويل العالم إلى قرية على شاشة صغيرة في هاتف نقال أو شاشة حاسوب ، إذن ، استدعائهم إلى عالم التعليم ( البيداغوجيا ) ضرورة ملحة لكي يحدوا من المساحات المستخدمة في التعليم اولاً ، وخروج الناس وعودتهم بدفعة واحدة ثانياً ، إلى أن يصلوا تدريجياً لنظام كامل يعتمد على التعليم عن بعد .. والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفكار العلمية والفلسفية ممكنة في زمن معين ومستحيلة في زمن ...
- الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية بلا ليبرالية ...
- مازالت أنماط التفكير لأجهزة الاستخبارات العالمية تتشابه بالأ ...
- من على الرف إلى الحياة الكاملة ...
- جندرة الحيوان كانت مقدمة لجندرة البشرية ...
- وزير قلق ووزير مرتاح والفرف بين بكين وواشنطن
- كورونا بين القرض الحسن والربوي ...
- عندما تمطر السماء والأرض ترفض الإستجابة ...
- الغزالي بين من الإختزال والإسهاب ...
- الغزالي بين الإختزال والإسهاب ...
- الخطوات الاحترازية عامل أساسي في تقليل الإصابات ...
- الذكرى التاسعة لانتفاضة الشعب السوري ..
- لا خطر يعادل خطره ...
- التعرف شيء والإدراك شيء آخر ...
- الفيروس عموماً يعشق الجبلة الطينية ...
- التجربة وحدها كفيلة بإنقاذ البشرية عندما تعجز من إيجاد الدوا ...
- الحب الفاسد / هل هو مستجد في روسيا أم ناتج عن سلطات تعاقبت ع ...
- الخضوع والخنوع يمهدان لحدوث الكوارث ...
- دراسة المسبب طريق لكشف العلاج
- الثقة وحدها تبّني الإنسان والدولة ...


المزيد.....




- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-
- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إعادة النظر بالبيداغوجيا التقليدية ..